أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طلال شاكر - القيادة الكردية... بين خلل الرؤية... وخطل الحسابات..!؟















المزيد.....

القيادة الكردية... بين خلل الرؤية... وخطل الحسابات..!؟


طلال شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 2059 - 2007 / 10 / 5 - 11:35
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لم أتفاجأ وغيري بموقف القيادة الكردية، وبخاصة رئاسة إقليم كردستان التي انفردت بتأييد قرار مجلس الشيوخ الأمريكي غير الملزم حول العراق، والقاضي بتكوين ثلاثة كيانات سياسية على أسس عرقية وطائفية كردية ،شيعية ، وسنية، فالأمر لايتعلق بتكتيكات سياسية تلجاً إليها القيادة الكردية بين الحين والأخر، لاعتبارات ظرفية لتحقيق مكاسب سياسية محددة، فهذا الموقف تجاوزته بوصفه حاصل تحصيل في ظل الاختلال السياسي والتمزق الاجتماعي الذي يعصف بالكيان العراقي ، والذي نفذ منه الأكراد بسبب ابتعاد كردستان العراق عن التداخل الجغرافي الذي اضطرمت به نار الطائفية والصراع السياسي على السلطة والنفوذ والهيمنة في الجنوب والوسط والغرب مما جعل وطأة الحالة العراقية الملتهبة لاتقلقهم حالياً. العراق يعيش تمزقاً واحتراباً وفساداً وتدخلات خارجية قاتلة قل نظيرها في تاريخه القريب، والغريب في الأمر أن هذا الخراب صنع جله عراقيو الجنسية الذين ينفذون أجندات طائفية وسياسية فاسدة في أداء سياسي باهت ومثلوم لاوطني عرفه القاصي والداني، ولم يلتفتوا لشعب انتخبهم وأوصلهم الى سدة السلطة ، التي أداروها برؤية وخطاب طائفي تحزبي متعصب وضيق دفع ثمنه (الشيعة) المستقلون بكل ألوانهم وفئاتهم موتاً وعذاباً وتشريداً وهم يحكمون باسمهم (كأ تباع للآل البيت) ناهيك عن بقية مكونات الشعب العراقي الرئيسية، كانوا ناكرين للجميل وغادرين، لم يكتفوا بكل ذلك، بل ساوموا على مصلحة العراق ومصيره ومستقبله في صفقات مهينة وخطرة، وهذا مانلمس تداعياته السياسية، في تلك الصفقة الذليلة التي منحت فدرالية كردستان وقيادتها، السطوة والتحكم بمصير العراق وغضوا النظر عن كيان شبه مستقل تحت عنوان كاذب ومضلل اسمه فدرالية كردستان وليتهم يعرفون معنى ومضمون الفدرالية ، تلك السطوة الجائرة والنفوذ المركب التي حازته القيادة الكردية جعل كتلتها الكردستانية بيضة ألقبان في المشهد العراقي المتخلخل وهي تتمادى في خطاب وسلوك سياسي عنصري متغطرس في علاقة مختلة من كل الجوانب مع العراق وأغلبية شعبه، وقد تجلت نتائج هذا التحالف غير المقدس اكثر وضوحاً في تحالف المجلس الأعلى للثورة الاسلامية مع الكتلة الكردستانية في البرلمان وخارجه وفي تشكيل الحكومة من اجل تمرير فدرالية الجنوب والوسط المريبة كتقاسم للنفوذ والسطوة في عراق مجزأ، وإلا كيف يستوعب العراقي الحر موقف حكومة تحترم نفسها ومسؤوليتها تسمح برفع علمين مختلفين في بلد واحد تحت حجج واهية وقس على ذلك الكثير، وهذا غيض من فيض. أن القيادة الكردية عندما أيدت قرار مجلس الشيوخ فهي تدرك ماذا تريد وماذا تستهدف، فالأمر لايتعلق ببناء نظام فدرالي يحتاجه العراق أوكسبيل للخروج من مأزقه الحرج،بل لترسيخ استقلال كردستان عن العراق واستعادت المناطق المستقطعة..؟ وبخاصة كركوك الى جغرافية كردستان..! وبذات الوقت تكون قد قطعت الطريق أمام أي احتمال لقيام حكومة مركزية تحجم نفوذهم وسلوكهم غير الدستوري والتي هي أمل العراقيين في توحيد بلادهم والقضاء على التشرذم والطائفية، وفكرة عراق مجزأ وضعيف ومقسم هو مايلائم تفكير واستراتيجيه القيادة الكردية، وليس شعب كردستان الذي أميز موقفي منه... لم يعد تكرار النقد والاعتراض مجدياً إزاء سلوك القيادة الكردية المعهود ، فهذه القيادة لم تستفد من دروس التاريخ في عبره ودروسه ، فكرسي السلطة والامتيازات والنفوذ والثراء ، جعلها تستقوي بسراب اللحظة المواتية وسياسة الأمر الواقع التي تنتهجها، غير عابئة بمصير الشعب العراقي الجريح في مسلك برغماتي ذو عدة وجوه متناقضة. لقد أغرقها تعصبها وتشددها القوماني في لجة التمادي والغرور، ولم تر في السقوط المريع لسلطة البعث درساً لكل قوة قومية شوفينية استهانت بالأخر وظلمته وها هي تعيد ذات المنهج بطريقة تفتقر الى بعد النظروالعقلانية وهي تراهن على تفتيت العراق وشعبه.... وبدلاً من أن تبني مشروعها القومي النظيف والمشروع من خلال احترام ممن تشاركهم في الوطن الواحد وبناء مفهوم حر وصادق ومتكافئ للإخوة وللمواطنة، تلجأ الى فلسفة مواقفها السياسية المتناقضة كحكمة وحرص على الشعب العراقي...؟، ولم تعد تنطلي على الأحرار من العراقيين هذه الكذبة ولم يعد دورها المزعوم في إصلاح ذات البين بين العراقيين المتحاربين وجمعهم يملك مصداقيته ونبل مقصده، فالدلائل تشير أن ذلك ليس في مصلحتها وترسيخ نفوذها، وما انفرادها بتأييد قرار تقسيم العراق الى ثلاث مناطق فدرالية حسب الطائفة والعرق يشير الى رؤيتها وخطابها بجلاء لالبس فيه ، والقيادة الكردية تدرك أي مضمار للموت والخراب والتدمير سينشأ عندما يقسم العراق ! وأي حدود موت ستكون..؟ وأي عذاب سيكابده أهلنا عندما تنقسم العائلة والأقرباء والأصدقاء وأبناء الوطن الواحد..؟ حين يتناهبهم التشرد والضياع بين أوطان مزيفة وفدراليات سقيمة، انه الجحيم الذي سيغرق في جوفه العراقيين بكل ماتعنيه الكلمة من دلالة ومعنى، إذن لماذا يودون ذلك ويؤيدونه من دون كل العالمين، فهل هم فقط من يمتلك الدراية والحكمة والعقل، وغيرهم لايمتلكها..؟ ألم تخجل القيادة الكردية وهي ترى البيت الأبيض والسفارة الأمريكية في بغداد ترفض قرار مجلس الشيوخ بينما هي تسارع قبل الكل لتأييده والترحيب به دون أي شعور بالمسؤولية وهي تتشارك في حكم العراق كطرف أساسي أين مسؤوليتها والتزاماتها أمامنا كعراقيين..؟ ويأتي ترحيب رئيس جمهوريتنا المحترم بقرار مجلس الشيوخ كانسجام وتناغم مع رئاسة إقليم كردستان وتصرف كقومي كردي متخطياً مهمته ومسؤوليته الرسمية كرئيس لكل العراقيين واصفاً ردود الفعل تجاه قرار مجلس الشيوخ.. بالعاطفية... وفقط هو ورئاسة دولة إقليم كردستان موضوعيين وعقلانيين...؟ و لم استغرب موقفه هذا لأننا اعتدنا على زوغانه وتواريه في الملمات، فرئيسنا الجليل لم يتغير قط سواءً كان معارضاً أو رئيساً لجمهورية يقال أنها فدرالية ...!.. ؟، أن موقف القيادة الكردية المختل هذا يراكم الضغينة ويبني أساسات التعصب ويستبعد الثقة تماماً ويجعل العراقيين ينظرون الى فدرالية كردستان خنجرا في خاصرة بلادنا بدلاً من أن تكون قوة ومنعة للعراق الديمقراطي الفدرالي الموحد.....؟ لقد حاول بعض السياسيين الأكراد تخفيف الأمر بتفسيرات تحاول التملص من حراجة الموقف ، لكنها في كل الأحوال لاتعني شيئاً ذو قيمة لأنها توزيع بائس للأدوار، فالمسألة تتعلق بنهج مختل تمارسه قيادة كردية متنفذة عن إدراك ووعي كاملين وليس زلة لسان. هنالك قضية درج على استخدامها الرسميون العراقيون والقيادة الكردية بالذات، فكل خطوة سياسية يتخذونها يربطوها بالدستور والقانون وهم يتخذون منهما دعامة ومسوغ لمسلكهم ،وفاتهم أن الدستور عقد اجتماعي تمنحه القوة والمنعة والفعالية تلك المؤسسات الدستورية الحقيقية بقادتها ونخبها وسلوكها الديمقراطي الواعي والحريص، ماقيمة و فائدة الدستور والقانون إذا كان مخترقا، بمرتكزات لاشرعية، ومبتزاً بقوة المليشيات وتواطؤ سلطوي مبني على العرق والطائفة، وأتذكر هنا قول رئيس الوزراء السيد نوري المالكيً قبل أشهر، حين رفع السيد مسعود البار زاني علم كردستان القومي، بدلا من العلم العراقي الرسمي في إقليم كردستان( قائلاً بحزم فارغ.. أن هنالك علماً واحداً وهو الوحيد الذي يجب أن يرفع في كل العراق... فهل استجابت رئاسة دولة كردستان لهذا المطلب الدستوري وهل احترمت الرئيس التنفيذي لكل العراق، وهل بإمكان السلطة المركزية مثلاً أن تلغي القوانين التي تصدرها وتطبقها رئاسة إقليم كردستان...؟ هل يستطيع أحدا الاعتراض عليها أو منع تنفيذها أي كان موقعه ومن خلال الدستور...! فعن أي دستور وعن أي قوانين يتحدثون ، نعم صوت الملايين من العراقيين للدستور، وهنالك فرقاً جوهرياً بين أن تصوت للدستور وبين احترامه والالتزام به..؟، لقد صوت الأكراد والعرب والجماعات القومية الأخرى بنعم للدستور لكن الأهواء السياسية ومصالح الأحزاب والنخب السياسية الطائفية المتنفذة في السلطة هي التي تقرر الطريقة التي تتعامل بها مع الدستور... وليس الدستور هو الذي يقرر، من السخرية بمكان أن يتحاجج المختلفون عندنا بالدستور.؟ ودستورنا العراقي مثل قراننا حمال أوجه ويخضع لتأويل القوي والمتنفذ.. ؟ والأمثلة عديدة وكثيرة. في الختام أخشى أن تتراكم الريبة والتوجس والخشية عند اغلب العراقيين بمسلك القيادة الكردية ونهجها المختل ليتحول الى اعتقاد مبرر بأن الخطر القادم سيكون كردياً...!؟ أن عدواً واحداً كثير.. وأن ألف صديق قليل.....!؟



#طلال_شاكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيد مسعود البارزاني الحرب الاهلية الحقيقية ستندلع اذا جرى ...
- ألراي الحر.. لايستدع كل هذا التبرم والضيق من الدكتور كاظم حب ...
- رسالة الدكتور كاظم حبيب المفتوحة الى السيد مسعود البارزاني.. ...
- المادة..140 ..لاتحل مشكلة كركوك... بل المادة.... تفاهم عراقي ...
- الاحتلال.. والمقاومة.. والتحرير ..عناوين.. لخطاب سياسي متناق ...
- الاسلام العراقي يقود العراق نحو الهاوية
- القوة الصماء في عهدة قائد ملهم
- التاسع من نيسان 2003 تاًملات في اطلالة تاريخ
- حسن العلوي ابن حقيقته
- سر الرجولة التي أثبتها صدام للشيخ أحمد زكي يماني
- صالح المطلك ينوح على صروح الدكتاتور.
- حين توارى رئيس جمهوريتنا الطالباني في منتجع دوكان
- حداد القذافي علىصدام نفاق المستبدين ونخوتهم الكاذبة
- عندما يجعل عبد الباري عطوان.... صدام مرفوع الرأس .
- تقرير بيكر هاملتون وعقدة الاستعلاء الامريكي
- . !بقاء القوات الامريكية في عراقنا ضمانة ومصلحة وطنية
- اربع عوائل تتحكم بمصير العراق- القسم الثاني والاخير...
- أربع عوائل تتحكم بمصير العراق-القسم الاول
- السيد مسعود البارزاني يحسم خيارات العراق بثلاثة فقط لاغير
- الطائفية مأزق العراق القاتل


المزيد.....




- فعل فاضح لطباخ بأطباق الطعام يثير صدمة بأمريكا.. وهاتفه يكشف ...
- كلفته 35 مليار دولار.. حاكم دبي يكشف عن تصميم مبنى المسافرين ...
- السعودية.. 6 وزراء عرب يبحثون في الرياض -الحرب الإسرائيلية ف ...
- هل يهدد حراك الجامعات الأمريكية علاقات إسرائيل مع واشنطن في ...
- السودان يدعو مجلس الأمن لعقد جلسة طارئة الاثنين لبحث -عدوان ...
- شاهد: قصف روسي لميكولايف بطائرات مسيرة يُلحق أضرارا بفندقين ...
- عباس: أخشى أن تتجه إسرائيل بعد غزة إلى الضفة الغربية لترحيل ...
- بيسكوف: الذعر ينتاب الجيش الأوكراني وعلينا المواصلة بنفس الو ...
- تركيا.. إصابة شخص بشجار مسلح في مركز تجاري
- وزير الخارجية البحريني يزور دمشق اليوم للمرة الأولى منذ اندل ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طلال شاكر - القيادة الكردية... بين خلل الرؤية... وخطل الحسابات..!؟