تأريخ العقل البشري

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 2948 - 2010 / 3 / 18 - 06:15
المحور: الطب , والعلوم
    

يشبه البحث في تأريخ العقل البشري البحث في الحفريات عن اثار الحضارات الماضية و كيف نشأت على انقاض الحضارات التي سبقتها. ترك تأريخ الانسان منذ بروزه على الكرة الارضية بصماته على الدماغ البشري على مرور السنين. يتطور العقل البشري عن طريق البناء على ما سبق اوتغيره حسب المتطلبات الجديدة لان العقل في تطور و تغيير مستمر.

اولا زاد حجم العقل البشري كمية ليبلغ 1.5 كغم مما ادى الى زيادة الام المرأة عند الولادة اكثر من جميع حيوانات الثديات.
ثانيا يتكيف العقل البشري بجدارة ليتلائم مع الوضع الجديد. عند اصابة الانسان بالصم و العمى تحدث تحولات في وظائف العقل للتعويض عن النقص او التكييف بتقوية حاسة اللمس او الشم. وهذا يعني ان لغة الانسان احتلت ايضا مساحة واسعة من العقل بعد تطورها وبعد ان قمعت او غطت على المهارات الاخرى. تبني الطبيعة على الموجود في العقل او تغيير ما هو موجود اكثر من خلق شئ جديد. و هذا يعني ان عقل الانسان عبارة عن طبقات جديدة بنيت او غطت القديمة ولكن القديمة لاتزال موجودة او بالاحرى مقبورة في الاعماق او في قبو العقل الانساني.

و لكن تطور العقل البشري له مساوئ لانه يتطلب استهلاك كميات كبيرة من الطاقة و هذا يعنه بدوره ان الانسان استطاع ان يوفر الغذاء الكافي لتزويد العقل بالطاقة اللازمة لربما ساعد العقل الانسان على جذب شريك الحياة و التعامل مع الاخرين اي ان الناحية الجنسية لعبت دورا كبيرا في تطور عقله.

يتكون معظم العقل البشري من cortex ( القسم الكبير4/3) المسؤول عن الوعي و التفكير التجريدي و اللغة و الابداع. هذا القسم الكبير ذو اخاديد و تجعيدات يسمح لخز نيرونات اكثر على المساحة المتوفرة عكس دماغ الكائنات الاخرى. لا تزال توجد تحت cortex تركيبات قديمة مثل cerebellum spec (المسؤول عن التوازن و الحركة) للذاكرة و الانفعالات الفطرية كالبحث عن اللذة و تجنب الآلام و brain stem (الموجود في الاسفل و يربط بالنخاع الشوكي لتنظيم وظائف الجسم التلقائية كالتنفس و الجوع و حرارة الجسم و نقل الاشارات بين العقل و الجسم). تساعدنا تركيبات العقل البشري على التعرف على الماضي البعيد اذا استطعنا تنقيب و حفراثارتأريخنا المقبورفي اعماق عقولنا

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل