أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاروق سلوم - الخروج من المنطقه الزمرديه .. الى فضاء العراق















المزيد.....

الخروج من المنطقه الزمرديه .. الى فضاء العراق


فاروق سلوم

الحوار المتمدن-العدد: 2947 - 2010 / 3 / 17 - 23:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين اصدر- راجيف شاندراسيكاران- مدير مكتب الواشنطن بوست في بغداد كتابه السردي الروائي ( الحياة الأمبرياليه داخل المنطقه الزمرديه الخضراء عام 2006 ) ‘ كان قد عـَرضَ شهادة امريكيه مذهله وتفصيليه على ان كل شيء داخل منطقة ادارة احتلال العراق يمضي في الطريق الخطأ بدءا من أختيار الرجل الخطأ !!!! الى القرارات الخاطئه لسلطة الأحتلا ل و المجموعات السياسيه السانده ا و المختاره من العراقيين ، في حلم صعب لبناء تجربه امريكيه ديموقراطيه تحمل روح ايمرسون وفلسفته الى الشرق الأوسط .. كوعدٍ لم يتحقق منه اي ملمح على الأرض .
ولفرط دقة الوثائق والمقابلات والتجارب والشهاده الشخصيه للكاتب الذي ظل لسنوات يتابع كل نأمةٍ داخل المنطقه الخضراء ، تحول الكتاب الروائي الى فيلم يحمل نفس العنوان انتج اواخر عام 2009 ورشح لنيل الأوسكارهذا العام ، اذ توفرت له عناصرماديه و فنيه ونقديه مهمة ، فقد صاحبت اصدار الكتاب وانتاج الفلم موجة نقد عارمه في الصحافه الأمريكيه للأحتلال وادارته تتلخص ملامحها في : ان مغامرة احتلال العراق ذهبت في الطريق المأساوي المفضي الى الخطأ ، وان من احيلت اليهم مسؤولية ادارة اللعبه مجموعة ليست لديها اية مرجعيه معرفيه بالشأن العراقي وثقافة شعبه ، وانهم قادوا البلاد مع مساعديهم من العراقيين الى وقائع كارثيه في الأقتصاد والسياسه ، وان الوهن والفساد الذي يمثله الأداريون والمتعاقدون الأميركان انما هم الصورة التراجيـكوميديه للوجه الأمريكي في العراق ، كما انها تجربة عسكريه اتعس بكثير من التجربه الأمريكيه في الهند الصينيه . و يركز الكتاب على تجربة ضابط امريكي كشف التضليل حول اسلحة الدمار الذي انطوى عليه دافع الأحتلال كما يكشفها الضابط المختص بالتحقيق ، واستنادا الى شهادات واقعيه للجنه عسكريه تابع مهماتها ، حيث يكتشف انه ضحية خدعه كبيره ليبدأ في ملاحقة ورصد كل مايجري في هذه المنطقه الزمرديه ، من أخطاء وفضائع وملامح حياة منفصله عن كل شيء .
*
وكان الصحفي الأمريكي جيم كرين قد كتب لوكالة الأسوشيتدبريس تقريرا عن بعض ملامح الحياة الزمردية في المنطقه الخضراء ، مشيرا الى تفاصيل يوميه هي بمثابة نقد ليوميات الأحتلال قائلا :
في مدينة حيث قلّة من الناس يتمتعون بالشراب، تحتوي منطقة بغداد الخضراء المغلقة على الأقل سبع حانات، و ديسكو ليلة الخميس، بار رياضي ، حانة بريطانية، حانة فوق السطح تديرها جنرال إلكتريك، وحانة مقطورة تديرها شركة بكتل . لايدخل هذه الحانات معظم الوقت سوى العاملون مع ادارة الاحتلال . إنّ الحانة الأفخر والمؤثثة بالخيزران هي حانة وكالة المخابرات المركزية المعروفة ب حانة أو جي أي. وهو الاسم الكودي الرمزي لوكالة المخابرات المركزية ويشتكي موظفو السلطة أنّ وكالة المخابرات المركزية تفضّل دعوة الضيفات من النساء فقط ، وإحدى أماكن الإستراحة الأكثر إثارة مقهى المنطقة الخضراء، خيمة نصبت في موقف سيارات محطّة بنزين سابقة. تجمع المقهى مزيج عشوائي من شخصيات إلاحتلال وآخرين مثل المراسلين الذين لا يحملون هويات حكومية . وفي الاماسي الاعتيادية ، يستطيع المرء رؤية الجنود الأمريكيين يدخّنون من النرجيلات بطول 4 أقدام ومقاولي الأمن من هاليبيرتون وغيرهم يقهقهون وهم يشربون البيرة، ومدافعهم الرشّاشة بجانبهم . اما اولئك الذين سيصبحون خبراء الإستراتيجية العراقيه لدى سلطة التحالف فيمكن رؤيتهم احيانا في أحذية الصحراء العسكرية والقمصان والسراويل، وهم يلعبون لعبة المخاطر (رسك) ، وهي لعبة طاولة الهيمنة على العالم .. و في احدى الليالي جلس المستشار الاول لشؤون الشباب والرياضة في سلطة التحالف واسمه منذر. و . ت .على رأس منضدة مأدبة في قميص ابيض ورباط عنق وهو يضرب ايقاعا على الطبلة العراقية . وكان رواد الحانة يرقصون ويصفقون على الايقاع . ولكن السكان الاوفر حظا يفضلون حفلات الشواء التي تقيمها شركات مثل كرول و اوليف والدعوات اليها محدودة بسبب قلة النساء المناسبات في المنطقة الخضراء .تفتخر المنطقة بمحل بيتزا أيضا و اثنين من المطاعم الصينية التنافسية جدا. هناك مسبح القصر و كازينو وهي غرفة لعب فارهة . وفي المنطقة العديد من صالات الجمنازيوم ،.وقد حول شارع واحد في المنطقة الى سوق تجاري ، حيث يبيع العراقيون أقراص الدي في دي والبسط والحلي رخيصة الثمن . وفي زيارة لي للمنطقة مؤخرا توقف قربي صبي على دراجة بخارية وقال بصوت خافت : هل تريد شريط بورنو ؟"وكما قال احد المسؤولين برفقتي مازحا: لا أعرف إذا كانوا هم الذين يفسدوننا أم نحن الذين نفسدهم،

*
هذه صورة الحياة في المنطقه الخضراء متواصله ومستمره بالنسبة لعسكرين ومدنيين منخرطين في ادارة شؤون الأحتلال ولموظفي السفارة البريطانيه و الأمريكيه واللجان المتخصصه المنبثقة عنها والوحدات الأدارية ذات الطبيعه العسكريه والأمنيه كما يرتادها الدبلوماسيون الأجانب والمترجمون والمساعدون في فترات محدده مثلما يستفيد من خدماتها واسواقها سكان عراقيون مختلفون في الوظائف والأهتمامات .. وهي بالنسبة لسكانها من العراقيين بمختلف الصفات تمثل تغريبا آخر لهم و لفكرة ادارة بلد .. ومؤسسات .. وتأسيس مستقبل واقعي كما في البيانات والدعايات الأنتخابيه المعلنه.
كانت عملية توزيع المنازل الفارغه والشقق ورغبة السكن داخل المنطقة الخضراء قد شهدت منذ نيسان 2003 تدافعا شديدا وضاغطا بمختلف الوسائل على ادارة الأحتلال بين اؤلئك الذين اختارتهم السلطة للخدمات وتسيير آلية الحياة داخل المنطقه وبين سياسيين عائدين واعضاء مجلس حكم ودوائر سياسيه مقربه ومراسلين وحملة وثائق تملّكٍ للعقارات والشقق داخل المنطقه بينما سكن بعض السياسيين في منازل المسؤولين السابقين الفارهه على دجلة ، والحقيقة ان المنطقه الخضراء المحميه بأحكام وسطوة عسكريه وامنيه قد غدت منطقة التوهم الكبير لدى الكثيرين حيث ظن السياسيون والبرلمانيون انها تمثل العراق بحق وتختصر كل شيء فيه وتوفر حدودا واقية لحضورهم بما تمثله من بعد او انتقائيه وامتيازات بما في ذلك الأبتعاد عن التدخل في تفاصيل الحياة العامه لشعب ينقصه كل شيء في حياته اليوميه . وكان من ابرز امثلة احتفالات الوهم المتبادل بين سلطة الأحتلال وبعض السياسيين الأحتفال بأطلاق اول بطاقه ائتمانيه عراقيه عام 2005 في احدى قاعات قصرالمؤتمرات ، فيما كانت تضرب بغداد موحه رهيبه من موجات مهاجمة البنوك وسرقتها امام طوابير المتقاعدين الذين يحلمون بأستلام رواتبهم من مصارف انهارت خدماتها الأداريه والحسابيه ودهمتها يد العنف والقتل والسرقه . هنا يتكرر الوهم الكبير الذي جعل النظام هشا متداعيا من قبل ، فقد اختصرت سابقا دوائر الرئاسة ذات الطبيعه الزراعيه والأقتصاديه والتربوية والسياسة وشؤون المواطنين وغيرها صورة العراق لتبدو وكأن العراق وشعبه ومتطلبات حياته ومؤسساته هنا في المنطقة الرئاسيه راضيا ومتماسكا وان كل شيء بخير طالما ان موظفي تلك الدوائر يتمتعون بالرضا ويعكسون صورة الحياة المختصره لبلد دهمته الحروب والحصارات والموت ... وهذا يحصل اليوم عند العشرات بل المئات ممن تعشم الشعب فيهم خيرا ، من النواب والسياسيين ومساعديهم ومن الأداريين والخبراء والأقتصاديين ومراكز البحث والناطقين بأسم الحكومة والبرلمان ومؤسسات رئاسيه ودوائر ذات تخصصات لها علاقة بحياة الناس .. فحين فشلت محاولة سلطة الأحتلال تصليح محطة كهرباء الدورة - على سبيل المثال - لجعلها تنتج تسعة آلاف وات بحجم حاجة البلاد ثم تهاوت محاولاتها لسنوات و لم تنجح الا في حدود مائة واط كسعة انتاجيه متيسره كما في البيانات ، فأن المنظومات الرسميه العراقيه ذات الطبيعه السياسية والأداريه تنشغل في وهم المنطقه فيما يعيشالشعب واقعية الخيبة والعوز والفقر والبطالة وتسويقالخرافه بأعتى صوره .. اليوم تبدو قضية مغادرة هذه المنطقه اولوية لشعب يريد ان يتولى شؤون حياته مواطنون طبيعيون يأنفون كل أمتياز ويغادرون كل خوف لمواجهة حاجة الشعب وشؤون حياته .. وبهذه الطريقة يستحقون تاج تمثيل الشعب وإدارة شؤون حياته .. عسى ان تكون مرحلة مابعد نتائج الأنتخابات حبلى بالحقائق .. والوعود.



#فاروق_سلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأصبع الذي يمحو الأختزال
- دليل الناخب النجيب
- مِنْخَل الأخطاء العراقيه
- الدوله الرخوه
- اسمنت
- منسيات التاريخ .. نحو كتابه مغايره
- ارض أ ُخرى
- بساط المنزل .. يوميات زهرة الثلج
- نافذة على عتمة المنزل
- ابقار
- كريم رسن : الكرافيتيّه من اثر حرائق المدينه .. الى شيفرات ال ...
- دائما ..ثمة امرأة تكرر اخطاءها
- يداك تشيران الى جهتي
- طارق ابراهيم : الحروفية ليست تزيينا لكتلة الخزف
- نساء قيس السندي .. الفكرة حين تكتسح الرسم
- بلاسم محمد : يوميات الخروج من الرسم
- عامر العبيدي : الهجرة .. تأويل لفكرة البقاء
- هيثم فتح الله : عدسة واحدة لاتكفي لأكتشاف اللامرئي
- شنيار عبدالله ..غواية النحت ام غواية الخزف
- كلاسيك لحلم بعيد..


المزيد.....




- روسيا تعلن احتجاز نائب وزير الدفاع تيمور ايفانوف وتكشف السبب ...
- مظهر أبو عبيدة وما قاله عن ضربة إيران لإسرائيل بآخر فيديو يث ...
- -نوفوستي-: عميلة الأمن الأوكراني زارت بريطانيا قبيل تفجير سي ...
- إصابة 9 أوكرانيين بينهم 4 أطفال في قصف روسي على مدينة أوديسا ...
- ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟
- هدية أردنية -رفيعة- لأمير الكويت
- واشنطن تفرض عقوبات جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الث ...
- شقيقة الزعيم الكوري الشمالي تنتقد التدريبات المشتركة بين كور ...
- الصين تدعو الولايات المتحدة إلى وقف تسليح تايوان
- هل يؤثر الفيتو الأميركي على مساعي إسبانيا للاعتراف بفلسطين؟ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاروق سلوم - الخروج من المنطقه الزمرديه .. الى فضاء العراق