أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاروق سلوم - نساء قيس السندي .. الفكرة حين تكتسح الرسم














المزيد.....

نساء قيس السندي .. الفكرة حين تكتسح الرسم


فاروق سلوم

الحوار المتمدن-العدد: 2668 - 2009 / 6 / 5 - 09:09
المحور: الادب والفن
    


لفرط حساسية حركته .. واتقانها اتردد طويلا وانا ادرس بنية قيس السندي الأكاديمية ،
انها بنيه فنّية تكّرس اسس الرسم ومقوماته الكلاسيكيه ،
.. ( قوّه ) لونية طاغية هي اساس تلك التقنيات التي تشتغل على مخيلتنا وتنتزعها من خدرها عند قراءة اعماله الحديثة .. وتجريداته ، ونحن نتابع التجربه لديه .
والحقيقة انني في البدايه امضيت وقتا – ربما بدا طويلا وانا اشاهد مجموعة اعماله من الفيديوآرت التي انجزها في غربته .. في العالم الجديد كما اسماها مرّة ..
وكان يشغلني لديه اصراره على الفكره وأولويتها .. رغم كل عناية بادية على اهتمامه بالشكل والتقنيات والمؤثرات ..
انه يصمم عمله بجهد فكري .. ودراسة معمّقة ..مثل اي معمار مغامر
كما تشي حركته با نه لايلصق الفكرة في مرحلة لاحقه اثر انجاز عمله بل تنبني الفكره لديه مثل نواة ، وتلك مزيّة رسام يعرف حقا طريقته ..
وكأني ارى فيه ذلك الرسام المسكون بوسواس الأتقان
وسواس الرسام حين يتبنّى نبوءة اللوحة وكمالها ..
*
تتفجر اللحظة الموحية بالفكره عند قيس السندي ( في الرسم وفي الفديو آرت ) من خلال حركة الحياة ، ووثائقيتها في مخياله :
زحمة الخطى وايمائية الأجساد ولغتها الأشارية ..
سيكولوجيا الوجوه وهي ترمي سمتها او ترسم حوارا من العلامات ،
وهي مفردات تسكن معارضه التشكيليه السابقة بقوّة لفرط ارتباطه بتفاصيل شهادته على عصر صعب ..ومخلوقات فضّه ، جدليّه ايضا . و حين نشاهد بهدوء تجربته الجديده في الفديو آرت – الحقيبة آي او أم مثلا – نكتشف تجربه حية عاشها عن قرب حيث يتأكد حدس اولوية الفكره وجوهريتها عنده
.. مع كل اتقان فني وثراء اسلوبي
ان هذه الحقيبة وهي ترافق هجرة العراقيين الى جهات الأرض على يد منظمة الهجرة الدوليه ، تخرج من عاديتها وتداولها اليومي وهي تحكي تغريبه عراقية في زمن الدم ، ليضفي قيس السندي على الحقيبة سردية فنيه غامره لشهاده دلالية عن محنة تاريخية واجتماعية خطيره تعرضت لها بلادنا وشعبها في العصر الحديث ..
وقد واصل قيس السندي منهجه في البحث عميقا في امكانات الفديو آرت لتنفيذ مشروعات أخرى : أقزام ..واللعبة لم تنته .. وراحلون ..وهي موضوعات تظهر ميل الفنان نحو تنويع الأداة الفنية وثراء ايحائها ..
*
والرسام قيس السندي 1967 ينهمك في في تفتيت مخلوقاته على سطوح حيّه .. وكأنه يشفق على مخلوقات متخيله لنساء خارجات من عتمات .. وتجارب تماهت فيهن حتى ارتسمت على اشكالهن ظلالا من الغموض الأزرق .. وهن يقبضن على حضورهن في اللوحه بيتم وخجل من الأنكسار . نساء قيس السندي استلابات جسديه مثقله بأضطراباتها . شحوب آسر لأيحاء غامض .. وسحري.
ان تلك اللذائذ المنتظره من اجساد تحلّق في كتلتها المفصوله عن اية هوية .. تتشظى دون ملمح .. ثمة رؤوس مبعده او اشباح لرؤوس لكن ذلك البريق الداخلي لكتلة الجسد لاتسعه كتله ولايحدده كيان في مديات مبهمة لأجساد هابطة من مجرات فاتنه لايقبض عليها كون محدد.
*
في نماذج نساء قيس السندي ميزات جماليه لفكره قائمة لديه عن جمال يخرج من سيكولوجيا الجسد الى سيكولوجيا الرسم ، انه يصنع جماليات لحضور ثري وهو يضفي على تجريداته لمسته المعماريّه .. ونظرته الرفيعه الى كتلة الجسد وظلالها وصداها ..
ثمة رنين وانعتاق باهر لمخلوقات تخرج من ابهامها ..ان نساء معرضه يخرجن بوعودهن المبهمة من اتقان ومعرفة وسكون . تلك تنويعات خارج اي مبتغى استعراضي او .. ابهار عابر بل انها منطقة كشف لرؤى وحفريات في اعماق هذه الحيوات عبر مهاره فنيه ..بل انها مهاره اسلوبيه ناقله لأعماق الفكر ومقولاته التي تبدو مثل هذيانات وكوابيس.. وجنون ملوّن .ثمة متعه لكل لوحة في استقلالية فريدة برغم واحدية الفكره – نساء .. لكن انتصار اللوحة ووحدتها معيار فني لمعرفة الفرق الغامر في خصوصيته ، بين مايفعله هنا .. وبين مايفعله في امكانات اخرى كالفديو آرت .. حيث تطأ ريشته جغرافيا الجمال الغامض ..
*
في معرض نساء تبدو نزعة الجمال غير ممكنة النفي .. انها كينونه ووعي .
ثمة نزعه ثنائيه : متمرده وعقلانية في اجساد تبدو صناعتها مثل شطحة ابتكار لمخلوقات الرسام الحلمية الفريده ..هذا الأشراق اللوني ، حيث كل مزيج مصباح لسحر المعنى ، وبريق لكون وهمي يصنع بلاغة نصه البصري وهو يعترف بقوة الداخل السري الخاص . لايبدو معرض قيس السندي نزوة عابثة لرسام حر في تخيل لذائذه ، كما ليبدو معرضا وصفيا لغواية الجسد ووشايته المرّة. انه يستخرج من تلك المخلوقات تداعياتها الرمزية ولغتها الكتومة .. هذا معرض يحكي غياب الجسد ونسائه وضياع لخطوات تمضي الى عتمة اسرارها الوحيدة رغم كل جمال تشكيلي منحنا اياه .. بل انه قلق لرسام يغادر فردوسه نحو جحيم الكشف الملغّز عن اعماق صامته .. استنطقتها اللوحة لتبدو وجودا لأسئلة مغامرة تكتنه السر وتروي ببلاغة مكثفه ..اسرار نساء على خريطة الروح ..ومسارات وجود صعب ..



#فاروق_سلوم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلاسم محمد : يوميات الخروج من الرسم
- عامر العبيدي : الهجرة .. تأويل لفكرة البقاء
- هيثم فتح الله : عدسة واحدة لاتكفي لأكتشاف اللامرئي
- شنيار عبدالله ..غواية النحت ام غواية الخزف
- كلاسيك لحلم بعيد..
- اسئلة لسكونك العجيب
- الذي اختصر ملحمة الحفاة
- ذهاب المتسكع اسئلة العزلات
- ريم البنا : الشجن الذي يمنع من السفر
- مايك جاغر : الجمال الخطر مرثية .. لصورة امرأة- الفن شاهدا عل ...
- الأمريكية هولي وونغ : الرسم يكتب تاريخ حروبنا
- عرس اوباما ليلة واحدة فقط
- ادونيس 68
- المهمة لم تنجز..تجربة رئيس اخرق
- تجوال ..
- الفرصة التي تضيع الى الأبد
- عود وغابة وليل ابيض
- ياأخا الطير في طشقند:عشرة ايام قرب الجواهري
- سور الصين .. وهادي العلوي ونحن الثلاثة
- مراجل الوطنية الجديدة


المزيد.....




- هل انتهى عصر الألعاب حقًا؟.. الشاشات هي العدو في الإعلان الت ...
- -شر البلاد من لا صديق بها-.. علاقة الإنسان بالإنسان في مرآة ...
- غانا تسترجع آثارا منهوبة منذ الحقبة الاستعمارية
- سرقة قطع أثرية ذهبية من المتحف الوطني في دمشق
- مصر.. وضع الفنان محمد صبحي وإصدار السيسي توجيها مباشرا عن صح ...
- مصر: أهرامات الجيزة تحتضن نسخة عملاقة من عمل تجهيزي ضخم للفن ...
- حضور فلسطيني قوي في النسخة الـ46 من مهرجان القاهرة السينمائي ...
- للمرة الثانية خلال شهور.. تعرض الفنان محمد صبحي لأزمة صحية
- -كان فظيعًا-.. سيسي سبيسك تتذكر كواليس مشهد -أسطوري- في فيلم ...
- اشتهر بدوره في -محارب الظل-.. وفاة الممثل الياباني تاتسويا ن ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاروق سلوم - نساء قيس السندي .. الفكرة حين تكتسح الرسم