عرس اوباما ليلة واحدة فقط

فاروق سلوم

الحوار المتمدن-العدد: 2459 - 2008 / 11 / 8 - 06:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لم يفرحني فوز اوباما .. مثلما لم يفرحني فوز كلنتون من قبل يوم امتلأت سماء بغداد رصاصا تنويريا من فرح الفشل الذي مني به بوش الأب ..
واتساءل لم هذا العرس العربي اليوم ولم ذاك . وصرت اردد السؤال ذاته كلما قرأت مقالة اوعنوانا يثني على هذا الفوز الكاسح لبطلنا الجديد اوباما ..
نحن بحاجة الى استبصار سيكولوجي ..
هذه الأمة الأمريكية المتآلفة من مجموعة امزجة هي اخلاط قومية لم تندمج تماما .. سوى في اللغة ..
وان احياء ومدن المهاجرين ماتزال تتكلم لغاتها الأم.. هنا هارلم وهنا الصين الجديدة وهنا ميامي .. وهنا تلكيف ستي هكذا بقية الصفات اللاتينية لمهاجري مدن الفقر القادمين الى العالم الجديد.. تسم الحياة والتجمعات ..
ان الأنتماء الى امتيازات المواطنة الأمريكية يؤطرها توفر التأمين الصحي .. والمال ومواجهة الجريمة ..
والاّ فأن حياة الأمريكي تصير جحيما ..
والوثائق التسجيلية والورقية بالمجان لمن يريد ان يتأكد ان الأمة الأمريكية توحدها قوة البرغماتيا .. وتفرقها الأمزجة والألسن ..
هذه الأمة التي انتمى اليها مائة مواطن جديد قبل ايام ..
هناك في بغداد في احتفال قوات الأحتلال والسفارة الأمريكية بمنحهم الجنسية الأمريكية اثر قضائهم سنتين يقاتلون في العراق ..
هي امة مدفوعة الثمن والاّ فأن مزاجها سيقلب كل شيء...
ولما لم يدفع غزو العراق الثمن كما حلمت به الأمة وعشّمها السيد بوش .. اصبح التغيير ضروريا .. واصبح الثأر والأنتقام من تلك الأدارة بديلا لكي تقلب الصفحة غدا .. وهكذا كان الكثير من عناصر السيكولوجيا تسيطر على طبيعة الأنتخابات .. وعلى تمنيات ركابنا العرب والعراقيين ..وفئات شتى ..
سألت امس صديقا مهاجرا الى الولايات المتحدة الأمريكية .. وقلت له هل وجدت ماتبحث عنه في امريكا ..
اجاب : ابدا فأنا الدكتور المتخصص ماازال مساعد باحث.. مساعد طبيب ..اكتشف كل يوم ان ماقرأته عن امريكا والرأسمالية كله صحيح
-( انها رمز العبودية ) ..
والحقيقة انا غير فرح بهذه العبارة الممجوجة لفرط ماتككرت علينا حتى احتلت بلادنا .. بسبب سوء التقدير .. والتهويل الأعلامي لنمور ورقية للمعارضة ..او للولايات المتحدة الأمريكية ..
ان امريكا كانت وماتزال منتصره نفسيا
منتصرة على تلك الذوات قبل ان يلبس الكثيرون الدشاديش مقابل القوات المحتلة ..لاأحد يريد ان يراجع الماضي ..
لااحد يريد ان يمارس النقد وهذه صفات الشخصية العربية والأسلامية وهي تتشبث بكل قديم ..بسبب الخوف من التجدد ..انه هلع التغيير السيكولوجي..
لقد كان العرس مدويا بالنسبة للبعض .. لكنه في اليوم التالي كشف كل حقائقه حين اختار اوباما رام ايمانويل .. كبيرا لموظفي البيت الأبيض
وبهذه الطريقة سيتولى هو ونائب الرئيس بايدن السياسة الخارجية ..والأيحاء بمتطلباتها العسكرية ..
وسيوازن سيادة الرئيس اوباما بين نشوة الديموقراطية والأنتصار على اللون.. وبين الواقع.
انه عرس الليلة الواحدة
وهناك الكثير!

#فاروق_سلوم (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل