أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فاروق سلوم - سور الصين .. وهادي العلوي ونحن الثلاثة














المزيد.....

سور الصين .. وهادي العلوي ونحن الثلاثة


فاروق سلوم

الحوار المتمدن-العدد: 2418 - 2008 / 9 / 28 - 09:33
المحور: سيرة ذاتية
    


انا لا اجد اهمية في الكتابة عن الموتى .. المفكرون والشعراء والأدباء .. تخبو اهمية شخوصهم اثر الموت ولايتبقى الاّ الذكر..او الرمز او الدلالة التاريخية .
المتخصصون سيجدون ضالتهم للكتابة لقراء من النخب .. الشعب يريد المبدع وجها لوجه يحل مشكلة الخبز ..وليس لديه وقتا ليقرأ لأولئك الحالمين والشعراء والسرديين مهما كان ابداعهم ..
واجد ان فكرة الصراع التي تأسر البعض ، من اجل اصدار الآعمال الكاملة والسير والبحوث والكتب وهي فكرة ربما تسيطر على الجميع ...هي محض وهم شخصي ..
فالأسم يصير ذكرى .. والفكرة يخبو بريقها .. والأبداع يؤرشف على الأدراج ..
ولكني كنت اقرأ لهادي العلوي مفكرا وكاتبا .. وكنت احس بحيويته، وجدليته ، واغبطه على البساطة والروح الصوفي .. وكنت لااعرفه عن قرب فهو ليس من جيلي ..ولكنه كان يستدعي الأعجاب في السيرة والوعي والكتابة وفي التنوع الفريد . ماذا اقول عن الدأب والتمحيص والبحث وكأنه حي يفعل ذلك كل صباح ..
وحين حطت بي الطائرة في بكين 1976 ..كان اول شيء سمعته من مرافقي الرفيق كاه.. ان الخبير في وكالة شينخوا هادي العلوي ينتظر زيارتنا في منزله بعد الظهر.
كان الطريق الطويل من بغداد الى موسكو حيث امضيت اياما في زيارة مؤسسة مطبوعات الطفولة ..ثم الرحيل الى بكين بسرعة قد اشعرني بالتعب والدوار ، وكان الأرهاق يدفعني الى الأحساس بألأغماء لكن لطف الرفيق كاه الخمسيني الممشوق الذي انهكته الثورة الثقافية .. و التجربة الثورية الماوية، كان كافيا لطمأنتي انه تعلم الكثير من الصبر ... وسينتظرني طويلا حتى آخذ قسطا من الراحة ثم يرافقني حيث الدعوة عصرا في منزل العلوي ..
الساعة الرابعة عصرا مشينا من الجناح الشرقي القديم لفندق بكين.. ولم يفت الرفيق كاه ان يحكي لي كيف بنى الرفيق ماو هذا الفندق في الأربعينات لوفود الشعوب التي اتت لترى مجد البرويتاريا كما بناه الرفيق ماو .. هنا في بكين وليس في غيرها ..
مشينا دروبا شرقية قديمة .. وجزنا حارات وبيوتا تشبه حارات بغداد القديمة ..حتى وقفنا بأزاء باب خشبي قديم لوحته الشمس ، وينخفض المنزل بوصات تحت وطأة القدامة والسنوات والشارع المرصوف عدة مرّات ..
لم نطرق الباب لكن عينان تختفيان خلف نظارة غامة اطلت من بين صفحتي الباب مع ابتسامة جادة واستقبال يشبه عناق اصدقاء
قال العلوي ان هذا المكان هو مكتبي وبيتي ولاتبعد وكالة شينخوا كثيرا لكني هنا افضل العمل بهدوء
ثمة مسودات كثيرة لكتب الرفيق ماو .. تحت التمحيص اللغوي.. اقوال الرفيق ماو .. قضايا استراتيجية في حرب العصابات .. ضد الليبرالية وسلسلة طويلة من كتب الرفيق بأحجام مختلفة ..كنت اظهر لها الأحترام الواجب لكي لايرمقني الرفيق كاه من خلف نظارتيه ويظن انني لااحب الرفيق ماو الذي كان غائبا تحت تأثير مرضه طوال ذلك العام .. حتى وفاته .. لكن العلوي بدماثة ولطف حكى لي عن الصوفية ومشاريع الكتابة .. وبحوث وتمحيصات في نصوص الشريف الرضي .. ودراسات في تقويم حركة اليسار ..ثم نصحني بزيارة مؤسسات الشباب والطفولة الصينية مقترحا ان انفذ البرنامج كما رسمه الصينيون ..
وماهي الاّ لحظات حتى طرق الباب شيخ يضع على راسه عمامة بسيطة ..ويرتدي د شداشة وعباءة سوداء خفيفة فقدمه المرحوم العلوي قائلا هذا صديقي وزميلي الشيخ جلال الحنفي .. وكانت الجلسة ترث اللطف والتراث .. والمقام .. والروح في احايث الحنفي والعلوي..
جاءتنا بعد قليل سيارة السفارة العراقية لتبلغنا دعوة السفير الدكتور والباحث الآثاري عيسى سلمان على العشاء حيث ابلغنا المبعوث ان السفير وكان دون عائلته ، قد طبخ لنا بامية من مزروعات السفير في حديقة المنزل .. لكن العلوي تعلل بألتزاماته في وكالة شينخوا .. كما وعدنا الحنفي بأنه سيلتحق بنا بعد انهاء صلاة المغرب
لكن احد منهما لم يدخل بيت السفير حيث شرح لي الدكتور عيسى سلمان الظروف الخاصة بالرجلين اذ يحاذر المرء هنا ان يدخل السفارات او بيوت السفراء لأسباب شخصية او سياسية ..
لكن في اليوم التالي وعند العاشرة صباحا كنا عند سور الصين حيث جمع الأصدقاء الصينيون العلوي والحنفي والسفير ..للمشاركة في زيارة السور لتجاوز اي فهم خاطيء ولرفع الأحراج عن الأثنين وهما العراقيان العاملان في مؤسسة رسمية مهمة كوكالة شينخوا ..
صاح العلوي بعد ان اتعبه الصعود : سأتأكد مااذا كان الفاتحون قد صعدوا الى اعلى السور
او ربما شغلو بغيره .. فيما بقي السفير والحنفي في اوائل السلم ينتظران نزولنا ونحن نتابع فكرة العلوي عن انشغال الفاتحين القادمين من الصحراء العربية بمفردات اخرى في الصين واطرافها عند الفتح الأسلامي مأسورين بغير تأمل سور الصين ..وعمق المعنى ..الذي فيه..
لقد كان العلوي رفيقا بنا في الحديث والتعليق .. ثم اهداني ذلك الصباح كتاب التاو قائلا انه سيفيدك طالما انت ذاهب الى بيونغ يانغ .. فالرفيق كيم ايل سونغ سيشغلك طوال الوقت وكلما احتجت الى رفيق قلّب كتابي هذا ..تصافحنا وانا أتأمل البساطة واللطف والحنو في شخص زاهد بكل شيء .. يمنح العاطفة بسخاء .. ويضع المعرفة في تواضع جم .. تجعلني اتذكر هادي العلوي المليء ..طوال السنوات ..



#فاروق_سلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مراجل الوطنية الجديدة
- ويأتيك كل غد بما فيه
- ومثقفون يتاجرون بالعراق
- مثقفون عراقيون في طهران
- خازوق يرسم شكل المرحلة - شاشه 3
- الحرّة .. يأكلها الدود - شاشة 2
- أمة ضاحكة..شاشة 1
- الذي في يديك .. في الكلمات
- كل شيء معتم ..كل شيء بائر
- الشرق البعيد يمضي ..الشرق يغيب
- طائر الحصى
- طائر اسود وسط بياض الحديقة
- ابراهيم الكوني : عزلة السرد بكل اللغات
- اوراق الدفتر لاتكفي لكلمة
- امنية ثالثة للوليتا
- البنفسجة التي في بلادي
- ناشطات عراقيات ودعوة .. وارتجالات
- مارك جينكنز : تماثيل الشارع ..امتداد للفن الشعبي
- عاموس عوز : روايتي تقول ..لن يزول الفلسطينيون
- نبرة ثالثة للغربة والطريق وحده يغني


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فاروق سلوم - سور الصين .. وهادي العلوي ونحن الثلاثة