أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاروق سلوم - عاموس عوز : روايتي تقول ..لن يزول الفلسطينيون















المزيد.....

عاموس عوز : روايتي تقول ..لن يزول الفلسطينيون


فاروق سلوم

الحوار المتمدن-العدد: 2168 - 2008 / 1 / 22 - 08:58
المحور: الادب والفن
    


الروائي الأسرائيلي الذي يثير الخلاف دائما هو الروائي الذي ترجم له العرب منذ اربعين عاما ، وهو يرمي في حكاية الحب والظلام بصره بعيدا ، نحو شمس مستحيلة ليتذكر ويروي تواريخ الصراع والبقاء ، في عصف من العاطفة والأستدعاء وسط جو من الواقعية الملتهبة ..
ومنذ ان بدأ يشتهر عاموس عوز قبل اربعة عقود ليعرف كأشهر كتاب العبرية دعوة للسلام واقامة دولتين متجاورتين ، فأنه يردد دائما - لقد تعلمنا درس التاريخ وهو ان الفلسطينيين لن يزولوا ..

نهايات روايات دستويفسكي :
يقول عنه بعض الكتاب انه صاحب وجهين فهو يقول امام قرائه شيئا ويقول امام الفلسطينيين شيئا آخر .. وهو منذ ان اسهم في رسم ملامح اتفاقات جنيف عبر تكريس مباديء حركة السلام الآن التي تضم بين صفوفها الكثير من الفلسطينيين والأسرائيليين المعتدلين ... فأنه يكتب في الصحافة اوعبر رواياته محاولا الدفاع عن الغد كما يراه .. حتي لو اختلفنا معه علي طول الخط وهو يحاول ان يرسم لنا قناعاتنا بطريقة اخري ..
كان عاموس عوزي - 1939 كاتبا وروائيا ينتمي الي صنف الجيل الذي ولد في القدس ، وتربي فيها ودر في مدارسها ، ثم انشغل في الخدمة العسكرية ، وكان ممن لهم افكارا متطرفة حول الشعب المختار والأرض الموعودة لكنه منذ عام 68 اثر حرب حزيران تحول نحو حركة السلام الآن.. داعيا الي ادب اسمي في الكتابة .. ووعي اعمق للمشكلة التاريخية في الصراع الدائم ( نحن لانستطيع ان نحل الصراع بالتسامح المتبادل او بتبادل الأحقاد من خلال ان نعطي الأرض كما في روايات دستويفسكي مقابل الصفح حيث يقول احدنا للآخر عذرا لقد كنت شريرا معك .. هل تسامحني خذ الأرض التي كنت تتمناها منذ زمن وامنحني محبتك ، هذا الحل سوف يكون مثيرا للسخرية حتما ...
لكني مع بعض اصدقائي الفلسطينيين مؤمنون بالدولتين الحتميتين لحل الخلاف بحيث يتفرغ الشعبان لصناعة ثقافة جديدة ، . والمشكلة ليست في الجدران أو الحواجز، بل من العواطف التي ترتبط بها. إن ما
علينا أن نحطّمه هو الجدران العاطفية، أي الجدران الداخلية.) ولكننا نقرأ في رواياته حوارات لأبطال محبطين دائما تتداعي لديهم الصورة بعبارات رمزية كما في حوارات شمشون بطل عادة الرياح :
( اية بشري تحمل تلك الأستدارة الشاحبة حول القمر .. علي الغالب فهي تبشر بالقيظ .. سيتجدد القيظ غدا بالتأكيد .. شهر ايار وسيليه شهر حزيران .. ريح تمر بين اشجار السرو في الليل محاولة مصالحتها بين قيظ وآخر .. عادة الريح القدوم .. التوقف ثم القدوم ثانية ) هكذا يري الأمل الرمزي البعيد شمشون بطل عاموس عوز كيف يمكن ان يرمز مقولته وسط جمل محبطة ومثيرة لتردد الأحداث وانقلابها كما هي عادة الريح .. فهل يتحقق ذلك كما يكتب عوز في الجريدة اليومية في محاولة دائمة لتكريس فكرة الأعتراف بالأخطاء التاريخية : ( حان وقت الاعتراف علناً بأن لنا نصيبا من كارثة اللاجئين الفلسطينيين: في الحقيقة هي ليست مسؤوليتنا وحدنا ولا ذنبنا وحدنا، لكن أيدينا غير بـريئة.ايدينا غير بريئة ... الدولة ناضجة وقوية بما يكفي للاعتراف بذنبها المحدد ، وأن تتقبل الاستنتاج الذي يقتضيه ذلك أيضاً: ينبغي أن نأخذ علي عاتقنا جزءاً من جُهد إعادة إسكان اللاجئين في إطار اتفاقات السلام وخارج الحدود السلمية المستقبلية .

صورة المجتمع ..
صورة القلق
ولايتوقف الروائي عاموس عوز عن رسم صورة المجتمع الإسرائيلي كما يراه هو... نحن نختلف في حقيقتنا وعالمنا الحقيقي يختلف عن عالم قنوات الأخبار الجميع ينظر الينا كمجتمع عدواني يتألف شعبه من غالبية من متعصّبين دينيين، وبنسبة اقل من جنود قساة ومسلّحين بالرشاشات، وبنسبة غير محددة في ضآلتها من مثقفين ، أشخاص طيّبون يتحدثون عن السلام وينتقدون حكومتهم عبثاً. وكأنما البلاد برلمان دون سقف !!
ويتداعي هيردمان بطل آخر يطل في حكايات الحب حيث يروي في طرف من الحكاية : نحن شلة .. مجموعة من الناس نعيش كما يعيش الناس في مدن متوسطية مترامية علي الشواطي ، علمانيون، ينتمون إلي الطبقات الوسطي، ويكثرون من الضجيج، ويحبّون التمتّع بالحياة، وهم أنانيون، ويتحمّسون بسهولة. إنهم ليسوا ملائكة. والبعض منهم خنازير. ولكنهم ليسوا جميعاً من أصحاب الإيديولوجيات. وأغلبهم ماديون، ولا يهتمون سوي بأمور الحياة العادية. وهم، ومعهم فلسطينون، يرغبون في حل عملي لهذا الحرب. وهم يحلمون بحياة رغيدة.

التنوع والتطرف :
ليس عوز بعيد عن التطرف ولذلك نجده في مكان آخر يفرط في التعبير عن سياسة عميقة في جذورها الرافضة لكل مسؤولية : (في كل مرة نسمع عن مشكلة اللاجئين ، تتقبض بطوننا لكثرة الخوف والقلق. أصبحت مشكلة اللاجئين عندنا مرادفا لحق العودة، وحق العودة قضاء علينا .
إن مجرد الاعتراف بجزء من الذنب في كارثة اللاجئين الفلسطينيين، وإن مجرد التعبير عن الاستعداد لحمل جزء من عبء الحل، قد يُحدثان زعزعة شعورية ايجابية لدي الجانب الفلسطيني. شيء يشبه الزلزلة الشعورية، لأن كارثة اللاجئين هي أكبـر جرح مفتوح، وهو جرح ينزف ويتسع، في جسد الشعب الفلسطيني.
وبرغم الطابع السياسي البحت لكتاباته الصحفية والثقافية لكنه واحد من جيل من الكتاب ممن اسهم في تكريس صورة مجتمع جديد يريد ان يحيا بأقتسام فرص السلام الممكن بحسب تعبير ادبياته :
أنا لم تعد مخاوفي يهودية فقط ، بل أصبحت عالمية. من الواضح أنه من بين النزاعات الكبري التي تُدمي الكوكب الأرضي اليوم ، يتورط في اغلبها متعصبون .. و التعصب الديني والتعصب المضاد ينشط حتي في إطار الموقف الأوروبي الجديد من السامية، فيما تكسب الأصولية الوطنية والدينية عندنا أتباعًا جددًا هذه معادلة خطرة ومتفجرة ايضا. أما حقبة ما بعد الحداثة فهي حقبة النسبوية المخيفة. ثمة تطرفان يغذي أحدهما الآخر: إما أنه ليس ثمة إلا حقيقة واحدة، وكلُّ مَن لا يؤمن بها ينبغي أن يُقتَل، وإما أن الأشياء كلَّها متساوية، والقتلة لديهم أيضًا الحق في القتل! أما بالنسبة إلي العولمة، فهي في صدد تطفيل الجنس البشري وتحويله إلي مجرد أداة - وهو جنس لم تعد الحياة عنده سوي مجرَّد عملية شراء وبيع. ويتملَّكني دائمًا الشعور بأننا نسير علي طبقة ركيكة من الجليد، ونحظي بحرية مشروطة، ونستغل رأسمال المحرقة الهولوكوست. من جهة أخري، أنا مقتنع أن أجزاء واسعة من العالم العربي - بل الإسلامي - لم تهضم بعدُ العار المتمثل بقيام دولة لنا : فقد رأوا فيها تكريسًا لثمانية قرون من الذلِّ والهوان.
لربما يري المرء وهو يقرأ رواية عوز المترجمة الي العربية عزيزي ميخائيل وقد ترجمت في القاهرة الي - حنا وميخائيل انه يبالغ في استعمال كلمة "كراهية". ويري ابطاله ان احدهم يجب أن يستعمل كلمة "اشمئزاز"؛ لكنه اشمئزاز مُضْمَر، يكتنز في باطنه أمورًا تجرح الآخر أكثر؛ إذ لا تخرج هذه الآراء علي لسان الأخرين، بل من داخلنا بالذات. هكذا يعرض الكاتب فكرته عبر ابطاله وشخصياته او من خلال تداخل كتاباته في اشكال المقالة والرواية والقصة القصيرة الطويلة - النوفليت - لكنه كلما يحاول الدفاع عن فكرته تنهاه قوي خارجة عن ارادته وارادة ابطاله وهم غالبا في ثياب اليسار
فمن هو المتحدث هنا ابطاله ام هو .. بصفتي مؤسِّس اللجنة الأولي من أجل السلام والأمن ، أنا أناضل منذ ثلاثين عامًا في سبيل فكرة دولتين كأساس للسلام بيننا وبين الفلسطينيين. اليوم لم أعد أقوي علي المزيد. ولئن كنت مازلت أؤمن بفكرة الدولتين، لم أعد متأكدا من أن هذا سيقود إلي السلام. في أفضل الحالات، سيحل السلام؛ وفي أسوئها، سنكون مضطرين، بدل شنِّ حربين - حرب احتلال غير عادلة وحرب عادلة من أجل بقائنا -، إلي شنِّ حرب واحدة هي الحرب الأخيرة ربما ..وحين يواجه عاموس عوز بأن ادبه لايخفي نوازع سياسية وخوف من الغد بل انها تعكس احباط رواد حركة السلام وكتابها وهم ينزعون الي الأستسلام للواقع السياسي المر يرد قائلا :
يجب الأصرار في العمل من أجل السلام. لقد ولدنا كي لا نكون ضحايا بعد الآن. ما يسبِّب لي الاضطراب هو أنه ، علي الرغم من تفوقنا وامتلاكنا مائتي رأس نووي، لا نزال ضحايا مخاوفنا وقلقنا جراء الأخطاء . علينا أن نواجه تاريخنا من غير أن نقع ضحاياه. يجب ألا نكرِّس طاقتنا لبناء سور واقٍ ... إذ أشعر اليوم أن درجة هوسنا بسورنا الواقي بلغت حدَّ فراغه من أيِّ كائن داخله!

شبه سيرة
ولد عاموس عوز في القدس 1939 ونشأ فيها ودرس الأدب والفلسفة في جامعة بن غوريون في بئر السبع وهو يدرس الأدب فيها الآن .. وكان قد اصدر- حتي الموت والعلبة السوداء ومعركة مرآه وعزيزي ميخائيل التي صدرت في مصر ورواية الحب والظلام والعديد من الدراسات والمقالات وقد ترجم ادبه الي عشرين لغة بضمنها العربية وفاز بجوائز عديدة في فرانكفورت ومدريد ولوس انجليس لجهوده في تكريس ادب السلام كما يراه البعض لكن .. صبحي سليم من بين الكثير من الكتاب الفلسطينيين يقول : لم يفاجئني فوزه بالجوائز والألقاب .. لكني تساءلت عن سبب ترشيحه الي جائزة نوبل 2007 وهو يكتب مثل اي سياسي افكارا عن شرطي الموت والحياة في الصراع بيننا فيما يلتفت الينا ويعظنا في كتاباته عن السلام ..
وفي كل مرة يحاول عوز ان يدافع عن نفسه في عبارات موجزة حين يقول عبارته الأخيرة .. انني اري الحقيقة كل يوم في كيانين متعايشين وقد علمتنا التجربة ان الفلسطينيين لن يزولوا .





#فاروق_سلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نبرة ثالثة للغربة والطريق وحده يغني
- زها حديد 2008 : الفنتازيا اهم من العمارة
- احتضن جواد سليم
- وارد بدر السالم : الجنوب المحتمل .. الكتابة في درجة 100 فهرن ...
- التوكّينية تثمر بعد سيد الخواتم
- حكايات : من يشتري العناق وبغداد عاصمة الثقافة بعد 9 اعوام !
- لاتقتلوا مايكل مور : الحرب على الحقيقة !
- شيفرات لقدسية البلاهة
- ذهب يرسم المنائر والخبزة تنتظر البياض
- مسافة للأرق والليل يرمي للفتاة اكليلها
- ورقة لأعتراف حميم
- تشغلني الغابة .. اشك في الخبز
- كآبة الوردة القاتمة على شفتيك
- شاعر يكتب تاريخا : الأرق طريق العزلة ..طريق الخلاص الشعري
- الراهب البوذي كو اون : الشعر عقابي الأزلي وليس خياري
- ال غور.. من سيغفر لك اخطيئة لدفاع عن المنطق
- فيليب روث : دع القارىء يكتشف جوهر الكتاب
- الثقافة العلمانية في الغرب تاسيس لوعي الأختلاف في الثقافة .. ...
- غونتر غراس في الثمانين .. يقشر البصل ويقف ضد الظلم والأحتلال ...
- فرناندو بوتيرو رسام سجن أبي غريب يعرض منحوتاته الغريبة


المزيد.....




- شاهد.. فلسطين تهزم الرواية الإسرائيلية في الجامعات الأميركية ...
- -الكتب في حياتي-.. سيرة ذاتية لرجل الكتب كولن ويلسون
- عرض فيلم -السرب- بعد سنوات من التأجيل
- السجن 20 عاما لنجم عالمي استغل الأطفال في مواد إباحية (فيديو ...
- “مواصفات الورقة الإمتحانية وكامل التفاصيل” جدول امتحانات الث ...
- الامتحانات في هذا الموعد جهز نفسك.. مواعيد امتحانات نهاية ال ...
- -زرقاء اليمامة-... تحفة أوبرالية سعودية تنير سماء الفن العرب ...
- اصدار جديد لجميل السلحوت
- من الكوميديا إلى كوكب تحكمه القردة، قائمة بأفضل الأفلام التي ...
- انهيار فنانة مصرية على الهواء بسبب عالم أزهري


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاروق سلوم - عاموس عوز : روايتي تقول ..لن يزول الفلسطينيون