أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاروق سلوم - ريم البنا : الشجن الذي يمنع من السفر














المزيد.....

ريم البنا : الشجن الذي يمنع من السفر


فاروق سلوم

الحوار المتمدن-العدد: 2473 - 2008 / 11 / 22 - 10:19
المحور: الادب والفن
    


انها امرأة واقعية تعرف طريق الخطوات .. الى الحلم
وهي أمرأة رومانتيكية الى درجة الأنتماء الحميم الى البشر والحجر ورائحة المكان.. الأرض وناسها .. تعرف المكان وهي مغمضة العينين .. وتخاطبه وهي في صمتها العميق تتأمل الداخل المليء بكل وهج .. وكل ثراء
تؤثث حياتنا بالمعنى .. وتضفي على حقائقنا لمسة السحر.. في الرحيل ..هي قائمة هناك .. لاتغادر.. فهي ممتدة جذرا.. جذرا
وفي الأقامة هي سيدة الطواف .. في تجوال لاينتهي في سماواتنا .. بالكلمة المنحوته .. واللحن الذي يحكي :
ذات يوم فاجأوني
دفعوا امي وأختي جانبا.. واعتقلوني
كالتماثيل الترابية كانوا..
بوجوه فقدت ضوء العيون
ريم البنا الصوت الفلسطيني الذي يحكي لغة اللوعة في مخاضها .. وغدها.
منذ عقدين وهي تلهج بأسم البلاد المختطفة منذ ستين .. تتعلم كي تدوزن الصوت لينطق باللغة المنحوتة والعبارة الرحيمة المنتخبة بعناية وهي تمر مابين القلب .. وبين القلب جرحا من موسيقى واداءا مسموعا .
تسافر فينا .. وين عارام الله.. الجليل .. الناصرة الساحات النوادي الناس.. لكن قلبها على غزة..
- اتمنى ان اذوب مثل شمعة لتضيء سماء غزة..
تقول وهي تتأمل من الناصرة ، حيث تقيم ، كيف اقفلت اليد الحديدية القطاع وصارت العتمة هي خيار سلطة الأحتلال لقتل ذبالة النور في الليل الصعب .. تدرك ان ضوء الداخل هوضوء الروح الذي لن ينطفي .. وحين تأتي دعوة الأهل لتغني ريم البنا هناك .. عند تراب غزة .. ترتجف الكلمات .. ويباغت اللحن قيثارة – ليونيد اليكسينكو – رفيق الرحلة والحياة الصوت والموسيقى .. وتدندن – بيسان الصغيرة مقلدة ماما :
طيري وهدّي ياوزه
وديني على غزّه ..
تعكف ريم على حلم الذهاب الى بيتها .. اليست البلاد كلها منزلا .. ومحبة .. وروح . لكن سلطة الأحتلال الأسرائلي ترفض ان تذهب الى منزلها ، طفلة الكلام .. والعبارة والغناء
مالك مال عينونك
مال عيونك عم تبكي
لاانت قوية .. سوف تخترقين القيود كرة اخرى .. الم يفعلوها من قبل يوم شددت الرحال الى بيروت ودمشق .. لكنهم في اللحظة الأخيرة قالوا لك :
ممنوع الخروج من عزلة الأحتلال .. تأملت كيف يطلقون الكلام .. احتالوا على لغتهم بكل الوسائل ليقولوا لك ان منعهم لك من السفر هو خيار قانوني ..
لكن ريم البنا لم تسكن .. ولم تسكت وهي تبصر من حولها الرسائل والمواعيد .. وجلست امام الشبكة .. جعلت الغرفة الفلسطينية الصغيرة استوديو للبث الحي وشرعت تغني .. تغني ويتلقفه الناس هناك .. في بيروت ودمشق يغنون يصفقون .. يذرفون دمعا وهي تسندهم كتفا لكتف :
ستحملك الفراشات الى ظهر غيمة
ستجري بك الغزالة الى جرف جميزة
ستحملك رائحة الخبز والحنين
شهيدا الى حضن امك
ان الخسارة هي معيار البقاء هكذا هو الوعد الفلسطيني .. الشهداء الأحياء من نوع ريم بنا وهي تحول الممنوع الى وسيلة مستحيلة لأيصال رسالة الأهل .. من بلاد يطوقها البحر ويغرقها الأحتلال .. منذ ستين عاما ولم تنطفي جذوة الحنين ياريم بنا وانت ترددين :
لم تكن تلك حكايتي
منذ اول الزمان
وانا افتح نافذة على فلسطين
خمسون عاما من الأنتظار..
ياريم صارت ستين ولساعتو .. لاح القمر لاح .. وبستان جدك عامر على الجبل ..
تحملين معك مفتاحك ومحبوك يرمون الفل عند قدميك .. وانت تحملين مجموعاتك الست من الغناء والموسيقى لنا في كل مكان وللصغار في اسرة الحلم.. وتحتفلين كل مساء عند نوارة الزيتون .. والحجر القديم اذ – وحدها تبقى القدس – مجموعتك التي تلخص العبارة وهي تغني فلسطين .. النساء .. الصغار وخيمة الرب التي تعصف في اركانها ريح الفراغ .. الست التي تغني :
ياجذر جذري
انني سأعود حتما فأنتظرني
في شقوق الصخر والأشواك
*
ريم البنا تقرر ان تخترق الممنوع كما كل مرة .. غزة على الخط .. غزة على الشبكة شبكة القلب .. الكل سيغني وسيهتف من قلب مدمّى .. لاح القمر لاح .. ولاتحسبوا طالت الغربة ..
وغدا ريم البنا في جنيف ، حيث سنغني معك .. يوم 5 كانون الأول 2008 ..
- ليا بلايا على ليّا ..
ونرمي عند اطراف ثوبك الفلسطيني المطرز الآس والياسمين .. لتظل وحدها القدس .. تظل كلمتك وصوتك .. مفتاحك الذي تحملين الى منزلك .. الكبير مثل قلب .. وسلاما ايتها السيدة الفلسطينية ريم البنا .. في الرحيل وفي الأقامة ..



#فاروق_سلوم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مايك جاغر : الجمال الخطر مرثية .. لصورة امرأة- الفن شاهدا عل ...
- الأمريكية هولي وونغ : الرسم يكتب تاريخ حروبنا
- عرس اوباما ليلة واحدة فقط
- ادونيس 68
- المهمة لم تنجز..تجربة رئيس اخرق
- تجوال ..
- الفرصة التي تضيع الى الأبد
- عود وغابة وليل ابيض
- ياأخا الطير في طشقند:عشرة ايام قرب الجواهري
- سور الصين .. وهادي العلوي ونحن الثلاثة
- مراجل الوطنية الجديدة
- ويأتيك كل غد بما فيه
- ومثقفون يتاجرون بالعراق
- مثقفون عراقيون في طهران
- خازوق يرسم شكل المرحلة - شاشه 3
- الحرّة .. يأكلها الدود - شاشة 2
- أمة ضاحكة..شاشة 1
- الذي في يديك .. في الكلمات
- كل شيء معتم ..كل شيء بائر
- الشرق البعيد يمضي ..الشرق يغيب


المزيد.....




- هل انتهى عصر الألعاب حقًا؟.. الشاشات هي العدو في الإعلان الت ...
- -شر البلاد من لا صديق بها-.. علاقة الإنسان بالإنسان في مرآة ...
- غانا تسترجع آثارا منهوبة منذ الحقبة الاستعمارية
- سرقة قطع أثرية ذهبية من المتحف الوطني في دمشق
- مصر.. وضع الفنان محمد صبحي وإصدار السيسي توجيها مباشرا عن صح ...
- مصر: أهرامات الجيزة تحتضن نسخة عملاقة من عمل تجهيزي ضخم للفن ...
- حضور فلسطيني قوي في النسخة الـ46 من مهرجان القاهرة السينمائي ...
- للمرة الثانية خلال شهور.. تعرض الفنان محمد صبحي لأزمة صحية
- -كان فظيعًا-.. سيسي سبيسك تتذكر كواليس مشهد -أسطوري- في فيلم ...
- اشتهر بدوره في -محارب الظل-.. وفاة الممثل الياباني تاتسويا ن ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاروق سلوم - ريم البنا : الشجن الذي يمنع من السفر