أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاروق سلوم - طارق ابراهيم : الحروفية ليست تزيينا لكتلة الخزف














المزيد.....

طارق ابراهيم : الحروفية ليست تزيينا لكتلة الخزف


فاروق سلوم

الحوار المتمدن-العدد: 2670 - 2009 / 6 / 7 - 08:24
المحور: الادب والفن
    


يقرأ في كسرة الخزف القديمة تاريخا .. مثل منقب في حفور الماضي ،
و يشتغل بين الطين والنار وهو يبتكر لمهمته معنى جدليا ..
هكذا هو طارق ابراهيم - 1938، الخزاف المشغول بالبحث والتجارب .. اذ لم يكن همّه الوحيد
ان يغير مفهوم الوظيفة الذي لازم فن الخزف طوال عصور بل انه بدأب عميق يكرس صورة الحرفي في هيئته الخلاّقة كفنان ، مثلما يشتغل على تغيير رؤية المستعمل ليضفي فن الخزف على حياتنا لمسة الجمال واسئلته المثيره .
منذ سنوات و طارق ابراهيم يجرب في مشغله البغدادي كيمياء اللون ، وثنائية التراب والماء..
تخرج كتلة الطين محاطة بأسمائها ، ومبتنياتها ، رفقة الوان جديدة مغامرة يرتديها الخزف بجرأة كلما يدعونا طارق ابراهيم لنتأمل منجزا جديدا خلال معارضه النادرة . وهو وان غادر مجبرا ذلك المشغل النائي على اطراف المدينة تحت سطوة الظلام والسلاح الغادر ، الاّ ان هاجس الخزف يرافقه في هجراته حيث يكون في مدن الشرق المكتظّة .. او في مدن العالم الجديد وهو يطلق اعماله الأخيرة .
مرة تشغله الأشكال الكاملة ، فيفتتها ، ومرة يصنع لها ابعادا جديدة ، ثم يعود ليشتغل على الدائرة في فكرتها الكونية والفلسفية لكل معنى محتمل. لكنه حين اجتزأ العمارة ووضعها على ملمح خزفه في معروضات سابقة نقل الينا جوهر المكان .. تلك الملاذات المعلقة على جبل او ذلك المأوى الذي احتمل كل سر ، فعرض على خزفياته اسرار المبنى في عمارة مفتته يحكي الخزف اطواقا واقواسا .. ويعكس احيازا مفتوحة على كتلة محدودة .. لقد كان همه الخروج الدؤوب بكتلة الخزف الى مغامرات جديدة حيث تحمل الكتلة المزججة هذه .. ذكرى وبصيرة.
حين اقتبس هيئة العمارة.. وموتيفاتها الملتبسة تلك ، في معروضاته السابقة فأنه أخذ الخزف الرقيق الى مهمة صعبة لا لتكريس كتلة العمارة انما لكشفها من الداخل وكأنه يحمّل الخزف دلالات الجوهر ، وحين استعمل الحروفية اول مرة ايضا في تجارب سابقة فلأنه اراد ان يغير مفهوم التزيين على واجهة الخزف ، حين اقتبست مساحات اعماله الخزفية الحرف بأعتباره واجهة رمزية على سطوح خشنه في تبكير لأستعمالات الحروفية في الفن ، لكن هذه المرة يشركنا الخزاف في بحثه وتجاربه حين يتحرر الحرف من مهمته المتداخلة على السطوح ليتحول الحرف ذاته الى كتلة الخزف نفسها .. وليس مناسبا الحديث عن الجانب الحرفي هنا فتلك مهمة الفنان وهو يكسر الحدود المرسومة لمهنته لكن مناسبا قراءة فكرة الخزاف هذه في نزوعها الجمالي الأخير .
كان الحرف طرفا تكميليا في العمل الفني ، يزين السطوح ويعكس جماليات موحيه من قبل .. لكنه الآن كما في اعمال طارق ابراهيم الجديدة يظهر في كتلته الخزفية كعمل فني متكامل في وحدته وحضوره لايلغي اجتزاءه اووحدانيته اي معنى ايحائي وديناميكي للحرف ذاته . كان الفنان قد اشتغل طويلا في الستينات في مشغل الخزف الصيني ابان دراسته الفنية هناك عند اطراف السور ، وبقدر ماكانت اهمية المشغل الدراسية تلك في بلاد اخرجت الخزف الى افق كوني ، حسي وطبقي ، تجاري وجمالي ايضا لكن الفنان ظل يضيق بحدود الخزف المرسومة ككتل استعمالية لها وظائف محدودة .
في اعماله الأخيرة وهو يقيم في الولايات المتحدة الأمريكية .. يطلق الحرف وحدته الديناميكية ، يلغي حدود النطق الى افق الأيحاء ، في اشكال تكرس مغامرة الخزاف في كشوفها ومبتغاها ..
الحرف هنا عمل فني موصل لكل رسالة معرفية وجمالية حاملا كل طقوس الخزف الكيميائية . وطارق ابراهيم يعرّضنا الى موحيات تجاربه اللونية الغريبة ، لكنه لاينسى الأستعمالات النادرة للون بهيئته التقليدية من تدرجات التركواز حتى الأبيض الشفيف .. مع تذهيبات نادرة لاتعنى الاّ بمعرفية اللون ودلالته ، ذلك انه في تذهيبات مكثفة وقليلة يزاوج بين الوانه المشرقية خشية ان تخرج تجاربه اللونية مفهوما غير الذي يتوافق مع اشتغاله الدائب على تحديث عدة الخزف وهويته ..
اعمال طارق ابراهيم الأخيرة رنين لكتله نادرة .. من الخزف الباهر.



#فاروق_سلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نساء قيس السندي .. الفكرة حين تكتسح الرسم
- بلاسم محمد : يوميات الخروج من الرسم
- عامر العبيدي : الهجرة .. تأويل لفكرة البقاء
- هيثم فتح الله : عدسة واحدة لاتكفي لأكتشاف اللامرئي
- شنيار عبدالله ..غواية النحت ام غواية الخزف
- كلاسيك لحلم بعيد..
- اسئلة لسكونك العجيب
- الذي اختصر ملحمة الحفاة
- ذهاب المتسكع اسئلة العزلات
- ريم البنا : الشجن الذي يمنع من السفر
- مايك جاغر : الجمال الخطر مرثية .. لصورة امرأة- الفن شاهدا عل ...
- الأمريكية هولي وونغ : الرسم يكتب تاريخ حروبنا
- عرس اوباما ليلة واحدة فقط
- ادونيس 68
- المهمة لم تنجز..تجربة رئيس اخرق
- تجوال ..
- الفرصة التي تضيع الى الأبد
- عود وغابة وليل ابيض
- ياأخا الطير في طشقند:عشرة ايام قرب الجواهري
- سور الصين .. وهادي العلوي ونحن الثلاثة


المزيد.....




- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...
- عبر -المنتدى-.. جمال سليمان مشتاق للدراما السورية ويكشف عمّا ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاروق سلوم - طارق ابراهيم : الحروفية ليست تزيينا لكتلة الخزف