أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - رشاد الشلاه - نتائج انتخابات مجلس النواب وعسل الدبابير














المزيد.....

نتائج انتخابات مجلس النواب وعسل الدبابير


رشاد الشلاه

الحوار المتمدن-العدد: 2943 - 2010 / 3 / 13 - 19:44
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


صار السابع من آذار 2010 يوما مشهودا في التقويم العراقي الحديث، تصارع الفرقاء العراقيون، حول ما ستقرره استمارات الناخبين فيه، وأنفقت قبله ملايين الدولارات، بتمويل عراقي وأجنبي، لشراء و للتأثير على المصوت العراقي، ولم يدخر المتنافسون وسيلة للترغيب أو لشراء الأصوات مقبولة كانت أو منافية ومخلة بالممارسة الديمقراطية بل و حتى مسيئة للمتنافسين. ومع كل الضوضاء والصراخ الإعلامي الذي شهدته الأسابيع السابقة لذلك التاريخ، جاءت النتائج" لتزكي" القوائم التي هيمنت على مجلس النواب خلال السنوات الأربع الماضية، ولتكرس هيمنتها بقوة اقتراع 12 مليون عراقي من مجموع 18 مليون و 600 ناخب، أي بنسبة مشاركة وعلى ذمة المفوضية العليا للانتخابات هي 62.40، وتلك نسبة عالية وفق المقاييس المتعارف عليها عالميا، أي جاءت تزكية للقوى المهيمنة الحالية التي أغدقت الوعود الوردية في الانتخابات السابقة وعادت لتكررها قبل هذه الانتخابات. وهي نفس القوى التي ضمها مجلس النواب الجديد الذي سيكون امتدادا و حلبة صراع مرير على مدى أربع سنوات قادمة أيضا بين فرقاء لا يثق أي طرف منهم بالطرف الثاني، ولكل طرف أجندته الخاصة، وبين كل ذلك ستعود صفقات المحاصصة القومية والمذهبية والحزبية والفئوية، وسيسرح الفساد السياسي الحاضن لكل أنواع الفساد الأخرى بما فيه رعاية الإرهاب المرتزق والجاهز للترويع برسم الدفع.

وإذا كان هناك من ترويج لمطلب "التغيير" الذي استهلك كثيرا كمطلب جماهيري، فإن التغيير المنشود تشوب تحققه مخاوف جدية، لان تغييرا جديا يتطلب إرادات سياسية مؤمنة حقا للشروع به وفق برنامج وطني واضح ومحدد، وهذا لم يتوفر لدى الكتل الكبيرة الأربع السابقة لانتخابات السابع من آذار2010 وهي ذاتها التي أفرزتها الانتخابات الاخيرة وإن باصطفافات وتسميات أخرى. أما أسباب الانقسام والتشرذم الذي أصابها خلال السنوات الأربع الماضية ، فلا تزال هي ذاتها باقية لدى تلك الكتل التي تشكلت عشية الانتخابات، وهي مرشحة لان تتشرذم ويعاد تشكيلها وسيسرع أطراف فيها أفرادا وجماعات من تحويل البندقية من الكتف الأيسر إلى الأيمن أو بالعكس عند احتدام المساومات على قمة الهرم المقرر والوزارات السيادية والمناصب العامة وفق ما يؤمن الغنيمة والجاه.
إن الأصوات التي انتخبت هذه الكتل في الدورة السابقة لمجلس النواب، لم تبتعد كثيرا عن دوافعها القومية والمذهبية في هذه الانتخابات، وأغلبية الأصوات الإضافية التي حظيت بها القائمة العراقية في هذه الانتخابات مقارنة بانتخابات العام 2006، هي الأصوات التي طلب منها من داخل وخارج العراق أن تمنح للقائمة العراقية نكاية بإجراءات الاجتثاث التي نالت ممثلي حزب البعث في مجلس النواب، وعربون عودة العراق "للعرب" المتخاصمين مع إيران وأصدقائهم العراقيين!.

لقد نجحت الانتخابات كممارسة ديمقراطية "كمية" مهمة، ولكنها ونتائجها لم تكن حاسمة في التأثير الايجابي على راهن ومستقبل العملية السياسية، حيث لم يتم التصويت في النسبة الغالبة من المصوتين على برامج المتنافسين التي نادرا ما قرأها المواطن العراقي المهموم بهمه اليومي، بل تم وفق إعتبارات الانتماءات المذهبية والقومية والولاءات الشخصية "للأقوياء"، وعبر التصويت بالجملة باسم القبيلة والعشيرة بعد قبض ثمن" الرؤوس" من قبل شيوخها نقدا أو عينا، ولذلك سيتداخل الربيع العراقي الحالي بصيفه الساخن، وسيحتدم خلالهما الصراع حول مستحقات ملفات عدة وعناوين فرعية عديدة منها التعديلات الدستورية وقانون الأحزاب، وستشهد فترة اعداد القوام الحكومي التنفيذي والرئاسي، صفقات وفق مبدأ لا عداوة أو صداقة دائمتين بل مصالح دائمة،لكن الرئيسي منها هو الصراع على شكل ومضمون الدولة العراقية المنشودة، وهذا ما سيظل راهنا وفي المستقبل القريب عنوانا لأزمات سياسية متجددة.

أن مقدمات الصراع الانتخابي التشريعي الذي شهده البلد والمنطقة لا بد له أن يفضي لهكذا نتائج، لأن ولادة اليوم هي نتاج حمل الأمس الذي أنَّ تحته العراقيون، والذين سيعودون بعد أربع سنوات ليكتشفوا أيضا: أن الدبابير لا تمنح عسلا.



#رشاد_الشلاه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراعات إقليمية ودولية أدواتها كتل سياسية عراقية
- عندما تكون المواطنة ضربا من الترف السياسي
- قانون الانتخابات المعدل غير عادل
- قضية كركوك ومصالح النواب الشخصية
- انتخاب مجلس النواب.. التمويل ببلايين الدولارات و كيانات بالم ...
- من المسؤول عن الضحايا العراقيين؟
- هرج ومرج السياسيين العراقيين
- العراق ونخوة جيرانه العرب والمسلمين
- انسحاب القوات الأمريكية اختبار أيضا لقوى العملية السياسية
- المنطق والمعقول في العلاقات الكويتية العراقية
- تشكيلات سياسية جديدة استباقا للانتخابات البرلمانية القادمة
- عودة حمامات الدم في المدن العراقية
- أجساد العراقيين أهداف سهلة لانتقام الإرهابيين
- استفحال الصراع الطائفي على السلطة يهدد من جديد سير العملية ا ...
- كفى للمحاصصة الطائفية... نعم للمحاصصة الطائفية
- المنافسة الانتخابية بين الكفاءة والنزاهة و الترغيب والتهديد
- وثيقة الإصلاحات السياسية والمصلحة الوطنية
- غياب الحضور الدولي في الاتفاقية العراقية الأمريكية
- العالم بعد الأزمة المالية والركود الاقتصادي: ديون وحمير
- حول قانون مجالس المحافظات و الاقضية والنواحي


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - رشاد الشلاه - نتائج انتخابات مجلس النواب وعسل الدبابير