أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - فيصل البيطار - ماذا وراء إدعاءات التزوير في الإنتخابات العراقيه .















المزيد.....

ماذا وراء إدعاءات التزوير في الإنتخابات العراقيه .


فيصل البيطار

الحوار المتمدن-العدد: 2943 - 2010 / 3 / 13 - 09:15
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


طموحات الزعامه والترؤس لدى قادة القائمه العراقيه باتت لا تخفى على أحد، وخصوصا مع هذا الكم الهائل من تصريحاتهم عما شاب الإنتخابات من تزوير وعن تصدر القائمة وإحتلالها المركز الأول ليس في المحافظات السنيه فقط بل وفي بغداد أيضا ومحافظات الوسط والجنوب !!!!، مثل هذه الطروحات الساذجه لن تلقى قبولا عند أحد ممن لهم علاقة بالشأن العراقي والمطلعّين على تاريخه القريب . قادة العراقيه وهم من البعثيين أو من القريبين منهم يرديدون أن يقولوا لنا أن قائمتهم قد حصدت أصوات أهالي ضحايا صدام ومن طالهتم مذابحه عبر عقود طويله من حكمه، كما حصدت أصوات الصدريين بنفوذهم الواسع رغم عدائهم المعلن والمتأصل لعلاوي وقائمته خصوصا بعد حملته المسلحه ضدهم في مدينة النجف وملاحقتهم حتى مقبرة السلام وقتلهم إبان توليه رئآسة الوزاره المؤقته .

حتى تتصدر قائمة علاوي باقي القوائم في المحافظات العربيه، عليها دون شك أن تحصد أصوات الشيعه وعلى نطاق واسع، وهذا ما يرفضه العقل وإستقراء الواقع وأيضا حاضر رموزها وتصريحاتهم الناريه التحريضيه ضد الشيعه ومكوناتهم السياسيه تحت راية مكافحة الطائفيه، وهو الإصطلاح السياسي الذي يعني دائما في لغة قادتهم الطائفه الشيعيه لا غيرها، هنا يسقط قادة العراقيه في ذات الفخ الذي يحذرون منه والذي تم إعتماده في حملتهم الإنتخابيه كواحد من أبرز أهدافهم ... إستقوائهم بدول الجوار العربي الذي لا يلقى تأييدا في أوساط القاعدة الشيعيه العربيه هو أيضا واحد من العوامل التي تلعب دورا في محدودية نفوذ العراقيه في تلك الأوساط .

قائمة العراقيه وبمعزل عن أصوات الشيعه وهم غالبية العراقيين لا يمكن لها أن تحتل الموقع الأول، والجميع يعلم أن القاعده التي تتحرك في أوساطها مكونات القائمه العراقيه هي المحافظات السنيه، وإن كان لها شيئ من النفوذ المؤقت والمحدود في بعض محافظات الوسط والجنوب عبر قلة من شيوخ العشائر، وأن قاعدة التواجد الرئيسي لإئتلاف دولة القانون والإئتلاف الوطني العراقي هي تلك المحافظات الشيعيه كما أن للكورد محافظاتهم وأصواتهم هناك، هذا هي خارطة الإقتراع الإنتخابي العراقي راهنا شئنا أم أبينا، ولا يمكن القفز عليها بإطلاق تصريحات التزوير وقصور وعدم كفاءة مفوضية الإنتخابات، كما لا يمكن فهم الطعن في صدقية الإنتخابات ونزاهتها إلا كمقدمه لتبرير إنكفاء العراقيه الموضوعي والحتمي والذي يرسم خطوطه التوزع الأثني والديني والطائفي وليس السياسي . نعم صوت المكون السني العراقي وأنصار النظام السابق وأزلام المال السياسي العربي لقائمة علاوي لكن ضمن حدود ونسبة أعدادهم المحدوده جدا قياسا بنسبة أعداد الشيعة، ولا أحد يجرؤ على الإدعاء أن المجتمع العراقي قد وصل في هذه الإنتخابات إلى مرحلة التخلص من أعباء الطائفيه وأن التصويت قد تم على ضوء برامج سياسيه بعيدا عن الإنتماء الطائفي رغم ترويج القائمه ومكونات أخرى لمثل هذا الأمر . دعوات إعلان الفوز الساحق والتلاعب في النتائج لصالح قائمة منافسه هو المقدمه لرفضها ومحاولة الدفع بالعراق من جديد نحو مربع عدم الإستقرار السياسي أو إقتناصهم لحصة ترضيه وازنه تلوح آفاقها الآن عبر المطالبه برئيس عربي لجمهورية العراق يطمح السيد الهاشمي أن يكونه، ومطالبات أخرى ستظهر خلال أيام مع تزايد نسبة الفرز والعد، بالطبع دعوات رموز العراقيه لتعريب رئاسة الجمهوريه مخالف للدستور في الماده 14 منه والتي تنص على أن " العراقيون متساوون أمام القانون دون تمييزٍ بسبب الجنس أو العرق أو القومية أو الأصل أو اللون أو الدين أو المذهب أو المعتقد أو الرأي أو الوضع الاقتصادي أو الاجتماعي". هذا النص الدستوري يعني مغادرة الشوفينية التي طبعت تاريخ العراق السياسي لأمد طويل، والعراقيه تدفع بإتجاه العوده لها على الرغم من الدستور الذي يظلل كافة تواجدهم ونشاطهم السياسي مقدمه لنا حجج واهيه لا تصمد في الميدان ولا للحظه واحده . الإدعاء بعروبة العراق ورئيس عربي يمكّن من كسر حاجز العلاقات مع دول العرب ولصالح العراق، إدعاء واهٍ من جانبين :
• دول العرب تعترض على جوهر العمليه السياسيه برمتها ولكل منها أسبابها التي تدفعها لمعاداة العراق وتجربته الناهضه ومحاصرة حكومته الشرعيه المنتخبه، لكن أشد ما يتهيب منه حكامهم هو تجربة تداول السلطه بشكل سلمي كل اربعة سنوات عبر صناديق إنتخابات يشرف عليها الألوف من المراقبين العرب والأممين إضافة لجامعة الدول العربيه والإتحاد الأوربي وهيئة الأمم المتحده ومنظمات الحق العام وإعلام دولي واسع . هكذا تجربه سياسيه من شأنها أن تصيب مجتمعاتهم بالعدوى الديموقراطيه وتداول السلطه وإشاعة الحريات العامه والمساواه دون النظر لجنس أو معتقد، وهم الذين يتربعون على مقاعد سلطاتهم منذ عقود ولا يزحزحهم عنها سوى الموت .
• الرئيس الأول ما بعد 2003 كان عربي ومن قبيله معروفه تنتشر عشائرها في بلدان عربيه عدة، ولم يشفع هذا في كسر الحصار العربي ووقف التدخلات في شؤون العراق الداخليه وبشكل فظ ، ولم يدفع بإتجاه إعادة العلاقات الديبلوماسيه مع العراق، تلك التي تم إستعادتها ولو ظاهرا مع غالبية الدول العربيه في السنتين الأخيرتين بفعل التطورات الأمنيه والتي حققت هامشا واسعا من الأمن الداخلي بإجراءت حكوميه جريئه .
إذا طموح العراقيه لحصر منصب رئاسة الجمهوريه بشخصية عربيه عدى عن كونه يتناقض مع الدستور، ويروج له بتبريرات واهيه .... لا يكرس إلا رغبات النزوع نحو السلطه والتي سيتبعها فيما لو تحققت محاولات توسيع صلاحيات الرئيس ليصبح العراق بسلطتين تنفيذيتين ومتاهة تشريعيه وسياسيه لا مخرج منها .

من الجانب الآخر، تبحث العراقيه منذ الآن عن السبل التي توصلها لرئاسة الحكومه حتى مع تلك الأطراف التي إتهمتها بالطائفيه وتسييس هيئة المسائله ورضوخها لرغبات الإيرانيين ورهن العراق لتلك الرغبات . الهاشمي يلتقي مع الحكيم .... ولقاءاتهم شملت كل الأطراف عدى قائمة إئتلاف دولة القانون، والهدف هو تحقيق الذات والقفز للسلطه بأي شكل كان وهو ما يبشر بإنقسامات واسعه داخل هذه القائمه غير المتجانسه والتي لا يجمع مكوناتها في الجوهر سوى السعي نحو مراكز القرار رغم أطنان الشعارات الرنانه حول وطنية العراقيه والتغيير والمستقبل الأجمل، وها هن الناطقات بإسمها يعلنون اليوم أن لا خط أحمر من أي طرف بما فيه إئتلاف دولة القانون .

ما تسعى له القائمه العراقيه هو نسخه كاربونيه عن حكومة المحاصصه وتوزيع المناصب وفقا للمذاهب، رغم أنها قدمت شخوصها ومكوناتها وتآلفها ككيان علماني بعيدا عن المذهبيه والأثنيه . هذه الصيغه التي حكمت التجربه السياسيه العراقيه حتى اليوم،هي التي وقفت خلف تعطيل إصدرار القرارات التشريعيه وإقرار المشاريع الإقتصاديه والتنمويه ولم تتمكن الحكومة من قسم منها إلا بصفقات سياسيه مع تلك الأطراف وبعد جهد ووقت ثمين رغم أن الكثير من المشاريع ما زال معطل بتأثير من نظام المحاصصه نفسه . العوده لمثل هذا النظام من شأنه أن يطبع السنوات الأربع القادمه بنفس سمات ما سبقها، بينما المطلوب حكومة أغلبيه قويه رموزها من المشهود لهم بالكفاءه والنزاهة وتقديم مصلحة الشعب والوطن على مصلحة الفئه والمكون، المطلوب هو إستبعاد القائمه العراقيه كمكون سياسي وليس هناك ما يمنع من التعامل مع بعض رموزها النظيفه كأفراد ... فقط كأفراد بعيدا عن المحاصصه المقيته .

سلام .



#فيصل_البيطار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا لأيامكِ المجيده يا إمرأه .
- عرس إنتخابي عراقي فريد والفرص الخارجيه المعدومه
- اللهو والطرب في حياة العرب (1) .
- خف ونعل وحذاء ...
- الرقص على الحبال ... سياسه حمساويه بإمتياز
- التاريخ السري للكيلوت
- خليل خوري وسياسة التضليل القومي (5)
- خليل خوري وسياسة التضليل القومي (4)
- خليل خوري وسياسة التضليل القومي (3)
- شاربيّ ... من وحي سيدي القائد .
- خليل خوري وسياسة التضليل القومي (2)
- خليل خوري وسياسة التضليل القومي (1)
- نقد الدين أم صراع الأديان ؟
- على هامش الغناء للزعماء ...
- مهنة التحريض في عراق اليوم
- القرامطه ... إشتراكيه مبكره
- أيام في كوردستان العراق ...
- في الصراع الإسلامي - المسيحي
- بعض إشكاليات وتطبيقات الفقه الاسلامي ( 6 )
- أيام في بغداد ....


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....



المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - فيصل البيطار - ماذا وراء إدعاءات التزوير في الإنتخابات العراقيه .