أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فيصل البيطار - بعض إشكاليات وتطبيقات الفقه الاسلامي ( 6 )















المزيد.....

بعض إشكاليات وتطبيقات الفقه الاسلامي ( 6 )


فيصل البيطار

الحوار المتمدن-العدد: 2884 - 2010 / 1 / 10 - 11:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


القرآن والحديث جاءا ليخاطبا مجتمع عاش وسط الصحراء، تحكمه قيم البداوه والعشيره بتفاليدها وأنظمتها الأخلاقيه الخاصه بها وما كان شائعا من طقوس وديانات وقوانين إقتصاديه فرضتها نظم الحياه التي سادت ذلك الوقت، الغزو الإسلامي وإحتلال دول وشعوب اكثر تطورا منهم في سلم الحضارات وأكثر تنوعا وتعقيدا عما كان سائدا في مكة والمدينة، وإكتشاف نظم جديده، زراعيه وتجاريه وأخلاقيه، لم يكن الإسلام يتعامل معها لجهله بها أصلا، دفع بفقهاء الدين لإستحداث مصادر جديده للتشريع إلى جانب القرآن والحديث، تمتلك نفس قدسيتهما وإلزامهما للتعامل مع تلك المستجدات .

* الإجماع والقياس والإجتهاد

- الإجماع يعني اتفاق فقهاء المسلمين على حكم معين في زمن معين، عند أهل السنه هو المصدر الثالث من مصادر التشريع بعد الكتاب والسنه، لكن هل من المعقول ان يُجمع هذا الكم الهائل من الفقهاء المسلمين، بألوانهم المختلفه والموزعون في شتى أنحاء الأرض على حكم واحد ملزما لهم ولعامة المسلمين ؟ .

في نفس الليله التي مات بها محمد ، ولم يكن قد دفن بعد، تضارب صحابته الكبار في السقيفه الأنصاريه بالنعال وسعف النخل وديس بطون البعض منهم بالأقدام، شتموا بعضهم البعض وتوزعوا الإتهامات فيما بينهم بالقناطير، وتم أخذ البيعه لأبي بكر كخليفة للنبي، تلك البيعه التي خطّأها إبن الخطاب لاحقا وقال فيها : كانت بيعة أبي بكر فلته وقى الله شرها فمن عاد اليها فأقتلوه، ثلاثه من الخلفاء الأوائل ماتوا قتلا، وعلى روايات عديده أن الأول قد مات قتلا أيضا وبالسم، وعلى مدى أكثر من أربعة عشر قرنا منذ أن وضعت اللبنه الأولى لدين الإسلام، لم نشهد مايمكن تسميته بإجماع المسلمين لافي تفسير آيه ولا في حديث ولا في مسلك من مسالك الحياه، أسالوا دماء بعضهم أنهارا، حروبا وقتلا وصلبا وما زالوا، بل أن العباسيين مع بداية عهدهم قاموا بنبش قبور خلفاء بني أميه وصلبوا ما وجدوه من عظامهم الباليه، عن أي إجماع يتكلمون ؟ وكيف يتحقق بجمع كل من يفتي على مائده إفتائيه واحده وهم بمئات الألوف ليخرجوا بحكم شرعي ملزم، بل حتى لو إجتمعوا، ألن يتضاربوا بالنعال ويدوسوا بطون بعضهم البعض كما فعل من هم أشرف منهم، الذين سماهم محمد بالنجوم ودعى للإقتداء بهم !!! . ورد عن محمد : من قال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله فقد عصم ماله ودمه إلا بحقها، لكن القتل بين المسلمين ممن ينطق بالشهادتين، وتخريب المال العام والخاص ومصادرته وسبي النساء المسلمات كان مستشريا وما زال بين المسلمين وكل يدعي حقا بفتوى، المسلمون وُلدوا بعد نبيهم طوائف وما زالوا طوائف تكّفر بعضها البعض، وهو الذي يقول ان أمته تفترق على ثلاث وسبعون مله، نرى منها الآن السُنه الذين يفترقون على مذاهب عده والشيعه الإثني عشريه والإسماعيليه والزيديه والأباضيه والعلويه ، ومذاهب جديده لا تعترف بالسنه النبويه بجمعها ممسكه بالقرآن وحده ولا غيره . الخلاف يطغى على مجتمع الفقه الإسلامي برمته حتى داخل المذهب الواحد، لا إتفاق على نقاب أو حجاب، لا إتفاق على زواج المتعه والمسيار والعرفي وإبنة الزنى، لا إتفاق على الخمرة والغناء ... أحلال هي أم حرام، هناك في المغرب من حرّم طبق من الحلويات لإن وجهه يُزين ببعض المكسرات على شكل علامة + أو كما فهمها المفتي الجليل " صليب " ، وهناك من قصف بالمدافع ودمر تماثيل منحوتة في جبل، عمرها أكثر من ألفي عام بحجة حرمتها، وفي الجهة الأخرى نرى من الشيوخ والمتدينين من يخرج لمطار بغداد لإستفبال تمثال آخر شاهق الطول وارد من مصاهر إيطاليه وخاص بصدام حسين لينصب في إحدى ساحات بغداد مكّملا لتماثيل أخرى عديده، واينما جلت سوف تجد تماثيل القاده التي يمر من تحتها فقهاء الدين كل يوم ... إلا ما ندر، آخر صراع الفتاوى بينهم كان خاصا بالجدار الفولاذي التي تبنيه مصر في مواجهة أنفاق حماس، هنا أنشقت العمائم إلى نصفين، عمامة القرضاوي تقول بحرمة بناءه، أيدتها عمامات جزائريه موظِفه قضية الجدار في صراع إبتدأ مع مصر نهاية لعبة لكرة القدم، وأخرى تجثم فتاواها تحت أقدام ساداتها من الحكام لهم مع مصر خلاف وعداء طويل، مجمع البحوث الإسلاميه في الأزهر بعماماته من الوزن الثقيل، أيد بناء الجدار وقال بشرعيته فقها، عضو المجلس د. عبد المعطي بيومي يتهم المقيمون في دولة قطر ( يقصد القرضاوي ) بغض الطرف عن تجاوزات هذه الدوله التي مثّلها بسفينه أمريكيه تقوم بضرب العراق وفلسطين ... يتهمهم بغض الطرف مقابل إطعامهم . إجماع المسلمون كمصدر للفقه ليس أكثر من أكذوبه ساذجه لا يصدقها عاقل وتدحضها وقائع الحياه منذ أن بدأ الإسلام وحتى الآن .

ماذا عن القياس كمصدر للفقه ...
الإسلام يفرض حاكميته على كل شؤون الحياه، كيف إذا لو لم يأتِ القرآن والحديث بحكم لقضيه ما ؟ هم لا يتركونها لشأن القوانين الوضعيه، لا بد لهم إنطلاقا من دينهم الشمولي أن يسهموا بحكم ديني ملزم للمسسلم .. الفقيه يقيس في هذه الحاله، وهو هنا يشارك الله ونبيه في الأحكام الملزمه للمسلم، الفقيه يصبح إلها جديدا أو نبيا جديدا في جوهر الأمر، فيتحول دين الإسلام الى دين أرضي وضعي من غير أن يعلمون، ولكن حسب إدراك ووعي من يقيس، إذا كان محمد لا ينطق عن هوى، إن هو إلا وحي يوحى، ومن ثم تكون أحاديثه ربانيه سماويه، كيف تكون أحكام الفقيه الذي يقيس، ربانيه ايضا ؟ نعم هم يريدونها كذلك .
الشيعه لا يعملون بالقياس، يقولون أن إبليس هو أول من قاس برفضه السجود لآدم المخلوق من طين وهو الأرقي منه إذ خلق من نار، قاس نفسه بآدم مع وجود الأمر الإلهي بالسجود فرفض، وهو عندهم أن يأتي الفقيه بحكم لفرد ليلبسه فردا آخر ولا من نص، أو إلصاق حكما جاء به القرآن أو السنه لقضيه معينه بقضيه أخرى شبيهه بها وليس لها من حكم، الإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان هو بطل القياس الذي أنكره مالك وإبن حنبل ووقف الشافعي منه في منتصف الطريق، حجة أبو حنيفه هي أن كل ما جاء عن محمد موضوع، ولم يصح عنده من أحاديثه سوى خمسة عشر حديثا، هنا لا يمكن ملئ هذا الفراغ الذي تركه القرآن والحديث إلا بالقياس، أي أن الفقيه يرتقي سلم التشريع الإلهي والنبوي دون مشقه كنتيجه لقصور القرآن والحديث من تغطية كافة حياة المسلم بديلا عن تشريعات الدوله . المشكله تبرز هنا في تعارض تشريع من قاس مع التشريع الأرضي ( قوانين الدوله ) ، البعض يحرم التدخين مثلا بل وزراعة والإتجار بالدخان إنطلاقا من أحاديث الضرر والضرار، بينما قوانين الدوله لا تعارضه وتجبي الرسوم منه، البعض يحرم المخدرات من هذا الباب، وآخرين يتركون أمره لولي الأمر شرط ألا تطال عقوبة من يتعاطاها الأذى البدني، ويحاكم على جرائمه ضد الغير سواء إن كان تحت التخدير أم في كامل وعيه، بكلمه واحده : القياس ثمرة لقصور القرآن والحديث ودين جديد غير دين الكتاب والسنه .

الشيعه يعتبرون القرآن والحديث فد جآءا على أتم وجه ولم يغفلا شيئا من أمور الدنيا والدين، التشريع إنتهى بموت محمد وما الإجتهاد عندهم وأقوال أئمتهم إلا بيان لما جاء في القرآن والسنه، هم يتهمون أهل السنه عن غير حق بغلقهم باب الإجتهاد من بعد أئمتهم الأربعه، الرأي، واحد من مصادر التشريع عند السنه معتمدين على حديث لمحمد مع معاذ بن جبل، والرأي في حقيقته ليس إلا إجتهاد لفقيه سني كما الإجتهاد هو رأي لفقيه شيعي لا فرق . في حقيقة الأمر، يتناول المجتهد الشيعي في فتاواه ما هو أكثر من بيان وتفسير ما جاء به القرآن والحديث، ما أسموه بالمستحدثات، هنا أيضا كما في القياس يضع المجتهد وصاحب الرأي نفسه في موضع الله ونبيه في تقرير أمور الناس ورسم خطوط حياتهم، السبب هو نفسه، قصور القرآن والحديث في التناغم مع مستجدات العصر رافضين الإعتراف بإصرار غريب من أن دينهم كما جاء قبل أربعة عشر قرنا ليس إلا مجموعة من الشرائع الآنيه ذات العلاقه بما كان سائدا ذاك الوقت من نظم دينيه وإجتماعية وسياسيه وأخلاقيه، أي أنه إبن عصره فقط ولا يصلح لكل العصور، مثله كمثل باقي الأديان .

إنتهى .






#فيصل_البيطار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيام في بغداد ....
- جوله مع الاسماء ....
- الوعي المسلوب ...
- بعض إشكاليات وتطبيقات الفقه الاسلامي ( 5 )
- بعض إشكاليات وتطبيقات الفقه الاسلامي ( 4 )
- بعض إشكاليات وتطبيقات الفقه الاسلامي (3 )
- إيران تستعجل قدرها .
- بعض إشكاليات وتطبيقات الفقه الاسلامي (2)
- بعض إشكاليات وتطبيقات الفقه الاسلامي (1)
- فضاءات رحبه وأمينه في - الحوار المتمدن -
- حديث المئذنه ....
- أضواء على الأزهر ... غير الشريف .
- هل جاع - محمد - ومات فقيرا ؟
- هل قتل النبي محمد إبنه وابن عمه ؟
- قادة صغار ومهمات جسيمه . 2من2
- قادة صغار ومهمات جسيمه . 1من2
- ايران وما تعدنا به من تدمير .....
- مذكرات خليل الدليمي المهزله ... 2 من 2
- مذكرات خليل الدليمي المهزله...1 من 2
- وانتهت رحلة حماس ...


المزيد.....




- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فيصل البيطار - بعض إشكاليات وتطبيقات الفقه الاسلامي ( 6 )