أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فيصل البيطار - بعض إشكاليات وتطبيقات الفقه الاسلامي (2)















المزيد.....

بعض إشكاليات وتطبيقات الفقه الاسلامي (2)


فيصل البيطار

الحوار المتمدن-العدد: 2862 - 2009 / 12 / 18 - 14:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لايتوقف اضطراب الفقه الإسلامي عند الناسخ والمنسوخ بل يتعداه الى ....

- المحكم والمتشابه
( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنه وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا ألو الألباب، ) .
لهم فهما مجملا للمحكم والمتشابه في القرآن :
هناك من يقول أن القرآن كله محكم لقوله ( كتاب أحكمت آياته ) .
وهناك من يقول أن القرآن كله متشابه لقوله ( الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني ) .
ثم هناك من يقول انقسامه إلى محكم ومتشابه كما هو أدناه :
المحكم من الآيات وفيه أقوال :
+ ما لا يحتمل من التأويل إلا وجهًا واحدًا، ولا يحتاج البحث في القرآن أو الحديث لتفسيره وإثباته .
+ هي القرآن كله ما عدا الحروف المقطعة التي في أوائل السور .
+ آيات الفرائض والوعد والوعيد لا غيرها .
+ فقط آيات الحلال والحرام .
+ ما لم ينسخ من الآيات والتي يعمل بها فقط .
المتشابه من الآيات : وفيه أقوال ايضا :
+ ما احتمل أوجها، أي أنه من الممكن أن يُعطى للآيه معنيان او اكثر لا يتتفق مع بعضها البعض .
+ ما لا يستقل بنفسه إلا برده إلى غيره، أي مالايمكن تفسيره إلا بالعوده للقرآن أو الحديث .
+ كل آيات القصص والأمثال لا غيرها .
+ كل الآيات عدا آيات الحلال والحرام .
+ الحروف المقطعه في بداية السور مثل ، كهيعص، الم، الر، ق، ... الخ فقط لاغير .
+ كل الآيات المنسوخه وما لا يعمل بها . ...................( آخ ياراسي )
لكن غالبية الآراء الفقهيه على مذاهبها المختلفه ترى أن للقرآن في آياته محكما ومتشابها، وعليه فهم يقرأون الآيه أعلاه قرآءتين متناقضتين، أهل السنه من الأشاعره لهم قرآءتهم وللشيعه الإثني عشريه قرآءة ايضا .
السلفيين الأشاعره يقرأون : ( وما يعلم تأويله إلا الله . ) وهنا وقف على لفظ الله، أما الراسخون في العلم فإنهم يصدقون على أقوال الله ويقولون آمنا به، ونفهم من هذا أن المتشابه من القرآن لا يعلم تأويله إلا الله ولا أحد غيره، للشيعه الأثني عشريه تقسيرهم الخاص إذ لا يتوقفون عند لفظ الله بل يستمرون في الآيه ليتوقفوا عند لفظ العِلم، لتقرأ ( وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم . ) اي أن الراسخون في العلم هم شركاء مع الله في فهم وتفسير الآيات المتشابهه في القرآن، هؤلاء عندهم هم النبي والأئمه الإثني عشر ومعهم الإبنه والزوجه والأم فاطمة الزهراء، ليصبح عدد شركاء الله في فهم المتشابه، أربعة عشر شخصا من خلقه من أصل مليارات الناس من الذين خلقهم والذين سيخلقهم الى يوم الدين . يبدو هذا التفسير عجيبا ومستعصيا على الفهم، إذ كيف يخص الله حفنة من الناس إنقضى زمنها وراح بفهم المتشابه من القرآن ولا يدعم خلقه الباقين بمثل هذا الفهم سيما وأن البشريه في حاجة له مع كل إكتشاف وتطور تدرجه الحضاره في سلمها الطويل !!! ورغم هذا فإن الفقه الجعفري أقرب للعقل والإقناع منه للفقه السلفي، إذ ما فائدة ان ينزل الله آيات لا يعلم تأويلها إلا هو .... مالذي سيجنيه ويستفيده المسلم المتلقي من آيات لا يفهمها ولا يمكن لأحد أن يحل طلاسمها ؟ ولماذا يسطرها الله في كتابه الحكيم ... ما الذي يريده منا فيها ؟ إلا إذا كان الله يلعب النرد ويهوى العبث بعقول خلقه وهو ما يُصر عليه اصحاب التفسير الأول من فقهاء السلف الأشاعره مدعومين بجمله من الأحاديث ...
عائشة قالت ‏:‏ كان رسوخهم في العلم أن آمنوا بمتشابهه ولا يعلمونه‏.‏
ابن عباس قال : .... ومتشابه لا يعلمه إلا الله ومن ادعى علمه سوى الله فهوكاذب .
أما محمد فقال :‏ فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فأحذرهم، وقال : واعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه . بالطبع لعدم إمكانية فهم متشابهه هذا وإحتكار الله لهذا الفهم وحده ويكفي الإيمان دون الفهم على ما يريد محمد !!!!!!. وهناك حديث شبيه بهذا لعلي بن ابي طالب يخبرنا به أن الأقوام التي قبلنا قد ضلت بأخذها المتشابه .
آيات التشبيه والتجسيم في القرآن تقع في باب المتشابه عند البعض وفي باب المحكم عند آخرين : فعند الشيعه الإماميه تُردُ آيات التجسيم المتشابهه لآيه محكمه هي : ( ليس كمثله شيء ) فتصبح كل صفات الله الوارده في القرآن ذات تأويل لاينم عن اية صفه بشريه عضويه أم نفسيه فهو لا يشبهه شيئ، حكمته هي التي تستوي على العرش وكرمه وحلمه وجبروته وسطوته هي التي فوق أيديهم وليس يده، بصير دون عينين، سميع دون أذنين، لا يجلس ولا يقوم ولايجيء ولا يروح ولا يشغل حيزا في المكان فهو في كل مكان وليس في مكان ولا تدركه الأبصار لا في حياه ولا في آخره ..... وهذا ما يتناقض مع الفقه السني الأشعري .
عن أم سلمه في قوله على العرش استوى : الكيف غير معقول والإستواء غير مجهول والإقرار به من الإيمان والجحود به كفر .
وسأل مالك عن نفس الآيه فقال: الكيف غير معقول والإستواء غير مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعه، ثم لملم نفسه وترك مجلسه سريعا فزعا ورهبه . وهو الذي كلم موسى وهو السميع والبصير ويملك كل المظاهر النفسيه البشريه التي يملك الحيوان شيئا منها لتصبح مظاهر إلاهيه بشريه حيوانيه، يحب ويمكر ويبطش ويغضب ويفرح ويُسر ويستحي ويستهزئ، ثم هو يسير إذ يجيء والملك صفا صفا كما يجيئ العروسين بين صفين من موظفي فندق من فئة الخمس نجوم لكن لا أحد يرقص أمامه، سُأل الفقيه الحنبلي ابن تيميه عن نزول الله في ليلة النصف من شعبان من السماء السابعه الى السماء الأولى فقال : نعم، كما ‏أنزل عن منبري هذا ثم قام فنزل . هو دائما فوق ويتوجه المسلمون الأشاعره في دعائهم وأنظارهم معلقه في السماء وهم ( يخافون ربهم من فوقهم ) وكان له عرش على الماء ثم ترى له كرسيا وسع السماوات والأرض، والأرض جميعا في قبضته يوم القيامه والسماوات مطويات في يمينه، وسوف يراه الناس في ذلك اليوم بأم أعينهم ( وجوه يومئذ ناضره إلى ربها ناظره ) ، إبن عباس قال : رأي محمد ربه . إذن الله عند الأشاعره مجسم ويشغل حيزا في الكون الذي خلقه ويتحرك ضمن قوانينه الفيزيائيه، يجلس ويقوم ويسير ويهبط ويصعد وصوته ينتقل الى نبيه موسي عبر ذبذبات الهواء، وبذا يكون إله الأشعريين من السلف الصالح، عبدا لتلك القوانين التي خلقها، يعيش محكوما بها كما نحن البشر وغيرنا من أشكال الماده، فكيف إذن يكون خالقا وعبدا بنفس الوقت !!!!!! لكنه عند بعض أهل السنه ( لا تدركه الأبصار ) فلا يمكن رؤيته بالإطلاق، قال مسروق عن عائشه : من زعم أن محمدا أبصر ربه فقد كذب، أيدها المعتزله في هذا وهم من أهل السنه العقليين غير الأشاعره . وبذا يكون الفقه الإسلامي على أشده إضطرابا في صفات الله وفي فهمهم وتفسيرهم للمحكم والمتشابه من كتابه كما هو تماما في الناسخ والمنسوخ .

يتبع (3)



#فيصل_البيطار (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعض إشكاليات وتطبيقات الفقه الاسلامي (1)
- فضاءات رحبه وأمينه في - الحوار المتمدن -
- حديث المئذنه ....
- أضواء على الأزهر ... غير الشريف .
- هل جاع - محمد - ومات فقيرا ؟
- هل قتل النبي محمد إبنه وابن عمه ؟
- قادة صغار ومهمات جسيمه . 2من2
- قادة صغار ومهمات جسيمه . 1من2
- ايران وما تعدنا به من تدمير .....
- مذكرات خليل الدليمي المهزله ... 2 من 2
- مذكرات خليل الدليمي المهزله...1 من 2
- وانتهت رحلة حماس ...
- لا إتفاق فلسطيني ... فما الحل ؟
- سوريا والتزاماتها مع دول الجوار .
- القائمه المفتوحه ... خيار الشعب العراقي .
- سوريا ما زالت بعيده ...
- حماس واكذوبة المصالحه الفلسطينيه .
- شهادة - حيدر- وشهادتي...عن المجاهدين المنافقين .
- قدسية المسجد الأقصى ... بين الدين والسياسه .
- لسايكس – بيكو ..... لا عليها / رؤيه واقعيه تدحض اوهام القومي ...


المزيد.....




- المواطنون المسيحيون يؤكدون دعمهم للقيادة وللقوات المسلحة الا ...
- مفتي القاعدة السابق: هذه الرؤى جعلت بن لادن يعتقد أنه المهدي ...
- حزب الله يُصدر بيانًا حول -النصر الإلهي- للجمهورية الإسلامية ...
- بعد تفجير انتحاري داخل كنيسة بدمشق.. هل المسيحيون مهددون في ...
- -رحل صدام والجمهورية الإسلامية لا تزال موجودة-.. دبلوماسي سا ...
- السنة الهجرية: حقائق عن التقويم القمري الذي سبق الإسلام بمئت ...
- -تعازي الرئيس غير كافية-... أكبر رجل دين مسيحي في سوريا ينتق ...
- -سرايا أنصار السنة- تتبنى تفجير الكنيسة بدمشق والبطريرك يازج ...
- المسيحيون في سوريا.. قلق وتخوف بعد هجوم كنيسة مار الياس
- إيران تعلق على مواقف دول عربية وإسلامية متفاوتة بالشدة والله ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فيصل البيطار - بعض إشكاليات وتطبيقات الفقه الاسلامي (2)