أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فيصل البيطار - خليل خوري وسياسة التضليل القومي (4)















المزيد.....

خليل خوري وسياسة التضليل القومي (4)


فيصل البيطار

الحوار المتمدن-العدد: 2911 - 2010 / 2 / 8 - 14:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الموقف من العرب والفلسطينيين .

لو خرج العراقيون بمسيرات ترفع صور " شارون " متشمته بقتل أبو عمار والشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي وأبو علي مصطفى ... ترى ماذا سيكون موقف الفلسطينيون منهم ؟ لو أن العراقيين خرجوا بتظاهرات تأييدا لقتلة الشعب الفلسطيني في العدوان الإسرائيلي الأخير على غزه .... هل يلوم عندها الفلسطينيون أحد عندما يكيلون للعراقيين أنوع الشتائم من كل الأوزان ؟ وساعتها ماذا سيكون موقف السيد خليل خوري من العراقيين الذي يتهمهم بمعاداة العرب والفلسطينيين ؟ ..
عدد ضحايا صدام في الأنفال والمقابر الجماعيه وأقيبة المخابرات والأمن بمئات الألوف، وقد خلفوا وراءهم زوجات وأبناء وأمهات وآباء وأخوه وأخوات .... خلفوا وراءهم عائلات أفرادها بالملايين، وهم الذين خرجوا فرحين ومستبشرين بسقوط نظام الديكتاتور يوم 9/4/2003 ، يرجمون تماثيله بالحجاره ويصفعونها بالأحذيه، لقد زال كابوس القتل والتهجير الآن، وتحقق للعراقيين ما لم يحلموا به يوما، ولم تكن الحركه السياسيه والدينيه قد غزت صفوفهم بعد، تلك التي غيبها صدام منذ عقود .
على الجانب القومي كانت الصوره السياسيه في الشوارع العربيه والفلسطينيه تتناقض تماما مع مشاعر العراقيين الفرحين بزوال كابوس الديكتاتوريه، القوميين العرب من شوارع عمان و بعض المدن الفلسطينيه وعواصم أخرى ومن على منابر الصياح والزعيق ينوبون عن الشعب العراقي في تقرير مصيره سارقين فرحته بسقوط البعث ومجرميه !!! مستذكرين ومؤكدين بوفاء ما أرساه عبد الناصر في صفوفهم منذ أكثر من خمسين عاما في التدخل بالشؤون الداخليه لهذا البلد وذاك، دونما إعتبار لإتجاهات شعوبها وإنحيازاتهم السياسيه وآلية بناء بلدانهم وضمن أية آفاق، ورغم كل المجازر التي إقتُرفت بحق العراقيين على يد صدام، لم يسمع هؤلاء عن تظاهره واحده تصطف إلى جانب مآسيهم وتتضامن مع حقهم في العيش أيام القتل المجاني في الأنفال ومحافظات الوسط والجنوب، كلها كانت تصفق وتغني لقاتلهم ومن نَشَر الجوع والفقر في أوساطهم، وحتى الجامعة العربيه رفضت إستقبال أي وفد عراقي معارض أراد تبيان حقائق ما كان يدور في أزقة وبيوت العراق وما تتعرض له من أشكال القمع النادر في التاريخ، الكتاب القوميون شحذوا همم أقلامهم في حملة هوجاء ضد العراقيين متهمه إياهم بالإستداره بمقدار مائه وثمانون درجه عما كانوا عليه قبل السقوط عندما كانوا يخرجون بمئات الألوف هاتفين للقائد الضروره، قنوات الريح الصفراء تستضيف من أثروا على حساب جوع العراقيين ومرضهم بالكوبونات إياها ليكيلوا الشتائم للعراقيين ولمرجعياتهم السياسيه والدينيه، تظاهرات القوميين العرب وهي تحمل صور القائد المهزوم والذي ترك جيش العراق وشعبه مكشوفين أمام الإحتلال الأمريكي وتهتف له بالشعارات المعهوده إياها ... تكررت أكثر من مره وفي مناسبات مختلفه خصوصا عند إعدامه، بل أنهم أقاموا له مجالس العزاء وإعتبروه شهيدا حيا يرزق عند ربه، ألم يكن كل هذا إستهزاء بمشاعر عوائل المغدورين الذين بدأوا لتوهم نبش مقابر صدام الجماعية بحثا عن رفات المغيبين من أبناءهم ؟ .. وما هي ردة الفعل المتوقعة منهم وهم يسمعون ردح الكتاب القوميين لهم من على منابر تلك الفضائيات، ومشاهدتهم تظاهرات بالروح بالدم نفديك يا صدام من تحت صوره ؟ ...

عمل نظام صدام على إستقطاب كل من وفد للعراق من طلبه أو بحثا عن عمل وبوسائل متعدده شملت الترغيب والتهديد، الطلبه العرب الوافدون من تونس والسودان والبحرين والأردن وفلسطين ولبنان وغيرها من البلدان، عملوا خلال دارستهم في العراق ضمن صفوف الحزب من خلال مكتب الطلاب القومي، ليعودوا بعد تخرجهم لتعزيز صفوف أحزابهم هناك، وإن كان معظمهم كان يرمي خلف ظهره إنتمائه الحزبي بعد أن يغادر الحدود العراقيه وبيده شهادة تخرجه . العمالة المصريه تعرضت بدورها للضغط وإنتمى الكثيرون من أبناءها لحزب البعث وقاتلوا ضمن تشكيلات الجيش الشعبي وسقط منهم القتلى أثناء الحرب العراقيه – الإيرانيه كما أسر البعض منهم وتم تسليمهم لاحقا لدولتهم مصر .

لكن النشاط الأوسع للبعثيين كان في أوساط الجاليه الفلسطينيه المقيمه في العراق منذ عام 1948 والتي يتجاوز عددها العشرون ألف فلسطيني . إنتشر الحزب في صفوف الجاليه بنفس طرق الترغيب والترهيب، وعمل الكثير من أبناءها في صفوف الحزب والجيش الشعبي وفدائيي صدام من بعد حل هذا الأخير، وسقط منهم القتلى والأسرى والمفقودين على الجبهه الإيرانيه في معركة ليست لهم ولا للعراقيين، لكن الأهم من هذا كله، أنهم عملوا عينا للأجهزة الأمنية والمخابراتيه على العراقيين وما يتلفظون به، متسترين بفلسطينيتهم وأن لا خوف للعراقي منهم، لقد ألحقت تقاريرهم المكتوبه الأذى الفعلي بالكثير من العراقيين وتم تغييب بعضهم كنتيجة لها . هؤلاء هم الذين تركوا بيوتهم وفروا مع عائلاتهم نحو الحدود السوريه والعراقيه فور سقوط النظام الذي عملوا له وقبل أي إعتداء على منطقتهم التي يقطنوها في " البلديات " وليس " الشعلة " التي تبعد عنها أكثر من عشرة كيلومترات كما يدعي كذبا السيد خليل خوري، منطقة الشعله يقطنها الشيعه والنفوذ الكاسح هناك كان لجماعة الصدر ولا يسكنها فلسطيني واحد، ورغم هذا يدعي السيد الكاتب أن جيش المهدي قد هاجمهم في الشعله وقتل منهم المئات وسحل جثثهم في الشوارع وإستولى على بيوتهم وممتلكاتهم وطردهم نحو الصحراء !!!! غريب هذا الخوري في تأليفه لقصص الكذب والتدليس وهو يجهل حتى مكان سُكنى فلسطينيو بغداد، و ينسج رغم هذا حواديته عن قتلهم وسحلهم وتشريدهم مشّبه العراقيون بقطعان المستوطنين الإسرائليين وما يمارسونه بحق فلسطييني الضفه .
حسب إحصائيه لمكتب منظمة التحرير الفلسطينيه في بغداد، فإن عدد الفلسطينيون الذي قُتلو وفي ظروف مختلفه في مجمع " البلديات " الذي يقطنونه ومناطق أخرى متفرقه، كان مائه وسبعون (170) فلسطينيا لاغير، ولم يتم سحل أحد منهم أو الإستيلاء على بيوتهم، وقد أجرى مكتب المنظمه في حينه إتصالاته مع القيادات الدينيه والسياسيه التي أثمرت في وضع فلسطينيي منطقة البلديات تحت حماية مسلحين من الشيعه إبتداء، ومن بعدها تحت حماية أجهزة الدوله وما زالت حتى الآن، وهم يعيشون دون منغصات تفرضها جنسيتهم ويشملهم ما يشمل أخوتهم العراقيين دون إستثناء خصوصا من بعد زيارة الرئيس الفلسطيني الى بغداد نيسان / 2009 ، وزيارة فريق كرة القدم الفلسطيني لأربيل وبغداد تشرين / 2010 .... حينها علت أصوات حناجر العراقيين في ملعبي أربيل والشعب بالهتاف لفلسطين وشعبها مؤكدين أن فلسطينيو العراق يعيشون في أوساط أهاليهم مما لم يسمعه المغدور بسمعه وعقله السيد خوري . نعم لا أحد ينفي ماتعرضت له منطقة البلديات من بعض الهجمات وإختطاف فلسطينيين وقتلهم، لكن لا يجب تضخيم هذا الأمر كما يفعل السيد خوري ومعسكره من المهرجين القوميين ولا أخذه بمعزل عن السلوك الفلسطيني نفسه الذي تم توظيفه لسنوات طويلة في خدمة أجهزة صدام القمعيه، ولاحقا في خدمة تنظيم القاعده الذي يقوده فلسطيني آخر يدعى الزرقاوي قَتَل من العراقيين عشرات الألوف من شيعة روافض وسُنة من أهل الغفلة ومسيحيين عُبّاد الصليب، وأقاموا له مجالس العزاء بعد مقتله وإعتبروه شهيدا من أهل الجنه . فجر الكثير من العرب ومنهم الفلسطينيون، أنفسهم في أوساط التجمعات العراقيه قاتلين منهم الألوف في الأسواق الشعبيه والشوارع والحسينيات والمواكب الدينيه وغيرها من مسارح جرائمهم القذره، واحده من التفجيرات، تلك التي قادها إنتحاري من الجاليه الفلسطينيه في منطقة بغداد الجديده والتي أودت بحياة ستون عراقيا من المارة وأصحاب المحلات وجرحت أكثر من مائه وخمسون منهم والحقت أضرار فادحه في الممتلكات، إستتبعها بعد فترة قصيره أخ لهذا الإنتحاري بعمليه مشابهه وفي نفس المنطقه ملحقه نفس الأضرار ولم تبلى الجراحات التي خلفها أخوه بعد، وأخرى نفذها ذلك القادم من مدينة السلط الأردنيه والذي قتل بضربة تفجيريه واحده مائتان من رواد أحد الأسواق الشعبيه في مدينة الحله ..... سعوديون ومصريون وسودانيون ويمنيون وغيرهم من العرب، يفجرون أنفسهم حاصدين أمامهم ألوف القتلى من كادحي وفقراء الشعب العراقي ملحقين الخراب بممتلكاتهم المتواضعه وممتلكات الدوله والتي تعود لهم أصلا . ترى كيف سيكون إذا مزاج الشارع العراقي تجاه العرب والفلسطينيون ؟ ... سمعتُ ذات مره إحدى المسنات من النساء العراقيات المكلومات وفي مسرح إحدى جرائمهم وهي تصيح دامية الوجه والقلب من بين أشلاء الجثث والخراب الشامل : غضب الله على الزرقاوي ... غضب الله على الفلسطينيين ... غضب الله على العرب . هذه العراقيه المنكوبه لم تسيسها عمامة شيعيه ولا سنيه، الذي سيسها واقع الجريمه نفسه وحجم الخراب الذي ألحقه دمار العرب والفلسطينيون في بلدهم، أما آخر، فقد طالب بالرحيل عن بلده ... لتذهبوا وتفجروا في عواصمكم وفلسطينكم المحتله .

نحن لا نرتضي وأي منصف معنا، بوضع جميع الفلسطينيون أو العرب في سلة واحده كما يفعل السيد خوري بتعميماته الساذجه، ولا أن يُأخذ شخص ما بجريرة غيره كما فعل نظام صدام أيام عقود حكمه السوداء، ينبغي التمييز دائما، بين من الذي أقترف الجريمه ومن خلفه من الكتاب القوميين الذين يروجون لها، وبين من يتضامن مع العراقيين في محنتهم تلك، لكن المزاج العام للعراقيين يقول للعرب والفلسطينيين :
حلوا عنا يا اخي .... بلدانكم مليئه بالفقر والفساد والسجون، وجهوا أنصال أقلامكم الثوريه نحوها ودعونا لمشاكلنا فنحن أولى بها منكم وحتى من لينين لو صحى من قبره .

يتبع



#فيصل_البيطار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خليل خوري وسياسة التضليل القومي (3)
- شاربيّ ... من وحي سيدي القائد .
- خليل خوري وسياسة التضليل القومي (2)
- خليل خوري وسياسة التضليل القومي (1)
- نقد الدين أم صراع الأديان ؟
- على هامش الغناء للزعماء ...
- مهنة التحريض في عراق اليوم
- القرامطه ... إشتراكيه مبكره
- أيام في كوردستان العراق ...
- في الصراع الإسلامي - المسيحي
- بعض إشكاليات وتطبيقات الفقه الاسلامي ( 6 )
- أيام في بغداد ....
- جوله مع الاسماء ....
- الوعي المسلوب ...
- بعض إشكاليات وتطبيقات الفقه الاسلامي ( 5 )
- بعض إشكاليات وتطبيقات الفقه الاسلامي ( 4 )
- بعض إشكاليات وتطبيقات الفقه الاسلامي (3 )
- إيران تستعجل قدرها .
- بعض إشكاليات وتطبيقات الفقه الاسلامي (2)
- بعض إشكاليات وتطبيقات الفقه الاسلامي (1)


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فيصل البيطار - خليل خوري وسياسة التضليل القومي (4)