على هامش الغناء للزعماء ...

فيصل البيطار

الحوار المتمدن-العدد: 2897 - 2010 / 1 / 23 - 23:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

17 أيلول سبتمبر 1944 وافق التاسع والعشرون من رمضان 1363 ، السيده أم كلثوم تحيي حفلتها الغنائيه في النادي الأهلي ليلة العيد، وهي تشدو بأغنيتها ياليلة العيد آنيستينا وجددتِ الأمل فينا، وبعد أن انتهت من الكوبليه الأول، تفآجئ الجميع بدخول الملك فاروق للحفل ليجلس في الصف الأول وبمعيته رئيس ديوانه أحمد حسنين عشيق والدته الملكه نازلي، الذي مات بعد قليل بحادث سياره مشبوه، وربما لم يكن لينتبه سوى القليل من الحضور لهذا الحدث لولا إعلان مذيع الحفل حافظ عبد الوهاب عنه بكلمات قليله، صفق الناس ولمدة ثمانِ ثوانٍ لا أكثر، عاودت بعدها الفرقه الموسيقيه عزفها والست شدوها، لم يكن هناك بالروح بالدم نفديك يا فاروق ويافلان ويا علان . حتى إختراع هذا الشعار كان علينا أن ننتظر ثمانِ سنوات أخرى، موعد مجيئ العسكر للسلطه بِسُنةٍ سنها حسني الزعيم في سوريا عام 1949 ، انقلاب الزعيم هذا هو الذي يعتمده المؤرخون لمرحلة الإنقلابات الفاشله والناجحه التي أتت بمعظم رؤساء العرب، ولا أدري لماذا لايعتمدون إنقلاب بكر صدقي في العراق عام 1936 ، أو إنقلاب المربع الذهبي العقداء الأربعه عام 1941 كتاريخ لهذه الطريقه في الوصول للسلطه .
والمذيع حافظ عبد الوهاب هو الذي إكتشف بعد سنوات المطرب عبد الحليم شبانه وقدمه للإذاعه، وعرفانا من شبانه بفضل حافظ عليه، غيّر من إسمه ليصبح عبد الحليم حافظ .
تلاعبت الست ببعض كلمات الأغنيه التي كتبها " أحمد رامي " فبدلا من أن تنشد :
يا دجله ميتك عنبر وزعك في الغيطان نوّر ..... يعيش هارون يعيش جعفر، ونحيي لهم ليالي العيد
أنشدت وهي المعروفه بسرعة البديهه :
يانيلنا ميتك سكر وزرعك في الغيطان نور .... يعيش فاروق ويتهنى ونحيي له ليالي العيد
وفي مكان آخر عملت على تبديل بعض الحركات والأحرف لتصبح هلالَك بدلا من هلالِك وقدومَك بدلا من قدومِك وأنشدت في ليلة العيد بدلا من ياليلة العيد، ليصبح المخاطب الملك فاروق بدلا من ليلة العيد كما أراد المؤلف في الأصل : هلالَك هل علينا فرحنا له وغنينا / وقلنا السعد حيجينا على قدومَك في ليلة العيد، ثم إستعارت الكوبليه الأخير من إغنيتها حبيبي يسعد أوقاته لتغير كلمة واحده فيه، فبدلا أن تقول نهايته كما في الأصل :
الليله عيد عالدنيا سعيد عز وتمجيد لك ياحبيبي
قالت :
الليله عيد عالدنيا سعيد عز وتمجيد لك يا مليكي .
بعدها نزلت الست وقبلت يد مليكها الذي أنعم عليها لحظتها بوسام الكمال من الدرجه الثالثه ثم القت كلمة قصيره شكرته فيها وتضرعت إلى الله ان يمد بعمر الفاروق ويحفظه للبلاد ذخرا .
أم كلثوم غنت للملك فاروق عام 1937 من كلمات رامي أغنية ميلاد الملك التي مطلعها : إجمعي يا مصر أزهار الأماني، يوم ميلاد المليك ... وأغنية إهتفي من بعد تقديم التهاني / شعب مصر يفتديك، وبمناسبة زواجه الأول عام 1938 غنت له إرفعي يا مصر أعلام السرور وأغنية أشرقت شمس التهاني ثم يا بدر لما جبينك لاح وأغاني أخرى قليله في بعض المناسبات الملكيه، كان منها أغنية : مبروك على سموك عام 1939 بمناسبة زواج الأميره فوزيه شقيقة الملك من شاهنشاه إيران الذي كان وليا للعهد آنذاك .
في هذه المناسبه غنى محمد عبد الوهاب قصيدة الشاعر العباسي من أصل فارسي مهيار الديلمي " أُعجبت بي " والذي يقول فيها :
وأبي كسرى على إيوانه .... أين في الناس أب مثل أبي
إلى أن يقول :
قد قبست المجد من خير أب .... وقبست الدين من خير نبي
وضممت الفخر من أطرافه .... سؤدد الفرس ودين العرب .
والحرب العراقيه - الإيرانيه مستعره، خطر في بال صدام حسين " إعادة كتابة التاريخ " مؤكدا المقوله الماركسيه من أن الفكر السائد هو فكر الطبقه السائده، هنا عملت أجهزة النظام بإتجاهين : مصادرة كتب وإحراقها، وتزوير تاريخ العراق الحديث بإعادة كتابته من وجهة نظر السلطه، وكان أن ظهرت تسمية العدو الفارسي وليس الإيراني في لحظة تجلي قوميه شوفينيه واضحه .
صاحبنا مهيار الديلمي صاحب قصيدة " أُعجبت بي " أُعدم على مصطبة العداء لكل ما هو فارسي، رغم أن الحرب هي مع دولة إيران وتدور رحاها في القرن العشرين، ولم يكن المسكين وحده، بل صودرت دواوين أخرى كديوان أبو نؤاس وبشار بن برد ثم عمر الخيام وكل ما يمت لبلاد فارس بصله أو ما يذكرهم بخير أو يشير إلى علومهم وحضارتهم، كتاب الأغاني لأبو فرج الأصفهاني مثلا تم مصادرته وبعض كتب التواريخ، المنتظم في التاريخ لإبن الجوزي صودرت بعض أجزاءه كذلك تاريخ الأمم والملوك للطبري ومروج الذهب للمسعودي وغيرها الكثير من الكتب والدراسات القديمه والمعاصره ، مصادرة الكتب تمت على مستويات عده، إبلاغ المكتبات التجاريه بالعناوين الممنوع تداولها وتسليم نسخها للجهات المعنيه فورا، ثم سحب تلك العناوين من مكتبات الدوله كالمكتبات العامه في الأحياء ومكتبات الجامعات والكليات والوزارات والجوامع والحسينيات والمكتبات التي أوقفها أصحابها لجهات معينه، كمكتبة هبة الدين الشهرستاني الموقوفه للصحن الكاظمي وفي وسطها قبره، ثم مداهمة بعض المكتبات الخاصه ومصادرة ما بها من كتب نادره ومخطوطات، هذه العناوين تم إحراقها في مكانها في حاويات النفايات وبإشراف لجان خاصه من الدائره نفسها وجهات أخرى أمنيه . الخطوه التالية في إعادة كتاب التاريخ شملت تزوير التاريخ العراقي المعاصر، وقد نالت ثورة 14 تموز النصيب الأكبر على أيدي بعض الضباط الأحرار الذين ساهموا في تلك الثوره وما زالوا أحياء حتى ذلك الوقت، مجلة آفاق عربيه كانت تفرد ملفا حواريا لهؤلاء الضباط في كل عدد من أعدادها الشهريه، مهمتهم نفي أي دور لعبد الكريم قاسم في تلك الثوره ونسبتها لمجموعة من الضباط القوميين الذين تم إعدامهم عام 59 بعد تآمرهم على النظام مدعومين من عبد الناصر ووكيله في سوريا عبد الحميد السراج، كما انتشرت المقالات في مطبوعات الدوله الأخرى والتي تسير على المنوال ذاته، وأغرقت مكتبات السوق بكتب هؤلاء الضباط وغيرهم من أنصاف الكتاب ممن عملوا بأجر على تزوير تاريخ العراق الحديث في كافة محطاته، وإلى جانبها الكثير من الرسائل الجامعيه .
عبد الوهاب غنى للملكيه المصريه وحلفاءها أكثر بكثير من أم كلثوم، وكان يلقب بمطرب الملوك والأمراء، ربما كان يطمح لأن ينال لقب البكويه الذي لم ينله أحد من الوسط الفني عدا إثنين، يوسف وهبي الذي ورث اللقب عن أبيه عندما كانت الألقاب تورث، والممثل سليمان نجيب الذي حاز على اللقب أثناء عمله في الخارجيه المصريه، لكن عسكر 1952 إتخذوا قرارا بمنع أغاني الست من ألإذاعه المصريه ولم يتخذوا آخر مثله بحق عبد الوهاب ، مما أثار إستياء عبد الناصر الذي لم يكن حينها قد أحتل الموقع الأول بعد وأمر بالعوده عن قرار المنع ذاك .... وعاد الفلاحون من جديد في قرية طماي الزهايره للإلتفاف حول مذياع القريه لسماع مطربتهم المفضله . الفلاحون سمّيعه من الطراز الأول، لهم أذن لونتها مروج قراهم المتحوله من الأخضر للأصفر وألوان الطين المعجون بكدهم وعرقهم، أغانيهم لها وقع حزين تطرق أوتار القلب لتهزه بعمق ثم لتسكن تجاويفه ضيفا رقيقا . وهي في ريف بلاد الشام يشوبها مثل هذا الحزن المحبب، وسلاح راعي الغنم هناك ليس بندقيه، بل شبابته ( ناي ) التي لا تفارقه أبدا . مع بداية الثوره، وزعت حكومة عبد الكريم قاسم وجبات من الحنطه الخاصه بالزراعه، الفلاح باع حصته وإشترى ( بايسكل ) وراديو ترانزستور، البعض يستشهد بهذا المثال ليدلل على كسل الفلاح العراقي وتراخيه، وأنا أرى ما يخالفهم، البايسكل يحل له جزء من معاناته في التنقل، أما الترانزستور فلأنه فلاّح ويعشق الغناء على صوت حضيري أبو عزيز وداخل حسن وعبد الأمير الطويرجاوي وناصر حكيم .
الأغاني الوطنيه ربما بدأت مع مجدد الموسيقى العربيه، فنان الشعب سيد درويش، الذي لم يغني إلا للشعب وزعيمه سعد زغلول، لكن مع مجيئ العسكر في مصر عام 1952 بدأت تنحو نحو الغناء للزعيم الفذ صانع الثوره، بداية، كانت تطرق أسماع الناس بخجل ويطغى عليها مخاطبة الشعب والوطن مع تمجيد محمد نجيب رئيس الجمهوريه الذي أستحوذ على قلوب المصريين بسرعة مذهلة أثارت غيرة وغضب عبد الناصر ومعه غالبية أعضاء مجلس قيادة الثوره، بعض أفلام السينما المصريه والتي لم تكن قد أنجزت عند مجيئ العسكر شملها التعديل وأدخل على السناريو نشيدا يرحب بالثوره، أو على الأقل جمل جديده أدخلت على الحوار تشير لها بالتعظيم .... هذه الأفلام كانت لا تأخذ من الوقت سوى أسبوعين من العمل لتكون جاهزه للعرض، تم إلغاء دستور 1923 وصدر قرار بحل الأحزاب الذي أٌستنثي منه جماعة الإخوان المسلمين الذين كان لمعظم مجلس قيادة الثوره علاقة معهم، لكنه شمل حزب الوفد المقارع للإحتلال البريطاني وسياسة القصر لأكثر من ثلاثة عقود، وفي مارس 1954 تم الإطاحه بنجيب ومعه صناع الثوره الحقيقين، الذين كانوا يدعون الى عودة الجيش الى ثكناته وعودة الديموقراطيه والأحزاب والحياه النيابيه : خالد محي الدين وأحمد حمروش وآخرين أصغر رتبة منهم، وقبل أشهر كان قد إستقال اليساري يوسف صديق منفذ الثوره وسبب نجاحها، في الوقت الذي كان فيه عبد الناصر ومعه عامر يجولان شوارع القاهره بملابس مدنيه وفي سيارة عبد الناصر الخاصه، وفي الوقت الذي قضى فيه انور السادات ليلته تلك في إحدى صالات السينما مع زوجته، وإفتعل هناك مشاده كلاميه لتسليط الضوء عليه ... ضمانا لحياتهم فيما لو فشلت الحركه .
عام 54 تعرض عبد الناصرعلى يد الأخوان المسلمين إلى محاولة إغتيال بعد أن غدر بهم وتخلى عنهم، أم كلثوم غنت مع بداية مجيء العسكر واحده من أجمل أغاني الوطن، ولم يكن هناك في كلماتها أية إشاره لقادة العسكر / مصر التي في خاطري / لكن مع حادثة المنشيه وبمناسبة نجاة عبد الناصر من حادث الإغتيال غنت له أغنيتها الأولى فيه، نشيد: يا جمال يامثال الوطنيه .. أجمل أعيادنا المصريه .. بنجاتك يوم المنشيه . أما عبد الوهاب فقد غنى له بنفس المناسبه نشيد : تسلم ياغالي .. ألفين سلامه، ها قد أطل برأسه ذلك الشعار التي ساد دول العرب وما زال، وأدار رؤوس الزعماء العرب منذ أكثر من نصف قرن : بالروح بالدم نفديك يافلان .
مائده نزهة، واحده من أجمل الأصوات النسائيه العراقيه، إن لم تكن الأجمل بينها دون منازع، وبعد نجاة عبد الكريم قاسم من محاولة إغتياله في عوينة شارع الرشيد عام 1959 ، غنت له : عبد الكريم كل الكٌلوب تهواك .. عبد الكريم رب الحمى يحماك، بعد عقدين ونيف من الزمان، غنت لواحد من أفراد عصابة الإغتيال تلك :حياك يابو حلا يا زينة الأحرار ...
لا أحد يعرف كم هي عدد ألإغنيات التي شدا بها الوسط الفني العراقي لصدام حسين، الرجل كان يحمل عقدة الزعيم الشعبي، كريم قاسم وعبد الناصر، فكما سخّر كل مفاصل الدولة للإشاده بشخصه وفكره وعلمه وبطولاته، حشدت المؤسسه العامه للإذاعه والتلفزيون كافة طاقاتها لتغني له ولبطولاته المزعومه تلك، قيل أن مجموعها قد بلغ ثلاثة آلآف نشيد، وإن كنت أشك بهذا الرقم إلا أنني على ثقه من أنها تزيد عن كل ما غُني للزعماء العرب
مجتمعين، تتحفنا محطتي التلفزيون الوحيدتين نهار مساء كل يوم ببضعة من هذه الأناشيد، بل وأن ملاهي بغداد الليليه لا تبدأ برامجها إلا على نشيد : هيه يا هل العماره، ولا تنتهي تلك البرامج بعد أن تكون الخمره قد لعبت برؤوس روادها وهم يتمايلون مع أجساد غواني جنوب شرق آسيا إلا بها .
لم يفلت مطرب أو مطربه من المشهورين في عالم العرب من الغناء للزعيم وفي محطات مختلفه، غنوا في أعياد ميلادهم وزواجهم وغنوا في معاركهم السياسيه والعسكريه، الفاشله بمعظمها، غنوا للوحده عام 1958 لكنهم لم يغنوا لفرط عقدها بعد ثلاث سنوات، لمعارك اليمن والسد العالي والإشتراكيه والمسؤوليه والميثاق، ودائما الزعيم مقرونا بكل هذا، أشهر من غنى الوطنيات من المطربات كانت فايده كامل، التي دخلت مجلس الشعب عضوا عاملا مكافئة لها، ومن المطربين كان عبد الحليم حافظ الذي كتب له ذو السبع صنايع صلاح جاهين، ولحن له كمال الطويل الذي دخل بدوره نفس المجلس، صلاح جاهين كتب معظم وطنيات عبد الحليم وغيره من المنشدين، وبعد الهزيمه القاسيه عام 1967 وإنكشاف النظام، أصيب جاهين بالإحباط وأعتزل المجتمع وقيل أنه إعتذر عن ما كتبه وأنه قال : كنا بنغني للناس وإكتشفنا إنه بنغني عليهم . إن كان مطربي مصر قد غنوا لزعيمهم وإنجازاته، فقد غنوا برضاهم محاباة له أو قناعة، في العراق لم يكن الأمر هكذا، الغناء للقائد الرمز الضروره وهزائمه كان جبرا وإلا ..... .
والإذاعات ومحطات التلفزه تمطر المواطنين بأناشيد بطولات وإنجازات قائدههم العظيم، كانت أجهزة المخابرات وقوى الأمن تمارس أبشع أشكال القمع بحقهم، نظام عبد الناصر أعدم العاملين خميس والبقري عام 1954 لأنهما قادا إضرابا عماليا من أجل تحسين الأجور وشروط العمل، وأرسلت قوافل الوطنيين والديمقراطيين بدون محاكمه إلى المعتقلات في أبو زعبل والواحات، طلاب وعمال كادحين وكتاب وأساتذة جامعات ومثقفين وحتى الممثله الراقصة تحية كاريوكا التي كانت على علاقة مع الشيوعيين هي وزوجها كمال عبد الحليم أحد قادة الحزب، ليقضوا فيها زهرة شباب عمرهم مع التعذيب والقتل، كم حصل مع القائد الشيوعي البارز شهدي عطيه الشافعي . كان وضع العراقيين أقسى في ظل القائد المنصور صدام حسين، على وقع : حياك يابو حلا ... كانت مئات الألوف من جثث العراقيين تدفن في مقابر جماعيه، وتقصف القرى بالأسلحة الكيمياويه ويشرد الملايين خارج وطنهم . وليس لدي معلومات عن أغاني زعماء عظام في ليبيا والسودان واليمن .... أفيدونا رحمكم الله .

الغناء للزعيم، يأتي ضمن سياسة متكاملة وتشمل كافة مناحي الحياة .... الزعيم الفذ اللي ما فيش زيه .

سلام .

#فيصل_البيطار (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات