أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - أحمد حسنين الحسنية - عندما ننضج فكريا سنتعاون على أسس صحيحة














المزيد.....

عندما ننضج فكريا سنتعاون على أسس صحيحة


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 2941 - 2010 / 3 / 11 - 02:57
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


لا أؤمن بالقومية العربية ، و التي راجت في عهد عبد الناصر ، و بشكل باهت أطلت علينا في الفترة الأولى من عصر مبارك الأب ، و إذا كنت أنبذ القومية العربية ، فمن باب أولى أن أرفض ما هو أضيق منها ، و أعني القومية المصرية ، أو الفرعونية ، التي وجدت الدعم في السنوات الأخيرة من حكم السادات ، و عادت إليها الروح في السنوات القليلة الماضية ، برعاية جيمي مبارك .
أرفض القومية لإيماني بإنها نزعة عنصرية ، تتعارض مع القيم الدينية ، و الإنسانية ، فهي تؤدي لنمو مشاعر الإنعزالية ، و الشعور بالعداء ، و الكراهية ، لمن هم خارج حدود تلك القومية .
إنها تغلق العقل ، و تجعله أسير أسوار الخصوصية الوهمية ، فتمنعه من التحليق لأعلى الأفاق الإنسانية ، و تحرم الفرد بالتالي من جني فوائد الإنفتاح على العالم ، ماضيه ، و حاضره ، و المشاركة في بناء مستقبله .
لكن رفضي لإعتناق القومية العربية ، لا يعني إنني أنكر أن هناك تاريخ ، و تراث ، يجمعان شعوب المنطقة الممتدة من المحيط إلى الخليج ، بل و يمكن مد حدود تلك المنطقة شرقا لتشمل إيران .
لا يمكن لعاقل أن ينكر التاريخ المشترك ، و الأهم لا يمكن إنكار أن هناك تواصل حضاري بين شعوب المنطقة .
عندما ولدت فكرة القومية العربية في بلاد الشام ، لقيت الفكرة أتباع مخلصين في مصر ، و العراق ، و دول أخرى ، و عرفت بإسم الناصرية ، و البعثية ، و كان في مقابلها أفكار القوميات الفرعونية ، و الفينيقية ، و الأمازيغية ، و الفارسية ، ... ألخ .
إنتشار فكر الإخوان المسلمين مثال أخر على هذا التفاعل .
و عندما قامت الثورة الإيرانية في 1979 ، وجدت - برغم الإختلاف المذهبي - صدى في بلاد المنطقة .
و الحركة التأميمية بإيران في عهد مصدق، و جدت صداها في مصر في عهد عبد الناصر .
و قديما ، في العصور الوسطى ، عندما خرج الإمام الغزالي بمصنفه الشهير تهافت الفلاسفة ، جاء رد من أقصى الغرب متمثل في كتاب تهافت التهافت لابن رشد .
الطبري ، و ابن سينا ، و البيروني ، و الخوارزمي ، و غيرهم ، أمثلة أخرى على إنتشار التفاعل الفكري .
القائمة الدالة على تفاعل شعوب المنطقة فكريا ستطول ، و الأمثلة القليلة السابقة تثبت إنه تفاعل فكري خارج عن حدود القومية العربية ، و سابق عليها ، و لا علاقة له بأي دين من الأديان المنتشرة في منطقتنا ، لأن جذوره تمتد بعيدا في تاريخنا .
لقد ثبت أن المؤثرات الحضارية المتبادلة بين شعوب منطقتنا ، قديمة قدم حضاراتنا ، فعلى سبيل المثال هناك الكثير من الأدلة على أن المؤثرات الفرعونية وصلت في إنتشارها شرقا حتى بلاد فارس .
و عندما سقط بيت المقدس في يد البابليين ، و ما تبعه من شتات اليهود ، ثم بعد الثورات اليهودية الفاشلة في العصر الروماني ، إنتشرت المستعمرات اليهودية في كل ركن من منطقتنا ، حتى في داخل عمق الجزيرة العربية ، و كان الوجود اليهودي في يثرب سبب في سهولة تقبل الأوس ، و الخزرج ، لرسالة خاتم المرسلين ، محمد ، صلى الله عليه و سلم .
و عندما سقطت الإمبراطورية الفارسية على يد الإسكندر الأكبر ، و خضع الفرس للنير الأجنبي لمدة خمسمائة عام ، وجد المجوس الرافضين للوثنية اليونانية ، الملجأ في شرق الجزيرة العربية ، و إختلطوا بالعرب القاطنين هناك ، ليولد مجتمع مختلط في إقليم البحرين التاريخي ، كان له تأثير على الفكر الديني في الجزيرة العربية .
و الكثير من الفرق المسيحية ولدت في منطقتنا ، و تناقشت ، و تنافست ، في منطقتنا .
العصر الهليستيني مثال ممتاز ، و غني بالأمثلة ، لأن فيه طرحت شعوب المنطقة عن نفسها أردية التقوقع ، و التعصب ، القوميين ، بشكل أكبر ، فعبرت الأديان ، و المذاهب ، و الأفكار ، الحدود الإنسانية بشكل أسرع ، فكم من أفكار ولدت في ركن ما من منطقتنا ، لتجد الإحتضان في أركان أخرى ، و كم من زوبعة فكرية ثارت في أرجاء منطقتنا ، منطلقة من مركز فكري ما في منطقتنا .
أوروبا وجدت أن لديها تفاعل فكري مماثل في عمقه ، و إتساعه ، لتفاعلنا الفكري ، فكان هذا التفاعل أحد الأسس التي بُني عليها الإتحاد الأوروبي .
الإتحاد الأوروبي لم يكن وليد فكر قومي أوروبي ، أو ما قد نسميه بالقومية الأوروبية ، و أي متابع لأنشطة الإتحاد الأوروبي سيلحظ بسهولة أن الإتحاد الأوروبي يقف ضد الفكر القومي في أوروبا ، بشكل صريح .
الإتحاد الأوروبي كان نتاج إدراك عملي بالحاجة السياسية - الإقتصادية ، يدعم ذلك الإدراك العملي ، الإيمان بعمق التفاعل الفكري الأوروبي ، أو التراث الثقافي الأوروبي المشترك ، برغم الحواجز اللغوية ، و هذا التراث يشمل التراث الديني ، أو كما تسميه الأحزاب الديمقراطية المسيحية الأوروبية : التراث اليهودي - المسيحي ، و الذي أتمنى أيضا أن يشمل الإسلامي ، لما للإسلام ، و المسلمين ، من إسهام في الإرث الثقافي الأوروبي .
نحن أيضا ، عندما ننضج فكرياً ، سوف نوجد منظمة فعالة للتعاون الإقتصادي ، و ربما السياسي ، تجمع دول المنطقة ، لإننا بحاجة لمثلها ، لا علاقة لها بأي فكر قومي ، و لو كان عربي ، و سيسهل علينا أن ننفتح على بقية العالم .
و النضوج الفكري و الديمقراطية متلازمان .



#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توماس فريدمان يتجاهل البيئة السياسية كعامل حاضن للإعتدال الد ...
- حتى لا تصبح ديمقراطياتنا مثل ديمقراطية رومانيا
- المصرفي الصالح لا يسرق عملائه يا جيمي
- الحرب الدينية ، لو قامت ، فلن تكون إلا إسلامية - إسلامية
- الشعب الإيراني يتطلع لمصدق أخر ، و ليس لشاه ، و يرفض ولاية ف ...
- شبيبة مبارك ، و هلال معقوف ، نظرة للتغيرات الثقافية ، و السي ...
- الجمالية ، خير إسم للعقيدة الإقتصادية التي تحكم مصر
- النضال الحوثي ، نضال لمضطهدين ، و ليس نضال لبناة دول و مجتمع ...
- حماس باقية ، ما أبقت قيادها في يد متطرفيها ، و كبحت معتدليها
- دلالات الإنجاز الحوثي
- حرام ، و فاشلة ، و يجب محاكمة المسئولين عنها
- ما أتفق فيه مع القرضاوي
- ماذا سيستفيد الشيعة في العراق من دعم الديمقراطية السورية ؟
- حكم الأغلبية في سوريا ، صمام أمان للمنطقة
- مبارك الأب يقامر بمستقبل أسرته
- القاعدة في أرض الكنانة ، كارت آل مبارك الأخير
- حلايب قضية حلها التحكيم
- الأكاذيب السعودية يروجها الإعلام الرسمي الروماني
- في اليمن و باكستان أرى مستقبل مصر للأسف
- التوريث أصبح باهظ الكلفة لسمعة مصر


المزيد.....




- أين اختفى اليورانيوم الإيراني -عالي التخصيب-؟.. و-قيصر- أقوى ...
- زيلينسكي: يجب محاكمة جميع مجرمي الحرب الروس بمن فيهم بوتين
- الاحتلال يقصف نازحين ويجدد استهداف المجوعين في غزة
- -قرار أميركي صارم- بعد تسريب نتائج الضربات على إيران
- إسرائيل تتساءل: أين 400 كيلوغرام من يورانيوم إيران المخصب؟
- قوات إسرائيلية في إيران.. زامير يكشف -مفاجأة ما بعد الحرب-
- هل انتهى «العد التنازلي لزوال إسرائيل»؟ فرانس24 تتحق
- الناتو يرسم مستقبل الامن الجماعي في لاهاي
- ويتكوف يأمل باتفاق سلام مع إيران وماكرون يدعوها للتعاون مع و ...
- إيران تعيد فتح مجالها الجوي جزئيا بعد وقف إطلاق النار مع إسر ...


المزيد.....

- اشتراكيون ديموقراطيون ام ماركسيون / سعيد العليمى
- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - أحمد حسنين الحسنية - عندما ننضج فكريا سنتعاون على أسس صحيحة