خلدون جاويد
الحوار المتمدن-العدد: 2937 - 2010 / 3 / 7 - 14:45
المحور:
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
يُطيحُ اللهُ بحظ الحزب عندما يبدأ باقتناء المحابس !!! والاعتناء بالملابس ويجلس على كرسي ذهبي مع عباءة موشاة بالشقرة او ان يدهن الشعر والوجه بأرقى مستحضرات التجميل ! وان يبدأ يرتشي ويتحاصص .. وان يزوّر مثلما يهمل الشهادات العلمية الحقيقية وينصّب الجهلة والاميين في مواقع لايمتون لها بصلة . عندما ينشغل بسرقة الاموال وشراء الفيلات والسيارات الفارهة والذهب للزوجات وغير الزوجات !!! وعجبت لحزبي يمتلك ! ... الحزب ليس حيازة ! الحزب تفان ٍ وعدم تبذير .. الحزب جسر للحفاة والايتام والبسطاء والكادحين والمظلومين .
يطيّح الله حظ ّ الحزب عندما يرشي الناس بالاموال والسلاح والدجاج ! من اجل ان ينتخبوه ، ويسقط هذا الحزب في عين الشعب قريبا او بعيدا لأنه سيتذكر من مارس الرشوة بحقه والكلام الشريف يقول : لعن الله الراشي والمرتشي .
يطيح حظ الحزب اذا تملق الرفيق لرفيق معروف او عضو متنفذ تنظيميا ولمّع حذاءه كما يفعل بعض الأقزام في هذه الأيام !، واستعمل قلمه لتبجيل حزبه على حساب شعبه . وجلس على كرسي الشهداء بروحية الإدعاء !
يطيح حظ الحزب اذا مارس شوفينية وادعى ان قوميته افضل من سواها ... يسقط تاريخيا ... قد يحقق انتصارات مرحلية لكن بعين المستقبل البعيد يسجل اسمه في قائمة حب الذات والتعصب القومي .
يطيح حظ الاحزاب اذا كانت لغتها الاحتراب وعدم اقرار مبدأ الحوار الوطني والسلام والتآخي الاجتماعي والديني والقومي .
يطيح حظ الحزب اذا كان مغلقا على كتـّابه فقط وعلى مقالات مداحي القمر ! ويكون اعلامه احادي الجانب ومخاوفه من نشر المقالات السياسية المضادة مبالغ بها ... في عالم التعدد والشفافية والعلنية ينشر كل شيء ويعرف كل شيء فلم الخوف؟. يكاد ان يكون الحزب جامعا لايدخله الا المسلمون او كنيسة لا يدخلها الا المسيحيون او مسجدا بل مساجد عديدة لا يدخل احداها الا فئتها المتمايزة ...
يطيح حظ الحزب عندما لايقرأ موقعه الالكتروني احد فبمجرد مشاهدة ذات الاسماء ذات السداير ذات العكل ذات العمائم يهرب المرء الى مواقع اقل حزبية فيها كوكتيل الثقافة الاختلاف المتعدد التضاد التناقض فيها الشك واليقين السلب والموجب الاسود والابيض فيها الاجناس والاديان فيها كل ما في الحياة من تشظ ٍ .. فيها الاحلام بلا مساطر فيها قطارات بدون سكك حديد ! . فيها الافكار كالفراشات الملونة في نسمة ! .
ان مجرد اتخاذ شكل ما وتفضيله على سواه هو الرعب بعينه ان مجرد الايمان بمضمون وتفضيله على سواه هو الارهاب بعينه . بديهيتان خطرتان سترافق المجتمع البشري حتى يأتي يوم يعي فيه الانسان ان جماليته وسلامته تكمن بجمال وسلامة الآخر .
يطيح حظ الحزب حينما يسرق اموال الشعب ، ويصدرها للخارج ليملأ بها البنوك وينفقها على من في الخارج من اتباع واتباع من فاسدين ومفسدين .
يطيح حظ الحزب قريبا جدا على الشاشة عندما يحصل على كرسي واحد بقدم واحدة كلما حاول تثبيته على ارضية البرلمان كلما مال الى ثلاث جهات بالضبط مثل برغي ويلعب " بصمّونة" .
طيح الله حظ الحزب اذا كان من سماته ابراز صور رئيسه بكثرة وهو يعلم بأن ابراز صورة الفرد على صور الكوادر الحزبية الاخرى هو تكبير له على شخوصهم .. ويطيح أكثر ـ اي حظ الحزب ـ اذا كان الرفاق راضين عن هذه الظاهرة وسواها متراخين امامها متساهلين بل مطبلين مزمرين منافقين كي ينالوا الحظوة عند الرئيس وبدوافع نيل مكاسب ما .
طيح الله حظ الحزب اذا كان علمانيا ويتزلف لحكومة دينية . او دينيا ويتزلف لحكومة علمانية . انه اشبه بمُحجبة من فوق، ودلع من تحت مع بنطال جينز عنجوكي ! وهي تعلم بان البنطال باهتزازاته الرجراجة اكثر خطورة لإثارة ذئبوية التافهين من المتشددين من مجرد ارتخاء الحجاب ... مثل ذلك يطيح حظ الليبرالي وهو يبدي خشوعا مصطنعا كلما رآى جاره ابا العمامة مارا فيحييه بطريقة عادل امام الكوميدية لإبداء الخشوع والمسكنة وبعبارات من مثل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وفقكم الله مولانا !! حياكم الله : ان العناقير بفضلكم "ساهت بعدما سَبُزتْ ... واستشرنت بعدما كانت تراشيشا " !!!!!! .
يطيح حظ كل ليبرالي في الكتابة محافظ في الاخلاق والتصرفات او العكس صحيح . انها ازدواجية مقيتة يعيشها المرء التواق الى فعل ما بينما يقوم بالسر بما هو عكس الظاهر والمعلن ... وقد قال الشاعر :
" وحقك ماشربت الخمر جهرا
ولكن بالأدلة والفتاوي ".
او اي " مولانا " كذاب مزدوج من مدعي العلم كلما احرجوه بالسؤآل قال : ويجوز الوجهان .. او حزب مسكين يمارس اللعبة السياسية بكاسكيتين !!! فمرة يبدو مع هذا ومرة مع ذاك ... حتى عندما سؤل مُنـَظـّر طايح حظ هل بالامكان ان يبني الاشتراكية حزبان حزب قومي برجوازي صغير وحزب ماركسي لينيني ! قال نعم !!! وكان لهذا المنظـّر المرمي الآن في مزبلة التاريخ من يبرر له تلك التصريحات الكارثية فيقول مثلا : ما في الأمر مشكلة انه تساهل نظري !!!! وفي ذلك تربيت ومسح على كتف البرجوازية القومية التي هي الآن ايضا في ذات المزبلة !!! اما منظـّرنا فهو لايزال يلهث وراء الاحداث ولما سؤل احد لاعبي سباق الخيل " الريسسز " عن حصانه ، وقد كان هذا اللآعب حزينا جدا وقد مر ّ على انتهاء اللعب ساعات وهو يزداد لوعة وندما لخسارته ، لما سؤل : ماذا هو دور الحصان الذي راهنت عليه وخسر ؟ الثالث الرابع الخامس؟ قال لهم يارابع ياخامس "لي هسه دا يركض" لحد الآن يركض !!! طاح حظ كل متراخ ٍ نظريا وتطبيقيا قولوا آمين من الذين لايزيدون ولايقللون من بوصلة اتجاهات الوضع السياسي قولوا آمين ... وتأكدوا ان امثال اؤلئك الغشاشين لن ينطلوا لا على دين ولا على دنيا :
" مازاد حنون في الاسلام خردلة
ولا النصارى لهم شغل بحنون ِ "
واذاعدت لطيحان حظ الحزب البرجوازي الصغير القوماني المنحط فانه على هامش الحضارة اما الذي كان يتمرضع له فهو اقرب مايكون الى صفر على الشمال وكلا الاتجاهين زالت ريحهما ولا قيمة تاريخية تذكر في سير الاحداث لهما :
" كلا الأخوين ضرّاطـٌ ولكن
حسام الدين اضرط ُ من اخيه !! "
يطيح حظ الحزب في حالات اخرى " اذا كنت فضا لانفضوا من حولك " اذا لم يتقبل النقد ورأيت الناس يخرجون منه افواجا فقل ان لجانه الحزبية قمعية لاتحب النقد لا البناء ولا سواه بل لاتعرف ادارة صراع الآراء الا من منظور الخوف على المساس بالسدارة العليا او العمامة الأبهى . ويستحيل وجه المنقود الى عبوس وغضب مما يُشرّد الناقد وعندما يخلو اي حزب من ناقد يبقى لوحده وتتشرذم اعضاؤه ويطيح طالعه ! .
يطيح حظ الحزب عندما يستعمل مبدأ التزكية وعلى طريقة احد اعضاء الحزب الفاشي عندما بعث برسالة الى صديقه المدير كاتبا له تزكية : " الأخ من الطينه ارجو تعيينه ! " .
مبدأ التزكية مبدأ خطر ليس قائما على كفاية المعرفة بسمعة الاشخاص الاجتماعية ومواقفهم الانسانية المشرفة بل يعتمد الانتماء للحزب شرطا لتقديم الخدمات او التعيين .
يطيح حظ الحزب عندما يقدم خدمات لاعضائه اكثر من الخدمات للشعب ... اذا كان هناك حزب حقيقي محب للشعب فعليه ان لايملك أي شيء لأن الضرورة التاريخية تقتضي اخلاقا جيفارية بأن على الثوري الحقيقي ان يكون اول من يموت وآخر من يأكل على شرط ان لايفتعل ذلك بل ان يقوم به بقناعة واصالة . ان حياته هي ان يرى الناس في سكن محترم كما كان يفعل الزاهد عبد الكريم قاسم ... وكما هو موقف الثوار العالميين الكبار الذين لم يملكوا شروى نقير ! لينين نموذجا ! وان يطمئن الى توفير نظام ضامن لاطعام الناس كما فعل اساطين النموذج الاسكندنافي في تخصيص راتب المواطن منذ يوم ولادته حتى وفاته !.
وأكبرحصة من طيحان الحظ يتعرض لها الحزب اذا فضـّلَ " نفعيا ً " اي اعتبار ديني او قومي او حزبي على السيادة الوطنية وهويتها في المحبة والتضامن الاممي والسلام .
*******
توْقٌ أخير : في قلب اللآحزبي حب شعبي عام في قلب كل حزبي انحياز رفاقي نحو اعضاء الحزب اكثر من ابناء الشعب ! ... متى ما سَمَوْنا بأنفسنا على هذا التحيز يترقى شعبنا وتسمو معاييرنا التربوية .
7/3/2010
#خلدون_جاويد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟