أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلدون جاويد - باقة ورد على تمثال دوستويفسكي ...














المزيد.....

باقة ورد على تمثال دوستويفسكي ...


خلدون جاويد

الحوار المتمدن-العدد: 2907 - 2010 / 2 / 4 - 23:22
المحور: الادب والفن
    


باقة ورد على تمثال دوستويفسكي ...
" في ذكرى وفاته ... "

باق في القلوب والعقول .. لا لم تمتْ ولم يسقط لك تمثال. مرت في 28 كانون الثاني ـ يناير ذكرى وفاتك، روحا رفرافا على الحقول العذراء على البؤساء على البشرية المعذبة ، نحييك رمزا طهرانيا للدفاع عن اوجاع الناس وعذاباتها ياأخا امميا لكل الأجناس ..
لماذا طاح تمثال لينين وطاحت مؤقتا قضيته ؟!!! ألأنه لم يوائم كما واءَمْت َ انت ؟... وهل لأنك لم تكن قانيا كسيف من نار بل شمعة تبدد الظلام بذبالة هادئة . ألأنك الأرض التي سارت على أديمها جيوش الفقراء والمحرومين ؟ اي انك كنت قاعدة الجبل وكان هو ـ القائد الثوري ـ قمة اللهيب ولهيب القمة ؟ أنى كانت طرائق التفكير كنت وستبقى انت بانوراما التغيير وفعله وحاضنته الى ابد الآبدين ... يمر القادة لكن حقل الثقافة الحقيقية هو المنتج لهم وللعباقرة والأبطال .
نحييك يادوستويفسكي الخلود ... يامن بدأت بك يفاعتنا وانتماءاتنا الى مسار الألم لا للدفاع عن ضرورة تخليده كما يتشهى ادباء الفوضى وفنانوه بل من اجل اقتلاعه من جذوره ... ندرك ماهية مقولة فان كوخ : " لن ينتهي الألم ! "ولكن لمن نلتقي ونتواجد بمحبة ؟ او نكتب ؟ أمن اجل تأبيد الطفلة نيللي في " مهانون مذلولون" ؟ ام مقار ديوفشكين في " المساكين " ؟ أم سونيا في " الجريمة والعقاب " ؟ . لا الف لا سنعمل معا من اجل ابتسامة للبشرية ورغيف وأمان . من اجل رواية تكشف لا ابالية اخوتنا الأغنياء واستئثار الحكام بالقصور المسوّرة وخيانة تجار العفن وعهر مثقفي السلطات وجندرمة القتل وميليشيات السرقة ومافيات الرشوة ... انت والعظماء من اضرابك غوغول ونيكراسوف وليرمنتوف ومكسيم غوركي واتماتوف وعشرات سواهم ممن كشفوا بأداتهم الروائية الجبارة كل اوجاع الناس الدامعة الأعين بينما يبتسم الإعلام والصحافة السلطوية رياءا ً ويصفق للهياكل الباهتة في الاحقاب .
دوستويفسكي العظيم : منذ اعوام شبابك الاولى وانت نبع للحياة المنيفة ، ومحط الإكبار والاعجاب ، هكذا تخطى اسمك عتبة المجد الاولى بقصة المساكين التي قال عنها وعنك الناقد بيلنسكي سنة 1846 " المجد والشرف للشاعر الشاب الذي تحب آلهة وحيه سكان السقوف والأقبية وتقول عنهم لأصحاب القصور المذهبة : هؤلاء بشر أيضا ، هؤلاء اخوتكم " .
انت في كل الأزمان والامكنة لأنك انعكاس لواقع حقيقي ، اديب في ارض الجماهير لا في فضاء الارستقراطية ، اديب محرض على التغيير وداعية الى العدالة. ونيافة اساطين الأدب تكمن بالانتماء الى معسكر البسطاء الفقراء المساكين الكسبة الكادحين الفلاحين العمال ، والعمل من اجل اسعادهم والدفاع عنهم وعدم التخاذل والتراجع كما فعل ويفعل المتعاونون الذين نجدهم كالأحذية التي تحتاجهم السلطة لمدح الرؤساء او الاحزاب الحاكمة . لقد علمتنا ان القيمة المثلى للاشخاص هو لا الركوع للمال انما اكبار الانسان والدفاع عن كرامته .
كان ادب كولن ولسن على سبيل المثال وفي منتصف القرن الماضي يدعو الى اللآانتماء ويؤثر على الشبيبة الواهنة عالميا او عربيا وكنا نتأثر بحدود مختلفة وبنماذج يرسمها كولن ولسن بدقة ومن اجل تخدير الشبيبة وتبرير العبث ولاجدوى الحياة فيورد امثلة عديدة لوليم لو ، ووايت هيد وغيرهم ممن لايضعون قدما على ارض هذه الحياة من دون ان يعرفوا كنهها فيقحمون شبيبتنا في الفلسفة السوداء لسورن كيركيجارد، وكل انواع التشاؤم ودعاته . بينما كان الفكر التقدمي لتشيخوف في عنبر رقم 6 يكافح ضد فكر الجنون بالتخلي عن آلام البشرية مادامت الحياة في نظر الفيلسوف المريض في الردهة لاتعني سوى ميكانيزم مكرور يبدأ من الغموض ويمضي الى الغموض . كان الأدب الروسي يجاهد من اجل التحول نحو الحياة : الاُم لمكسيم غوركي على سبيل المثال كنموذج ثوري روسي ورفيقه في النضال الفكري ماياكوفسكي الذي يكفيه شرفا وجماهيرية ان يقف خطيبا ليقول : " ايها العمال زيدوا الانتاج .. "فاذا بالانتاج يزيد !!! وايرلنديا ً كان الأديب العظيم برناردشو يعمل من اجل اشتراكية الثقافة ؟ في سيدتي الجميلة لو نتذكر تحول إلآيزا ! ، وتركيّا ً كان ناظم حكمت يسخف المثالية في قصيدة دياكتيكية ساخرة ، وبلغاريّا كان فابتزاروف يعمل على محاربة التمايز الطبقي ،وجزائريا يتألق مفدي زكريا بالعشق الاوراسي والفداء الشعبي ، وعراقيّا ً يحنو الجواهري على جبهة الروح الوطنية ولبنانيا ً يتخلد ميخائيل نعيمة وجبران وايليا من اجل رفعة الروح المثالية للبشر . مئآت وآلاف من الادباء مع الحياة ومن اجل تغييرها وجعل سعاداتها مشاعة كالماء كالهواء كالنار كالكلأ .
ايها العظيم نحييك ونضع باقة ورد على قبرك في ذكرى وفاتك 1821/1/28 وننبؤك ان تمثالك الخالد الصلد في الزمان قد تحدى مهدمي التماثيل الذين انهالوا على تماثيل سواك بالمعاول . تمثال لينين طوّحوه وتمثالك باق ٍ ! .
ندرك يا ايها الأديب الكوني الجبار ان الثورة العاصفة لاتسلم من عواصف تلوي يدها وتلك سنة الحياة ونثق ان ازاء ثورة اكتوبر وتحولاتها ثورات مضادة تهدم تماثيل الفداء وتنكس الرايات الحمراء المرعبة للارستقراطية والبورجوازية والاقطاع والبروقراطية والقومانية والاقليموية والطائفية والشُللية الخ . لكن ايضا ندرك بان هذه الثمرة الانسانية المتجسدة في حياة العصور وتحولاتها انما كانت ثمرة على شجرة ... والشجرة انتم يا ايها المعلم الكبير دوستويفسكي ورفاقك ، ولا ادل على ذلك من الروحية العظيمة لخطابك الموائم والذي صادف ان يكون في آخر ايام حياتك العاصفة آيار 1880: " لاداعي الى العداوة بين دعاة الغرب وانصار السلافيين ، فماهذه العداوة الاّ سوء تفاهم يُؤسف له . ان روسيا مدعوة الى ان تنطق بالقول الفصل في انسجام البشر انسجاما شاملا واتفاق جميع الشعوب على صعيد الأخوة الانسانية ... والقانون المسيحي .. " .
باقة ورد على قبرك . وانحناءة اجلال امام معلم العصور .
*******
29/1/2010 .
ـ ولد ميخائيلوفتش دوستويفسكي بموسكو في 30 اكتوبر 1821 وتوفي بسان بطرسبورج في 28 يناير 1881 .ِ



#خلدون_جاويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فضاء سافر وحجاب ساتر ...
- الامبرطور العاري وبذلته الجديدة ...
- إنجاب أطفالْ من دون إتصالْ !
- هل زلزال هايتي لأن النسوة غير محجبات ام لأسباب اخرى ؟!!!!
- اقتراح تقدير الفنانة انجلينا جولي بوسام عالمي ...
- مسيحيّون في القلب ...
- مهرجان لذكرى فاجعة شارع المتنبي ...
- أجهزْ عليه ومزّقْ فكرَهُ البالي ...
- سلمتْ بلادُ الرافدين ...
- إختلاف ...
- المرأة شذرة لامعة في فكر العراقي الراحل خالد عيسى طه ...
- تألق ْ فأنت شموخ الجبال
- نحن مابين قردنة دارون ونغالة المعري !!!
- مناحة على جسر الصرافية ...
- اقتراح منع الشيوعيين من الانتخابات !!!
- الأمان الأمان ياعراق المحبة ...
- طهران امرأة تستحم بالدم ...
- اللصوص في الدانمارك سعداء والشرطة ظرفاء !!!
- العراق بين الدبلوماسية الواهنة والقبول بواقع الحال ...
- خرق امني في كل مكان !!!


المزيد.....




- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلدون جاويد - باقة ورد على تمثال دوستويفسكي ...