أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلدون جاويد - فضاء سافر وحجاب ساتر ...














المزيد.....

فضاء سافر وحجاب ساتر ...


خلدون جاويد

الحوار المتمدن-العدد: 2905 - 2010 / 2 / 2 - 01:04
المحور: الادب والفن
    



الإسفار عن الشيء قوة له ! وقول الحقيقة وسام على صدر الأديب الشجاع ... في الأدب العالمي ، يكشف النص القصصي الشهير " المساكين " للكاتب الروسي الكبير ميخائيلوفتش دوستويفسكي ، عن الحقيقة تحت الأرض ، عن الفقر في الأقبية ، عن هموم الفقراء المحشورين كالنمال في غرف تالفة ، عن معاناة الساكنين واحلامهم المعبرة عن شقاء تام ، عن جوعهم امراضهم مشاكلهم ومصائرهم خاصة بربارة التي اضطرت على الإرغام في حياتها ومصيرها ولاشيء سوى الارغام والعنف والإهانة .. فكم من الف والف بربارة في بيوتنا بربارة الرمز العالمي للعذاب الانساني وكم من عاشق مثل مقار ديوفشكين خائب ٍ باك ٍ تالف المصير .
لقد كشف دوستويفسكي هذا الوجع ، ومما لايتوقعه المرء في بلد متحضر ، ان رقيبا يمنع الكشف ، بل يريد ان يحجب الهم والغم وأن يطمره تحت الأرض ، ان لاينشره رواية ً او قصة ً او لوحة او مسرحية او فيلما ً او قصيدة ...
نعم هناك رقيب أدبي ـ سياسي او ناقد ضد الكشف انه تعبير عن عقل ساتر حجابي النزعة : انظر الجريمة : كتب الأمير ف.ف . اودويفسكي مقدمة لقصة المساكين المكتوبة في 1844 ـ1845 .. " يالهؤلاء الكتاب القصاصين ! انهم بدلا من ان يقصوا علينا شيئا نافعا ممتعا ، مريحا ، يهتكون جميع اسرار الحياة على هذه الأرض ويزيحون الحجب عن جميع مبائس الوجود ! ... لو كان الأمر لي ، لنهيتهم عن الكتابة ! فكروا في النتائج التي يؤدي اليها هذا ! ان المرء يقرأ مايكتبون ، فاذا هو ، على غير ارادة منه ، يأخذ يتأمل ... واذا بجميع انواع الافكار العجيبة المستحيلة تغزو رأسه . حقا ً لو كان الأمر لي لنهيتهم عن الكتابة او لمنعتهم عن نشر مايكتبون ".
يقودنا اودويفسكي هنا الى التكتم عدم الإشهار عدم الشفافية ، الى مراكمة الاسرار والآلام في الذات البشرية وعدم الافصاح ... هناك جوع وعلى الاديب ان لايحلل الظاهرة ! وهناك فارق طبقي ظالم وعلى الشاعر ان يكتب فقط عن السعادة ! هناك حزن على الصحفي ان لايصوره عليه ان يصور الابتسام . اي ان يخادع من اجل ماذا ؟ من اجل ان لايصم العار عشيرتنا او مجتمعنا او حكومتنا او ربما تحدث الثورات والزلازل الاجتماعية ضد القيصر والحزب الحاكم . علينا ان لا نكتب عن الحقيقة !!! ياللدونية ! انهم يخافون من ان تجرح الحقيقة حليفهم الجبهوي!!!!!! علينا ان نوائم ان لا نقول هناك تجار ومرابون في دست السلطة او لصوص ومرتشون علينا ان لا نقول هذا القس قد اقترف اثما وذلك المعمم قد كذب ! كل شيء حسب اودويفسكي يبقى مغلفا محصنا محجوبا عن الرؤية .
ان تخلفنا لايكمن بكثرة اللصوص فينا او بيننا لا انما في خطل الرؤية لدور المصنف الابداعي في الكشف . الكشف وعدم التحجيب وفضح الجرائم وراء الكواليس هو الشرط الأهم للحياة الحقيقية التي تجلب معها حقوق الصحفي للدخول الى اكثر المناطق سرية وعتمة . الكشف الكشف لا الحجاب السياسي والساتر الكونكريتي هو الذي يطلعنا على حقيقتنا .
المصنف الابداعي الدستويفسكوي هو المطلوب وليس الطريقة التي يتمناها اودويفسكي . لولا جيل الرواية من شوامخ وعمالقة الفكر والقصة في روسيا لما عرفنا مبررات الثورة العمالية الفلاحية في اكتوبر 1917 .
اربعة قرون من الرواية قد وضعت الحياة في اوروبا تحت الانارة على حد تعبير ميلان كونديرا الذي يجل الرواية ويبجلها بعبارة اخرى يقدس الكشف وهو مراده بالآتي : " لقد كشفت الرواية ، واحدة بعد اخرى ، ، بطريقتها الخاصة ، وبمنطقها الخاص ، مختلف جوانب الوجود : تساءلت ُ مع معاصري سرفانتس عما هي المغامرة ، وبدأت مع صموئيل ريتشاردسون في فحص " مايدور في الداخل " وفي الكشف عن الحياة السرية للمشاعر ، واكتشفت مع بلزاك تجذّر الانسان في التاريخ ، وسبرت مع فلوبير ارضا كانت حتى ذلك الحين مجهولة هي ارض الحياة اليومية ، وعكفت مع تولستوي على تدخل اللاعقلاني في القرارات وفي السلوك البشري . انها تستقصي الزمن: اللحظة الماضية التي لايمكن القبض عليها مع مارسيل بروست ، واللحظة الماضية التي لايمكن القبض عليها مع مارسيل بروست ، واللحظة الحاضرة التي لايمكن القبض عليها مع جيمس جويس . وتستوجب مع توماس مان دور الاساطير التي تهدي ، وهي الآتية من اعماق الزمن ، خطانا ، الخ ، الخ .
انه ليصعب في زمن دجال مثل هذا ، محكوم بالارادات والتحزبات ان نجري الكلام بالصراحة المطلوبة والدعوة الى اباحة حق الروي وإشاعة المال والسعادة على اخلافاتها للبشرية جمعاء .
ما دامت تلك الاحزاب هي المهيمنة فهي التي تحجب وتستر وتغتال الحقوق وفوق الاغتيال تقتل حسب الفتاوى والتشريعات المخذلة للحرية للتعبير للكشف للسفور لحرية الاختيار للاختلاط للانفتاح للتثاقف لهايدبارك الفكر .
*******
تـَوْقٌ أخير : ان العقل الساتر للعيوب هو مثل الدملة الكبيرة مصيرها الانفجار . اما السافر فهو ميدان رؤية وعمل ومناقشة .
2/2/2010



#خلدون_جاويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الامبرطور العاري وبذلته الجديدة ...
- إنجاب أطفالْ من دون إتصالْ !
- هل زلزال هايتي لأن النسوة غير محجبات ام لأسباب اخرى ؟!!!!
- اقتراح تقدير الفنانة انجلينا جولي بوسام عالمي ...
- مسيحيّون في القلب ...
- مهرجان لذكرى فاجعة شارع المتنبي ...
- أجهزْ عليه ومزّقْ فكرَهُ البالي ...
- سلمتْ بلادُ الرافدين ...
- إختلاف ...
- المرأة شذرة لامعة في فكر العراقي الراحل خالد عيسى طه ...
- تألق ْ فأنت شموخ الجبال
- نحن مابين قردنة دارون ونغالة المعري !!!
- مناحة على جسر الصرافية ...
- اقتراح منع الشيوعيين من الانتخابات !!!
- الأمان الأمان ياعراق المحبة ...
- طهران امرأة تستحم بالدم ...
- اللصوص في الدانمارك سعداء والشرطة ظرفاء !!!
- العراق بين الدبلوماسية الواهنة والقبول بواقع الحال ...
- خرق امني في كل مكان !!!
- خرق أمني في كل مكان !!!


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلدون جاويد - فضاء سافر وحجاب ساتر ...