أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلدون جاويد - عندما يأتي محمد ...














المزيد.....

عندما يأتي محمد ...


خلدون جاويد

الحوار المتمدن-العدد: 2933 - 2010 / 3 / 3 - 13:11
المحور: الادب والفن
    


كان هناك سجين سياسي لا أهل له محروم من الدنيا والآخرة ! وهو محبوب بين اصدقائه السجناء السياسيين وغير السياسيين ولنقل ان اسمه سين من الاسماء . كان هذا السجين سين يعاني ضائقة فلا أحد يزوره او لربما لا أقارب لديه او اخوة . بينما السجناء الآخرون قد أنعمت عليهم الظروف ببعض الزائرين الذين يأتون ليخففوا عنهم وليرفدوهم ببعض المساعدات بالاموال والطعام او الكتب المسموح بها .
السجين سين يجلس ملوما محسورا ، كسيرا لاعنا حظه ، فهو بالمقارنة مع المحيطين يعتبر يتيما في نظر المال والحلال والجاه ! اما الآخرون فهم اهل المال والحلال .. اذا قارن نفسه بالكثير من السجناء فهم مثل سكان قصور وهو من سكنة الاكواخ . هم الموظفون ذوي الياقات والربطات وهو فراش في باب الوزارة او المديرية . اذا قارن نفس بهم فهم اقطاعيون وهو فلاح معدم او هم أرباب العمل المتخمون وهو العامل الأجير.
كان السجين سين بطبيعة الحال هذه ابي نفس لايتنازل فيذهب لكي يقترض من المسيورين نوعا ما ، ممن يستلمون سلال الطعام اثناء المواجهة . كان يعرف صنفه واصدقاءه وزملاءه او رفاقه او خلطائه وبنفس الوقت ينظر شزرا ومن طرف خفي الى الذين قضاياهم قضايا اخلاقية او قضايا سرقة فيقول عنهم انهم " زبالة " .
سمع ذات يوم بأن احد اقاربه " محمد " سوف يأتي ليزوره ومحمد شاب صغير في المتوسطة وهو كما يتذكره تلميذ ذكي محب للدروس جدي يحترم الوالدين ويطيعهما ولخصاله الطيبة تلك فان السجين سين كان قد توجه اليه قبل عامين بالاحاديث عن الفقراء وعذاباتهم وجوعهم وعن الاسباب التي ارغمتهم على العيش في الاكواخ والصفيح الخ ، ويبدو ان محمد لم ينس تلك الاحاديث الطيبة والافكار الانسانية فقرر المجيء بعد ان سمع من الاصدقاء بان سين سجين .
قيل ايضا للسجين سين بأن محمد سيأتي بطعام وسجائر ومبلغ ما . فرح سين كثيرا كثيرا وانتظر يوم المواجهة ... وبالمقابل فقد بدأ يقترض السجائر والنقود واي شي يُقرض الى حين المواجهة ، وهو يقول لنزلاء السجن : سارجع لكم المبلغ " لمّنْ يجي محمد " عندما يأتي محمد . وقد كثرت القروض وزادت الطلبات والأمل معقود على مجيئ الشاب محمد .
طبعا لابد من التنويه الى ان السجن خارج المدينة وان الشاب محمد كما يبدو على درجة طيبة من المسؤولية والشعور بغربة وعذاب السجين سين ، ولذا فهو سيقطع مسافة بحدود 50 كيلو مترا بالسيارة . وايضا لابد من التنويه بأن السجناء فرحون بالمواجهة خاصة انهم سيستلمون المبالغ المقترضة والسجائر والحاجيات البسيطة الاخرى . كانوا كما يقولون بالدارجة العراقية " حادين سنونهم " اي متحمسين جدا جدا لاسترداد الدين .
حل يوم المواجهة وكانت البسمات على الوجوه والاستعداد باد ٍ لمواجهة الاهل والاقارب ، والاصدقاء والرفاق ، والاستماع الى آخر الأخبار وكل شيء على درجة من التشبث والفرح والانشراح . وفي الموعد اياه دخل الناس واستمتعوا بلقيا بعضهم بعضا . وقد جاء محمد والتقى بالسجين سين . واذ انقضى الوقت بسرعة كعادته ـ الاوقات السعيدة كما هو معلوم تنقضي كالبرق ـ والثقيلة العياذ بالله فانها كما قال ابو فراس وهو في السجن عند الروم : " بكل زمان لايسرك طول ُ " . واذ انقضى زمان المواجهة وخرجت الناس واغلقت الابواب وعاد السجناء الى حجراتهم ، فقد انتبوا الى عدم وجود سين بينهم وما ان مر وقت ما حتى ظهر سين حزينا أسيف الوجه ! قال بألم وحسرة ، بينما السجناء ينتظرون رد الدين :
ـ يا اخوان للأسف الشديد ارجوكم ان تسامحوني ، فالظرف كما يبدو استثنائي !!! محمد يريد العودة الى المدينة ولكن للأسف لايمتلك اجرة الطريق !!! وارجو منكم رحمة لوالديكم ، ان تجمعوا له اجرة السيارة : الكروه " !!!!

*******

توْق ٌ أخير : سؤآل : اذا حاول سين ان يقترض منا مرة اخرى على امل ان يأتي محمد مرة اخرى !!! فهل نقرضه على بياض بل على سراب ؟ زائدا التوقعات بجمع اجرة سيارة اخرى لمن لا " كروه " له ؟ هل نحن مخدوعون ونعلم بأننا سننخدع ، ومع ذلك نشترك بخديعة انفسنا بأنفسنا ؟ .
ـ أصل الحكاية أعلاه : طريفة حدثني بها صديق ما ، قمت بصياغتها تحت عنوان عندما يأتي محمد ـ سامحوني على اسلوبها المباشر فللضرورة احكام .
2010/3/3



#خلدون_جاويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكرى الشاعر العظيم بيرم التونسي ...
- متى ضاعت النبالة ، إبدأ من لوكراسيوس .
- الستيان حرام فتوى جديدة !!!
- طُز برقمك الانتخابي !!!
- رواية إمرَهْ كرتيس وترجمة ثائر صالح ...
- سايكولوجيا الإلهام ...
- قصيدة مهداة الى الاستاذ أياد جمال الدين
- ماالفرق بين الشندوخة والشعفورة ؟! ...
- بطاقة محبة الى صديق الفقراء ناجي عقراوي ...
- -حضارة الامم تقاس بمقدار تقديرها لجوته - ...
- الدانمارك الاولى في النزاهة فما رأي حكام الأمر بالمعروف ؟ !! ...
- نسبية ميلان كونديرا والتخريب الضروري لبناء الانسان ...
- باقة ورد على تمثال دوستويفسكي ...
- فضاء سافر وحجاب ساتر ...
- الامبرطور العاري وبذلته الجديدة ...
- إنجاب أطفالْ من دون إتصالْ !
- هل زلزال هايتي لأن النسوة غير محجبات ام لأسباب اخرى ؟!!!!
- اقتراح تقدير الفنانة انجلينا جولي بوسام عالمي ...
- مسيحيّون في القلب ...
- مهرجان لذكرى فاجعة شارع المتنبي ...


المزيد.....




- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلدون جاويد - عندما يأتي محمد ...