أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - موعدنا الجديد في تموز المقبل!















المزيد.....

موعدنا الجديد في تموز المقبل!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2936 - 2010 / 3 / 6 - 15:39
المحور: القضية الفلسطينية
    



ليست حكومة نتنياهو هي غير الصالحة للتفاوض توصُّلاً إلى السلام، وإنَّما الدول العربية ولاسيِّما القيادة الفلسطينية؛ ولعلَّ خير وآخر دليل على ذلك هو قرار وزراء الخارجية العرب (أو لجنتهم الخاصة بدعم مبادرة السلام العربية) الموافَقَة على إجراء مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين، أي عبر ميتشل، وسيط إدارة الرئيس أوباما، على ألاَّ تدوم أكثر من أربعة أشهر، تنتهي مع مطلع تموز المقبل.

لقد عرَّف ونستون تشرتشل "النجاح"، ذات مرَّة، على أنَّه انتقال المرء من فشل إلى فشل، من غير أن يشعر باليأس، أو يفقد الحماسة.

ولكن، شتَّان ما بين "الناجح" تشرتشل و"الناجح العربي"، فـ "الفشل" لا يصلح وصفاً للجهود والمساعي العربية من أجل السلام؛ لأنَّ "المحاولة العربية" لم تكن جادة وحقيقية، ولم تكن تتضمَّن ما يؤكِّد أنَّ العرب قد أعدُّوا لمعركة السلام ما استطاعوا من عُدَّة، فكل ما فعلوه لا يتعدَّى "الاستعطاء السياسي"؛ إنَّهم لم يفشلوا؛ لأنَّهم لم يحاولوا، وإنَّهم، بالتالي، لا يستحقُّون صفة "الناجحين نجاح تشرتشل".

وفي الحرب، يتعذَّر على المرء، الذي يفكِّر تفكيراً منطقياً، أن يقول إنَّهم هُزِموا؛ ذلكَ لأنَّهم لم يَدْخلوا الحرب أصلاً، فكيف للذي لم يحارِب أن ينتصر أو يُهْزَم؟!

غير مرَّة، قالوا إنَّهم إنَّما يذهبون إلى السلام في "فرصته الأخيرة"، فإذا بكل "فرصة أخيرة" تَلِدُ في نهايتها مزيداً من "الفرص الأخيرة".

وكم مرَّة قالوا إنَّ مبادرتهم للسلام مع إسرائيل لن تظل على الطاولة إلى الأبد؟!

وهل نسيتم ما قاله أحد آباء تلك المبادرة عندما ذهب على مضض إلى لقاء أنابوليس "إنَّني غير مقتنع بجدوى هذا اللقاء؛ ولكنَّني سأذهب من أجل قطع الشكِّ بسكِّين اليقين"؟!

ولقد قُطِع، غير مرَّة، ولكن ما أهمية "اليقين" عند أناسٍ استبدَّ بهم العجز فلم يبقَ لديهم من خيار، بالتالي، سوى الإيمان بالمعجزات؟!

وها هم الآن يقرِّرون، بعد أن يؤكِّدوا عدم اقتناعهم بالجدِّية التفاوضية لحكومة نتنياهو، قبول "بدء" مفاوضات غير مباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل، تستمر أربعة أشهر لا أكثر، واصفين قرارهم بأنَّه "فرصة أخيرة"، يمنحونها لإدارة الرئيس أوباما، التي اقترحت عليهم أن يقرِّروا ذلك، وكأنَّهم، في قرارهم هذا، يشهرون إيمانهم بأنَّ "الغباء السياسي"، تعريفاً، هو إصرار المرء على خوض التجربة نفسها، غير مرَّة، توصُّلاً إلى نتائج مختلفة!

حتى "البرغماتية"، في عالم السياسة، "عُرِّبَت"، فغدت تشبه كثيراً "السياسة العربية"، التي هي نسيج وحدها في عالم السياسة، أو الاستثناء الذي يؤكِّد القاعدة المعمول بها لدى الأمم والدول الحيَّة سياسياً؛ فإنَّ أحد المنافحين عن قرار وزراء الخارجية العرب قال، في لهجة "برغماتية"، إنَّ "الأربعة أشهر (أو "الفرصة الأخيرة")" ستنقضي لا محالة، ولن يكون هناك من فَرْق يُعْتَدُّ به بين أن تكون أربعة أشهر من المفاوضات غير المباشِرة (غير المجدية) وبين أن تكون أربعة أشهر "عادية"، أي بلا مفاوضات غير مباشِرة، فالنائم نائم أكان على سرير المفاوضات غير المباشِرة أم على أيِّ سرير آخر!

كل العرب ولاسيِّما الفلسطينيين أظهروا استمساكاً (يُحْسَدون عليه) بـ "مبدأ مقدَّس" هو "لا مفاوضات مباشِرة" مع حكومة نتنياهو قبل أن تلتزم الوقف التام للنشاط الاستيطاني في الضفة الغربية، وفي القدس الشرقية على وجه الخصوص، أو لأنَّ قرارها "التجميد الجزئي والمؤَّقت للنشاط الاستيطاني" لا يعني، عملياً، سوى إصرارها على المضي قُدُماً في هذا النشاط، وعلى زيادته في القدس الشرقية.

إنَّهم لم يحيدوا عن هذا "المبدأ المقدَّس" قَيْد أُنْملة؛ ولكنَّهم قبلوا المزاوَجة بين قرار حكومة نتنياهو "التجميد الجزئي والمؤقَّت للنشاط الاستيطاني" وبين "غير المباشِر من المفاوضات" معها، فـ "المباشِر" منها "حرام"؛ أمَّا "غير المباشِر" فـ "حلال"!

من قبل، حَدَثَ ما سوف يَحْدُث في الأشهر الأربعة المقبلة؛ فالوسيط ميتشل توسَّط كثيراً بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، ففشلت هذه "المفاوضات غير المباشِرة" في إقناع نتنياهو وحكومته بتلبية مطلب الرئيس أوباما "الوقف التام للنشاط الاستيطاني" قبل، ومن أجل، بدء، أو استئناف، "المفاوضات المباشرة" بين إسرائيل والفلسطينيين الذين توهَّموا أنَّ صاحب المطلب سيظل مستمسكاً به حتى يستخذي نتنياهو ويخضع.

والآن، سيستأنف الوسيط ميتشل وساطته، توصُّلاً إلى تحقيق شيء يسمح لوزراء الخارجية العرب بأن يجتمعوا مرَّة أخرى في تموز المقبل، ويقرِّروا الانتقال، أي انتقال المفاوِض الفلسطيني، إلى "المفاوضات المباشِرة"؛ فهل يكون ذاك الشيء هو إعلان حكومة نتنياهو انتقالها من قرار "التجميد الجزئي والمؤقَّت للنشاط الاستيطاني" إلى قرار "الوقف التام لهذا النشاط (وفي القدس الشرقية على وجه الخصوص)"؟

كلاَّ، لن يكون كذلك، فالوسيط ميتشل سيحاوِل، هذه المرَّة، أن يأخذ من حكومة نتنياهو ما يُغْري "المفاوِض الفلسطيني" بالذهاب إلى "المفاوضات المباشِرة" وإنْ استمر وتضاعف النشاط الاستيطاني، فلحظة الانتقال إلى "المفاوضات المباشِرة" إنَّما هي نفسها لحظة نجاح ميتشل في جعل الطرفين متَّفِقين على مبادئ وأُسُس لحلٍ نهائيٍ، يجعل "المفاوِض الفلسطيني" يعترف بالجزء الأعظم من النشاط الاستيطاني على أنَّه "نشاط شرعي"؛ لأنَّه يخصُّ أرضاً (فلسطينية) أصبحت جزءاً لا يتجزأ من إقليم دولة إسرائيل، بعد، وبفضل، الاتِّفاق على "الحدود النهائية" بين "الدولتين"، عملاً بمبدأي "تعديل الحدود (أي خط الرابع من حزيران 1967)" و"تبادل الأراضي".

أمَّا إذا فشل ميتشل في مهمته الجديدة فإنَّ الدول العربية ستجتمع في تموز المقبل لتقرِّر الانتقال من "تعريب القرار الفلسطيني" إلى "تدويل" النزاع برمته، فهي ستدعو إلى عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي، للنظر في النزاع برمَّته، متوقِّعة، أو متمنيَّةً، أن تمتنع الولايات المتحدة (التي استنفدت الفرصة الأخيرة التي منحتها إيَّاها الدول العربية) عن استخدام "الفيتو"؛ وقد تذهب إلى "محكمة العدل الدولية"، وإلى "مجلس حقوق الإنسان"، وإلى "الجمعية العمومية للأمم المتحدة"؛ ولن تنسى في سعيها هذا "اتفاقية جنيف"!

وإلى "البرغماتية" أضاف وزراء الخارجية العرب شيئاً من "الأخلاق السياسية"، فهم، وعلى ما أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، "لن يديروا ظهرهم بالكامل للرئيس أوباما"، وسيوافِقون، بالتالي، على اقتراحه إجراء مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين.

قالوا ذلك وكأنَّهم نسوا أنَّ الرئيس أوباما نفسه هو الذي أدار لهم، وللفلسطينيين، ظهره إذ "أقنعه" نتنياهو بأهمية وضرورة أن يتخلَّى عن مطلبه أنْ تبدأ المفاوضات المباشِرة بين إسرائيل والفلسطينيين بعد الوقف التام للنشاط الاستيطاني.

وأخشى ما أخشاه أن يجتمعوا في تموز المقبل ليقرِّروا أنَّ المفاوضات غير المباشِرة قد حقَّقت "تقدُّماً" لا يكفي للانتقال إلى "المفاوضات المباشِرة"؛ لأنَّ حكومة نتنياهو ما زالت ترفض الوقف التام للنشاط الاستيطاني؛ ولكنَّه يكفي لقبولهم تمديد "المفاوضات غير المباشِرة"!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فتوى الشيخ البراك!
- الحاسَّة الصحافية
- بيان اليأس!
- قانون -ولكن-!
- المواقع الأثرية اليهودية.. قائمة تطول!
- حَلٌّ يقوم على -تصغير الضفة وتكبير القطاع-!
- حكومات مرعوبة تَلِدُ إعلاماً مرعوباً!
- -تحرير- السلطة الفلسطينية أوَّلاً!
- صناعة التوريط في قضايا فساد!
- -فالنتياين-.. عيدٌ للتُّجار أم للعشَّاق؟!
- الأمين العام!
- عصبية -الدَّاليْن-!
- مجتمعٌ يُعسِّر الزواج ويُيسِّر الطلاق!
- العدوُّ الإيراني!
- -التوجيهية-.. مظهر خلل كبير في نظامنا التعليمي والتربوي!
- قصَّة نجاح لثريٍّ روسي!
- -ضرائب دولة- أم -دولة ضرائب-؟!
- -الإنسان-.. نظرة من الداخل!
- -شجرة عباس- و-سُلَّم أوباما-!
- هكذا تكلَّم الجنرال باراك!


المزيد.....




- السعودية.. الديوان الملكي: دخول الملك سلمان إلى المستشفى لإج ...
- الأعنف منذ أسابيع.. إسرائيل تزيد من عمليات القصف بعد توقف ال ...
- الكرملين: الأسلحة الأمريكية لن تغير الوضع على أرض المعركة لص ...
- شمال فرنسا: هل تعتبر الحواجز المائية العائمة فعّالة في منع ق ...
- قائد قوات -أحمد-: وحدات القوات الروسية تحرر مناطق واسعة كل ي ...
- -وول ستريت جورنال-: القوات المسلحة الأوكرانية تعاني من نقص ف ...
- -لا يمكن الثقة بنا-.. هفوة جديدة لبايدن (فيديو)
- الديوان الملكي: دخول العاهل السعودي إلى المستشفى لإجراء فحوص ...
- الدفاع الروسية تنشر مشاهد لنقل دبابة ليوبارد المغتنمة لإصلاح ...
- وزير الخارجية الإيرلندي: نعمل مع دول أوروبية للاعتراف بدولة ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - موعدنا الجديد في تموز المقبل!