أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد الحلاوي - ما الفرق بين أن تُصْبِح َمُخَضْرَما ً أو تُمْسِي مُحَصْرَما ً !!















المزيد.....

ما الفرق بين أن تُصْبِح َمُخَضْرَما ً أو تُمْسِي مُحَصْرَما ً !!


حميد الحلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 2932 - 2010 / 3 / 2 - 08:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



من بين فحـول الشـعر العربـي هنـاك من عاصـر ثلاثـة عهـود مختلفـة و كان للعمـر أن يمتـد بهـم ليعبـروا القـرن من الحيـاة المديـدة المنتجــة , فكان شـعرهم في أواخـر أيامهـم كأنه شـعر شـاب عمره سبعة عشـر عاما ً يتدفـق حيوية وغزارة معنـى وإكتمال حكمة , وعلى النقيـض من عالم الإبـداع الشعري والثقافي هـذا نرى صورة أخرى للخضـرمة لإناس إمتـد بهـم العمر أيضـا ً ليعاصـروا عهـودا ً مختلفـة لكنهـم ظلوا متقولبيـن في الحيـاة في قمقـم فصـل على مقاسـهم لم يتمكنوا أبـدا ً من تجاوز حـدوده وينتجـوا شـيئا ً أمكـن لـه الإسـهام في تطـور مسـيرة البشـرية فكانوا بحـق يمكن القول فيهم إنهم مجرد ومضـة في ظلام دامس , بينما كان من سـبق وصفهم شـموعا ً وقناديل عصية على الرياح العواتي والظلام فأناروا الطريق أمام تلك المسـيرة الحافلـة منذ النشـوء الأول للحيـاة وصـولا ً إلى ما نحـن فيه اليوم .
ومـن خـلال إهتـداء ٍكامـل وإسـتدلال واضح ٍوشـامل لمسـيرة النور تلـك المتدفقـة أمام ناظرينـا , آمـن أبنـاء جيلـي منـذ القراءات الأولـى .. على إن الوصـول إلى رؤيـة واضحـة للصـورة , أية صـورة , كان لايتـم إلا بالنظـر إليها من أبعـاد وزوايـا مختلفــة , دون التســمر أمامها فقـط والإنبهـار بما تحملـه من جمـال ٍ آخـاذ وإطـلاق آهات الإعجـاب مقرونـة ً بالتسـبيح والتهـليل , لمـا قد يكـون جمـالا ً فاتنـا ً مزيفـا ً جرى تغطيتـه بعشـرات العلـب من مسـاحيق التجميـل إذا ما أسـتطعنا الإنفكـاك من أسـره والإبتعـاد عنـه بما يكفي لإعادة إلقـاء النظر على الصورة كما أسـلفنا من إتجاهـات مختلفة وأبعـاد غير متسـاوية في المسـافة ووضـع تقييما ً خاصـا ً لجماليتهـا من تلك النقطـة التي تختلف عـن مثيـلاتها في القرب والبعـد والإرتفاع والإنخفاض عن موقع الصورة .
وبعـد هـذا نحاول لملمـة ما حصلنـا عليه من المعطيـات في قاعـدة بيانات متكاملـة خاصـة بالصورة سـتساعدنا بالتأكيـد على إعادة تشـكيل نظرتنا إليها وإخـتراق إطارها وشكلها العام الزاهيـن المبهـرجين وصـولا ً إلى أعماقهـا وفهـم حتى طريقـة ضـربات الفرشـاة التي أسـتخدمها الرسـام في صـنع تلك اللوحـة .
في ضوء ما أسـتوعبناه من دراساتنا المتعـددة لنظريات علم الجمال الماركسـي وما جـاء به مؤسسـي هذا الفكـر وتلامذتهمـا النجبـاء , تعلمنـا دروسـا ً بالغـة العبـرة في الحيـاة , كان أولها وأكثرها أهميـة ً التواضع والعيش مـع الناس في كل مفاصل تواجدهم والتحسس بآلامهـم وعيش مشاكلهم ومعاناتهـم والعمـل معهم سـوية ً كتفا ً إلى كتـف من أجل الوصول إلى حلول لها علـى قدر ما نمتلـك من إمكانات بسـيطة لا كما توهـم أخ أكبـر لنا يكتب من صومعتـه منتقدا ً إسـلوبنا الهجـومي في الكتابة متناسـيا ً عـن عمـد أبسـط قواعـد اللعبـة , الهجـوم هو خيـر وسـيلة للدفاع , وهـذا لم أأت ِ به من عنديـاتي وإنما بعـد قراءة مسـتفيضة لكتاب " فـن الحرب " لمفكـر صيني قديم إعتمدتـه كبرى الجامعات العالمية التي تخرج الصحفيين والإعلاميين كمادة أسـاسية في الإطلاع والدراسـة لأي صحفي وإعلامي .
أمـا ثانيها وهو الأهـم , فيرتكـز على إن التحليـل المنطقي للأحـداث .. لابـل أي حـدث مفـرد من مجموعها .. يحتم أولا ً وقبـل كـل شـئ ركـن عوامـل العاطفـة والتعاطـف والإنبهـار الذي وصفناه جيدا فيما سـبق بالمظـاهر الخـادعـة جانبـا ً قبـل النـزول إلى هـذا المعتـرك .. وهـذا مـع الأسـف الشـديد .. ما يفتقـر إليه الكثيـر من المتصـدين لمثـل هـذه التجـربة الحيـاتية وهم يصـيغون وجهات نظـرهم كتابة على شـكل كتاب أو كتيـب أو مقالة أو أي شـئ .. أو اولئـك المتصـدين لدراسـة ونقـد هـذه النتاجـات بنفس الطريقة سـواء بالردود المطـولة كمقـال أو بالتعليقات المسـهبة أو المقتضبة على الموضوع في نفس مكان نشـره .
وبعد إتمـام هـذا الركـن الجانبـي لابـد لكل ملـم بهـذا الشـأن ( والذي مـع الأسـف الشـديد كنت سـابقا ً أظـن إن كل مخضـرم لابد أن يكون على إطـلاع بشـأن التطورات التي فرضتها الحيـاة في مختلف نواحيها لكن التجربـة هنا في الحوار المتمدن أثبتت خطل تصوراتي .. عندما وجدت من يتخفى وراء مثل هـذه الصفة .. قابعا ً في قمقـم يخشـى كسـر جدرانـه لإنـه يتصور إن البعـث لا زال قائمـا ً كتنظيم يشار له بالبنـان فآثـر السـلامة متخـذا من القمقـم غرفة معيشـة شـاملة لكل الخـدمات ) أن يسـتند إلى خيـر ما أنتجـه الفكر التقدمـي العالمـي في رده المفعـم والحاسـم على كل النظريات الرجعيـة التي تحاول بشـتى الوسـائل الدفاع عن نفسـها و وجـودها المحتضـر فنراها وهي تتشـبث بحـب البقـاء تعمل ما أمكنها لتجميـل نفسـها بعمليـات الشـد السـطحي للجلـد وإسـتعمال المسـاحيق في أكبر عملية خـداع عبر التاريخ ليتهاوى عـن أقدامها العديـد من الأكاديميين مـع الأسـف .
إن دحض وفضـح مثل هـذا التجمـل أتى على شـكل نظريـة علمية أسـتنبطها من رحـم أمها الولـود ( علم الجمال الماركسي ) مبدع ماركسـي برازيلـي أستخدمها في هندسـة العمارة وهي ما تعرف اليوم بالـ ( التفكيكيـة ) .. والتي تعنـي بكل بسـاطة لإقامـة أي بنـاء جديـد عليـك تفكيـك القديم القائم في نفـس المكان قبل هـدمه عشـوائيا ً والتواصـل معه في بنائك الجديـد في إثبـات لإسـتمرارية الحيـاة .
ومنها أيضـا ً إنطلـق ماركس في وقته عنـدما فكك كل ماجـاء به "هيجـل" ورهطـه وأعاد صياغتـه بالشكل الذي تجسـد في نظريتـه الخـلاقة , حتى إنـه كان عندما يسـأل يكون جوابه الجاهز دائما ً , إني لم آت بشـئ جديد بل إني أعدت ترتيب ما خفي عن أنظار " هيجل " وكتبته بالشـكل الذي كان يجب أن يكـون .
ونحـن اليوم عنـدما نكتـب إنما نسـترشـد بما جاء بـه معلمنا الأكبـر وتلامـذته النجبـاء , ولكـوننا هنـا نعيش الحدث بتفاصيلـه ونشـهد كيف إن من كتب عليهم الزوال تاريخيـا ً ( وليس بذبحهم وإقصائهم على أيدينا عندما نكون في مواقع السـلطة .. كما هو جار ٍ اليوم على قدم وسـاق) يتشـبثون من أجل البقاء بإقامـة دكتاتورية فاشـية دينيـة متمثلة بدولـة ( الولي السـفيه ) القائمـة على خرافـة تاريخيـة يرفضها العلم والمنطـق .. دكتاتورية فاشـية فاقـت في فاشـيتها حتى صاحب الإمتياز فيها ( موسوليني ) .
أنا لا يهمني في مجمل ما أطرحه من وجهات نظـر زعل ( أكاديمـي مـُحَـصْـرَم ْ) لم أشـاهد له ذات يوم على صفحات الحوار المتمدن مقالـة تفيد وهو من ورائها يسـتفيد .. بل مجرد تعليقات متشـنجة وهجومية سمجة ضد الكثير من الكتاب في الحوار لمجرد طرحهم آرائهم التي تريد الحفاظ على الطابع الإنسـاني للبشر وتريد نشـر ثقافة الحوار والتسـامح التي أثبتت جدواها ونجاعتها في التجربة الثرة التي قدمتها لنا جنوب أفريقيا والقائد الرمز ( نلسـون مانديـلا ) .. فلا أقـرأ لـه ولا أسـمع منه سـوى زعيق دائم ومسـبة وشـتم للبعـث وكأنـه بهـذا يكون طامحا ً لنيل وسـام تقدير من المصارعين من أجل البقاء في حصن كرادة مريم ( المنطقة الخضراء) .
إن المشـكل التاريخي لا يمكن حله إلا بأستـلهام روح التجارب الإنسـانية التي سـبقت ( جنوب أفريقيا .. كمثال ) .. وليـس بإيجـاد بحـار دمـاء جديدة والعمل على تأجيجها بما نمتلك من حقد وكراهية دفينتين مـع عدم الأخـذ بالحسـبان التبعات التي سـتنشـأ عنها .. ونحـن نقبع بعيـدا ً عنها بآلاف الكيلومترات .
ولا زعـل توقيع كنت أتمنى أن يكون صاحبه أقرب قليـلا ً في أسـمه إلى إسـم ( الخراسـاني ) رئيس جمهورية إيران ( الإسـلامية ) .
بـل إن ما أستغربت له ولو قليـلا ً أن يتهمنـي صديق عزيز في تعليقته بأني من نزلاء البروج العاجيـة وهو من عايشـني لأكثـر من ربع قـرن ويعرف كيف قضـيناها في ظـل سـطوة الدكتاتور الأهـوج الذي أنجبـه فكر البعـث الفاشي والذي لم يسـتطع بكل ما أمتلكه من سـطوة وبطـش على إجبارنا على الخروج من العراق لكـن هـذه الحكومـة الفاشـلة التي لم تزرع سـوى بذور الفتـن والإحتراب الطائفي إرضاء لأجنـدات إقليمية ودولية متمثلـة في إيران وشـريكتها في إحـتلال العراق وماجـرى من مناظـر كريهـة لإنتشـار الجثث المجهولة الهويـة التي تأكلها الكلاب بالقرب من منزله والتي تقاسـمت المسؤولية فيها عصابات القاعدة والإسلام السني مع الحكومـة المحتضنة لجيش الإمام ومصـائب أهل الحق كان لها الأثـر الكبير في قراره بمغادرة البلـد إلى حيث لايرى مثـل هـذه الإمـور في السـويد , في إيحـاء منـه إلى إن كتاباتي الهجومية لربمـا قد مسـت في أحيـان ما بعض ممن لا زال هـو يحتفظ لهم بطيب ذكرى في حين إنهم لا يسـتحقون حتى وصمة الخيانة التي يصمهم بها البعـض لأنهم قد أسـاؤا حتى للخيـانة شـكلا ً ومضمونـا ً بإنجرافهم وراء عمليـة لاهدف لها سوى تدمير البـلاد والعباد .
وللجميـع أطرح هـذا السـؤال .. منذ متى كانت الأخطـاء الكبيرة تعالج بالـ ( عيني والأغاتي ) كما يقول البغداديون ؟ أم ماهـو المطلـوب منا هل نقـوم بتمسـيد الأكتاف ونقبل الأرداف حتى لا نكون من سـكان البروج العاجيـة ؟



#حميد_الحلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرة أخرى مع نوري الهالكي وما يجري في أشرف الآن ؟
- ماهكذا تورد الإبل يا أبا إسراء
- مشهد حي منقول عبر فضائية عراقية
- الشراكة الأميركية الأيرانية في أحتلال العراق
- إعدم ... إعدم
- المطب الذي أسقط الأقنعة
- بين حلم و واقع ... صار مرفأ الحوار المتمدن ميناء يشار له بال ...
- حكومة ( خان جغان ) وهوايتها المفضلة في ( تأليه ) البعث والدع ...
- نفحات ديمقراطية في ليل فاشي قادم
- عام جديد مع أبواق الليبرالية الجديدة وخدم المحتل
- كيف وأين تلتقي حبال الراقصين في خيمة سيرك واحد ؟
- تَر ِبَت ْ يَمِيْنُك َيا فَتى .... سَلِمْت َأمْ لَمْ تَسْلَم ...
- في ذكرى الحوار السابعة ... ورودنا تزدهر
- المعاهدة الأمنية العراقية الأميركية ........ ( 5 )
- الإتفاقية الأمنية العراقية الأميركية ........ ( 4 )
- لتذهب إلى الجحيم كل إجراءاتكم التعسفية أيها الأقزام
- المعاهدة الأمنية العراقية الأميركية ... ( 1 )
- الاتفاقية العراقية الأميركية ......... ( . )
- المعاهدة الأمنية العراقية الأمريكية ....(2)
- المعاهدة الأمنية العراقية الأمريكية ....( 3 )


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد الحلاوي - ما الفرق بين أن تُصْبِح َمُخَضْرَما ً أو تُمْسِي مُحَصْرَما ً !!