أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل علوان التميمي - نحن مع القوي حتى يضعف وضد الضعيف حتى يقوى















المزيد.....

نحن مع القوي حتى يضعف وضد الضعيف حتى يقوى


اسماعيل علوان التميمي

الحوار المتمدن-العدد: 2925 - 2010 / 2 / 23 - 13:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




من يقرا تاريخنا القديم والحديث ويطلع على الاحداث التي وقعت على ارضنا والدماء التي سالت فوقها وظلم الطغاة الذين تسلطو علينا بالتتابع ، ويسترجع الاحداث التي شهدها تاريخنا المعاصروصور احتضاننا لجلادينا يكتشف ان هذا الشعب يمتلك مزايا استثنائية في التعايش مع الطغاة .لا اظن ان هناك شعبا اخر في كوكب الارض وربما في المجموعة الشمسية ، على فرض ان هناك حياة بشرية عليها ، يمكن ان ينافسنا نحن ابناء بلاد ما بين النهرين، في فن صناعة الطغاة ، فهي صناعة عراقية 100% ومن ينفي ، عليه يقع عبء الاثبات .فالاصل في حكم هذه البلاد هو للطغاة وحكم غيرهم هو الاستثناء ، فنحن مع القوي حتى يضعف وضد الضعيف حتى يقوى.هذه هي بلادنا وهذه هي حقيقتنا وهذه هي سايكولوجيتنا . هذا ما يقوله التاريخ ، فلماذا نستحي من تاريخنا . وهذه هي الحقيقة ، فلماذا نستحي من حقيقتنا . ، فنخن متخصصون في صناعة الطغاة بكامل المواصفات .ولا شك انها من اصعب الصناعات ، فمن السهل ان تصنع طائرة اسرع من الصوت ،ولكن من الصعب ان تصنع طاغية قادرا على ابادة الآلاف من ابناء شعبه بالاسلحة الكيميائية دون ان يرف له جفن. او تذرف عيناه دمعة ، او يتعكر مزاجه ، ويحارب لربع قرن في الاتجاهات الاربع دون ان يكل او يمل ، ويقطع الالسن ويذبح اصحابها بالسيف نهارا جهارا ، ثم تحمل العشائر العدنانية والقحطانية من العرب العاربة والمستعربة الرؤوس المقطوعة في العقد الاخير من القرن العشرين وهي ترقص وتردح وتهز فرحا بمشاهد ذبحها الهمجي ،. طاغية يكذب علينا ونصدقه ونكذب عليه ويصدقنا ويذبحنا ونرقص له ، فهذه مهارات ، دربناه عليها شيئا فشيئا خطوة فخطوة . فكلما اتقن درسا منها احتفينا به وهتفنا له بأعلى اصواتنا (بالروح بالدم نفديك يا جلاد ) وكلما زاد ظلما وجورا زدناه رقصا وردحا وحبورا ، وتنافس شعرائنا على مديحه بالقصائد العصماء ، و(هوّس) له شيوخنا ورؤساء افخاذنا (اتشور والله اتشور، بيك ارسوم من اهل البيت ، اتشور والله اتشور....) واطلق عليه وعاضنا (جزاهم الله خير الجزاء)كل اسماء الله الحسنى وزادوا عليها عشرة . باختصار نتعب عليه كثيرا ، الى ان يصبح طاغية بكامل المواصفات، ليس هناك فترة محددة لها ، لانها تختلف باختلاف امكاناته ومواهبه فقد تستغرق سنة او بضعة سنين . والويل كل الويل لمن تخور قواه ويسقط سيفه من يديه ويفشل في تعلم دروس الذبح والاستبداد ، لا نكتفي بترقين قيده ونعتبره راسبا ونخلي سبيله فيعود لعياله ونرحم بحاله، فهذا من المحال ، فمصيره محتوم القتل والتمثيل والسلخ والسحل ورميه في دجلة (الخير) بلا قبر ولا كفن. هكذا فعلنا بنوري السعيد ونجله صباح وفيصل الثاني وعبد الاله وهكذا فعلنا بعبد الكريم قاسم ، والقائمة تطول ، فعقوباتنا له تمتد الى ما بعد الموت ، لها اول وليس لها اخر، فتطال عائلته وعشيرته لتصل الى سابع جار. هذه صنعتنا جيل يسلمها لجيل وطا غية يسلمها لطاغية، فنحن حاضنون عاشقون جاذبون لجلادينا طاردون لاحرارنا وعلمائنا ومفكرينا ومبدعينا . فاين عمالقتنا من امثال الجواهري و البياتي و عزيز السيد جاسم وبلند الحيدري و هادي العلوي و زينب و الدكتور عبد الجبار عبدالله والقائمة تطول وتطول؟.

الحقيقة التي ليس من المصلحة الوطنية اخفائها ، اننا شعب يميل تاريخيا الى العنف الدموي الذي نكاد لا نرى له مثيلا في بعض صنوفه في بقية شعوب الارض ،فمثلا التمثيل بالجثث وذلك بتقطيع اوصال الميت وتوزيعها الى الكلاب او ترك جثة القتيل دون دفنه لتفترسه الكلاب والذئاب ، اوسلخ جثة القتيل كما حصل لجثة عبد الاله بعد قتله في صبيحة الرابع عشر من تموز. ونبش قبر عبد الكريم قاسم واخراج جثته ورميها في دجلة بعد ربط رجليه في ثقل من الطابوق . او اذابة المعارضين في احواض السيانيد .او اطلاق الكلاب والنمور الجائعة لافتراسهم واحدث الاساليب ما قامت به عصابات القاعدة الاجرامية هو تفخيخ الجثث لتنفجر على ذويها عند محاولتهم اخلائها . الحقيقة لم نجد لد ى شعوب اخرى بما فيها افغانستان التي انطلق منها تنظيم القاعدة جريمة التمثيل ، فجثة الميت محترمة لدى كل الشعوب بصرف النظر عن سبب موت صاحبها . يذكر ان وفدا عراقيا من الضباط القوميين الذين قادوا ثورة تموز1958قام بزيارة القاهرة واللقاء بالرئيس المصري جمال عبد الناصر في الايام الاولى للثورة ، قدم رئيس الوفد هدية وضعت في غلاف يشبه غلاف الساعة اليدوية الى عبد الناصر قائلا له( انه اصبع نوري السعيد، يسرنا ان نقدمه هدية لسيادة الرئيس ) ، فاشمئز عبد الناصر كثيرا من هذه الهدية وانبهم كثيرا ووعدهم ان ثوارا بمثل هذا المستوى ، لابد ان يكون مصير ثورتهم الفشل ، وانصرف غاضبا ، وامر بدفن الاصبع في احد مقابر القاهرة ،وفعلا وقع ما وعدهم به . تصوروا هذا مستوى النخبة !! فكيف بمستوى الرعاع ؟!! ، هذه شواهد من التاريخ الحديث التي اعتقد الكثير من المثقفين العراقيين انها لن تتكرر،الا ان الاحداث التي شهدها العراق بعد سقوط الدكتاتورية واعمال السلب والنهب التي سميت بالحواسم وجرائم القاعدة والعصابات التي وقعت بشكل اكثر عنفا ودموية من كل سابقاتها في التاريخ ، تؤكد ان سايكولوجية الشعوب لاتفقد خواصها تماما ، وانما قد تسبت ولكنها لاتموت ، فتنهض عندما تتوفر مناخاتها المناسبة ، هذه شواهد من التاريخ القريب ، اما الشواهد من التاريخ البعيد فتضيق بها كتب التاريخ . ولناخذ مصدرا واحدا تسهيلا للقاريء الكريم وهو كتاب( تاريخ العنف الدموي في العراق) لمؤلفه باقر ياسين . مراجعة باسم عبد الحميد حمودي .وهو يصف هذا التاريخ( ان العنف والسلوك العدواني بصوره المتعددة يكاد ان يكون الصفة المرافقة لنشاطات الانسان منذ بدء الخليقة، لكنه يجد في تاريخ العراق ، منذ اقدم العصور وحتى اليوم شيئا مختلفا ، فهذا التاريخ لايزدحم بأحداث العنف الدموي والظلم والقسوة والشراسة فحسب بل ان تلك الاحداث تميل على نحو ظاهر للاتصاف بالمبالغة والتطرف والتصعيد اللامعقول في اداء هذه المعاني جميعا ، والايغال في تطبيقها وممارستها الى الحد الاقصى ، اي المبالغة بالعنف الدموي والمبالغة بالقسوة والظلم والمبالغة في الشراسة والدموية ) صفحة 18 و19 . ويضيف في الصفحة 199 ( ان مسيرة العنف الدموي في هذه البلاد تسير بمنهج واحد لا يتغير وهي مازالت متواصلة دون توقف مدفوعة بالنوازع السايكولوجية العدوانية ذاتها ، والاسلوب والمنهج التصعيدي المتفجر ذاته ولا يتغير فيها سوى التسميات وتاريخ السنين واسماء الاشخاص )

من كل ما ذكرنا نريد ان نذكر حكامنا الذين اوكلنا لهم حكمنا بملىء ارادتنا وجئنا بهم ليتولوا امرنا لاتفرحوا عندما نهتف لكم ونمجدكم و(نهوس ) لكم او عندما نردح لكم او عندما نلقي على مسامعكم قصائدنا العصماء التي قد يكفي بيت واحد منها ان يصنع سبع طغاة فعندما نفعل ذلك اعلموا انا ذاهبون معكم الى الدكتاتورية ، يعني انا ذاهبون معا الى الهاوية ، الى الخراب الشامل ، الى انهار الدم لاتعيدوا علينا مشاهد الدكتاتورية فصور صدام وجدارياتها ماتزال اثارها شاخصة فلا تذكرونا بصنعة نريد ان نهجرها لم تجلب لنا غير البلاء كما نقول للقائمين على العملية السياسية في بلادنا عليكم ان تأخذو سايكولوجية الشعب وميله الى صناعة الطغاة نصب اعينكم وانتم ترسمون المنظومة السياسية العراقية فكلما وزعتم الاختصاصات بين مؤسسات السلطة وصممتم نظام رقابة متبادل وفعال بين هذه السلطات ومنعتم انفراد اي شخص في اتخاذ القرارات ذات الاهمية الوطنية وشرعتم تشريعات تمنع تمجيد الحكام (طالما هم في سدة الحكم ) ومنعتم استمرار رؤساء السلطات الثلاث لاكثر من دورة انتخابية واحدة . وقمتم ببناء دولة مؤسسات قوية يحترم فيها القانون ويردع المتجاوزون عليه ودعمتم منظمات المجتمع المدني لتاخذ دورها الحقيقي في اعادة اعمار ثقافتنا المجتمعية التي نسفها جبروت الطغيان كلما جنبتم البلاد والعباد من صناعة دكتاتورجديد عن طريق الانتخابات قد يعيدنا الى الايام السوداء تحت عباءة من نوع جديد . فالتاريخ يقول ان بامكان الطغاة ان يتسللوا عن طريق الانتخابات او عن طريق الانقلابات وعلينا ان نتعظ من شواهد التاريخ . فمسيرة الطغيان عندنا نحن العراقيين تبدا بقصيدة شعر من العيار الثقيل تقرا في حـــــــــــــــضرة الحاكم او( بهوسة) مصحوبة بردح حلزوني او بصور كبيرة للحاكم تغزو الشوارع والساحات . وتنتهي ربما بسقوط تمثال !!! اذن احذرونا ... فنحن مع القوي حتى يضعف وضد الضعيف حتى يقوى . ونحن من يصنع الطغاة !!!



#اسماعيل_علوان_التميمي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات...استنتاجات وفرضيات.
- ثقافتنا المجتمعية ...هل بحاجة الى اعادة اعمار؟
- ثقافتنا المجتمعية ...هل هي بحاجة الى اعادة اعمار؟
- الفكة،قفزة الى الوراء
- مداخلات برلمانية..ام مهرجانات خطابية؟
- واقع حقوق الانسان في سجون الرصافة
- اما ان لعرض محاكمات عهد الاستبداد تلفزيونيا ان يتوقف؟
- اذا لم يكن الحوار متمدنا، فلا معنى له
- لا يا مستشاري دولة الرئيس نقض الدكتور الهاشمي دستوري 100%
- ماذا ؟ لو نقض الهاشمي ثانية.
- الهاشمي استعمل حقا دستوري في ظرف وطني غير ملائم
- اختصاصات مجلس الوزراء في دستور 2005
- jتعديلات لقانون المحافظات-الجزء الثاني
- تعديلات لقانون المحافظات
- البولاني يقول،تفجيرات الصالحية الاخيرة لاتشكل خرقا للمنظومة ...
- السامرائي ينعى مجلس النواب
- مجلس النواب تنازل عن اختصاصه لجهة غير مختصة
- ملاجظات حول التقرير النهائي للجنة مراجعة الدستور
- القائمة المفتوحة والمغلقة والدائرة الواحدة والدوائر المتعددة
- اختصاصات مجلس الرئاسة بموجب الدستور والديمقراطية التوافقية


المزيد.....




- ما ارتداه رئيس أوكرانيا بقمة الناتو يشعل تكهنات بأن ترامب هو ...
- سجال حاد بين المدعية العامة للولايات المتحدة وسيناتور ديمقرا ...
- زهران ممداني.. الشاب المجهول الذي قلب نيويورك راسا على عقب ب ...
- جسر زجاجي شفاف ومسارات.. لندن تكشف عن نصب الملكة إليزابيث ال ...
- هانا تيتيه: ليبيا تمر بمنعطف حاسم وتريد حكومة مسؤولة
- مؤسسة النفط الليبية توقع مذكرة تفاهم مع تركيا بشأن 4 مناطق ب ...
- الحرب على إيران تعيد الليكود إلى الصدارة.. نتنياهو: العالم ش ...
- -احتفالات النصر-.. تظاهرات في طهران عقب وقف إطلاق النار بين ...
- زيلينسكي يطالب الناتو بدعم الصناعة الدفاعية الأوكرانية قبيل ...
- في تحول عسكري لافت.. اليابان تجري أول تجربة صاروخية على أرا ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل علوان التميمي - نحن مع القوي حتى يضعف وضد الضعيف حتى يقوى