أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل علوان التميمي - ثقافتنا المجتمعية ...هل بحاجة الى اعادة اعمار؟















المزيد.....

ثقافتنا المجتمعية ...هل بحاجة الى اعادة اعمار؟


اسماعيل علوان التميمي

الحوار المتمدن-العدد: 2905 - 2010 / 2 / 2 - 10:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الجزء الثاني



سادسا-

ثقافة تقديس الحاكم والصنمية

الحقيقة ان هذا النوع من الثقافة ظهرت بالعراق بشكل تدريجي حيث اول من مهد لها عدد من الشعراء الشعبيين والفنانين اثناء الحرب العراقية الايرانية الذين اشترى ذممهم والذين اغدقوا عليه من قريض الشعر وجميل الفن ومن الاوصاف والبطولات فاقت كثيرا صفات الانبياء والاولياء، ثم انتقل الى الكتاب العرب والعراقيين الذين كتبوا عنه وكانه القديس والنبي مثل بقرادوني الكاتب الارمني اللبناني وامير اسكندر المصري المسيحي اللذين اعجبا بصدام لكونه الرئيس العربي الوحيد الذي اعترف بالحكومة العسكرية التي تزعمها ميشيل عون وكذلك تاييده لترشيح ميشيل عون لرئاسة الجمهورية عام 1982ومساعدته للمليشيات المسيحية بالمال والسلاح عام 1988.ولا احد ينسى قصة الكاتب العراقي المعروف عزيز السيد جاسم الذي صدر له كتاب في بيروت عن الامام علي وعندما اطلع عليه صدام ارسل على السيد عزيز وعاتبه قائلا ، لماذا تكتب عن اشخاص مضى على وفاتهم اكثر من 1400 سنة ولا تكتب عن ابطال تعيش معهم؟ ففهم السيد المطلوب منه، وابدى استعداده للكتابة عنه الا ان صدام قال له( تكتب الكتاب وانت في السجن) وعندما اكمل الكتاب الذي اسماه (عملاق في الرافدين) وتم طبعه ، الا ان صدام قرر تصفيته بعد ان اكمل الكتاب، ثم انتقل بعد غزوه الكويت الى رجال الدين لاستمالتهم وتقريبهم له. والحقيقة كان بعض رجال الدين اكثر كرما معه من غيرهم من الشعراء والفنانين والكتاب حيث اغدقوا عليه كل صفات الله الحسنى البالغة 99 اسما ، وزادوا عليها عشرا وطلب احد هؤلاء الوعاظ منه في احد اللقاءات ان يشفع له يوم الحشر، فاوماء له صدام بالموافقة ، كما قال واعظ اخر (السيدالرئيس صلى الله عليه وسلم) ثم انسحب ذلك الى تعامله مع الوزراء وكبار الحزبيين حيث امرهم ان يلبسوا الملابس العسكرية والبيرية حتى يؤدوا له التحية العسكرية . ويخاطبوه بكلمة سيدي بعد ان وجد كلمة رفيق غير كافية للتعبير عن مكانته الجديدة ، وتطورت مهمة كبار الحزبيين الى مهمة صناعة الاصنام ، حيث قاموا كل في قاطع مسؤوليته بصناعة العشرات والمئات من صور صدام وتماثيله والجداريات والتماثيل ويعملون احتفالات واسعة عند افتتاحها وحيث ليس لديه مشروع يحتفلون بافتتاحه ،فقاموا بافتتاح هذه الاصنام .

سابعا

شراء الولاء المزيف

بعد غزوه للكويت وهزيمته فيه والعقوبات الدولية التي فرضت على الشعب اكثر منها على النظام ، تيقن صدام ان الولاء الحقيقي له قد تراجع كثيرا عما كان عليه قبل احتلاله للكويت وما ترتب عليه من جوع وحرمان وان ضعف الولاء هذا لم يعد في اوساط العراقيين غير البعثيين فقط وانما اجتاح الحزبيين ايضا فلم يعد هناك اهتمام او حماس في تنفيذ الواجبات الحزبية ولم يعد هناك رغبة للمواطنين للانتماء للحزب كما ان الحزبيين لم يعد لديهم تلك الرغبة في التدرج في الحزب ، كما ان العشائر العراقية لم يعد لها دور مهم في تقديم طقوس الولاء له ، فلجأ الى منح المكافات المجزية للحزبيين تتصاعد كلما ارتفعت الدرجة الحزبية ، كما قام بوضع درجات للشيوخ أ و ب و ج يحصل الشيخ ا على امكافأة اكبر من الشيخ ب والشيخ ب يحصل على مكافأة اكبر من الشيخ ج وهذ الاسلوب جعل الكثير من ( شيوخ التسعينات) كما اطلق الشعب عليهم هذا الوصف ساخرا ، يتنافسون على هذه الدرجات حتى وصل الحال الى التقاتل بين ابناء العمومة على هذه الدرجات كما حصل في محافظة ديالى ، وهكذا تمكن صدام من الحصول على ولاء مزيف بعد ان فقد الامل تماما في الحصول على ولاء حقيقي . وهذا الاسلوب في شراء الولاء ادى الى تفكك العشائر العراقية وانقسامها وضعف احترام المواطنين لشيوخهم مما الحق الكثير من الضرر في التركيبة العشائرية واسس لخلافات فيم بينها ما تزال تعاني منها هذه العشائر . واسس لسابقة تدخل الدولة في الشان الداخلي للعشائر وتقرير رؤسائها وبالتالي تمزيقها .

ثامنا-

ادخال ثقافة النظام الى المدارس والجامعات

انتبه النظام في وقت مبكر الى ادخال ثقافة النظام الى المدارس والجامعات واعلن شعار غلق التعليم لصالح الحزب ومعناه ان يكون كل معلم وكل متعلم بعثيا من خلال ما يلي .
1-عدم فبول غير البعثيين في المعاهد والكليات التربوية والهدف هو تبعيث التعليم . واجبار الطلاب الى الانتماء للحزب لغرض الحصول على قبول في هذه الكليات والمعاهد .
2-تبعيث المناهج من خلال ادخال منهج البعث والتمجيد بصدام ضمن المناهج المقررة سمي درسس التربية الوطنية لكافة المراحل الدراسية الابتدائية والثانوية وكذلك الجامعات من خلال فرض درس الثقافة القومية والاشتراكية في جميع الكليات والاقسام والجامعات بما فيها الكليات الاهلية.
3-استخدام قاعات الدرس في المدارس والجامعات للاجتماعات الحزبية.
4-ممارسة النشاط الحزبي ثناء الدوام الرسمي .
5- السماح للاجهزة الامنية بدخول المدارس والجامعات ومراقبة الطلبة وخصوصا في الجامعات وتنسيب ضباط امن لكل كلية وتخصيص عنصر امن لكل مدرسة ثانوية .

تاسعا

تشجيع الجريمة والامر بها

لم يحدثنا التاريخ الحديث للدول ان رئيس دولة يشجع ويكرم من يرتكب الجريمة ويعتبر الجريمة عمل بطولي يجب ان يحتذى به ، الا ان ذلك ما قام به صدام شخصيا وامام شاشات التلفزيون عندما استقبل ابا مجرما قتل ابنه عمدا لكونه هارب من الخدمة العسكرية وكرمه بحفل تكريم خاص به ، لاشك ان هذا السلوك غريب على السلوك الانساني ويندر ان تقع مثل هذه الجريمة، وهي من الجرائم النادرة جدا والمستهجنة جدا والتي تستفز الضمير الانساني الى حد بعيد الا ان ضمير صدام قبل هذه الجريمة واعتبرها عملا بطوليا متميزا استحق مرتكبها التكريم وليس العقاب ، فيا له من ضمير. كما ان صدام امر في قرار له يحمل الرقم 700 سيء الصيت المفارز الحزبية على اعدام اي هارب من الخدمة العسكرية او غائب اكثر من ثلاثة ايام بدون محكمة او محاكمة او قرار حكم ، وكذلك تنفيذ الاعدام بحق اي بعثي لايبلغ المنظمة الحزبية عن وجود هارب في منطقته باختصار انه امر بارتكاب جريمة وهذا الفعل ايضا لم يحدثنا التاريخ ان رئيسا قبل صدام امر به.

عاشرا
عقوبات تمتد لما بعد الموت على ذوي ضحاياه (عوائل المعدومين)
لم يعد اعدام العراقي المعارض او غير المتعاون مع النظام كافيا لان يشفي غليل صدام ففكر بفرض عقوبات على ذويه تمتد من والديه الى اشقائه واقاربه حتى الدرجة العاشرة واذا كان الفعل الذي قام به المعدوم جسيما فأن العقوبات تمتد لتشمل العشيرة بأسرها كما حصل مع عشيرة الجبور عندما حاول احد الضباط الجبور تنفيذ محاولة اغتيال صدام اثناء احد الاستعراضات العسكرية ، حيث تم على اثرها اعفاء كل ضابط جبوري من منصبه في الجيش . ومن هذه العقوبات التي تمتد لما بعد الموت والتي تبدا بتصوير عملية الاعدام على شريط فديو لعرضها على صدام لاشباع رغباته السادية ثم تدفع عائلة المعدوم ثمن الاطلاقات التي تم اعدامه بها واجرة المجمدة التي تم حفظ جثته بها بعد اعدامه ، ثم تبدا مجموعة العقوبات التي تطال عائلته واولها مصادرة البيت الذي تسكنه العائلة ليباع بالمزاد العلني او يخصص الى احد افراد زبانيته ليتملكه هدية له .حرمان عائلة الموظف او العسكري المعدوم من الراتب التقاعدي، فصل ابنائه الطلاب في الكليات ذات القبول الخاص.طرد الضباط من اقارب المعدوم من الجيش بعد اعتقالهم ، منع ذويه من السفر، اعفاء ذويه الى الدرجة العاشرة من مناصبهم .وهناك عقوبات تمتد لتشمل اناس لاعلاقة قرابة لهم باسرة المعدوم وانما قاموا بزيارة مواساة للعائلة كما حصل لثلاث مدرسات من اعدادية المامون في بغداد قمن بزيارة زميلتهن التي تم اعدام والدها لمواساتها ، حيث تم فصلهن من الخدمة.

حادي عشر
السخرة
حرمت معظم اعلانات حقوق الانسان واغلب دساتير العالم السخرة وهي ان تامر الدولة المواطن بالقيام بعمل لصالحها بدون اجر. الا ان صدام فرض اعمال السخرة على العراقيين على نطاق واسع وخاصة اصحاب السيارات واللوريات فكان بامكان الحزبيين والجيش تسخير اي سسائق لنقل الاشخاص او البضائع الى اي مكان دون اجر واحيانا تستمر اعمال السخرة الى اسابيع او شهر ولا يستطيع المسخرون ان يطالبوا باي اجر مقابل اعمالهم .



المبحث الثاني

الدعوة لمشروع وطني لتفكيك الثقافة الشمولية واستبدالها بثقافة وطنية عراقية جامعة للثقافات الفرعية .

لاشك ان اول الحلول هوالغاء كل اشكال الثقافة الشمولية التي اشرنا لها واغلبها وليس جميعها الغي تلقائيا من الناحية القانونية بمجرد سقوط النظام ، ومن ثم نص الدستور الدائم على الغئها وتحريمها، الا ان ذلك لايعني ان كل هذه الثقافات اختفت نهائيا من الحياة السياسية والاجتماعية في العراق لاسيما تلك الثقافات التي لها جذور متأصلة في الشخصية العراقية التي تضافرت عوامل تاريخية وجغرافية ودينية واقتصادية فألقت بظلالها على بنائها السايكولوجي الذي يتفرد عن غيره في الكثير من الصفات قد لانجد بعضها في شعوب اخرى في المنطقة والعالم. كما ان هناك ثقافات شمولية اخرى تحاول الان طرح نفسها بديلا لثقافة النظام السابق كمشاريع دينية او قومية او سياسية ذات طبيعة شمولية واذا ما تمكنت من ذلك فان المحذور من عودة الثقافة الشمولية قد يقع تحت عناوين اخرى قد تختلف في الاتجاه الا انها قد تتشابه في النتائج . اذن نحن بحاجة الى ثقافة مجتمعية مضادة للثقافة الشمولية بوجه عام وليس لثقافة النظام السابق فقط ، لان الثقافات الشمولية عموما هي بحد ذاتها تشكل خطرا داهما على الثقافة الديمقراطية وتقوم بقرضها تدريجيا وقد تتمكن من مصادرها تماما لتبدا دورة اخرة من الصراع الاجتماعي قد تجهض المشروع الديمقراطي الذي يجري بناءه في ظل اجواء اجتماعية وسياسية مفخخة وتضحيات باهضة الثمن .

لا شك ان تفكيك الثقافة الشمولية واستئصالها من الثقافة المجتمعية العراقية ليس عملا سهلا يمكن ان يتحقق بمجرد اصدار قرارات او قوانين او نصوص دستورية تمنعها، ان ذلك على اهميته لايمكن بمفرده ان يقوم بالمهمة ، فالمهمة كبيرة وتحتاج الى مشروع وطني ومجتمعي ضخم جدا يفوق كثيرا مشروع اعادة اعمار العراق الذي يجري تنفيذه حاليا الذي لا يعاني من مشاكل في التمويل بل من مشاكل في التنفيذ تعود في معضمها الى الفساد الاداري الذي هو من انتاج الثقافة الشمولية الا انه طفى على السطح بفعل الاجواء الديمقراطية التي جعلت منه مرئيا وواضحا للعيان بعد ان كان غاطسا تحت السطح ،وطالما انه طفا واصبح منظورا من قبل الشعب فان امكانية اجتثاثه واردة جدا . غير ان مشروع تفكيك الثقافة الشمولية في العراق يصطدم بعقبات كثيرة ويقتضي اقتحام الكثير من المسلمات ومناقشتها وهز الكثير من الثوابت في هذه الثقافة المجنمعية . لاشك ان اول اهداف مشروع تفكيك الثقافة الشمولية هو بناء ثقافة وطنية عراقية تسمو على كل الثقافات الفرعية التي حاولت الغاء الهوية العراقية واسنبدالها بهوية قومية كما نادى بذلك دعاة القومية العربية ،او استبدالها بهوية اسلامية كما يدعو الى ذلك بعض الاسلاميين الذين استخدموا ذات المفردات والمصطلحات الشمولية التي كان يستخدمها النظام السابق بعد ان تم تكييفها دينيا او مذهبيا لتصب بذات المصب العام الذي تصب به الثقافة الشمولية القومية. لا يتوهم البعض ان الدعوة الى هوية عراقية او ثقافة وطنية عراقية يعني الغاء القوميات والاديان والطوائف وغيرها من المكونات الاجتماعية فهي تبقى محترمة طالما تحترم غيرها وانما الغاء هيمنة اي منها على الاخر ونشر ثقافة العيش مع بعضها تحت مظلة الوطن التي يجب ان ترتفع فوق كل المظلات الاخرى وان تتبنى كل هذه المكونات ثقافة قبول الاخر لا ان تصطدم معه واحترام معتقدات وشعائر الاخر لا ان تستهين بها او تهينها ، او تكفرها ،لا شك ان الد اعداء الهوية الوطنية هم المتعصبون بكل الوانهم لانهم باختصار يعادون غيرهم ويحاولون الغائه واحيانا سحقه وابادته .

يتفق اغلب علماء الاجتماع الذين بحثوا في طبيعة الشخصية العراقية وفي مقدمتهم عالم الاجتماع العراقي الكبير الدكتور علي الوردي على ازدواجية الشخصية العراقية التي تتنازعها ثقافتين متناقضتين ثقافة البداوة وثقافة المدينة ،غير ان قراءة متفحصة لتاريخ العراق تكشف ان اخطر عيوب الشخصية العراقية هي ميلها الطبيعي الى صناعة الطغاة ولا اظن ان هناك شعبا يتقن صناعة الطغاة اكثر من الشعب العراقي فالشخصية العراقية تجدها مهووسة في تهيئة كل اسباب الطغيان لرؤسائها ابتداء من رب الاسرة مرورا برئيس العشيرة وانتهاء برئيس الدولة .واستطيع القول ان الشخصية العراقية عموما هي مع القوي حتى يضعف وضد الضعيف حتى يقوى . هذا للاسف ما تؤكده القراءة الموضوعية لكل تاريخ العراق السياسي القديم والحديث . لذلك على المعنيين بتعديل الدستور العراقي والكتل السياسية ان يحتاطوا كل الاحتياط ويحذروا كل الحذر من قدرة الشخصية العراقية على صناعة دكتاتور بكامل المواصفات وبزمن قياسي .

ان بناء دولة مؤسسات قوية وليس حكام اقوياء ، هو اول الحلول واول الشروط لبناء دولة ديمقراطية حديثة قابلة للاستمرار ومحصنة ضد الانتكاس، وكذلك يعد اول الشروط لبناء ثقافة وطنية سليمة غير مشوهة . كما ان اشاعة الثقافة الديمقراطية وادخالها في المناهج الدراسية لتعليم النشء ماهيتها والياتها وشروط ممارستها ومعانى مصطلحاتها ومرادفاتها بعد ان غادرها العراقيون في صبيحة الرابع عشر من تموز عام 1958عندما ودعوا مرة واحدة نظامهم الملكي وملكهم ودستورهم وبرلمانهم الذي يعد ثاني اقدم برلمان عربي بعد البرلمان المصري الذي انبثق عام 1923 اي قبل البرلمان العراقي بسنتين. كما ان تشريع قانون يمنع كل مظاهر الصنمية في تمجيد الشخصيات السياسية يعد احد الاحتياطات الواجبة لمنع صناعة الطغاة. والنص في الدستور بعدم جوازاستمرار رئيس مجلس الوزراء بمنصبه اكثر من دورة انتخابية واحدة . كما ان اصدار تشريعات تعاقب على الكذب باعتباره جريمة لابد منه لمحاربة ظاهرة الكذب التي تنتشر على نطاق واسع في اوساط كثيرة بما فيها اوساط كبار السياسيين .وهناك من يعتبر الكذب نوع من انواع الفضيلة وليس نوعا من انواع الرذيلة ، كما ان التنمية الاقتصادية ورفع المستوى المعاشي للمواطن يساهم الى حد بعيد في تخفيف حدة التخلف والجهل الذي يجتاح عادة الشرائح الاكثر فقرا في البلد.

لا يخفى على احد ان الثقافة المجتمعية العراقية ماتزال تنظر الى الاستحواذ على المال العام والتفنن في اختلاسه او لحصول عليه بطرق متنوعة غير مشروعة على انه نوع من انواع الشطارة التى تدعو الى الاعجاب كما يقول المثل الشعبي ( السبع الذي ايخلي بالسلة ركي ) بمعنى ان المهم ان تجلب المال وليس مهما مصدره . الحقيقة ان محاربة الفساد لا يمكن ان تكون كفوءة اذا لم يكن المجتمع رافضا لهذا الفعل .ذكر لي احد الاصدقاء الذين اكملوا دراستهم الجامعية في لندن انه كان يسكن مع عائلة بريطانية وعند عودته في احد الايام تفاجأ بالعائلة التي يسكن معها قد هيأت اثاثها للرحيل الى بيت اخر بعيد عن بيتها الحالي وعندما سالهم صديقي عن السبب اجابوه بالم (ان جارنا رجل سيء ولايشرفنا ان نسكن الى جواره لانه كذب على موظف الضريبة ) فرد صديقنا عليهم قائلا وهو يضحك ( على عقولهم ) ( واذا كذب جاركم على موظف الضريبة ؟ فما علاقتكم بالموضوع؟ معقولة انتم تعوفون بيتكم لهذا السبب التافه؟ فاجابوه . يتضح انك مستعد للكذب لذلك لايشرفنا ان تسكن معنا. وهكذا فقد صاحبنا مسكنه بسبب موقفه غير المشرف من الكذب والتحايل على المال العام .

لذا فان التأسيس لثقافة مجتمعية مضادة ورافضة للكذب والفساد الاداري هو حجر الزاوية في بناء ثقافة مجتمعية سليمة وحجر الزاوية في مهمة محاربة الفساد الاداري
الذي يجتاح مؤسسات الدولة الديمقراطية .
من هنا ندعو كل المعنيينبهذا الموضوع من المثقفين والسياسيين والحكومة الى تشكيل هيئة لاصلاح الثقافة المجتمعية تضم كبار علماء لاجتماع وكبار المثقفين وكبار المختصين لوضع خطط استراتيجية لاصلاح العيوب التي تعاني منها هذه الثقافة واصلاح الاضرار التي لحقت بها وبدون ذلك ستبقى هذه الثقافة بوضعها الحالي اكبر خطر يواجه العملية الديمقراطية على الاطلاق.



#اسماعيل_علوان_التميمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافتنا المجتمعية ...هل هي بحاجة الى اعادة اعمار؟
- الفكة،قفزة الى الوراء
- مداخلات برلمانية..ام مهرجانات خطابية؟
- واقع حقوق الانسان في سجون الرصافة
- اما ان لعرض محاكمات عهد الاستبداد تلفزيونيا ان يتوقف؟
- اذا لم يكن الحوار متمدنا، فلا معنى له
- لا يا مستشاري دولة الرئيس نقض الدكتور الهاشمي دستوري 100%
- ماذا ؟ لو نقض الهاشمي ثانية.
- الهاشمي استعمل حقا دستوري في ظرف وطني غير ملائم
- اختصاصات مجلس الوزراء في دستور 2005
- jتعديلات لقانون المحافظات-الجزء الثاني
- تعديلات لقانون المحافظات
- البولاني يقول،تفجيرات الصالحية الاخيرة لاتشكل خرقا للمنظومة ...
- السامرائي ينعى مجلس النواب
- مجلس النواب تنازل عن اختصاصه لجهة غير مختصة
- ملاجظات حول التقرير النهائي للجنة مراجعة الدستور
- القائمة المفتوحة والمغلقة والدائرة الواحدة والدوائر المتعددة
- اختصاصات مجلس الرئاسة بموجب الدستور والديمقراطية التوافقية
- السياسة بين الحاكم والمحكوم
- قانون المحافظات ومركزية الوزارات يحاصران مجالس المحافظات


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل علوان التميمي - ثقافتنا المجتمعية ...هل بحاجة الى اعادة اعمار؟