أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - اسماعيل علوان التميمي - اما ان لعرض محاكمات عهد الاستبداد تلفزيونيا ان يتوقف؟














المزيد.....

اما ان لعرض محاكمات عهد الاستبداد تلفزيونيا ان يتوقف؟


اسماعيل علوان التميمي

الحوار المتمدن-العدد: 2862 - 2009 / 12 / 19 - 16:35
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    



لا احد من العراقيين لديه حدا أدنى من الضمير وبصرف النظر عن انتمائه الفكري أو القومي أو الديني أو المذهبي ، بإمكانه أن ينكر الجرائم التي ارتكبها الطاغية صدام بحق العراقيين شعبا ،أرضا ، مياها ، بيئة ، اقتصادا ،اجتماعا ، سياسة ، سيادة ومستقبلا ، فمن المعروف إن رئيس أي دولة من دول العالم ، سواء الدكتاتورية منها أو الديمقراطية ، الملكية منها أو الجمهورية ، الأوربية منها أو الأفريقية ، مسؤول دستوريا عن ثلاث التزامات رئيسية ، هي – أولا- عدم التفريط بالأرض والمياه التي تقوم عليها الدولة –ثانيا- الحفاظ على سلامة الشعب وأمنه وسيادته- ثالثا- عدم تبديد ثروة الشعب . ولا أظن إن هناك سياسيا واحدا في العالم رجعيا كان أم تقدميا اشتراكيا كان أم ليبراليا يختلف معنا في تحديدنا لهذه الالتزامات الثلاثة لرئيس الدولة . حسنا ، دعونا نتناول ما حققه الطاغية بالنسبة للالتزام الأول. الجميع يعلم انه تنازل عن نصف شط العرب إلى شاه إيران عام1975 مقابل إطلاق الشاه يده في قمع شعبنا الكردي مع العلم إن شط العرب هو المنفذ البحري الوحيد للعراق كما انه يعلم إن الاتفاقيات المنظمة لحالات دائمة (الحدود) لا يمكن إلغائها من جانب واحد وفقا لقواعد القانون الدولي . كم تنازل لكل دول الجوار العربي عن مساحات شاسعة من الأرض العراقية الواقعة على الحدود المشتركة ، كما وقع اتفاقا مع تركيا يسمح لقواتها التوغل في أي وقت إلى الأراضي العراقية بعمق 20 كم دون إذن مسبق، بحجة ملاحقة مناوئيها الأكراد ، مقابل اتفاقات أمنية سياسية تتيح له أقصى ما يمكن من القدرة على ملاحقة معارضيه السياسيين ليس إلا. هذا ما فعله صدام بصدد التزامه الأول إما بالنسبة لالتزامه الثاني فانه اعدم بحدود المليون منهم ودخل التاريخ كأول رئيس دولة في تاريخ البشرية يضرب أبناء شعبه بالأسلحة الكيميائية وهجر أربع ملايين عراقي إلى خارج العراق وادخل البلاد في حروب لا معنى لها مع دول الجوار العربي والإسلامي منذ السنة الثانية لاستلامه السلطة أي عام 1980 وحتى سقوطه عام2003 كانت نتائجها أكثر من مليون ضحية وضعف العدد من الجرحى والمعوقين وإضعاف العدد أيتام وأرامل ، ومصادرة كاملة لسيادة العراق حيث وضع تحت طائلة الفصل السابع منذ غزوه للكويت والى يومنا هذا . أما بالنسبة لالتزامه الثالث ، فانه استلم السلطة من البكر عام1979 وكان في البنك المركزي 67 مليار دولار خارج الموازنة أنفقها في ول سنتين من الحرب مع إيران وبداء يقترض عام 1983وسقط صدام والعراق مدين بحدود ال200 مليار دولار كديون مستحقة عدا المطالبات القضائية التي بلغت أقيامها مئات المليارات . هكذا نفذ صدام التزاماته الثلاثة تجاه شعبه بأسوأ طريقة عرفها التاريخ .
وألان وبعد مضي ست سنوات على سقوط الطاغية ,وأكثر من ثلاث سنوات على دفن صدام مازالت القنوات الفضائية المحلية والأجنبية تعرض وقائع جلسات المحاكمات التي تجري مع المتهمين من أعوان الطاغية وبعض هذه القنوات يستمر العرض فيها لساعات عديدة ، والحقيقة التي يشهد لها الجميع، بما فيهم المتهمين أنفسهم، إن المحاكمات كانت تجري على مستوى عال من العدالة والمهنية ومراعاة الكرامة الإنسانية، ولا نعتقد على حد علمنا .إن هناك محاكمات جرت في العالم مع هكذا نوع من الجرائم وهكذا نوع من المجرمين بطريقة أفضل من هذه المحاكم ، توفرت فيها كل الحقوق التي كفلها القانون للمتهم كي يدافع عن نفسه .
ولكن تثور لدينا هنا بعض التساؤلات حول جدوى استمرار عرض هذه المحاكمات طيلة أكثر من أربع سنوات ولفترات عرض طويلة تمتد إلى ساعات عديدة ، ألا ترون معي أنها أصبحت مملة وثقيلة وفقدت جدواها واستهلكت معناها تماما ، زد على ذلك ، إن اغلب وقائعها يعرفها العراقيين وبالتفصيل الممل عند وقوعها .كما إن التحديات التي تواجهنا كشعب مازال يتلمس طريقه بصعوبة بالغة وبتحديات دولية وإقليمية ومحلية هائلة وبالغة الخطورة والتعقيد ، فمازلت سيارات القاعدة المفخخة وانتحارييها تضرب عاصمتنا ومدننا وتخلف مئات الشهداء والجرحى من أبناء شعبنا وما زلنا نعاني من سوء أداء سياسي وأداري واقتصادي ، يستلزم منا وقفة استنهاض للهمم وللقدرات الوطنية الخلاقة لنفض غبار السنوات العجاف من حروب وحصار ودمار ودماء التي رافقت نظام الطاغية حتى يوم سقوطه . وإزالة آثار جرائم تنظيم القاعدة التي فاقت في بعض صنوفها جرائم صدام ، فالمهمة صعبة والأعداء من حولنا ، والمشوار طويل والمحرومون من أبناء شعبنا كثر وعلينا إزاحة كل ما يعتري مسيرة البناء الديمقراطي الجديد من سوء وسيئين مفسدين ووصوليين انتهازيين تمكنوا في غفلة من الزمن من التسلل إلى مواقع الدولة المهمة في ظل أجواء انعدام الرؤيا وعدم الاستقرار الأمني وأصوات الانفجارات ودخانها التي حجبت إلى حد بعيد القدرة على التمييز بين الغث والسمين وتمكن هؤلاء المفسدون من سرقة رغيف خبزنا وتعطيل نهضتنا ومسخ حريتنا ، وان الأوان لتصفية حساباتنا معهم ، وحسابهم عسير ، كما آن الأوان لطي صفحة الماضي المؤلمة وان نغادرها إلى غير رجعة ونعض على الجراح ونتفرغ للنهوض ونحلق في الأعالي ونرسم من هناك للوطن الحبيب خارطة للنهوض به إنسانا وبناءا وأعمارا واقتصادا وجمالا تليق به وبشعبه وبحضارته وتتناسب مع حجم تضحياته ومظلوميته ، كما إن أطفالنا بحاجة إلى أن ننمي عندهم ثقافة جديدة ، ثقافة حب الأخر واحترامه بدلا من ثقافة الحقد على الأخر وتكفيره وقتله، لذا فهم بحاجة لان نمتعهم بمشاهدة مناظر الجمال والحكايات الهادفة التي تعزز قيم الجمال والفضيلة لديهم . وهذه المشاهد بالتأكيد لن يعثروا على شيء منها في صورة على كيماوي .





#اسماعيل_علوان_التميمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اذا لم يكن الحوار متمدنا، فلا معنى له
- لا يا مستشاري دولة الرئيس نقض الدكتور الهاشمي دستوري 100%
- ماذا ؟ لو نقض الهاشمي ثانية.
- الهاشمي استعمل حقا دستوري في ظرف وطني غير ملائم
- اختصاصات مجلس الوزراء في دستور 2005
- jتعديلات لقانون المحافظات-الجزء الثاني
- تعديلات لقانون المحافظات
- البولاني يقول،تفجيرات الصالحية الاخيرة لاتشكل خرقا للمنظومة ...
- السامرائي ينعى مجلس النواب
- مجلس النواب تنازل عن اختصاصه لجهة غير مختصة
- ملاجظات حول التقرير النهائي للجنة مراجعة الدستور
- القائمة المفتوحة والمغلقة والدائرة الواحدة والدوائر المتعددة
- اختصاصات مجلس الرئاسة بموجب الدستور والديمقراطية التوافقية
- السياسة بين الحاكم والمحكوم
- قانون المحافظات ومركزية الوزارات يحاصران مجالس المحافظات
- دروس في المحاصصة والتحاصص -الدرس الاول- مجالس المحافظات
- انتخابات مجالس المحافظات تعوزها الشرعية والعدالة والاستقلالي ...
- توزيع السلطة والثروة وكركوك...مشاكل كبرى...البرلمان الحالي ع ...
- مراجعة لتقرير لجنة مراجعة الدستور
- الكونفدرالية والفدرالية


المزيد.....




- اقتلعها من جذورها.. لحظة تساقط شجرة تلو الأخرى بفناء منزل في ...
- هيئة معابر غزة: معبر كرم أبو سالم مغلق لليوم الرابع على التو ...
- مصدر مصري -رفيع-: استئناف مفاوضات هدنة غزة بحضور -كافة الوفو ...
- السلطات السعودية سمحت باستخدام -القوة المميتة- لإخلاء مناطق ...
- ترامب يتهم بايدن بالانحياز إلى -حماس-
- ستولتنبرغ: المناورات النووية الروسية تحد خطير لـ-الناتو-
- وزير إسرائيلي: رغم المعارضة الأمريكية يجب أن نقاتل حتى النصر ...
- هل يمكن للأعضاء المزروعة أن تغير شخصية المضيف الجديد؟
- مصدر أمني ??لبناني: القتلى الأربعة في الغارة هم عناصر لـ-حزب ...
- هرتصوغ يهاجم بن غفير على اللامسوؤلية التي تضر بأمن البلاد


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - اسماعيل علوان التميمي - اما ان لعرض محاكمات عهد الاستبداد تلفزيونيا ان يتوقف؟