أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - اسماعيل علوان التميمي - دروس في المحاصصة والتحاصص -الدرس الاول- مجالس المحافظات















المزيد.....

دروس في المحاصصة والتحاصص -الدرس الاول- مجالس المحافظات


اسماعيل علوان التميمي

الحوار المتمدن-العدد: 2632 - 2009 / 4 / 30 - 10:18
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مضى ما يقارب الثلاثة أشهر على انتهاء انتخابات مجالس المحافظات التي شهدت أضخم عملية نهب للأصوات عرفها تاريخ الانتخابات و الديمقراطيات في العالم المتحضر و العالم المتخدر ، حيث نهبت القوائم الكبيرة و التي يمثل معظمها الأحزاب الحاكمة ملايين الأصوات التي حصلت عليها القوائم الصغيرة التي تضم شخصيات مستقلة ليبرالية كانت أو يسارية ولا تتمتع بأي تسهيلات من السلطات المحلية أو الاتحادية و لا تحظى بأي دعم مالي محلي او أجنبي ، و التي لم تحصل على القاسم الانتخابي ، و تم تقاسم هذه الملايين المنهوبة من الأصوات بين القوائم الكبيرة قسمة غرماء ، حيث نهبت كل قائمة من هذه القوائم عدداً كبيراً جداً من الأصوات وصل الى ثلاثة أضعاف ما حصلت عليه في صناديق الاقتراع في بعض المحافظات ،إلا إن المضحك المبكي هو ان عمليات النهب هذه جرت بأسم قانون الانتخابات الفقرة خامساً المادة (13) التي نصت على [ تمنح المقاعد الشاغرة عند وجودها للقوائم المفتوحة الفائزة التي حصلت على أعلى من المقاعد لاستكمال جميع المقاعد المخصصة للدائرة الانتخابية ] .
والآن و لغرض الدخول في الدرس الأول من دروس المحاصصة و التحاصص و عدم الاثقال على القارئ الكريم نفترض ان كل ما ذكر في مقدمتنا آنفاً كأنه لم يكن و ان الانتخابات نزيهة و عفيفة و شريفة بنت شريفة لا تشوبها شائبة ، فما الذي حصل في المحافظات منذ أن وضعت الانتخابات اوزارها الى يومنا هذا لنضع القارئ الكريم أمام حجم و خطورة المشاكل التي تعصف الآن في المحافظات ، اذ إن الإدارات الحالية و منذ يوم الانتخابات الى اليوم هي إدارات لتصريف الأعمال كما جاء في المادة (30) من قانون المحافظات غير المنتظمة بإقليم [ يستمر المحافظ و نائباه و رؤساء الوحدات الإدارية في تصريف الامور اليومية بعد انتهاء مدة الدورة الانتخابية للمجالس و الى حين انتخاب من يخلفهم من قبل المجالس الجديدة ] ، و هذا النص يعني ان الإدارات المحلية في المحافظات وبالذات المحافظين غير مخولين بإصدار اي قرار إداري مهما كانت الحاجة ملحة له اذا كان في غير تصريف الاعمال، وما زاد الطين بلة ان ذلك تزامن مع تأخر تصديق الموازنة الفدرالية فنحن الان في نهاية الشهر الرابع ولم تنطلق هذه الموازنة في المحافظات، فماذا تبقى من السنة؟ولماذا لا يستبدل اسمها بالموازنة نصف السنوية ؟ والذي يعرف القاصي و الداني إن تأخرها يعود الى المحاصصة و التحاصص ، هذا الفايروس الذي وصل الى بغداد محفوظا في حقيبة بول بريمر الحاكم الاداري الامريكي الذي استعان به لاول مرة عندما قرر تشكيل مجلساً للحكم يكون الى جانبه عند الحاجة الا انه و الحق يقال لم يطلق كامل العنان لهذا الفايروس في الوزارات و مؤسسات الدولة حيث حافظت الى حد ما على مهنيتها , بمعنى ان الفايروس كان مسيطرا عليه من قبل صاحبه، الا ان الذي حصل ان بول بريمر لم يعيد هذا الفايروس البغيض الى حقيبته ليعود معه الى واشنطن عندما غادر بغداد بعد(انتهاء ولايته على العراق) ، ولكنه تركه حرا طليقا ليعيث في الأرض فسادا وخرابا ويكون السيد المستبد الذي يخضع لإحكامه في المحاصصة و التحاصص ابتداءً من السلطات الثلاث التشريعية و التنفيذية و القضائية نزولا الى الوزارات و وكلائهم و السفراء وموظفيهم جميعاً و وكلاء الوزارات و المدراء العامين ومعاونيهم و المستشارين ومساعديهم ورؤساء الاقسام و الشعب ومساعديهم ورؤساء موظفي الخدمة (الفراشين) ومساعديهم،وبقي الموظف الذي لاحزب له،لامنصب له،فعليه ان يبقى يراوح مكانه، هذا اذا لم يصدر إليه ايعاز(( الى الوراء دُرْ ))وهكذا ضاع معيار الأداء وبقي معيار الولاء للحزب اولا و المذهب ثانيا، اذا كنت عربيا، وللحزب اولاً، وللقومية ثانياً، اذا كنت كردياً، اما الوطن فهو الغائب الذي لم يحضر بعد !! !
فإذا كنت موظفا وتريد ان تتقدم في المناصب فما عليك اذا كنت عربيا الا ان ( تستخدم الماكنة في حلاقة لحيتك نمرة صفر بدل الموس ) وتذهب الى احد أقاربك ومعارفك في احد احزاب الطوائف لكي يزكيك وتنتمي الى الحزب وتبدأ بالتقرب ( شويه ، شويه ) الى أمراء الحزب إلى أن تجد نفسك على حين غرة في احد الوظائف التالية وبدون الحاجة الى سنوات خدمة او خبرة او شهادة عليا او شهادة حسن السيرة او تقييم مرؤوسك او الدورات التدريبية............الخ من الشروط الوظيفية ولن تحتاج الى التدرج الوظيفي من معاون ملاحظ صعودا الى الدرجة الوظيفية الثانية و الوظائف المهمة هي (التسوة ) المتاحة أمامك : من الأدنى إلى الأعلى تبدأ من معاون مدير عام صعودا الى الوزير او السفير وربما اعلى، فالدُنيا أحزاب !!! ، و الأحزاب هي الدُنيا !!! ، إلا أنه و الحق يقال أيضاً فأن فايروس بريمر (الاتحادي) يعتمد في التحاصص على مبدأ قسمة الغرماء التي تعني ان كل غريم يأخذ من المناصب حسب قوته ونفوذه المتأتية أصلا من استحقاقه الانتخابي و (شوية فوكة ) اذا كان هذا الزعيم لديه خدمة سابقة في الكيانات السياسية الداعمة للارهاب أو لفلسفته في التكفير و التدمير ..
إلا إن ما حصل في مجالس المحافظات خضع الى جيل جديد مطور من فايروس بريمر هجر اعتماد مبدأ قسمة الغرماء الذي كان معتمدا لدى سلفه واهتدى الى اعتماد مبدأ جديد في التحاصص لم يسبقة إليه احد سواء في العالم المتحضر او في العالم المتخدر ، لم يهتد إليه حتى الشياطين انه مبدأ قسمة الزعماء بمعنى ان كل كتله في المجلس بغض النظر عن عدد مقاعدها يمثلها زعيم وهذا الزعيم لا يقبل بحصة اقل من بقية الزعماء بمعنى ان يتم توزيع المناصب على كل الكتل بالتساوي فالزعيم زعيم ولا يرضى ان يكون زعيما صغيرا وغيره كبيرا فالزعماء متساوون في الحقوق و الواجبات استنادا إلى المادة (14) من الدستور التي نصت على(العراقيون متساوون أمام القانون دون تمييز......الخ) فهنيئا لكم ايها العراقيون بهذه المساواة المتجسدة في قسمة الغرماء ( الاتحادية ) في العاصمة وقسمة الزعمــاء( المحلية) في المحافظات هذه المحافظات التي مضى عليها ثلاثة أشهر بنهاراتها ولياليها بلا موازنة وبلا إدارة حقيقية ، فمواطنوا المحافظات منشغلون بآخر أخبار التحاصص وجولاته وصولاته وتقاسم (17 منصباً مهماً) تضمنها قانون المحافظات غير المنتظمة في اقليم وهي (المحافظ و نائبية وخمسة معاونين وسبعة مستشارين ورئيس مجلس محافظة ونائبيه ) فتخرج مظاهرة مؤيدة لأحد الزعماء و أخرى مناهظة له واحياناً تتكرر وجوه بعض المتظاهرين الذين يخرجون في كل مظاهرة سواء كانت مؤيدة او مناهظة ليقبضوا اجورهم من الزعيمين المتصارعين في سبيل الله و الوطن و المواطن و المذهب! !! و عندما عاتب احد الزعماء المتضاهرين المحترفين الذي جاء اليه مطالباً بأجوره قائلاً له ( أول أمس شفتك في التلفزيون تهوس الي و أمس شفتك تهوس ضدي ليش هيج سوي مو عيب ) فأجابه المتظاهر النجر ( على كيفك بويه خل نتفاهم ، انت إمأجرني جرني يو مشتريني ).
وكذلك الحال بالنسبة لأعضاء مجالس المحافظات الجدد فتجد بعضهم يتحالف مع احد الزعماء ويقسم له بكتاب الله الا انه يتحالف مع خصمه غداً، انها تحالفات على شاكلة كثبان الصحراء تجدها هنا وتجدها غداً هناك ، هناك فما زالت عقليات الصحراء و فايروسات المحاصصة والتحاصص تتحكم بنا ........ فما عدا مما بدا، ولله درك يا عراق .

والى اللقاء في درس جديد من دروس المحاصصة و التحاصص ..



#اسماعيل_علوان_التميمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتخابات مجالس المحافظات تعوزها الشرعية والعدالة والاستقلالي ...
- توزيع السلطة والثروة وكركوك...مشاكل كبرى...البرلمان الحالي ع ...
- مراجعة لتقرير لجنة مراجعة الدستور
- الكونفدرالية والفدرالية
- حقوق الانسان في الدساتير العراقية
- تعديلات مقترحة لقانون المحافظات غير المنتظمة في اقليم


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - اسماعيل علوان التميمي - دروس في المحاصصة والتحاصص -الدرس الاول- مجالس المحافظات