أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فالح الحمراني - اوكرانيا من الثورة البرتقالية الى مستقبل غامض














المزيد.....

اوكرانيا من الثورة البرتقالية الى مستقبل غامض


فالح الحمراني

الحوار المتمدن-العدد: 2924 - 2010 / 2 / 21 - 16:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



إحدى التقنيات (التكتيكات) التي وضعتها المُرشحة للرئاسة يوليا تيموشينكو لكسب جولة الإنتخابات الرئاسية في أوكرانيا تمثلت في إستخدام ورقة المُراقبين الأوروبيين. ولكن تصريح المسؤول الأوروبي – رئيس البرلمان الأوروبي إيجي بوزيك ببروكسل قطع الطريق على يوليا تيموشينكو، حيث صرّح بأنّ الإنتخابات الرئاسية في أوكرانيا جرت بشكل ديمقراطي وَ نزيهو.الأمر الذي يهم الإتحاد الأوروبي بالدرجة الأولى هو وجود الإستقرار السياسي وَ الهدوء في أوكرانيا (المُحاذية إقليميا للإتحاد) وَ ضمان تدفق الغاز الطبيعي (الوقود الأزرق) من روسيا الإتحادية عبر الإراضي الأوكرانية
وفشلت يوليا تيموشينكو باشعال ثورة ملونة اخرى وإخراج الجماهير الأوكرانية إلى الشارع على شاكلة ما جرى في 2004 م وَ ذلك لعدة أسباب أهمها:
أولا: تأثير الأزمة الإقتصادية المالية العالمية على أوكرانيا مما أدّت إلى فقدان الثقة لدى الجماهيرية الأوكرانية بالسلطات التنفيذية للبلاد
ثانياً: لأنّ أقطاب الثورة البرتقالية في السلطة لم يُحققوا إحتياجات وَ طموحات الشعب الأوكراني رغم الوعود التي قدّمها قادة الثورة البرتقالية وَ ضمناً كل من الرئيس المُنتهية ولايته فيكتور يوشينكو وَ رئيسة الحكومة الحالية يوليا تيموشينكو
ثالثا: الأوضاع الآن تختلف عما كانت عليه في 2004 م، حيث وقف العالم الغربي وَ خاصة الولايات المُتحدة الأمريكية إلى جانب المُرشح المُعارض فيكتور يوشينكو، وَ كان وضع روسياً الفدرالية ضعيفاً إلى حد ما.
رابعاً: الشعب الأوكراني كان يتطلع في تلك الفترة إلى الخلاص من الشمولية وَ الديكتاتورية الموروثة عن الفترة السوفياتية السابقة، وَ بذلك فإنّ الثورة البرتقالية وَ المُمثلة بزعيمها فيكتور يوشينكو كانت بمثابة إنعطاف تاريخي في حياة الشعب الأوكراني. أمّا الآن فالأمور قد تغيرت وَ هذا دليل آخر على فشل تحقيق مآرب يوليا تيموشينكو في قلب نتائج الإنتخابات (الدورة الثانية) رأساً على عقب كما حصل في عام 2004 م

وطوى سحب المُرشحة للرئاسة يوليا تيموشينكو السبت الدعوى المُقدمة للمحكمة الإدارية العليا منها لتعليق نتائج الإنتخابات الرئاسية في الدورة الثانية، صفحة الانتخابات الرئاسية ودشن مرحلة حراك سياسي ومؤشرات ازمة سياسية، ونهوض تحديات امام الرئيس المنتخب فيكتور يانوكوفيتش.
ويعود سبب تحركات تيموشينكو الصاخبة قبل سحب طلبها، لتحقيق اهداف تساعدها على البقاء على الحلبة السياسية والدخول في الصراعات والمعارك المقبلة. وتعمل تيموشينكو للظهور بمظهر السياسي العنيد بعيون انصارها، وانها خرجت بارادتها غير مهزومة لتحتفظ بشعبيتها التي لاتقل عن شعبية منافسها، وضمان اصوات الناخبين. فتيموشينكو تخطط للمشاركة في انتخابات عمدة العاصمة كييف، وفي الانتخابات البرلمانية المبكرة في حال اعلانها، وان فوزها في اي من الحالتين سيضمن لها حضورا ملحوظا في العملية السياسية وخلق المصاعب المعقدة امام خصمها اللدود الرئيس الجديد، ويوفر لها حصانة كافية تقيها من التعرض لتهم تورطها بممارسات غير شرعية خلال توليها منصب رئيس الحكومة.

والخيارت المطروحة امام تيموشينكو الان اما ترفض الاستقالة وتكافح للاحتفاظ بمنصبها رئيسة للحكومة لكي يبقى التحالف الحكومي الهمش قائما، او انها ستنتقل للمعارضة بعد اعلانها الاستقالها من منصبها،والسيناريو الثالث يقوم على محاولتها الاتفاق مع كتل اخرى، ربما من صفوف خصومها.اجمالا ان تيموشينكو بحركتها الصاخبة تمهد الطريق للوصول للمرحلة التالية من سيرتها السياسية.
ولكن السؤال الاكثر اهمية اليوم يتمحور حول الطريق الذي تسير عليه اوكرانيا في عهد الرئيس الجديد. وتوزعت اراء المحللين بهذا الشان. البعض يرى بفوز يانوكوفيتش ضربة قاصمة بالقيم الغربية.ويتوقعون بحدوث تقارب وثيق بين مواقف موسكو وكييف، مما سيساعد في المستقبل القريب على اقامة تكامل سياسي واقتصادي روسي ـ اوكراني، قد تنضم له بيلاروسيا وكازخستان. وبطيعة الحال فان هذا التطور سيزعج الغرب.

وهناك عدد من المراقبين يرون ان لدى يانوكوفيتش ميولا غربية لا تقل عن ميول تيموشينكو.ولا يتفق هؤلاء مع الراي القائل بان يانوكوفيتش صاحب ميول روسية وان تيموشينكو ذات نزعات غربية، ويؤكدون أن لا اساس لمثل هذا التصور.ويشيرون الى ان يانكوفيتش اعادة النظر بمواقفه في السنوات الاخيرة وتخلص من الميول الروسية.وهناك معلومات تشير الى ان الاثرياء الذين يدعمون يانوكوفيتش لا يرغبون بفقدان اوكرانيا استقلالها، وانهم معنيون بان يناور بين الاتحاد الاوروبي وروسيا.
وكان يانوكوفيتش قد اكد بان اوكرانيا خلال عهده سترتبط بعلاقات ودية وبراجماتية مع روسيا وانه لا يعتزم الطلب من موسكو سحب اسطولها الحربي من سواحل القرم وانه شطب على فكرة الانضمام للناتو.

ان نهاية فصل الانتخابات الرئاسية باوكرانيا سيفتح صفحة جديدة في تاريخها السياسي الجديد، ولكن الرئيس الجديد سيواجه تحديات جديدة تتمثل بتشكيل حكومة قوية وتكتل برلماني موالي له، وبخلافه فسيتعين عليه اعلان انتخابات برلمانية مبكرة،ةهذا سيغني بداية دورة جديدة من التوتر السياسي. ويعتمد التطور المقبل على مدى اتقان يانوكوفيتش وفريقه لفن الحلول الوسط والقبول بتقديم تنازلات من اجل استقرار البلاد.



#فالح_الحمراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سيقنع عباس موسكو بمقايضة ايران بالتسوية السلمية؟
- نهاية الثورة البرتقالية
- دور الفرد في العملية السياسية : بين التهميش والحاجة لمواطن م ...
- دروس الحرب الخاسرة
- ايران: خطاب ديني لاغراض جيو سياسية
- العالم بعد 20 عاما على سقوط جدار برلين والثورات المخملية
- احياء البرنامج النووي في العراق: قرار سابق لأوانه
- الاستئثار بالسلطة كمشكلة عربية
- هل تتعظ إيران بدرس ستالين؟
- هل ستاكل الثورة الايرانية ابنائها؟
- الانتخابات الايرانية في ضوء مقاييس الديمقراطية
- الثقافة العربية بين الانقراض وفورة المقاومة:على هامش مناظرة ...
- العلاقات العربية الروسية تدشن موسمها الجديد
- محطة بوشهر الكهروذرية : مصدر قلق جديد لمنطقة الخليج
- العالم العربي والحاجة الى ايران
- قضية -قاذف الحذاء- بين القانون والسياسة
- نهاية عصر الدبلوماسية لحل المشاكل الدولية
- بمناسبة انعقاد مؤتمره الثالث عشر: الحزب الشيوعي الروسي امام ...
- هل يطل وجه امريكا الجديد من غوانتينامو؟
- عالم من ورق


المزيد.....




- -زيارة غالية وخطوة عزيزة-.. انتصار السيسي تستقبل حرم سلطان ع ...
- رفح.. أقمار صناعية تكشف لقطات لمدن الخيام قبل وبعد التلويح ب ...
- بيستوريوس: ألمانيا مستعدة للقيام بدور قيادي في التحالف الغرب ...
- دعوات للانفصال عن إسرائيل وتشكيل -دولة الجليل- في ذكرى -يوم ...
- رئيس الأركان الأمريكي السابق: قتلنا الكثير من الأبرياء ولا ي ...
- تفاصيل مثيرة عن -الانتحار الجماعي- لعائلة عراقية في البصرة
- الإيرانيون يعيدون انتخاب المقاعد الشاغرة في البرلمان وخامنئي ...
- السلطات اللبنانية تخطط لترحيل عدد من المساجين السوريين
- هتاف -فلسطين حرة- يطارد مطربة إسرائيلية في مسابقة -يوروفيجن- ...
- الجيش الإسرائيلي ينسف مباني في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فالح الحمراني - اوكرانيا من الثورة البرتقالية الى مستقبل غامض