أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - فالح الحمراني - قضية -قاذف الحذاء- بين القانون والسياسة














المزيد.....

قضية -قاذف الحذاء- بين القانون والسياسة


فالح الحمراني

الحوار المتمدن-العدد: 2537 - 2009 / 1 / 25 - 07:12
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


شكلت دعوة مجموعة من نواب المجلس الوطني العراقي باطلاق سراح الصحفي، منتظر الزيدي الذي عبر عن موقفه الاحتجاجي من السياسة الامريكية تجاه العراق بقذف الحذاء برئيس الولايات المتحدة السابق جورج بوش في مؤتمر صحفي مع رئيس العراقي نوري المالكي، سابقة سافرة تنم عن جهل هؤلاء السادة النواب بجوهر عملهم كسدنة للقانون وساهرين على تطبيقه، واسباب انتخابهم وواجب مؤسستهم في اطار مؤسسات الدولة.
ان اهانة الشخصية في اي بلد بالعالم قضية جنائية، لاسيما ان الحديث يدور عن محاولة لإهانة رئيس دولة اجنبية بغض النظر عن الموقف منها، بحضور رئيس وزراء البلد المضيف. القانون بارد الدم لا ينظر الا الى الحدث بحد ذاته و يتجاهل النوايا التي انطلقت منه فالقاتل قاتل بعين القانون حتى لو كان لغسل العار والثأر لظلم لحق بالفاعل.يجب ان تكون الاولوية للقانون دائما.
ان هؤلاء السادة النواب العراقيون نسوا او جهلوا بان مؤسستهم أي المجلس الوطني هي الكيان الذي يسن القوانين ويراقب اللجنة التنفيذية بتطبيقها وهاهم يطالبون السلطة القضائية بانتهاك القانون المعمول به، الذين شاركوا هم بسنه، واطلاق سراح السيد الزيدي من دون محاكمة. ان استجابة اللجنة القضائية لهذا النداء يعني خيانة السلطة التشريعية والقضائية لوظائفهم والادوار التي يلعبوها في مؤسسة الدولة العراقية، خيانة القانون.
يجب النظر الى قضية الزبيدي من منطلق قانوني وحسب، وتفريغها من المضمون ومن البعد السياسي.وان اخراج القضية من الفضاء القانوني سيكون سابقة للتجاوز عليه في حالات اخرى، وهذا يعيد الوضع الى الازمان السابقة حينما كان القانون كقاعدة حبرا على ورق، والعمل به عند ما تكون السلطة التنفيذية بحاجة لذلك واهماله حينما يصب في مصلحة الحكومة, ان الالتزام بالقانون في الحالات الشخصية، وبغض النظر عن من يدور الحديث عنه هو الطريق لاقامة دولة القانون في العراق والتي هي التوجه الصحيح الذي يمكن ان يساعد على خلق الدولة الموحدة. والعمل من اجل ان يكون القانون هو المقياس الوحيد لتقيم هذا الفعل او ذاك، هو الطريق الوحيد المؤدي لدولة العدالة الدولة التي ستدافع عن حقوق الانسان وبناء الحياة الكريمة. وان الانحراف عن هذا الطريق، الذي يدفع النواب له، هو الطريق الذي سيحرم العراقيين من الفرصة التاريخية المتاحة لبناء دولة القانون.
ان المؤسسة القضائية وحدها الكفيلة باعطاء الحكم الاخير على عمل السيد الزيدي. وان ضغط نواب في المجلس الوطني ولدوافع سياسية على السلطة القضائية لاضفاء الطابع السياسي على قضية " قذف الحذاء" سيؤدي الى اضعاف هذه المؤسسة التي تحتل مكانا خطرا في مؤسسة الدولة وبالتالي جعلها تابع او ذيل لاهواء الاحزاب والتيارات ومؤسسات الدولة الاخرى.
ان العراق بحاجة الى تمتين الاساس القانوني للدولة الحديثة من اجل بناء النظام السياسي الجديد، وان يحدد القانون مجال عمل كافة المؤسسات والهيئات والمسؤولين والقاعدة التي ستقوم الدولة العراقية واركانها، وان اضعافه والتجاوز عليه في هذه القضية او تلك بما في ذلك بقضية " قاذف الحذاء" ستكون خطوة للوراء نحو بناء دولة القانون المنشودة.
لندع القانون وحدة يعطي حكمه البارد لتقيم فعل السيد الزيدي وبغض النظر عن تعطافنا معه او رفضنا له من الزاوية السياسية. لنؤمن بدكتاتورية القانون وحده، ونتجنب اخضاعة للاحوال السياسية ومتغيراتها، هذا هو الطريق لبناء الدولة العصرية التي تحترم حقوق الانسان




#فالح_الحمراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهاية عصر الدبلوماسية لحل المشاكل الدولية
- بمناسبة انعقاد مؤتمره الثالث عشر: الحزب الشيوعي الروسي امام ...
- هل يطل وجه امريكا الجديد من غوانتينامو؟
- عالم من ورق
- متى يكتشف العرب روسيا الاخرى؟ على هامش زيارة القذافي لموسكو
- المواجهة في القوقاز تتحول الى مواجهة بين روسيا والغرب
- قرار ميدفيديف بين الترحيب والمخاوف
- وراء كواليس السياسة: اوسيتيا الجنوبية وابخازيا والمقايضات ال ...
- اسيتيا الجنوبية: من الحرب الساخنة الى حرب الدبلوماسية
- الغرب يشن حربا غير عادلة على روسيا
- حرب جديدة لاهداف قديمة في القوقاز
- كلمة في سولجينيتسين : بمناسبة رحيله
- في عصر التطورات العاصفة: الروس يصوتون لستالين
- ايتماتوف: رحلة ابداع طويلة
- روسيا بين اوباما وماكين
- روسيا تدخل الصراع على كردستان
- ماذا تنتظر روسيا بعد استلام ميدفيديف صلاحيات الرئيس
- مستشرق روسي يتهم المملكة العربية السعودية
- ماذا سيحل بالعالم بعد استقلال كوسوفو؟ رؤية روسية
- هل يصلح الزيباري بموسكو ما خربه الشهرستاني؟


المزيد.....




- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - فالح الحمراني - قضية -قاذف الحذاء- بين القانون والسياسة