ماذا تنتظر روسيا بعد استلام ميدفيديف صلاحيات الرئيس

فالح الحمراني

الحوار المتمدن-العدد: 2276 - 2008 / 5 / 9 - 11:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تقلد الرئيس الروسي المنتخب دمتري ميدفيديف يوم الأربعاء الموافق 7/4/2008 صلاحياتية الرئاسية في حفل كبير اُقيم في قصر الكرملين. وجرى تداول السلطة وفق أحكام الدستور المعمول به، حيث أدى الرئيس الجديد القسم الدستوري واستلم رموز الدولة والحقيبة النووية من الرئيس السابق فلاديمير بوتين. وميدفيديف هو الرئيس الثالث في تاريخ روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، ولكنه الأول الذي يستلم السلطة من الرئيس المنتهية ولايته وفق قوانين تداول السلطة.
وتتطلع أوساط الرأي العام المحلي والدولي الى طبيعة الوضع الذي سيترتب في روسيا الاتحادية بعد اسنلام ميدفيديف كرسي الرئاسة رسميا، وفيما إذا سيكون الرئيس رئيسا مستقلا في قراراته او أدآة طيعة بيد بوتين وفريقه ورئيسا صوريا، وفيما اذا ستؤدي التطورات الى نشوب خلافات بين الحليفين وان بوتين بصفته رئيسا للوزراء سيكون مركز آخر للسلطة يُلقى بظلاله على الرئيس الجديد.
واستقبل الغرب تسلم دمتري ميدفديف مهام الرئاسة بالتعبير عن الشعور بتفاؤل متحفظ، على أمل ان يشهد عهده تحسين في العلاقات بين موسكو والعواصم الغربية التي تعكرت أجواؤها في زمن الرئيس بوتين. وتراهن المراكز الغربية على ان ميدفيديف شخصية ليبرالية ويمكن ان ينتهج سياسية تفاهم وتقارب مع الغرب.
ويتطلع سكان روسيا الى ان يواصل دمتري ميدفيديف سياسة الرئيس السابق فلاديمير والمضي بتطبيق ما يسمى ببرنامج بوتين وتحسين المستويات المعيشية وقطاعات الخدمات.
ويشار الى ان الفكرة الرئيسية التي تضمنتها كلمة بوتين خلال حفل تداول السلطة أكدت عزمه على البقاء كأحد الشخصيات النافذة في نسق السلطة الروسية العليا تؤثر على التطورات في البلد وتوجهاتها وفي صناعة القرار السياسي، وان لا بديل آخر لاستمرارية النهج السياسي الذي اختطه. وحدد السياسة المقبلة بثلاث ركائز تتمحور حول: الرهان على سياسية اجتماعية قوية والتحديث والتطوير الاقتصادي وتعزيز مواقع روسيا في العالم بما في ذلك استمرارية نهج السياسية الخارجية.
واشار دميتري ميدفيديف في خطابه الى ان الأولويات بالنسبة له تتمثل "بوجوب احترام القانون والتغلب على الفوضى القانونية السائدة" وقال "ان نُضج وتطبيق القانون هو الوسيلة الهامة لخلق ظروف ملائمة لتطوير الاقتصاد والضمانات الاجتماعية ودعم القطاع الخاص ومكافحة الفساد، إضافة الى تعزيز موقع روسيا في الساحة الدولية. واعتبر ميدفيديف ان مهامه الرئيسية تتمثل: بالمضي بتطوير الحريات الاقتصادية والمدنية "وتحويل روسيا الى احد أفضل دول العالم".ورأى مراقبون بتأكيد مديدفيديف على القانون والحريات واحترام حقوق المواطن دليلا على نزعة ميدفيديف الليبرالية.
وفي تعليق لها بعنوان "ماذا تنتظر روسيا من ميدفيديف؟" قالت صحيفة "كومسمولسكايا برافدا" "ان برنامج الرئيس الجديد هو برنامج احداث طرفة بعملية تحديث روسيا وبرنامج تحسين الخدمات الصحية والادارة" ولكن براي الخبراء "من أين سياتي ميدفيديف بالقدرات الكافية لتطبيق تلك البرامج" . ويرى الخبراء ان الضرورة تقتضي الان منح فرصة مواتية للطبقة الوسطى للمشاركة في عملية التطوير. ولايستبعدون لجوء الرئيس الجديد الى فرض ضريبة تصاعدية وضريبة على الملكية الخاصة اي التضييق على الاثرياء، وعزل موظفي الجهاز الحكومي عن قطاع الاعمال الحرة لوقف الفساد الحكومي، وان ميدفيديف سيمنح حرية اكثر لوسائل الاعلام والاعتماد على المجتمع المدني. ويستبعدون ان يقوم الرئيس الجديد اجراء تغيرات حادة على نهج السياسة الخارجية ولكنه سيدافع بقوة عن المصالح الوطنية الروسية.
ويشير مدير " البرامج الروسية والاسيوية في مركز الامن العالمي بواشنطن " نيقولاي زلوبون في مقال له نشرته صحيفة " روسيسكايا غازيتا": ان السؤال الرئيسي الذي يُطرح في الولايات المتحدة الامريكية ينحصر "فيما ان سيصبح دميتري ميدفيديف الشخصية الرئيسية في روسيا او كما يعتقد الكثير بانه سيكون ظلا لرئيس الوزراء ( بوتين) الذي هو ايضا رئيسا للحزب الحاكم المسيطر على الاغلبية في مجلس الدوما". "وهل سيمسك ميدفيديف بقبضته مهمة الاشراف على اجهزة الامن الوطني وحفظ النظام وحكام المناطق والهيئات المحلية والمجالات الاستراتيجية والشركات الحكومية الكبرى؟"."ويعتقد البعض في واشنطن ان الاشراف على هذه المؤسسات ستكون من صلاحيات الحكومة بينما يرى اخرون ان ان قوة الكرملين سيكون مركز السلطة نظرا للقوة التقليدية التي يتمتع بها تاريخيا" .

#فالح_الحمراني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل