أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فالح الحمراني - الاستئثار بالسلطة كمشكلة عربية














المزيد.....

الاستئثار بالسلطة كمشكلة عربية


فالح الحمراني

الحوار المتمدن-العدد: 2757 - 2009 / 9 / 2 - 19:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فالح الحمراني: تقف عوامل كثيرة داخلية وخارجية أمام احداث نقلة إصلاح وتطوير في المجتمعات العربية، بيد ان استثار الزعماء والنخب بالسلطة في معظم الدول العربية هو العائق الجدي امام تطوير البلدان العربية وحتى تحقيق التقارب والتكامل بينها، وينسف المشاريع الوطنية والعربية المشتركة.
ان الكثير من الانظمة العربية التي تتداول السلطة بطرق شرعية او جاءت عن طريق الانقلابات وكسبت شرعيتها بالوعود والتحالفات مع احزاب البلد، تتخلى عن مبدأ المشاركة الواسعة لمختلف الطبقات والشرائح الاجتماعية والاحزاب والتيارات السياسية حال شعورها بترسيخ مواقعها واستمالة مؤسسات القوة واحتكارها. وتستأثر دائرة محدودة جدا السلطة، تتبنى اسلوب القمع وتوظف لإستدامة وجودها في السلطة وتصفية تلك القوى، الآلة العسكرية وحتى الاساليب الوحشية وكم الافواه. بيد ان التجارب التاريخية برهنت على ان هذا الاسلوب يؤدي الى طريق مسدود سياسيا، ولا يعمل على تحقيق برامج التنمية والتطوير ولايساعد على تحسين الظروف المعيشية واستثمار الثروات لصالح المجتمع ويضع المقدمات لانهيار اي حكم، ويناقض ايضا الطموحات باستئناف الانسان العربي دورة في البناء الحضاري على اسس جديدة.
ان استئثار الزعماء والعوائل وما تتحلق حولها من نخب بالسلطة، عادة ما تؤدي الى تعويم العملية السياسية والاجتماعية بعمومها واقامة مناخ الركود والجمود. ويتطلب هذا المناخ خنق الطاقات الفكرية والمبدعة في المجالات الاقتصادية العلمية والادبية والانسانية عموما.وتشل وتخنق المبادرة الاجتماعية قبل ان تزرع.وتبرز البطانات المنتفعة التي تروح تتحذلق وتنافق وتخون حتى ضميرها من لترسم صورة جميلة غير واقعية للحالة الاجتماعية في ذلك البلد، وتبالغ في اظهار الرضا والارتياح الاجتماعي وتبرير كل سقطات السلطة. وتفقد القوى الفاعلة والناشطة في المجتمع بظل هذه الاجواء عزيمتها وحيوية روحها. ولا يظل امامها سوى شعور الاحباط والتهميش. ويسقط الاكثر مبادرة وابداعا وعلما ونزاهة واخلاصا من ابناء البلد ضحايا على مذبحة الاستئثار بالسلطة. نعم تبقى السلطة بيد الذين يستأثرونها ويغدقون بالعطايا على من تحلق حولهم، ولكن يظل هاجس عدم الاستقرار يلاحقهم.
ان الدول الواقعة تحت انظمة النخب والجماعات والبطانات ستظل تتبنى سياسيات خارجية ليس من منطلق المصلحة الوطنية، مرحليا او استراتيجيا، لانها تنطلق دوما من حرصها على البقاء في السلطة. وليس هناك سبب للاستغراب ان تذهب هذه النخب لتقديم مساومات او حتى تنازلات على حسابات بلدها ومصالحها، حينما تشم ان القوى التي امامها قادرة على تقديم الدعم المطلوب حينما تصبح كراسي الحكم مهددة. ولاتتواني بهذه الحالة من الخيانة القومية او الدينية او في اخر الحالات الطبقية. ان السلطة هو هاجسها الرئيس والاخير، الذي تبرهن على انها مستعدة للتضحية بالغالي والنفيس من اجله.
ان اغراء السلطة والنفوذ عادة ما يدفع بتلك الانظمة والنخب حتى لخيانة القيم الروحانية والاخلاقية والتقليدية التي تعلن الايمان بها. فعادة ما تلجأ الى تخوين التيارات والقراءات الاخرى، وتنشر البراهين على مشروعية احتكارها صنع القرار الخاص بمصير الشعب/ الامة. وتلوح بان لديها " صك غفران" بذلك، قد تجند لشرعنته اصوات ذات نفوذ اجتماعي او انها تعتقد بذلك.ولاتهاب اخلاقيا من التملص من التعهدات والاتفاقات التي كانت عقدتها مع جناح اخر، حزب او تيار او منظمة سياسية او اجتماعية،من منطلق ان لكل مرحلة ظروفها، ما دام ان المسالة تتعلق اساسا بآلية البقاء في السلطة.
ويجد منظرو هذا التوجه اساسا لديموتة ويعتبروه ضرورة او ربما حتمية تاريخية للمرحلة.ويعزوه لكون ان هذا النمط من الانظمة يتناسب ومستوى التطور الاجتماعي والسياسي والاقتصادي للبلد. وان اتاحة المجال للقوى الاخرى بالتحرك في هذا الاطار سوف يؤدي الى الفوضى الانفلات. وعملية التطور يجب ان تكون تدريجية، خطورة فاخرى، من اجل ان تكون سلوك اجتماعي. وان اي تحرك اصلاحي ينبغي ان يأخذ بالاعتبار ذهنية المجتمع وموروثة الثقافي / الحضاري.
ان المجتمعات العربية تمر بمرحلة مخاض عسيرة متواصلة على مدى عقود من الزمن. وجربت الدول العربية مختلف الانظمة بيد ان اي من هذه الانظمة لم يحظ بشعبية واسعة ترشحه ان يكون النظام الذي يمكن ان يقتدى به،وعلى الانظمة التي تؤمن بالتطور والاصلاح التدريجي ان تبرهن بالعمل اليومي على انها فعلا تنفذ هذا البرنامج وتسهر على تطبيقه ولتحدد ثمار عملها وجهودها بالفعل.
ان عملية التطوير تستدعي من بين قضايا اخرى مشاركة المجتمع مشاركة فعالة وحيوية فيها، من خلال فتح الباب واسعا على تاسيس منظمات المجتمع المدني والحركات السياسية البديلة وتاحة المجال للشرائح المثقفة في مختلف مجالاتها لتقول رايها، في ظل دولة يشعر الجميع بافتخار للانتماء لانها نتاج جماعي.



#فالح_الحمراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تتعظ إيران بدرس ستالين؟
- هل ستاكل الثورة الايرانية ابنائها؟
- الانتخابات الايرانية في ضوء مقاييس الديمقراطية
- الثقافة العربية بين الانقراض وفورة المقاومة:على هامش مناظرة ...
- العلاقات العربية الروسية تدشن موسمها الجديد
- محطة بوشهر الكهروذرية : مصدر قلق جديد لمنطقة الخليج
- العالم العربي والحاجة الى ايران
- قضية -قاذف الحذاء- بين القانون والسياسة
- نهاية عصر الدبلوماسية لحل المشاكل الدولية
- بمناسبة انعقاد مؤتمره الثالث عشر: الحزب الشيوعي الروسي امام ...
- هل يطل وجه امريكا الجديد من غوانتينامو؟
- عالم من ورق
- متى يكتشف العرب روسيا الاخرى؟ على هامش زيارة القذافي لموسكو
- المواجهة في القوقاز تتحول الى مواجهة بين روسيا والغرب
- قرار ميدفيديف بين الترحيب والمخاوف
- وراء كواليس السياسة: اوسيتيا الجنوبية وابخازيا والمقايضات ال ...
- اسيتيا الجنوبية: من الحرب الساخنة الى حرب الدبلوماسية
- الغرب يشن حربا غير عادلة على روسيا
- حرب جديدة لاهداف قديمة في القوقاز
- كلمة في سولجينيتسين : بمناسبة رحيله


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فالح الحمراني - الاستئثار بالسلطة كمشكلة عربية