أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاضل فضة - حكايات واقعية من بلاد الإغتراب















المزيد.....

حكايات واقعية من بلاد الإغتراب


فاضل فضة

الحوار المتمدن-العدد: 887 - 2004 / 7 / 7 - 07:38
المحور: الادب والفن
    


حدث في مونتريال – مقاطعة كيبك الكندية
قال أوليفيه الكيبيكي: أن القلب يسيطر على السلوك في سن المراهقة، والعقل ينتصر مابعد الخامسة والعشربن.
كان يعلق على الإندفاع القومي بالمشاعر في سن المراهقة، والعقلانية الواجب إتباعها في الحياة لمواجهة مسؤولياتها اليومية.
في بلاد العالم العربي، مازالت الأجيال تلو الأخرى، تمارس مشاعر الحب القومي، وذكرى متسائلة،
ومازال اللاعبون الحقيقيون يوججون النار في العقول من مواقع لاتعّرف إلا بالإنتهازية في بدائية التحكم بالأخر بسياط القوة فقط.
***
حدث في فرنسا
لابد أن الشعور القومي قد يدفع أحياناً إلى تولد شعور جماعي بموقف ما، قد يفرض نمطاً إجتماعياً معيناً، في السطور الأولى، حكاية تأقلم قسري، لابد في نهايته أن يتم التساؤل عن مغزاه، وفي السطور التي تلي، حكاية على المستوى الفردي من نفس المكان، حيث يعود الإنسان إلى صفاته الإنسانية الحقيقية وإن كان متشعَباً بقومية الجماعة.
1
بعد ممارسته مهنة الطب في مدينة سان ليس بشمال باريس الفرنسية لعقدين من الزمن، صادفته مرّة بمطار جزيرة مرغريتا الفنزويلية..
قال لقد فوجئت هنا في كراكاس، فالناس تتكلم العربية بدون حذر أو خوف أو وجل، لابل تتفاخر أحياناً باصلها العربي عندما يسألها مواطن فنزويلي "إنتَ أربي.."
قلت في نفسى، لقد جربنا العيش سبع سنوات في فرنسا، كنا نحسب ألف حساب عند دخولنا احد المطاعم، إذ يتوجب علينا أن نتصرف كالفرنسيين دائماً،
وكيف لوعاش الطبيب في مدينة مونتريال..
حيث لايوجد مركز تسويق بدون مطعم عربي يقدم الشيش طاووق والشاورما، بدون حساب لمطاعم السهر الأسبوعي، أو الحفلات، أو المشاركات السياسية وباللغة العربية...
الغرب قد يكون واحداً في قيم الحرية والديموقراطية وسيادة القانون، لكنه كبيئة، فإنه أوسع وأسهل في كندا الجميلة حتى في ثلجها الجليدي أو عواصفها الصيفية الغزيرة بالمطر أحياناً.
2
حدث في إحدى قرى كليرمونت فيرانت، وسط فرنسا..
قالت أم دومينيك الفرنسية: كل هذه الزهور لي؟
قال لها أبنها، لقد أصّر على شراء أكبر باقة لدى مخزن الزهور في المدينة، قائلاً إن والدتك استقبلتني بشكل اشاع السعادة في قلبي..
في اليوم الثالث من الزيارة..
قالت له اخت صديقه الفرنسي دومينيك..
تعال إسمع ماتقول أبنتي، قالت الطفلة التي لم يتجاوز عمرها العاشرة:
هذا الضيف العربي الأصل، إنسان طيب، كيف يعلمونا ويقولون، أن العرب سيئون؟؟
إنهم يكذبون..
يوم الوداع..
قالت أم دومينيك للزائر العربي، لقد احببناك، انا وزوجي وأولادي:
معزتك كولدي،
يمكنك الزيارة متى تشاء، غرفتك في القصر – قصر تاريخي قديم – موجودة دائماً،
يمكنك الزيارة لوحدك، أو مع اصحابك، مع أبنى أو بدونه..
ضمّته إلى صدرها، بعد وجبة غذاء فرنسية مميزة أقيمت على شرفه..
غادر الضيف العربي بنشوة معنوية كبيرة، وسعادة لم يمحيها الزمن..

***
حدث في مونتريال أيضاً
تزوج عابد من بنت غير عربية، كانت طيبة وممتازة، عابد يحب السهر والسمر والأصحاب.. كانت زوجته تحضر معه في السهرات الإسبوعية في أحد المطاعم العربية، وإكرماً له تبقى في المطعم حتى الثانية عشرة ليلاً، ثم تغادر، ويبقى وحيداً قرب الفرقة الموسيقية، يتمايل مع الأنغام شمالاً ويميناً حتى الرابعة مساءً..
لم أره منذ أكثر من عشر سنوات، أخر مرّة وفي إحدى السهرات، كان يجلس بقرب أخوته وزوجاتهم،... لم تحضر زوجته هذه المرّة.. وكأنها لم تكن تحضر معه منذ زمن بعيد..
***
حدث في كراكاس..فنزويلا..
قال له: كيف تبيع حاسوب محمول بسعر يقارب خمسمائة دولار فقط، بينما ثمنه الحقيقي في المخازن يقارب الألفان...
بعد عدة أيام، قال له إننا نستخدم بطاقات الفيزا..
تساءل المحدّث: بطاقات مسروقة!! وكيف يتم ذلك..
اجاب شاب السابعة عشرة: إننا نلاحق موزع البريد، ونسرق منه مفاتيح العلب البريدية...حتى لو اضطّر الأمر لضربه على رأسه...
بعدها نصنع بطاقات جديدة على اساس ارقام الفيزا المكتوبة في رسالة الشركة إلى صاحبها..
ونشتري على الأنترنيت على عناوين مؤقتة متغيرة...
قال المحدث: وتريد أن تبيعنى حاسوباً مسروقاً،...
أنت عمرك الأن سبعة عشر عاماً..
ماذا ستكون عليه بعد عشر سنوات..
تابع قائلاً: كلا لاأريد حاسوباً مسروقاً
إنها قضية مبدأ،
وخيارٍ حياتي، إذا أخلّينا به مرة، اصبح لدينا عادة
ومن يسرق البيضة قد يسرق الجمل..
إذهب، ياويلك من المستقبل المريع..
كان الله في عون أهلك..

***
حدث في مدينة العين الإماراتية..
بعد المقدمات، بإنه مطرب صاعد وله مستقبل كبير،
وأنظر هذا الخليوي، إن ثمنه كذا،
وهذا السيارة الجديدة الفاخرة..
وهذا الطقم السينيه..
و....و....
قال لقد تأخر عليَّ احدهم بالدفع: هل لديك ألف درهم تستدينني أياها..
بعد المفاجأة والتلعثم...
غادر المطرب الصاعد المكان..
التفت صاحب المطعم إليه قائلاً
خفت أن تعطيه الألف درهم..
لأنني سلفته ثلاثة ألاف منذ عدة أشهر، وإلى الأن لايعيدها، أو حتى جزء منها..
سيارته بالدين، وهاتفه ليس له،
وطقمه هدية من احدهم..
إنه حتى ليس مطرب وليس أكثر من مؤدّي..
إنه بكل بساطة نصاب..
***
حدث في مطار شارل ديغول الفرنسي

قال له: ماذا ستفعل عندما ستعود إلى الوطن بشهادة مميزة..
اجاب بحيوية ونشاط الشباب: سأحاول أن اطبق تكنولوجيا المعلومات في كافة المؤسسات والمصانع الوطنية..
قال: انت تحلم كثيراً، لن تستطيع أن تفعل شيئاً،
لأن البيروقراطية، ستكون حاجزاً
والغيرة، حتى من الجوراب التي تلبسها، ستخلق لك أعداءً من كل حدب وصوب..
إنك تحلم..
بعد عشرين عاماً..
صادف في دولة الإمارات احد الذين عادوا إلى الجامعة..
مابالك ياظافر..مالي أرى الزمن قد أهرمكَ كثيراً،
اجاب ظافر بحسرة، لقد عدت إلى الوطن لأبنى، كما كانت الأحلام، وفي هذه العودة ودمرّت نفسي مادّياً ونفسياً..
أمضيت إثني عشرة عاما في الذل المعنوي، اطلب من هنا وهناك وأستدين لإطعم أطفالي.
بالله عليك، لاتذّكرني، دعني أنسى في واقعي الجديد، عله يطول..
لقد كان خيارك في الهجرة البعيدة، سليماً مائة بالمائة..
وافترقا من جديد..
على أمل لقاء أخر..



#فاضل_فضة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيننا وبينهم فروقات ليست طفيفة
- عندما يحاكم صدٌام حسين
- عندما يتناثر الرماد
- بين الحذاء والنعل العسكري
- ربيع الحوار السوري الذي لم يمت أنترنيتياً
- حكايات إفتراضية صغيرة
- مهاتير (محاضير) محمد في بيروت
- مصداقية
- في الحروف
- المعذبون جغرافياً
- نكتة الغرب الديكتاتوري المغيب لشعوبه
- من أجل وطن - سورية الجديدة
- لكي لانضيع في حوار الطرشان - دور النخب في الحث والبناء والتع ...
- اعادة الهيكلة السورية - البدء من أسفل الهرم
- في مهب الريح
- شعار الوحدة العربية بين الحلم والواقع المحبط
- أوراق في الاغتراب
- في الإتهام المعاكس
- أكثر من الهزيمة
- الإصلاح في سورية إلى من يهمه الأمر


المزيد.....




- مصر.. وفاة المخرج والسيناريست القدير عصام الشماع
- الإِلهُ الأخلاقيّ وقداسة الحياة.. دراسة مقارنة بين القرآن ال ...
- بنظامي 3- 5 سنوات .. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 الد ...
- مبعوث روسي: مجلس السيادة هو الممثل الشرعي للشعب السوداني
- إيران تحظر بث أشهر مسلسل رمضاني مصري
- -قناع بلون السماء-.. سؤال الهويّات والوجود في رواية الأسير ا ...
- وفاة الفنانة السورية القديرة خديجة العبد ونجلها الفنان قيس ا ...
- مطالبات متزايدة بانقاذ مغني الراب الإيراني توماج صالحي من ال ...
- -قناع بلون السماء- للأسير الفلسطيني باسم خندقجي تفوز بالجائز ...
- اشتُهر بدوره في -أبو الطيب المتنبي-.. رحيل الفنان العراقي عا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاضل فضة - حكايات واقعية من بلاد الإغتراب