أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاضل فضة - مصداقية














المزيد.....

مصداقية


فاضل فضة

الحوار المتمدن-العدد: 874 - 2004 / 6 / 24 - 06:55
المحور: الادب والفن
    


حكاية طويلة ورواية أتعبت التاريخ ولكنها لا تعرف النهاية ولا تملك خاتمة.
سكة حديد تغيب مع الأفق اللامنظور في هجين الحياة.
وعش يبحث عن عيدان من مصادر مختلفة، وعن قش موزّع في الأرض القريبة والبعيدة.
بناء بدون حجر، ودار بدون مجلس أو ديوان.
حكاية الحب الذي مضى وغاب مع الرياح. وقصة الصداقة الممزقة على أول حاجز اختبار مادي أو معنوي مؤثر.
إنها قصة الحصان الذي يركبه هاوي ومحترف السياسة بحثا في شعار عن قضية. تختصر في النهاية إلى قضية ذاتية تحت عنوان الانتهازية.
هكذا يتم التساؤل عندما يغادر القلب مطاره، والعين فضاءها بحثا في قضايا المجتمع والثقافة والدولة، بحثا عن تساؤل مضن بسيط وصعب، سهل وممتنع، يحدّه التخلّف وينهشه الركود، فيه وبه يتساءل المرء لماذا ثم لماذا، بدون كلل أو ملل، بدون تعب أو إرهاق. وإن اقتطع العمر والجمر والأرض والصحراء، وإن دفن الأجيال تلو الأجيال والسنوات اللاحقة بأخرى دائما وأبدا.
لماذا؟ أو هل إنسان الثقافة العربية وابن سياستها العتيقة والعريقة يفعل ما يقول، أم يخطب سياسة وشعارات ويفعل غيرها، وينشد ضبابية الأمل ويمارس التساؤل اللامجدي؟.
إنها حكاية الصدفة والهدوء الهنيء في عقول المفكرين. أين نحن من المصداقية، وأين هي شواطئنا في صدق القول وممارسة الأداء؟ ألسنا صادقون؟ ألسنا أصحاب القيم وأصحاب الحياة والأمل؟ ألسنا أهل الشعر قولا والعطاء عملا والتكافئ مجتمعا؟
نعم نحن قد نعرف ذاتنا هكذا، وقد نعرفها مغايرة، وإن شاع الحب في شوارعنا ومدننا ومطاراتنا، وإن شاع الأمل في عيون أطفالنا والرماد في كبرهم.
هل لدينا في ثقافتنا ما يسمّى بالمصداقية، أم أنها تائهة في زوايا الحياة الفردية وأقبية الجماعة ومستنقعات السلطة؟
قد تكون موجودة في بعض جوانب الحياة كالفصول النادرة. وقد لا تكون في الجوانب الأخرى. وقد تكون مزروعة بين شرائح المجتمع بكافة فئاته. محروثة بالوراثة والرموز الجينية. صاحبها غير قادر على عبورها أو تخطيها. كالضباب الذي لا يغيب عن القلب. وقد لا تكون كذلك، تُحمل عن طريق المكتسب المجتمعي، وما تقدمه الثقافة والعادات والتقاليد وظروف الحياة بأشطارها المتعددة.
أما في منارات الوجود العملي فلا بد من التساؤل عن حقيقتها وإن كان في صدر الغرب قلادة ناصعة، قبلنا أو رفضنا، أغمضنا عيوننا أم أعمانا الزمن.
لا بد من التساؤل عن المصداقية في كتابة الدستور وفي تطبيقه في الحياة السياسية لأي دولة عربية. ولا بد من البحث عن القانون سيد الجميع ومتابعته في كافة زواياه والقدرة على تطبيقه بدقة على الكبير والصغير، على الغني والفقير على الأكثرية والأقلية.
ولا بد من البحث والتساؤل عن جمهوريات البصل الوراثية وممالك الموز الدائمة وإمارات مدن الفضاء المتعاقبة هما وسعادة. لا بد من التساؤل عن مصداقية الحاكم وحكمه.
ولا بد من حصر الثروات لصالح المواطن، أولا وأخيرا، المواطن السعيد في بلاد الله الواسعة ما عدا وطنه الأسعد، أو وطن البؤس والفقر وغياب من أين لك هذا.
ولا بد، لكي تكون المصداقية شعارنا المطبق عمليا، أن يكون المواطن حرا وكريما.
لماذا تحررت شعوب الآخرين في سياق الهرطقة الزمنية السوداء، وانفجرت على ذاتها مدمرة كل خيال أسود، باحثة عن إبداع النور وضياء العقل وسيادة المشاركة والتسامح والقبول بالآخر كأكثر من ظل تحت خيمة الجميع ودستور الحياة والإنسان، ابن الكرة الأرضية، ابن هذا الكوكب.
أليس التخلف عنوانا للأنانية وعدم القدرة على المشاركة؟ أليس التقدم والحضارة بالروح والقلب أن تسامح وأن تشارك؟
قد لا نستطيع بناء التاريخ من جديد، وقد لا تشرق الشمس بالعدالة على الإنسان في هذا الكوكب، لكنها أشرقت وما تزال تشرق داخل حدود بعض من أجزائه غير القادرة على التعميم، وجه آخر للغير قادرة على الفهم المشترك والتفاعل من أجل البقاء.
إنها الحكاية في مسار لم يناقش بعد ويحتاج إلى معالجة بعقلية جديدة معاصرة تولد من بين الركام المحاصر منذ زمن.



#فاضل_فضة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الحروف
- المعذبون جغرافياً
- نكتة الغرب الديكتاتوري المغيب لشعوبه
- من أجل وطن - سورية الجديدة
- لكي لانضيع في حوار الطرشان - دور النخب في الحث والبناء والتع ...
- اعادة الهيكلة السورية - البدء من أسفل الهرم
- في مهب الريح
- شعار الوحدة العربية بين الحلم والواقع المحبط
- أوراق في الاغتراب
- في الإتهام المعاكس
- أكثر من الهزيمة
- الإصلاح في سورية إلى من يهمه الأمر
- الاحتقان العربي


المزيد.....




- شاهد.. فلسطين تهزم الرواية الإسرائيلية في الجامعات الأميركية ...
- -الكتب في حياتي-.. سيرة ذاتية لرجل الكتب كولن ويلسون
- عرض فيلم -السرب- بعد سنوات من التأجيل
- السجن 20 عاما لنجم عالمي استغل الأطفال في مواد إباحية (فيديو ...
- “مواصفات الورقة الإمتحانية وكامل التفاصيل” جدول امتحانات الث ...
- الامتحانات في هذا الموعد جهز نفسك.. مواعيد امتحانات نهاية ال ...
- -زرقاء اليمامة-... تحفة أوبرالية سعودية تنير سماء الفن العرب ...
- اصدار جديد لجميل السلحوت
- من الكوميديا إلى كوكب تحكمه القردة، قائمة بأفضل الأفلام التي ...
- انهيار فنانة مصرية على الهواء بسبب عالم أزهري


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاضل فضة - مصداقية