أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاضل فضة - في الإتهام المعاكس















المزيد.....

في الإتهام المعاكس


فاضل فضة

الحوار المتمدن-العدد: 856 - 2004 / 6 / 6 - 10:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قد يكون مهماً أن يأخذ الإنسان موقفاً في خضم الصراع الحضاري الدائر. بينما قد لايكون مهماً أن يكون الموقف والرأي مخالفين لرأي الأكثرية، أو وسائل الإعلام الرسمي أو شبه الرسمي. لأن الحرية تتطلب من الجميع إحترام الرأي الأخر حتى لو كان هذا الرأي في الإتجاه المعاكس.
لقد إعتاد الشارع السياسي والفكري العربي على خطاب بمواصفات معينة، زرع البعض به مايسمّى بالثوابت. أما إذا نظرنا إلى تطور الإنسان والبشرية في نظام الدولة والمجتمع بشكليهما المعاصريين، فإننا لن نعرف معنى الثوابت في أي قاموس، فكل شئ متغير حسب زمنه.
كما اعتاد هذا الشارع ومنذ عصر الإستقلال في نهاية النصف الأول من القرن الماضي، سماع خطاب عريض اللهجة، بدون أي محتوى عملي، أو إجراءات ذات منهجية مدروسة. وأثبتت التجربة السياسية والإقتصادية لعديد من هذه الدول، ان الخطاب شئ والواقع العملي شئ أخر، لذا نشأت وعبر تواتر زمني مرهق أنظمة ملكية وجمهوريات، لاعلاقة لها بأي من الشعارات الطنانة كالطبول، وأدت في ماأدت إلى نشوء انظمة وراثية ذات صلاحيات أكثر من أية جمهورية أو ملكية في العالم.
واليوم وبعد تغير المعادلات العالمية، ودخول الدول المتقدمة في مخاض تاريخي جديد، قد تكون البلاد العربية، وأنظمتها الهشة في مواجهتها للخارج، الضحية في نتائج هذا المخاض. ولماذا لا تكون نتائج المخاض المستحدث، مشابهة لأحداث القرن الماضي، كما حصل مع الدولة العلية العثمانية عند إنتهاء الحرب العالمية الأولى.
وفي هذا العالم المتوتر، الهادئ ظاهرياً، الذي يخفي بوادر غير متوقعة، بدأت بعض الأصوات العربية ترتفع، بعد صمت دفين مشابه لصمت القبور، تعلن تمردها على كافة المدارس الفكرية والسياسية التي نشأت وتطورت خلال القرن الماضي. مقابل أصوات الأكثرية. أصوات المطالبين بالحفاظ على الخطاب العروبي كما هو، وتفعيل الخطاب الديني بدينوية متسائلة. معللين بمشاريع غربية جديدة هدفها البعد القومي العربي والثوابت الدنيوية للمواطن والمجتمع العربي في الممارسات الإجتماعية والثقافية وغيرها.
وبسبب دوافع الخوف من تسرب ثقافة الغرب إلى العالم العربي الجديد، الذي يصاغ شكله ونوعه في أقبية الدول الكبرى. علت الأصوات القديمة الجديدة، بالهجوم والتهجم على ماسميوا بالليبراليين العرب الجدد، المنادين بتغيير الخطاب السياسي والفكري، والإقتباس من تجارب الديموقراطية الغربية، أو الشرقية الأن. علت الأصوات التقليدية في النهج السياسي والفكري المعاصر، مستخدمة نفس الشعار الذي استهلك في منتصف الخمسينيات، وأدى ومازال إلى كوارث في معظم الأقطار العربية.
ولم تتوقف مثل هذه الأصوات وفرقعاتها الإعلامية عند حدود الإختلاف بين التيارات المتعددة والمتباينة. بل تجاوزت الطعن التقليدي في أي فكر متجاوز لحدود الإعلام الرسمي أو الثقافي التقليديى، إلى الإتهامات الخطيرة غير المبررة، كالإتهام بالعمالة لدول أخرى، أو العمالة لأمريكا والتنعم بالعيش في أحضانها، والأتهمام الأسوأ، هو العمالة للصهيونية، وهنا المصيبة فعلاً. لأنها لغة لاتستند إلى أي دليل أو حجة، وتصدر من مايمكن أن نسميهم مثقفين أو دكاترة أو أعلاميين معروفين أكثر من اللزوم!!
كما أنها مصيبة، كونها تصدر عن كتاب من المفروض أنهم يؤمنون بمفاهيم الحرية والديموقراطية بشكلها المعاصر (أي الديموقراطية والمساواة سوية) وما نسميه بحقوق الإنسان.
لكن وكما يبدو أن التعابير الأخيرة في الديموقراطية والمساواة والحرية وحقوق الإنسان، لاتختلف في نظر العديد من هؤلاء التقليديين عن شعارات الوحدة والحرية والإشتراكية، وهي الشعارات الـتي أمن بها كل من الأحزاب القومية والعروبية بكل أطيافها. وهي ايضاً شعارات لم يمارسها الفرد والمواطن العربي عملياً، ولم تسنح الفرصة لأي مجتمع عربي بسياسييه أو مثقفيه أو بمواطنيه العاديين البسطاء ممارستها أبداً في تاريخهم المعاصر. لذا ستبقى هذه المفاهيم مؤطرة نظرياً وليس عملياً في عقل أي غير مجرب لها. ولن تكون إلا موجات عاطفية مشابهة للإغاني الحماسية التي الهبت الشعوب العربية المغلوبة على أمرها في عديد من حروبها الأجتماعية والإقتصادية والسياسية والعسكرية الخاسرة ابد الدهر المعاصر.
ومامعنى الحرية هنا، وضمن أي سياق يرغب البعض حصره! ألا يحق لأي مواطن هنا، مقيم أو مغترب، ليبرالي جديد أو قديم، أن يفرغ مافي جعبته بدون قيد أو شرط. بدون أن تنهال الإتهامات عليه بأية عمالة، فقط، لأنه مختلف بالرأي والمنهجية مع مذيع تلفزيوني أو أعلامي رسمي أو غيره.
ومامعنى الثوابت في العروبة والإسلام الدينيوي، ولماذا لايقدم اصحاب هذه الثوابت مشاريعهم المعاصرة لبناء دولاً حديثة حضارية، تحقق للإنسان المواطن حقه الأول في العيش بكل كرامة معنوية أو اقتصادية، بدلا من الشتيمة في اتجاهات غير معروفة أو معاكسة.
ومن هو المخترع العظيم الذي سيختصر تاريخ البشرية ويعيد صياغتها عبر إحتقان سياسي وقهر مجتمعي وذل المواطنين لعقود أخرى، في شعارات دمرت الأوطان العربية.
قد لايستوعب من لم يجرب الحرية عملياً، انها أن يقول الإنسان مايشاء، ضمن حدود ومعايير حقوق الإنسان ومفاهيم الديموقراطية والمساواة في أرقى صورها، بدون اتهامات لامعنى لها. سببها إختلاف الرأي ووجهات النظر.
كيف نؤمن بحرية الفكر لأي مواطن عربي أوغير عربي في أية دولة عربية، قبلنا أراءه وأفكاره أم لم نقبلها، كانت هذه الأراء مسلمات للثقافة التقليدية أم لم تكن!
وكيف نسعى إلى قيم الديموقراطية وحقوق الإنسان وحق المساواة الوضعي، بين أبناء الوطن، لاحق ديموقراطية الأكثرية فقط، التي قد تغتصب حقوق الأقليات تحت أي مسمّى أو ثوابت.
ألم يحن الوقت للخروج من شعارات الضباب الكثيف، التي خدمت ومازالت، فئات على حساب فئات أخرى، وأن كانت هذه الشعارات ثوابت لأي مجموعة أو أكثرية أو أقلية في أي دولة عربية.
ألم يحن الوقت للعمل على مشروع حضاري يقدمه من يملك الأمانة والمصداقية وشفافية القول والعمل للدولة العربية الحديثة. بدلاً من الأستمرار في في سياسة أحلام الدولة الشعار، عروبية كانت أو أسلامية، وصرف الجهود في قضايا لم ولن تثمر.
من مصائبنا الكبرى أن عديدا من المثقفين العرب يتحدثون عن مفاهيم الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان، ولم يجربوها. كما أنهم لايعرفون معنى أن يمارسها الإنسان عبر عقود وعقود. لذا يصرون على تأطير هذه المفاهيم وتحديدها بقوالب، لاتخرج عن لغة الخطاب السياسي الوصولي، الذي أدى إلى مانحن عليه.
في بلاد الغرب الديموقراطي، والشرق الديموقراطي. في هذا العالم الذي لايحبه البعض، يمارس الإنسان حياته بكل أمان وسلام. يمارس الإنسان، حقه الفكري والسياسي والثقافي بحرية عملية، لايحدها إلأ دستور وقانون مطبق على الجميع بدون أية تفرقة أو تمييز. في هذا البلاد، لايخاف الإنسان من الإتهامات والإشارات المعاكسة، لإنها غير موجوده إلا بالدلائل.
ومع ذلك لابد من الصبر على إعتصام البعض في أرض الوطن على خطاب العواطف والشعار والثوابت، وضعف الحجة القرينة بالإتهام والإتهام المعاكس، أي كان شكله ومحتواه.
لو كان للبعض منا يحمل في ثقافته، معاني الأمانة والمصداقية وماسميناه بشفافية القول والعمل، لكانت النخب العربية قد ادت أكثر من واجبها وقدمت الأن أكثر من مشروع حضاري، أو لكانت في طور تنفيذ مثل هذه المشاريع. لكن الأمانة، كانت ومازالت لدى المزيفين شعارا، والمصداقية عملة غير نافعة، لذا لابد من القيام بحروب التتار، على أرضية مزروعة في رمال الصحراء، وتيارات إعلامية، في جزيرة، كان من المفروض منها أن تكون المنارة، لا تيار الأدلجة السلفية والمعاصرة.

أغتصبت المنارة المفترضة، والمشروع الحر في بناء قيم الإنسان العربي الجديد، اغتصب عبر معايير الولاء واللامبالاة، كما اغتصب الحلم العربي في منهجية الإرتجال والشعار العروبي، غير المبرمج، أو الشعار االدينيوي من اصولية لم تثمن.
****
أفلسنا في الحوار، البارحة واليوم
وغدأ،
أفلسنا في الثقافة والسياسة، والتطبيق،
ومازلنا نكابر،
أفضلنا، ممثل بارع،
وخطيب نفعي،
بواقع مغيب،
صوموا عن الكلام، فقد يفيد الصوم،
مارسوا العمل والبناء، ولو كان بناء هشا،
مارسوا الحياة في بساطة العيش،
ومارسوا الحب في مصالح اليوميات،
اخرجوا من ثيابكم فقد أهترات من رماد الكذب الأبيض والأسود،
إبحثوا عن الشمس في الشرق القديم، الذي كان عظيماً
في رجاله ومفكريه وانبيائه،
لا في تشوهات الزمن وبقايا عصور الإنحطاط والجهل والتخلف،
في أنانية لامعنى لها، في أي قاموس حضاري
وإنساني عملي ليس أكثر..



#فاضل_فضة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكثر من الهزيمة
- الإصلاح في سورية إلى من يهمه الأمر
- الاحتقان العربي


المزيد.....




- الأردن.. عيد ميلاد الأميرة رجوة وكم بلغت من العمر يثير تفاعل ...
- ضجة كاريكاتور -أردوغان على السرير- نشره وزير خارجية إسرائيل ...
- مصر.. فيديو طفل -عاد من الموت- في شبرا يشعل تفاعلا والداخلية ...
- الهولنديون يحتفلون بعيد ميلاد ملكهم عبر الإبحار في قنوات أمس ...
- البابا فرنسيس يزور البندقية بعد 7 أشهر من تجنب السفر
- قادة حماس.. بين بذل المهج وحملات التشهير!
- لواء فاطميون بأفغانستان.. مقاتلون ولاؤهم لإيران ويثيرون حفيظ ...
- -يعلم ما يقوله-.. إيلون ماسك يعلق على -تصريح قوي- لوزير خارج ...
- ما الذي سيحدث بعد حظر الولايات المتحدة تطبيق -تيك توك-؟
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن للبحث في -عدوان الإم ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاضل فضة - في الإتهام المعاكس