أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاضل فضة - في الحروف














المزيد.....

في الحروف


فاضل فضة

الحوار المتمدن-العدد: 873 - 2004 / 6 / 23 - 05:49
المحور: الادب والفن
    


غوصي في الكلمات، فقد تحمل لك المعاني الأخرى.
غوصي في الحروف المنصهرة في وحدة الحياة والوجود والخلق والمطلق. إنها البحر الذي نبنيه بصفائنا، والجبل الذي نصعد إلى قمته بدون أن نتحرك،
والسماء التي نسافر إليها في خيالنا.
غوصي ما استطعت، فقد تكون السباحة تحت الماء بحثا عن أمل مفقود، وعن شعر لم يكتب، أو عن رواية لم تنته.
علّمني الحرف أن يكون عالما للحلم وللأفق اللامحدود.
علمّني أن أبني مدينة الإنسان الأمثل، والحب الأعظم والمسافات اللامتناهية.
علّمني الحرف أن أزرع في الحصاد، أن أبني المجرد من الوجود والإنسان في عالم لم يولد بعد.
تعالي يدا بيد إلى حديقة الحروف البريئة الصادقة، وغوصي ما استطعت بحثا عما هو مفقود في حياتك اليومية وما تبقّى..
ولدنا في شواطئ التلوث، والخطابات المشوّهة.
ولدنا في أرض لا تعطي ولا تثمر. في صحراء من الكلمات المتناثرة في آبار لونها أسود.
لم يتوقف العقل عن الإبداع قط. ولم تتوقف الحياة إلاّ عند اللاهثين للوراء بحثا عن آفاق مهدورة ونوازع الخطأ بدون بوصلة التحوّل.
ولدنا لكي نسمو، ولم نستطع إلاّ في مساحات ممنوعة في دوائر الخنق والوقت المنازع.
ولدنا لكي نرتقي بكياننا الإنساني، فشوّهنا وجودنا بمفردات لا تنته.
ولدنا لنعيش في انصهار الروح مع الروح، فزيّفت ولادتنا وقتلنا كل شيء منذ هذه الولادة.
لا تتعبي جهدك وتحيدي عن الرمز. انظري في صورتك القديمة والجديدة وابحثي عن الأصلح.
راوغي الظلم والطغيان، اقهري الموت المرافق لبهاء عيونك الجميلة، ابعثي ولادة جديدة فيما تبقى من هذه الحياة، وعاودي الإبداع والخلق يوما بعد يوم.
عاودي اكتشاف الغصن الأخضر، والوردة البيضاء، وفصل الربيع.
إبحري في الوديان وتنشقي من النسيم الذي لم يمسه هواء الغابات الملوّثة.
عبّري عن المطلق، وتحرري من عبودية الإنسان لاستحواذ وجود الإنسان.
انصهري في الحياة فأنت أهل لهذا الذوبان.
ولدت حرة بدون صناعة، فعودي إلى حرية البراءة في القلب والعقل والروح وبدون حواجز.
يا أيها المطلق السيد والنسبي المحاصر،
يا أيها الإنسان المعذب في ذاكرتك التاريخية في القدم وفي الحاضر.
كانت صبية في البراءة، فهرمت البراءة في عينيها وفي وجودها. كانت تلعب مع العصافير وتعانق الغيوم. كانت الشمس تغار من شمسها، والقمر يدنو من ضوئها.
كانت الحياة أبية في ذاكرة الخالق.. فأصرت أن تقتل الحياة في حصار أرضي لا يفنى.
عودي إلى الحروف، غوصي في أعماقها، اكتشفي ما لم يكتشف، وابدعي ما لم يبدع فيه بعد.
نحن الخلق الأرضي.. نصر على تشويه صورتنا الإلهية والحياة في عذابات العادة والملكية والمرض المادي الذي لا يعرف الإنقراض.
ما أجمل مداعبة الصفاء خارجا من روحك الإنسانية، صورة الخصب والإبداع.



#فاضل_فضة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعذبون جغرافياً
- نكتة الغرب الديكتاتوري المغيب لشعوبه
- من أجل وطن - سورية الجديدة
- لكي لانضيع في حوار الطرشان - دور النخب في الحث والبناء والتع ...
- اعادة الهيكلة السورية - البدء من أسفل الهرم
- في مهب الريح
- شعار الوحدة العربية بين الحلم والواقع المحبط
- أوراق في الاغتراب
- في الإتهام المعاكس
- أكثر من الهزيمة
- الإصلاح في سورية إلى من يهمه الأمر
- الاحتقان العربي


المزيد.....




- إبراهيم البيومي غانم: تجديد الفكر لتشريح أزمة التبعية الثقاف ...
- بوابة التعليم الفني.. موعد إعلان نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...
- البندقية وزفاف الملياردير: جيف بيزوس يتزوج لورين سانشيز في ح ...
- شاهد.. الفنانون الإيرانيون يعزفزن سمفونية النصر في ساحة الحر ...
- طلبة التوجيهي يؤدون امتحان -اللغة الإنجليزية-.. مروحة واسعة ...
- “برقم الجلوس والاسم فقط” Link الاستعلام عن نتيجة الدبلومات ا ...
- العراق يواجه خطر اندثار 500 لهجة محلية تعكس تنوعه الثقافي ال ...
- رحيل الفلسطيني محمد لافي.. غياب شاعر الرفض واكتمال -نقوش الو ...
- موعد نزال توبوريا ضد أوليفيرا في فنون القتال المختلطة -يو إف ...
- الليلة..الأدميرال شمخاني يكشف رواية جديدة عن ليلة العدوان ال ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاضل فضة - في الحروف