أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاضل فضة - مهاتير (محاضير) محمد في بيروت















المزيد.....

مهاتير (محاضير) محمد في بيروت


فاضل فضة

الحوار المتمدن-العدد: 877 - 2004 / 6 / 27 - 08:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اذكر انني ومنذ اكثر من سبع سنوات، تحدثت عن تجربة النمور الأسيوية ونجاحها الكبير على المستوى السياسي والإقتصادي. وتعددت المقالات المطالبة بالإستفادة من تجارب هذه الدول، خاصة من تجربة الدولة الماليزية كونها دولة إسلامية. ومازلنا في عديد من مقالاتنا المنشورة في الخليج أو في كندا أو على مواقع الأنترنيب، نذّكر بأهمية هذه التجربة الفريدة في عصرنا الحاضر، ومازلنا وإلى اليوم نطالب بدراستها ومحاولة الإستفادة منها ومن دروسها بكل الأبعاد.

واليوم نشاهد وبالصدفة على قناة المستقبل، في مؤتمر حول دعوة الإستثمار الى لبنان، ، المبدع مهاتير محمد يتحدث عن تجربة بلاده الرائدة مرة أخرى إلى عالم عربي، مازال يتساءل عن طريق الخلاص، ولاأنسى أنه في عام 1998، أنني قدمت نصيحة لاحد المسؤولين العرب بدعوة هذا الرجل إلى بلاده، حيث تمت الدعوة انذاك بعيداً عن اضواء الإعلام، لتتكرر هذه الدعوات إلى السيد مهاتير محمد بشكل أو بأخر للمؤتمرات والندوات العربية وكل ماله علاقة بالإقتصاد والتحديث والتطوير وغيره.
واليوم يحق لنا أن نتساءل، ماهي المشكلة التي تمنع اي دولة عربية من نهج طريق جديد لاعلاقة له مع نظريات المؤامرة والإستعمار والدخول في مسار طبيعي تاريخي لتطويرها؟
وماهي العقبة الإساسية التي تدفع بأي جهاز حكم عربي إلى اللامبالاة المطلقة لقضية تطوير البلاد وتركها لمصيرها السياسي والأقتصادي الراكد وماينتج عنه من إضطرابات سياسية واجتماعية واقتصادية تهدد أي حكم في الزمن القادم.

ومالذي يضير حكومات وروساء دول عربية من إنتهاج طريق من الممكن ان يخلدهم كرجال نهضة سياسية واقتصادية معاصرة كما هو حاصل مع السيد مهاتير محمد، بدلا من نعتهم بأقبح الصفات واسوأها في داخل اوطانهم أو خارجها حاضراً ومستقبلاً؟
وهل يتوجب على أي حاكم عربي ان يكون هولاكو العصر أو احد حكام المماليك أو حكام الدولة العثمانية باستخدام أدوات العصر المتخلفة والأجهزة الأمنية والعسكر لكي يستقر لهم الحكم، الحكم المصيبة فقط.

هل يحتاج المجتمع العربي إلى مفاهيم جديدة في الحياة لكي يفهم عصره ومعاييره، أم أنه كتب على هذا العالم أن يندرج تحت لائحة الحضارات المنقرضة بالتدريخ في تاريخ الإنسانية المعاصر إلى يوم يصبح فيه المتحف البشري الطبيعي للأخرين؟

لقد عانى الفرد والمجتمع العربي في بنيتهم الثقافية من قضايا أساسية حاسمة كانت ومازالت السكين التي تقطع والأعصار الذي يدمر والوباء الذي ينشر التخلف والطاعون في طرق مواجهتهم للحياة ومتطلباتها المعاصرة.

اعتاد المجتمع العربي على مفاهيم معرفية خاصة في الثقافة والمجتمع والسياسة، لاعلاقة لها مع المعرفة العلمية المعاصرة، المرتبطة بنتائج العمل ومحاكاة الخطأ. وحمّل هذه المعرفة المقاربة لجهل، مقصود في ادائه عبر عنفوان الإرتجال بها في أي موقع سياسي أو إقتصادي. بدون الخوض في معايير العمل السليم المعاصر لتحصيل النتائج.

لذا كانت النتائج في أية محاولة سياسية لتطوير أي بلد عربي تصب في فشل زريع، يغرّب عبر شعارات لتخدير عقول العامة، مازال وللإسف عديد من النخب السياسية تحاول إحيائها بكل قوتها، بدون مبرر أو مسائلة حقيقة لمصالح دول كانت ومازالت تأّن من واقع سياسي وإقتصادي مؤلم.

ويسعد الإنسان كثيراً، عندما يرى مهاتير محمد يتحدث بعفوية وببساطة وبقوة وفخر عن تجربته يوماً بعد يوم. ويحبط عندما لايرى أي حركة أو رغبة في الإستفادة من تجربة هذا الرجل.
لقد نصحنا الرؤساء العرب الشباب في مقال منذ فترة قريبة بدعوة هذا الرجل العبقري إلى بلادهم ليتقاعد في قصورهم، لعلهم يستفيدون من تجربته الفذّة، لكن لاحياة لمن تنادي في عالم العقول الصحراوية الملوثة بمفاهيم غوغائية ونفاق لاحدود له في حكومات كانت ومازالت تدّعي أنها تعمل لصالح بلادها.

لقد عاني العقل العربي من تشويه حياتي واجتماعي طويل المدى بسبب قرون زمنية لحكم تاريخي عثماني كان الأسوأ في تاريخ الحضارة العربية الإسلامية. حيث مازالت أثاره ظاهرة وقاتلة في السلوك الفردي والإجتماعي والسياسي.لذا لايمكن لهذا العقل الذي يعتقد أنه مازال يمتلك المعرفة، أن يصحو من غفوته المريضة بيسر وسهولة.
لقد عاني المجتمع العربي من مصائب النفاق والتذاكي والأبوة الشاملة لفرد الإرتجال والجهل، ومازال لأي فاعل نخبوي في مجالات الحياة الواسعة. كما عانى من عدم وجود معايير علمية لمصداقية النخب السياسية والثقافية في تصوراتها الحاضرة والمستقبلية لمشاكلها وقصور نظرها في توضيح الإسقاطات العملية لأي مشروع إنساني أو حضاري على مستوى المجتمع والدولة.
ومازال التجاهل سيداً واللامبالاة تصب في مطالب جزئية لاتعبر عن مشاريع حضارية يمكن أن تخرج الدول من فاقتها المعرفية والإقتصادية الحقيقية الغير معتمدة على موارد أولية فقط.

وقد يستغرب الإنسان عندما يسمع من السيد مهاتير محمد أنه سيعيد نفس الإسلوب الذي مارسه لتطوير ماليزيا اليوم، لكن ضمن التغيرات العالمية الجديدة. ولم يفاجئنا عندما قال لقد حررنا بلدنا من البيروقراطية، حتى انه يمكن، وخلال اربعة وعشرون ساعة، لإحدى الولايات الماليزية أن تقرر إنشاء مصنع جديد؟؟
كما لايمكن لأحد أن يتهمه بالعمالة والخيانة، عندما قال أننا شجعنا الإستثمارات الأجنبية عبر إعفائها من الضرائب لمدة عشرة سنوات.
ومابين عقلانية السيد مهاتير محمد وارتجالية وقصر نظر السياسيين العرب، لابد ان تفتح الأبواب للأفكار الجديدة بدون ادلجة ثقيلة أو أدخال اجتهادات عقائدية لاعلاقة لها مع تطور العلم والمعرفة والإقتصاد.

لابد لكل مواطن يرغب في تطوير بلاده بحلم العيش في أمن وسلام إنساني وحضاري أن يعيد التساؤل ومن أي موقع؟؟
السنا بحاجة إلى إعادة هيكلة فكرية وثقافية شاملة، بمعايير الأمانة والمصداقية للنخب والقيادات؟
السنا بحاجة ماسة إل القبول بالمشاركة السلمية لتطوير بلادنا،
السنا بحاجة إلى الإيمان بحقنا وحق أي مواطن في بلادنا بمساواة العيش والفرص المتكافئة لمصلحة الوطن والمواطن.
ألسنا بحاجة لتجاوز نفاق الإدعاء بالمعرفة عبر العناوين العريضة بدون محتوى وطني وإحلال مكانها معايير المسؤولية بالنتائج للكفاءات الوطنية في أي مكان..
السنا بحاجة للتحرر من انانية تاريخية النضال الزمني وحق زائف لأبوة لم ولن تجدي إلا بالمساهمة الحقيقة في مشروع وطني للتطوير وإعادة الهيكلة الشاملة؟
ألسنا بحاجة إلى نفض فكري ومعرفي شامل، في كل مانؤمن ونفكر به بصدق وأمانة
ياأمم..
***
إنهم ينافقون في صباحهم ومسائهم..
في اكلهم وشربهم، وارتجالهم..
يغيرون اللون في كل غرفة..
يتعصبون لشرفية الخطاً
وصبابة الحوار..
فرغت طاقاتهم بامتقاع الزمن..
وقنابل الموت، والحقد
والأنانية المرهقة..

هذه الغابة قد تحترق
قبل أن تعيد صناعة الحياة
بأوكسيجين المصداقية والأمانة
لمعنى الإنسان..



#فاضل_فضة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصداقية
- في الحروف
- المعذبون جغرافياً
- نكتة الغرب الديكتاتوري المغيب لشعوبه
- من أجل وطن - سورية الجديدة
- لكي لانضيع في حوار الطرشان - دور النخب في الحث والبناء والتع ...
- اعادة الهيكلة السورية - البدء من أسفل الهرم
- في مهب الريح
- شعار الوحدة العربية بين الحلم والواقع المحبط
- أوراق في الاغتراب
- في الإتهام المعاكس
- أكثر من الهزيمة
- الإصلاح في سورية إلى من يهمه الأمر
- الاحتقان العربي


المزيد.....




- -قناع بلون السماء- للروائي الفلسطيني السجين باسم خندقجي تفوز ...
- شاهد.. آلاف الطائرات المسيرة تضيء سماء سيول بعرض مذهل
- نائب وزير الدفاع البولندي سابقا يدعو إلى انشاء حقول ألغام عل ...
- قطر ترد على اتهامها بدعم المظاهرات المناهضة لإسرائيل في الجا ...
- الجيش الجزائري يعلن القضاء على -أبو ضحى- (صور)
- الولايات المتحدة.. مؤيدون لإسرائيل يحاولون الاشتباك مع الطلب ...
- زيلينسكي يكشف أسس اتفاقية أمنية ثنائية تتم صياغتها مع واشنطن ...
- فيديو جديد لاغتنام الجيش الروسي أسلحة غربية بينها كاسحة -أبر ...
- قلق غربي يتصاعد.. توسع رقعة الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين
- لقطات جوية لآثار أعاصير مدمرة سوت أحياء مدينة أمريكية بالأرض ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاضل فضة - مهاتير (محاضير) محمد في بيروت