أين الفراغ .. بالضبط ؟

ماجد ساوي
شاعر وكاتب
(Majed Sawi)

الحوار المتمدن-العدد: 2916 - 2010 / 2 / 13 - 06:10
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

لو كان هذا العالم خاليا منك , فهل ترى أنه عالم ذو قيمة ؟ , وإن لم يكن - وشغلت حيزا فيه - فهل اصبح بوجودك فيه عالما ذا قيمة ؟ وان كان بلا قيمة وانت فيه فهل تخبرني اين الفراغ بالضبط , فيك ام فيه ؟

لغتك ورثتها , وعقلك يسلم ولا يسال و لا يفكر - اذا فكر -الا براحة البدن . تعلك كلمات طبخت في قبو او كهف وتردد عبارات صيغت في سوق او شارع وتحفظ جدول اعمال احدهم وتسميه تاريخا وانت خارج الخريطة , ايضا انت تسبغ على مأساتك صفة الخلود - ما رأيت أحمق من هذا الفعل - كذلك لا تريد الا ما يريد هذا او ذاك ولا تحتاج الا لقمة في الصبح ولقمة في المساء ويكفيك من الارض نعمة الحصول على قبر - وانت ترى تعذر ذلك احيانا - وايضا انت راض عن حالة السكون التي تلخص حياتك !!

تغادر وحدك لا قلت شيئا ولا سمعك احد ولا سجلت اسمك على الشارع الذي امام منزلك , المربع الذي تعيش فيه لم يتغير في حياتك ولن يتغير بعد موتك , انجزت عملك الذي كان سباتا طويلا واخلصت في صمتك ولم يكن لك يوما - وانى لك - الفاظ خاصة بك ولا معان ٍ خاصة بك ولا اصطلحت مع نفسك على مسمى تكون انت مبدعه واسم تكون انت مطلقه , وحتى شهادة وفاتك وضع الختم عليها لا لانك مهم بل لانه مهم .

اردت كل شيء - في خيالك واحلامك واوهامك طبعا - وماحصلت على شيء في الحقيقة وكنت شيئا لا مشيئة له تبحث عن الخلود في ما يفنى وتفنى وانت تظن انك احدثت فرقا في هذا العالم الذي لا فرق بينه وبين اللا شيء - كما تعلم بعد مغادرتك اياه - , عالم ٌ لا يراك الا فارغا وانت لا تراه الا خالدا , فمن فيكما المنتصر هنا !!!؟

#ماجد_ساوي (هاشتاغ)       Majed_Sawi#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل