خطابُ التخوينْ والتفكير !

ماجد ساوي

الحوار المتمدن-العدد: 2550 - 2009 / 2 / 7 - 07:42
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

خطابُ التخوينْ - كنهج في التعامل مع الحقائق - الذي يقسم الاشياء الى بيضاء وسوداء. ليس خطاباً عقلياً
صحيحا ً ولا سليما ً بل هو في لبّهِ نوع ٌ من العته والقصور العقلي - ان رغبنا توصيفه بدقة - ولا يعتد به
في مختبرات الحياة الحقيقية وطواحين الواقع المتقلب.


اذا تحدثت مع معتوه يشعر بخوف منك , فانك ستلاحظ انه يلجأ الى الخطاب التخويني فورا ً بمجرد شعوره
بالخوف , وحين يسود هكذا خطاب ٌ في اجواء ما في فترة ما لاسباب ما فان العقل المفكر السليم يتوقف عن
العمل تحت سطوة العقل التخويني لتضاد التفكير والافكار مع الركود والهدوء الذي يرغب العقل التخويني
الخائف بالوصول اليهما , واقل حركة ذهنية ستفرز عشرات المسائلات وتخضع مجمل عمل العقلي السليم
والصحيح الى منظومة اختبارات فرزية بغية استخلاص مدى السواد والبياض فيه لحالة الخوف السائدة.
استطيع تشبيه العقل التخويني بالمحاكمات العسكرية التي تعقد على عجل للجنود الفارين من الخدمة بغية
تنفيذ احكام الاعدام فيهم . هنا يقوم العقل التخويني بطرح سؤال فرزي بسيط وهو - هل كان ذلك الجندي
متواجدا ً في مقر خدمته العسكرية ام لا ؟ , ولا يقوم بالقاء اي نظرة لكل الالتماسات والتوضيحات التي
يقدمها الجنود الفارون كما يسميهم . هو فقط يفرز الى ابيض او اسود ولا يعنيه بقية العمل الذي قام به
الجنود حتى لو كانو في مهمات عائلية طارئة او حتى في مهمات تصب في مصلحة العمل العسكري , هو
يفرز فقط !!

في البيئة التي يسود فيها الخطاب التخويني تكثر اسئلة الفرز حيث لا عقل يفكر ابدا فقط من يجيب الاجابة
الصحيحة يكون أمينا ً ومن يخطأ في اجابته يصنف كخائن لابد من التخلص منه , وعادة تبدأ اسئلة الفرز بـ
هل او اين او متى , على الاغلب , وكامثلة لها , اسئلة فرزية مثل هل الشيعة على حق ام باطل , هل تقبل
الاعتراف باسرائيل , هل تترضى عن الصحابي ابي بكر , اين كنت يوم كذا ؟ .. وهكذا .

التخوين عملية سهلة ولا تتعب العقل ولا تكلف الكثير , والعقل المفكر لا يعيش في ظل بيئة يسود فيها مثل
هذا الخطاب بل يتراجع نشاطه بدافع الخوف من التخوين ولا يعود فاعلا ً في عملية تحليل الاحداث
واستخراج الحلول وان حدث فان الحلول تكون غالبا ً متأثرة بالتخوين والتأمين ومبتورة ومشوهة وغير
فعالة .

#ماجد_ساوي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات