أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - غسان المفلح - اعتقال د. تهامة معروف، طرفة أم استهتار؟














المزيد.....

اعتقال د. تهامة معروف، طرفة أم استهتار؟


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 2915 - 2010 / 2 / 12 - 10:50
المحور: حقوق الانسان
    


إقدام السلطات السورية على اعتقال الدكتورة تهامة معروف الأحد الماضي (7/2) في مدينة حلب على خلفية الحكم الصادر بحقها عام 1995.
إن الدكتورة تهامة معروف اعتقلت أول الأمر في 30 كانون ثاني (يناير) عام 1992 على خلفية انتمائها لحزب العمل الشيوعي ثم أخلي سبيلها في آذار (مارس) من العام 1993 قبل أن تصدر المحكمة بحقها حكما بالسجن لمدة 6 أعوام في 5 من كانون ثاني (يناير) عام 1995، وقد ظلت تعمل طيلة هذه الفترة طبيبة للأسنان وهي أم لطفلين حتى تم اعتقالها فجأة يوم الأحد الماضي دون سابق إنذار. وهذا اعتقال يشبه الطرفة، لان هنالك من قال أنه تم لكي" تنفذ الحكم الصادر عام 1995 رغم ان هناك قانون سوري، حيث يموت الحكم بالتقادم بعد خمسة عشر عاما!! وخاصة ان محاكمة تهامة، بدات أمام محكمة أمن الدولة العليا في دمشق، عام 1992 أي منذ ثمانية عشر عاما!!

علق لي أحد الأصدقاء في الإيميل الذي أرسله لي ليخبرني، لأنه يعرف أنني كنت قد اعتقلت أيضا في مدينة حلب. علق في رسالته، لكي يؤنبني على موقفي السياسي " هذا الاعتقال هو لاستقبال السفير الأمريكي الجديد في دمشق، الذي أرسله باراك اوباما برعاية الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، الذي ضمن في سجله السياسي محطتين بارزتين: الأولى استقبال الرئيس بشار الأسد في عيد الثورة الفرنسية قبل عامين.


إن اعتقال تهامة معروف، يعبر عن حالة فريدة ليس في العالم العربي فقط، بل في كل دول العالم. إنه يشبه الطرفة المأساوية، ويؤكد على استهتار أجهزة النظام بكل الأعراف والتقاليد القانونية والدستورية.


في الواقع لا أعرف هل أكتب عن تاريخ معرفتي بتهامة، وهي معرفة كبيرة وقديمة رغم أننا لم نلتقي ولا مرة واحدة! ولكنها كانت شعلة ذكاء وحيوية ونشاط، رغم انها تدرس طب الأسنان، وهذه كلية بحاجة إلى وقت ودراسة أكثر من باقي الكليات. وأصبحت طبيبة أسنان ناجحة.


أليس هذا الاعتقال، تعبيرا عن ارتياح النظام من جراء الانفتاح الدولي؟ لأنه اعتقال تذكيري لا أكثر ولا أقل، تذكير بأن هذا النظام لن يتغير ولن يصلح، وهو لازال على ثوابته التي بني عليها منذ ولادته 1970 وهي أنه يتصرف أحيانا باعتباطية، كما يمكن أن يخيل لبعضنا، نتيجة لأن سلوكه عصي على التفسير، ونتيجة لأن القرار الأمني والسياسي يطبخ بعيدا عن أية مؤسسات، أو مؤسسية من أي نوع كان! وكأننا لسنا أمام دولة أو سلطة تقليدية حتى، ولهذا حاول العديد من الكتاب السوريين الكتابة والإجابة عن سؤال" كيف تؤخذ القرارات الأمنية والسياسية في سورية؟ ودون فائدة تذكر، لم نستطع حتى الآن تقديم إجابات شافية ولو بالحد الأدنى!


لهذا يستغرب كثر كيف تصاغ السياسة السورية، لهذا تأتي القرارات لتبدو أنها اعتباطية وإن كان فيها شيئ من ذلك لكنها عموما ليست اعتباطية وليست مجانية أبدا.
ربما تخرج تهامة قريبا وهذا ما نتمناه، ولكن لماذا اعتقلت في هذا الوقت بالذات؟ وهي ليست ناشطة في إعلان دمشق، أو في أي حزب على حد علمي، فلماذا تعتقل إذن؟
أعتقد انها رسالة واضحة لكل من تسول له نفسه المطالبة بالإصلاح السياسي للنظام. أكثر مما هي رسالة لمن يطالب بتغيير هذا النظام! نتمنى أن نسمع صوتا لعلمانيي سورية الذين دافعوا عن المفتي حسون لأنهم أكثر من يعرفوا أنهم لم يدافعوا عن المفتي أحمد بدر حسون بوصفه عالم دين متنور، إن كان هو كذلك! ولكنهم دافعوا عنه بوصفه أولا واخيرا رجل سلطة، ومعين بقرار منها، أرجو أن نسمع صوتهم في اعتقال الدكتورة تهامة معروف، تهامة معروف، ليست سنية لكي تحسب على المعارضة التي يهاجمها العلمانيون! بل هي من أبناء شعبنا من الطائفة العلوية!


تهامة قلبي معك ومع طفليك وعائلتك...هذا ما نستطيع فعله لأننا محاصرين بأنفسنا وبالعالم.

بروكسل..



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلاقة السورية الإسرائيلية.
- العلاقات الفرنسية السورية
- المسألة الكردية- استمرار الحوار3. مع الصديق زيور العمر.
- المسألة الكردية مرة أخرى- تساؤلات.
- تركيا بين منطقين.
- سورية أمنا...جميعا. إلى A-Nأطيح بكل ولاءتي...ولكن لماذا؟
- لماذا مصر؟ الحدث القبطي.
- المسألة الكردية في سورية- تساؤلات.
- السلطة فاسدة أم غير فاسدة هي بؤرة الحدث2
- السلطة فاسدة أم غير فاسدة هي بؤرة الحدث.
- المثقف والسلطة-حلقة مفرغة
- مشكلة الشباب- النموذجين السوري والإيراني-1
- العلمانية ليست أيديولوجيا.
- الحرية والعلمانية، سورية نموذجا.
- الكاتب والمعلقين عن زيارة الحريري إلى دمشق.
- فيلم داوود الشريان عن زيارة الحريري لدمشق
- الجزء الثاني- الدولة قوننة الحرية، إشكالية الفكر العربي.
- إعلان دمشق في ذكراه الرابعة
- الدولة قوننة الحرية، إشكالية الفكر العربي
- العلمانية كبدعة إسلامية عربية!


المزيد.....




- الرياض -تأسف- لعدم قبول عضوية فلسطينية كاملة في الأمم المتحد ...
- السعودية تعلق على تداعيات الفيتو الأمريكي بشأن عضوية فلسطين ...
- فيتو أمريكي في مجلس الأمن يطيح بآمال فلسطين بالحصول على عضوي ...
- حماس تحذّر من مساع -خبيثة- لاستبدال الأونروا
- الجزائر تتعهد بإعادة طرح قضية العضوية الفلسطينية بالأمم المت ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- بيان رسمي مصري عن توقيت حرج بعد الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلس ...
- مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة: عدم تبني قرار عضوية ف ...
- الأردن يعرب عن أسفه الشديد لفشل مجلس الأمن في تبني قرار قبول ...
- انتقاد فلسطيني لفيتو واشنطن ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - غسان المفلح - اعتقال د. تهامة معروف، طرفة أم استهتار؟