أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غسان المفلح - الجزء الثاني- الدولة قوننة الحرية، إشكالية الفكر العربي.














المزيد.....

الجزء الثاني- الدولة قوننة الحرية، إشكالية الفكر العربي.


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 2864 - 2009 / 12 / 21 - 10:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نأتي الآن إلى الفاعل الثانوي في المجتمعات العربية، وهو ما يطلق عليه عموما بالإسلام السياسي، هذا الإسلام السياسي ليس مجاله الآن الحديث كيف تحول إلى فاعل ثانوي في مجتمعاتنا المنكوبة، بسلطات مشخصنة، كما أننا لا نريد الدخول الآن في دور الغرب في هذا المجال، إذن نستطيع القول" ببساطة، أن الفاعل التاريخي هنا ليس وليد ثقافة ماضوية، وإنما وليد ثقافة راهنة، وإن أخذت أشكالا ماضوية، لأن هذه الثقافة التي تبدو ماضوية هي راهنة وراهنة جدا في تعبيرها، عن مصالح حقيقية، لقوى اقتصادية وسياسية ومجتمعية، قائمة على الأرض، لهذا لن يجد علمانيوا اللحظة- الموديل، من كل ما يقولونه سوى الهباء، لأن الأمر ليس كما يبدو لهم، بأنهم يتصدون للثقافات الماضوية، كان يجب عليهم ان يبحوثوا كيف يعاد إنتاج هذه الثقافات الماضوية ولمصلحة من وتشابك هذا الأمر، مع دور الفاعل التاريخي- السياسي، في هذا الأمر.
الإسلام السياسي، قد حقق نقلة، بمعرفة الفاعل التاريخي وأحيانا إشرافه، وخبرته المزمنة في المنع والسماح، داخل الحقل السياسي، هذا من جهة ومن جهة أخرى لابد لنا من القول أن مجتمعاتنا لم يعد هنالك دور مهم فيها للإسلام التقليدي الشعبي، في إعادة إنتاج ثقافته الماضوية، هذا تنحى أو يتحنى، حسب كل مجتمع لصالح الإسلام المتعلم، أو العالم على حد تعبير المفكر محمد أركون، هذا الإسلام العالم بات يشكل الآن ما يشبه ضمير الطبقات مادون الوسطى، وحتى الفقراء، الذين باتوا يشكلون دوائر يحتمون فيها جراء كل هذا العسف الذي يمارس بحقهم من قبل السلطات، وجراء الفقر الذين يعرفون أسبابه العميقة،ودون أن يستطعوا، الاعتراض، فيتحول الإسلام الراهن، إلى دريئة واعتراض أحيانا، وتحليلنا هذا لا علاقة له بتحليل الظاهرة الإرهابية فيما يسمى الإسلام السياسي. وبالطبع اتساع رقعة التعليم هي التي أدت إلى نشوء هذا الإسلام العالم ليحل مكان الإسلام الشعبي، لهذا نستطيع القول الآن ببساطة أن هذا الإسلام السياسي الآن فاعل تاريخي، لأته خريج المؤسسات التعليمة للسلطات المشخصنة التي تحدثنا عنها، وبهذا ولهذا هو يتقاسم مع السلطة حقل الفضاء العام للمجتمع: ويتقاسمه في رفضه إشكالية الحرية، والدولة، فالأولى معروفة لماذا أما الدولة فلامكان عنده للدولة، لا بما تعلمه من مؤسسات السلطة، ولا في الثقافة الماضوية المعاد إنتاجها تعترف بغير دوبلة الخلافة...لهذا النسخة الإسلامية السائدة الآن في العالم العربي والتي تؤقلم الفعل التاريخي مع السلطات المشخصنة، هي نسخة معادية للحرية، بوصف غيابها يشكل أس المشكلات، على المستويين الفردي والعام، في العالم العربي، وهذا هو سر الارتباط الوثيق الضمني والمصرح عنه بين السلطات مشخصنة، وبين غالبية تيارات الإسلام السياسي، مجسدا، سواء في دور الفتوى، اوأئمة المساجد والجوامع أو بالقادة التاريخيين لحركة الإخوان المسلمين وتنظيمها العالمي، والاستثناءت هنا هي لتأكيد القاعدة، رغم اننا مقتنعين ان هنالك تيارات حقيقية داخل هذه التنظيمات الإسلامية، مقتنعة، بالديمقراطية وتداول السلطة، ولكنها أبدا لا تتعاطى معها انطلاقا من إشكالية الحرية، بل لأسباب عملية ولخدمة الدعوة وليس لخدمة الإنسان. أما عن التقاطع الذي نلحظه عند الفاعل الإسلامي السياسي، مع قضية الحريات العامة، لازال ليس أصيلا، لسببين" الأول لأنه يرفض التقاطع بين الحريات الفردية، والحريات العامة، على سبيل المثال" حرية المعتقد، وكيف يتم التعامل معها من قبلهم، والسبب الثاني، أنهم في أول زلة سياسية سرعان ما يطفو على السطح خطابهم الشمولي، تحت مسميات كثيرة.
*****
واستكمالا للحديث لا بد لنا من طرح رؤية النخب القومية لإشكالية الحرية، هي ببساطة مرتبطة بتحرر الأمة العربية من الإمبريالية والصهيونية وتحرير فلسطين من النهر إلى البحر، وهذه تجعل قضية السلطة في الدول العربية القائمة قضية لا تعنيهم كثيرا، ولهذا يغيب عندهم مفهوم الشعب- الأمة – الدولة، بوصفها قطرية، ومن باب أولى أن تغيب هذه السلطة المشخصنة الفاسدة القطرية أيضا. لنلاحظ مثالا عندما يتحدثون عن القمع، يضعون كل السلطات القطرية في نفس المستوى والدرجة، لأن السبب في المرض هو القطرية ذاتها وليست السلطة القطرية الفاسدة، ولا يعنيهم التمايز النسبي بين السلطات القائمة إلا تحت طاولة الخطاب السياسي اليعربي المعمم.
*****
النقطة الأخيرة انتشار المنظمات الحقوقية، على رغم أهميته، إلا انه يتمم بعمله ما تقوم به العلمانوية على المستوى النظري، لأنها تهتم بالحريات الفردية ومايلامسها.
ربما نعود لتفصيل هذه النقطة، لاحقا.
نحن هنا نستخدم مصطلح الفاسدة كتعبير سياسي وليس أخلاقي.




#غسان_المفلح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعلان دمشق في ذكراه الرابعة
- الدولة قوننة الحرية، إشكالية الفكر العربي
- العلمانية كبدعة إسلامية عربية!
- العراق وفلسطين...رجل منهك وإمرأة ضائعة.
- ساركوزي وطني فرنسي- زيارة متخيلة لفرع فلسطين!
- لماذا يعتقل الصحفي معن عاقل؟
- الحوار المتمدن قضية حرية.
- حول المآذن السويسرية مرة أخرى.
- البيان الوزاري لحكومة الشيخ سعد الحريري.
- منع المآذن في سويسرا وقوننة التواجد الإسلامي.
- العرب ليسوا غائبين.
- تعميقا للحوار بخصوص مسودة قانون الأحوال الشخصية.
- مرة أخرى قانون مدني سوري للأحوال الشخصية.
- الحلف الإيراني- السوري أسبابه داخلية 2-2
- الحلف السوري- الإيراني، أسبابه داخلية.
- حكومة وحدة وطنية، يعني وصاية الرئيس الأسد.
- دمشق لازالت تنتظر.
- التنظير لا يغير بالتفاصيل.
- هيثم المالح والشراكة مع غيان أقصد ساركوزي.
- نصف الكأس السوري الملآن


المزيد.....




- وفاة رئيس مجلس الأوقاف الإسلامية بالقدس عبد العظيم سلهب
- -الرئاسية العليا- تُدين جريمة المستعمرين بإحراق مسجد في سلفي ...
- وفاة رئيس مجلس الأوقاف الإسلامية بالقدس عبد العظيم سلهب
- كل أجراس الكنائس تقرع في باريس بوقت واحد تكريما لضحايا 13 نو ...
- دار الإفتاء تدين إحراق المستعمرين مسجدا في سلفيت
- هل انتهى العصر الذهبي ليهود أميركا؟
- رئيس استخبارات فرنسا يحذر من ارتفاع تهديد الجماعات الإسلامية ...
- 10 سنوات على اعتداءات باريس..هل أثرت هجمات 13 نوفمبر على الج ...
- حماس: إحراق المسجد في سلفيت -جريمة نكراء- واعتداء صارخ على ح ...
- إحراق مستوطنين لمسجد في سلفيت: انتهاك صارخ لحرمة العبادة


المزيد.....

- رسالة السلوان لمواطن سعودي مجهول (من وحي رسالة الغفران لأبي ... / سامي الذيب
- الفقه الوعظى : الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- نشوء الظاهرة الإسلاموية / فارس إيغو
- كتاب تقويم نقدي للفكر الجمهوري في السودان / تاج السر عثمان
- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غسان المفلح - الجزء الثاني- الدولة قوننة الحرية، إشكالية الفكر العربي.