البيان الوزاري لحكومة الشيخ سعد الحريري.

غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 2847 - 2009 / 12 / 3 - 09:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

قال وزير الاعلام طارق متري بعد اجتماع لمجلس الوزراء في القصر الجمهوري برئاسة الرئيس ميشال سليمان " أنه تمت مناقشة مشروع البيان الوزاري فقرة فقرة وأقر.
"هذا هو البيان الوزاري للحكومة مجتمعة" غير أن متري قال أن خمسة وزراء يمثلون مسيحيي الاكثرية النيابية تحفظوا على الفقرة المتعلقة بسلاح حزب الله.
أضاف "بالطبع لا خلاف على أن هذا الاعتراض والتحفظ على فقرة من فقرات البيان.. لا يعني على الإطلاق أن هناك كتلة وزارية معارضة داخل الحكومة. هذا الأمر انتهى بانتهاء هذه الجلسة" وجاء في الفقرة المتعلقة بسلاح حزب الله "انطلاقا من مسؤوليتها في المحافظة على سيادة لبنان واستقلاله ووحدته وسلامة أراضيه تؤكد الحكومة على حق لبنان بشعبه وجيشه ومقاومته في تحرير أو استرجاع مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من قرية الغجر والدفاع عن لبنان في مواجهة أي اعتداء والتمسك بحقه في مياهه وذلك بالوسائل المشروعة والمُتاحة كافة"
بعد طول مخاض وكان هادئا جدا بطريقة ساركوزية، خرجت حكومة الشيخ سعد الحريري إلى النور، في قلب بيروت، والتي لازالت لم تتخلص بعد من آثار اجتياحها في 7أيار 2008 من قبل حزب الله، وقيام اتفاق الدوحة كبديل عن كل القوانين وعن الدستور اللبناني، وحتى بديلا عن اتفاق الطائف التي رعته سورية من قبل. لبنان يحكم الآن من قبل الأقلية النيابية والأكثرية النيابية معا، وتحت خيمة الدوحة، هذا ما أكده الآن بيان الحكومة اللبنانية الذي صدر هذا اليوم الأربعاء الثاني من نوفمبر 2009
لم يعد هنالك مجالا للقول الآن أن هنالك قوى الرابع عشر من آذار كقوى استقلالية عن المحور الإيراني السوري، كما أنه في نفس الوقت لم يعد هنالك قوى معارضة تريد الاستقلال عن القوى الدولية المناهضة للوجود السوري- الإيراني، الجميع أصبح تحت خيمة سمو أمير دولة قطر. تماما كمن يتحدث من القوميين العرب أو من اللاقوميين" أن قطر تجمع علاقة ممتازة مع إيران ومع وفيها أكبر قاعدة أمريكية في العالم" هذا العنوان يصلح الآن على الطبقة السياسية في لبنان، فقد جمعتهم الخيمة الإيرانية- الأمريكية، بغد النظر عن امتدادات كل طرف من أطراف هذه الخيمة" لم تعد قوى الثامن من آذار بقيادة حزب الله وواجهته المارونية ميشيل عون، لم تعد إيرانية، كما أن قوى الرابع عشر من آذار بقيادة الشيخ سعد الحريري ورفقة جعجه والجميل مارونيا، دون أن ننسى استقلالية وليد بيك، ولكن ليست استقلالية عن خيمة الدوحة، فكلنا الآن بالهواء القطري وما يعنيه سواء. وال"س- س" باتت خارج الواجهة الإعلامية، الكل الآن أمريكان والكل الآن إيرانيين، وكل سين لها دورها، بمعزل عن التقييم السياسي لهذا الدور.
ماذا يمكن أن نستنتج من بيان الحكومة، بعدما ثبت حزب الله ما أراده ولم يتحدث البيان عن أية علاقة بين الجيش اللبناني وبين قوات حزب الله الإيراني، الذي أراد أصحابنا في قوى الرابع عشر من آذار ومن يقف في المنتصف، أن يعطونا غمزة بأن الميثاق الجديد لحزب الله أصبح لبنانيا، وهذا التوقيت بين إعلان ميلاد الوثيقة المنهجية لحزب الله وقبل بيان الحكومة بثلاثة أيام، لم ياتي وليد الصدفة، بل أتى لتجميل وجه هزيمة شعب الاستقلال. وهل لأحد أن يقول لنا غير هذا الكلام، نريد ان نتعلق بأمل ما، بقشة ما، تقول أن لبنان بقي فيه ملمحا واحدا واضحا، من صورة شهداء الاستقلال في لبنان وعلى رأسهم الراحل رفيق الحريري، وسمير القصير وجبران تويني...الخ؟ ليرينا أحد ما ملمحا واحدا في هذا البيان الوزاري لكي نقول، أننا لسنا في الدوحة.
بالنسبة لنا كانت الامور واضحة وكتبنا عن هذا الأمر مقالا بعنوان" حكومة وحدة وطنية في لبنان يعني وصاية الرئيس الأسد"
ربما لو سمعنا ما يريد قوله النائب السابق وئام وهاب، حول البيان الوزاري ربما نعرف، أن هنالك ملمحا ما!!!! ونعرف أين ذهبت روح الصبايا والشباب اللبناني الذي نزل إلى الشوراع في العام 2005

#غسان_المفلح (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل