أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - العرب ليسوا غائبين.














المزيد.....

العرب ليسوا غائبين.


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 2843 - 2009 / 11 / 29 - 14:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كثرت في الآونة الأخيرة، كتابات لكبار المثقفين والسياسيين والمحللين العرب، عن أن ما يدور إقليميا، لا يوجد دور للعرب فيه، بل الدور فقط لإسرائيل وإيران وتركيا. وهذا بالطبع غير صحيح أبدا، العرب حاضرون وبقوة أيضا، ولكن لنلاحظ أنه عندما نتحدث عن القوى الأخرى نتحدث عنها كدول مستقلة ذات سيادة ومؤسسات، سواء كانت إيران أو تركيا أو إسرائيل حتى، مع كل ما يمكننا قوله عن هذه الدول، سواء تجربتها المنقوصة ديمقراطيا، أو احتلالها لأراضي ليست لها، أو حتى للوصول إلى شرعيتها أو عدم شرعيتها، كما يرى كثر، والحديث هنا بالطبع عن إسرائيل.

لست بوارد تعداد الأسماء الكبيرة منها والمعروفة، والتي كتبت عن غياب العرب، عن الفعل الإقليمي.

بداية لابد من التنويه أن الحديث هذا يحمل، تضليلا للصورة الفعلية، لأن العرب ليسوا دولة واحدة، بل أكثر من عشرين دولة، وبغض النظر، عن حجم كل دولة ودورها في المنطقة، لكن هذا لا يمنع غياب هذه الدول عما يجري.

سأضرب مثالا حيا: هل دولة قطر غائبة منذ خمس سنوات وأكثر، عن كل ما جرى ويجري في المنطقة؟ أقله لو عدنا بالذاكرة إلى اتفاق الدوحة، بين الأطراف اللبنانية، لعرفنا الدور القطري، كما كان كبيرا في تغطية انتصار حزب الله في غزوة بيروت في السابع من أيار عام 2008 كيف استطاعت قطر أن تضعف حركة الرابع عشر من آذار وحلفاءها من دول الاعتدال العربي- مع أنني لا أحبذ هذه التسمية- وكان الإضعاف لصالح المحور الإيراني- السوري- القطري. ثم موقف قطر مما يدور بين سلطتي حماس في غزة وفتح في الضفة، ووصل الدور القطري لحماية الرئيس السوداني عمر البشير من قرار الجنائية الدولية.

لا أستطيع الإجابة بالضبط عن حجم الأموال القطرية التي صرفت من أجل هذا الدور القطري، ولا اعتقد أن أحدا من الكتاب الكبار والمثقفين الكبار الذين يتباكون على غياب دور عربي، أن يجيب عن هذا السؤال، حتى ولو كان من أنصار السياسة القطرية. وكي لا نفهم خطأ نحن هنا لا ندين ولا ندافع بنفس الوقت عن هذه السياسة وإنما طرحناها كمثال، والأشقاء في قطر يتحملون النقد لأن إعلامهم ديمقراطي، والجزيرة مثالا.

مثال آخر: ألم يتحدث الجميع في الأونة الأخيرة عن دور رئيسي سعودي - سوري أطلق عليه معادلة س- س في لبنان وخاصة في تشكيل حكومة الشيخ سعد الحريري،
ورغم حضور إيران فيه ولكن لا يجعل إيران وحيدة في الفعل في لبنان، بل العرب حاضرون وبقوة.

وفي العراق الوضع حساس، لهذا لا نريد التطرق له، لأن المعادلات هناك معقدة جدا، والأهم أن الدور "العربي" كان حليفا قويا للدور الإيراني، والذي أجهض تجربة ديمقراطية كان يمكن أن تكون واعدة، وهذا بالطبع لا يعفي مسؤولية الإدارة الأمريكية عن مأساة الشعب العراقي. يمكن أن نكتفي بالسؤال" من يدعم المقاومة العراقية، سواء كانت إرهابية أم غير إرهابية؟


حتى في فلسطين، من قال أن الدور العربي ضعيف، من الذي ساعد حماس؟ ومن الذي ساعد أساسا إسرائيل في إجهاض اتفاقيات أوسلو، هذا الإجهاض الذي أنهى المسيرة السياسية للراحل ياسر عرفات، ولدور منظمة التحرير الفلسطينية؟

من الذي يفشل المبادرة المصرية للمصالحة الفلسطينية- الفلسطينية؟ وهنا أيضا لابد لنا من التأكيد أننا لا ندافع عن السياسة المصرية. في الساحة الفلسطينية" لدول الخليج دور ولمصر دور ولسورية دور ولإيران دور، والآن أصبح لتركيا دور بإعطائها شرعية من تنظيمات الإخوان المسلمين في المنطقة العربية، إضافة بالطبع لسورية، والأرض الفلسطينية تقضم بالتقادم وبسياسة فرض الأمر الواقع على الأرض.

يبقى لكي نملأ بعض الفراغات، لا بد لنا من القول أن الحضور العربي، لا يمنع أن نرى أن هذا الحضور يختلف حجمه ودوره من ساحة إلى أخرى، ومن سلطة عربية إلى أخرى، فمعروف في لبنان مثلا: أن السلطة في دمشق، لها الدور الأكبر، وهنالك من يقول الآن إن لإيران دورا أصبح أكبر من دور سورية.

بالنسبة لدول الغرب الفاعلة أو غير الفاعلة، فهي تعرف دور كل سلطة عربية، في كل بؤرة توتر في المنطقة، وتتعاطى مع الأمر بناء على هذه المعرفة.

مشكلة التركيز على غياب الدور العربي، تعود إلى أوهام البحث عن الدولة العربية الواحدة، أو عن أواهام أكثر بؤسا، جامعة عربية موحدة على دور سياسي محدد بقيادة السيد عمرو موسى، حتى ما سمي سابقا ولازال بالمبادرة العربية للسلام، فكل سلطة عربية تتعاطى معها وتحركها وفقا لأجندتها كسلطة في دولة "قطرية" نستخدم مصطلحات القوميين العرب.

لهذا نرى أن التركيز يجب أن يتم على ما هو في الواقع وليس على ما هو متخيل، والذي وصل عند بعضنا، لمباركة الجلاد على سياسته العربية، تحت شعار" دور عربي فاعل" أسألوا الإسلام السياسي، والقومي عن هذا الأمر.

عندما تصبح هنالك دولة عربية واحدة، فلتتحفوا القارئ العربي المسكين بكثرة الحديث عن غياب دور عربي، أو حتى عن حضوره، أما ألان، فنر كل سلطة ودورها على حدا، عندها يستوى النقاش أكثر، وتصبح التفاصيل أكثر إيلاما، ولكنها أكثر حقيقية أو واقعية. وهذا يقودنا إلى الخلط الدائم بين وجود دول عربية، وبين وجود سلطات عربية أنعم الله بها علينا لكي نبقى المنطقة الأكثر توترا وتخلفا في العالم، وإنسانها، تتدهور معالمه من سيء إلى أسوأ.

دور السلطات العربية حاضر وقوي، إلا إذا اعتبر هؤلاء الكتاب والمثقفين أن أصحاب الأنظمة ليسوا عربا!




#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعميقا للحوار بخصوص مسودة قانون الأحوال الشخصية.
- مرة أخرى قانون مدني سوري للأحوال الشخصية.
- الحلف الإيراني- السوري أسبابه داخلية 2-2
- الحلف السوري- الإيراني، أسبابه داخلية.
- حكومة وحدة وطنية، يعني وصاية الرئيس الأسد.
- دمشق لازالت تنتظر.
- التنظير لا يغير بالتفاصيل.
- هيثم المالح والشراكة مع غيان أقصد ساركوزي.
- نصف الكأس السوري الملآن
- العلاقة السعودية- السورية
- على إخوان سورية أن يفرملوا.
- الأساسي-علاقة السلطة بالمجتمع السوري-
- جنبلاط أهلا بك في دمشق.
- إشكالية النظم الإشكالية2-2
- إشكالية النظم الإشكالية
- قناة زنوبيا تاريخ يبقى حتى لو دفنت.
- زنوبيا صوت آن له أن يتوقف
- لتنتبه شعوب المنطقة: 14 آذار انتخبت بري مرة خامسة
- أسئلة مطروحة على عدد من المثقفين السوريين بهدف اجراء حوار سو ...
- بين ولاية الفقيه وولاية الرئيس.


المزيد.....




- هيفاء وهبي وبوسي تغنيّان لـ-أحمد وأحمد-.. وهذا موعد عرض الفي ...
- أول تعليق من روسيا على الضربات الأمريكية في إيران
- الأردن: -إدارة الأزمات- يؤكد محدودية تأثير مفاعل ديمونا حتى ...
- -ضربة قاضية حلم بها رؤساء عدة-.. وزير دفاع أمريكا عن الهجمات ...
- إعلام إيراني: قصف إسرائيلي على مدينة بوشهر الساحلية ووسط الب ...
- صور أقمار صناعية ومعلومات استخباراتية.. إيران نقلت اليورانيو ...
- طلب رد دائرة الإرهاب: المحامي أحمد أبو بركة يطالب بمحاكمته أ ...
- أبرز ردود الفعل الخليجية على قصف إيران.. دعوات للتهدئة وتحذي ...
- مضيق هرمز تحت المجهر.. هل يتحول الرد الإيراني إلى بوابة الحر ...
- أي مستقبل للحرب بعد الضربات الأمريكية على إيران؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - العرب ليسوا غائبين.