أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - ساركوزي وطني فرنسي- زيارة متخيلة لفرع فلسطين!














المزيد.....

ساركوزي وطني فرنسي- زيارة متخيلة لفرع فلسطين!


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 2854 - 2009 / 12 / 10 - 11:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


برر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في مقال له بصحيفة لوموند الفرنسية عن تعاطفه مع السويسريين الذين صوتوا لصالح حظر المآذن في بلدهم، وبهذا يكون ساركوزي، حسب صحيفة تايمز البريطانية، قد أدلى بدلوه في النقاش الدائر في فرنسا حول الهوية الوطنية الذي كان هو نفسه قد أطلقه الشهر الماضي، لكن ذلك النقاش بدأ يخرج عن نطاق السيطرة. وفي تصريحات تلفزيونية لعمدة قرية بالشمال الفرنسي وهو مسؤول في حزب الرئيس الفرنسي، يدعى آندري فلانتين، إذ قال" إن علينا أن نتصرف كي لا نبتلع أحياء، فهناك عشرة ملايين مهاجر يتقاضون رواتب مقابل لا شيء"
وقبل أيام خرج السيد كوشنير وزير خارجية ساركوزي بتصريح" أنه لا يوجد أية شروط مع سورية من أجل توقيع اتفاق الشراكة الأوروبية معها"
بداية نقول للسيد فلانتين" عليه أن يحمل هؤلاء العشرة ملايين في بواخر، ويرسلهم إلى جهنم"
الخطر في الموضوع هنا وفي هذه التصريحات، وهذه الوعود باجتثاث الأجانب، سود كانوا أم صفر؟ بيض أم سمر؟ مسيحيين أم مسلمين؟ التي بدأت تتكاثر مع مجيء" اوباما- ساركوزي" إلى إدارة العالم الحر. كنت قد كتبت مقالا عن خطبة أوباما الشهيرة التي ألقاها في القاهرة، بعد تنصيبه بأشهر قليلة، لكي يتواصل مع الإسلام والمسلمين، ويكنس التوجه البوشي من العالم، ويقول" أن التوجه الجديد، هو" مساندة الأنظمة القائمة، وإنهاء أية ثقافة أو إعلام، يشير من قريب أو من بعيد، إلى علاقة النظم العربية، وفسادها السياسي والمالي والقيمي، بنشوء ظاهرة الإرهاب، والتشدد الإسلامي، لأن هذا يفتح الباب، على سؤال" من هو المستفيد من هذا الفساد بعد هذه النظم غير الغرب؟
والغرب هنا ليس كتلة صماء كما يجب أن نعود أنفسنا على التعامل معه، كمصالح متعددة، ومراكز قوى اجتماعية واقتصادية وسياسية وثقافية ودينية..الخ تتواجد في أرض الديمقراطية وتحتكم لها- وبهذه يبقى الغرب نموذجا لنا نحلم بأن تكون دولنا مثله- فتارة يأتي جورج بوش وتارة يأتي أوباما، وتارة يأتي جاك شيراك وتارة يأتي نيكولا ساركوزي، وكل واحد يعبر عن توجه يمثل كتلة متحركة من هذه القوى ومن مصالحها، ولهذا نحن عندما نتعرض للموقف أي موقف، سياسي، لا نتعرض له إيضا إلا من زاوية مصالحنا، أو ما نزعم أنه يمثل مصالح شعوبنا، وليس موقفا دوغمائيا، لايحول ولايزول من هذا الغرب، ورؤيته بعدسة ثنائية" إما أبيض أو أسود" يمكن أن تغير فرنسا، ساركوزي كما غيرت شيراك، نحن طبعا كشعوب غير مكتوب علينا من الألهة أن نغير مثلهم، وهذه قضية تحكم رؤية ساركوزي للهوية الوطنية الفرنسية، والتي لا يمكن الحديث عن مفهوم الهوية وخاصة عند الفرنسيين بالذات دون المرور بتاريخ فرنسا، التي تركت خلفها دولا محطمة، بعد خروجها الاستعماري، على عكس بريطانيا العظمى التي تركت خلفها تجارب مجتمعية وديمقراطية وسياسية محترمة نسبيا، خذوا الفارق، بين ما تركته بريطانيا في مصر والهند وباكستان، وبين ما تركته فرنسا في أفريقيا ولبنان.
هل يعقل الحديث عن مفهوم الهوية دون محفزاته التاريخية، أننا أمة عظيمة! لها تاريخ عظيم، وإننا بيض البشرة، ينقص أمريكا- أوباما الآن أن تتحدث عن الهوية الوطنية الأمريكية، ويقال أن هذا النقاش قد بدأ همسا في بعض الدوائر.
قبل أن يستمر الرئيس نيكولا ساركوزي، بحملته من أجل الهوية الوطنية الفرنسية، ندعوه لزيارة سجن فرع فلسطين للمخابرات العسكرية السورية*، والدعوة بالطبع عامة، لكل رؤساء العالم الحر، من أوباما إلى ساركوزي، إلى ميركل مرورا، ببرلسكوني ووصولا إلى بروان رئيس وزراء بريطانيا، نسيت السيد بلوخر مؤسس حملة حزب الشعب السويسري، ضد الأجانب. أدعوهم كمواطن سوري، لزيارة الصحفيين والكتاب والحقوقيين المعتقلين، والمضربين الآن عن الطعام في سجون دمشق، أدعوهم لزيارة أحياء الفقر التي تحيط بدمشق، كما ادعوهم لزيارة قصر الشعب المطل على دمشق بعدها، لكي يستريحوا من عناء الرحلة.
كما ادعوهم لزيارة القرى الفلسطينية، والمخيمات الفلسطينية في لبنان وسورية والأردن، وادعو معهم براد بيت وأنجلينا جولي، الذين زارا دمشق مؤخرا للإطمئنان على أوضاع اللاجئين العراقيين هناك.
إنني على يقين أنهم لو زاروا سجن فرع فلسطين، لتحرك لديهم شيئا من ثقافتهم، غير الوطنية، والتي يقال عنها أنها ثقافة إنسانية بالحرف الفرنسي الكبير، كما يحلو لكتاب فرنسا ومثقفيها التشديد في الكتابة.
نحن نعلم الآن، انه لو حدث تفجير ما في دمشق، هذا سيريح ساركوزي" لأنه سيقول أرأيتم أيضا النظام في دمشق مستهدف من الإرهاب، والإرهاب هنا سيكون سنيا بالطبع! وهذه قضية أيضا يرتاح لها طاقم ساركوزي الأمني، لأنها تبرر لهم استمرار سجن فرع فلسطين في احتضان شباب البلد ، مثقفيها وصحفييها، نساءها ورجالها، مثل الدكتورة فداء حوراني، واكرم البني وأخيه أنور، وهيثم المالح- نسيت أن أقول له أن أكرم البني ليس إرهابيا، لأنه مسيحي! ويعلمهم ألا يصبحوا إرهابيين، مدرسة لا يعرفها ساركوزي، تخرج أرقى المثقفين الموالين للهوية الوطنية الفرنسية.
ليعذرنا المواطن الفرنسي، نحن نحترم أمة عظيمة كفرنسا، ونكن لها الكثير من الامتنان لأنها خرجت غالبية مثقفينا الكبار في المنطقة، والذين يقودون الآن قطار العلمنة، دفاعا عن نظم فاسدة، وتقوية للممانعة العربية، وبمواجهة الدمقرطة. هل يحق لي كمواطن سوري وسجين يساري سابق في فرع فلسطين أن أتخيل قيام الرئيس نيكولا ساركوزي بزيارة الزنزانة التي كنت فيها، أو حتى المهجع، أو غرف التحقيق؟ هل أطمح أن اتخيل، أم أن الأمر مرهون بما ستؤول إليه حملة الرئيس ساركوزي من أجل تحديد الهوية الوطنية الفرنسية، إلى جانب جان ماري لوبين؟
لن اتحدث عن السيد كوشنر في هذه المقالة....فهو يظهر كثيرا في الإعلام كناشط سابق في حقوق الإنسان! كوزير خارجية فرنسا، التي ضيعت هويتها، ويريد استرجاعها مع رئيسه.
* أعتقد أن رئيسنا السيد بشار الأسد لن يمانع من قيام صديقه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ووزير خارجيته من زيارة الفرع المذكور.






#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يعتقل الصحفي معن عاقل؟
- الحوار المتمدن قضية حرية.
- حول المآذن السويسرية مرة أخرى.
- البيان الوزاري لحكومة الشيخ سعد الحريري.
- منع المآذن في سويسرا وقوننة التواجد الإسلامي.
- العرب ليسوا غائبين.
- تعميقا للحوار بخصوص مسودة قانون الأحوال الشخصية.
- مرة أخرى قانون مدني سوري للأحوال الشخصية.
- الحلف الإيراني- السوري أسبابه داخلية 2-2
- الحلف السوري- الإيراني، أسبابه داخلية.
- حكومة وحدة وطنية، يعني وصاية الرئيس الأسد.
- دمشق لازالت تنتظر.
- التنظير لا يغير بالتفاصيل.
- هيثم المالح والشراكة مع غيان أقصد ساركوزي.
- نصف الكأس السوري الملآن
- العلاقة السعودية- السورية
- على إخوان سورية أن يفرملوا.
- الأساسي-علاقة السلطة بالمجتمع السوري-
- جنبلاط أهلا بك في دمشق.
- إشكالية النظم الإشكالية2-2


المزيد.....




- اقتلعها من جذورها.. لحظة تساقط شجرة تلو الأخرى بفناء منزل في ...
- هيئة معابر غزة: معبر كرم أبو سالم مغلق لليوم الرابع على التو ...
- مصدر مصري -رفيع-: استئناف مفاوضات هدنة غزة بحضور -كافة الوفو ...
- السلطات السعودية سمحت باستخدام -القوة المميتة- لإخلاء مناطق ...
- ترامب يتهم بايدن بالانحياز إلى -حماس-
- ستولتنبرغ: المناورات النووية الروسية تحد خطير لـ-الناتو-
- وزير إسرائيلي: رغم المعارضة الأمريكية يجب أن نقاتل حتى النصر ...
- هل يمكن للأعضاء المزروعة أن تغير شخصية المضيف الجديد؟
- مصدر أمني ??لبناني: القتلى الأربعة في الغارة هم عناصر لـ-حزب ...
- هرتصوغ يهاجم بن غفير على اللامسوؤلية التي تضر بأمن البلاد


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - ساركوزي وطني فرنسي- زيارة متخيلة لفرع فلسطين!