عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري
(Adel Attia)
الحوار المتمدن-العدد: 2911 - 2010 / 2 / 8 - 10:16
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
يكرهون فالنتين ؛ لأنهم لم يختبروا الحب بعد ، ومشاعرهم عاجزة عن مشاركة احساس الاشخاص الذين يُعتبر الحب بالنسبة لهم قصة غير منتهية ، ولأن يدهم المشغولة بحمل السلاح لا تعرف كيف تكتب بطاقات المعايدة !
يكرهون فالنتين ؛ لأنه داعية إلى الحب والسلام ، وهم يكرهون أنفسهم ، والذي يكره ذاته لايستطيع أن يحب غيره !
يكرهون فالنتين ؛ لأنهم يعتبرونه غريباً عنهم ، ولم يفقهوا بعد أنهم عندما يولدون يصبحون تلقائياً جزءاً من عائلة العالم ، حتى وأن انتموا إلى عائلة خاصة !
يكرهون فالنتين ؛ لأن وردته الحمراء ، أكثر اثارة ، وأكثر جمالاً من مشاعرهم الدموية المفزعة !
يكرهون فالنتين ؛ لأنه ينتزع منهم ، بمثاليته ، شعبيتهم المغمورة في ذلك اليوم المكتوب باسمه على روزنامة من وضعنا ، وتقديرنا !
يكرهون فالنتين ؛ لأن بسببه ظهرت بدعة الاحتفال بعيد الحب ، وهم ليسوا بحاجة إلى مناسبة تجمعنا معاً ، وتحملنا على جناحها إلى أحلامنا العليا ، فيكفي مناسباتهم التي تنفرد بالسب والدعاء على الآخرين !
يكرهون فالنتين ؛ لأنه ضحى بنفسه من أجل حياة وسعادة الآخرين ، بينما هم يضحون بأنفسهم من أجل فناء غيرهم ، وايقاع العذاب باحبائهم !
يكرهون فالنتين ؛ لأنهم يكرهون التاريخ ، وهو في التاريخ ، وفي التاريخ توجد أفكار لا يمكن مقاومتها ، لأنها تنبع من أعمق أعماق الاشواق التي يتوق إليها البشر !
يكرهون فالنتين ؛ لأنهم يكرهون الاساطير ، ولأنه جاء تحقيقاً لاسطورة لا تريد أن تموت ، لأنها تعبّر عن شهداء الحب !
يكرهون فالنتين ؛ لأنهم عاجزين عن أن يشرحوا لنا : ما الضرر عندهم ، أن يكون راهب ما ، في مكان ما ، في زمن ما ، تسبب في ملتقى ؛ لكى يتحابب فيه بني البشر ، ولكي نتصافح ونهدي بعضنا الزهور ؟!
أنهم يكرهونه ، كرههم لكل المشاعر التي تشرح الصدر ، ولكل السبل المؤدية إلى الخير ، ويريدون لاسمه أن يغطى بالظلام ـ ظلامهم ـ ؛ لأن اسمه أصبح اسماً إنسانياً من اسماء الحب !
#عادل_عطية (هاشتاغ)
Adel_Attia#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟