أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - جواسيس يحاكمون طاغية والشعب مُغَيَّب !















المزيد.....

جواسيس يحاكمون طاغية والشعب مُغَيَّب !


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 882 - 2004 / 7 / 2 - 07:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا أعتقد أن الطاغية صدام حسين كان يحلم بأن يمنَّ عليه القدر بهدية هائلة كهذه المحاكمة المهزلة . فالحكومة المؤقتة الفاقدة للشرعية، والتي يرأسها شخص اعترف بلسانه بأنه كان يعمل مع المخابرات البريطانية والأمريكية هو أياد علاوي ، هذه الحكومة التي شكلها الاحتلال ، شكلت بدورها محكمة خاصة يديرها أحد أصدقاء إسرائيل وهو سالم الجلبي * لتحاكم الطاغية صدام حسين وأحد عشر من أعوانه وعلى هذا يكون من حق صدام حسين ومن حق جميع الصداميين أن يعنطزوا ويرغوا ويزبدوا لأن من يحاكمونهم ليس إلا مجموعة من العملاء تحميهم قوات احتلال أجنبية ، وبالتالي فإن مَن ألحق الإهانة بالضحايا والشهداء الذين قتلهم صدام ونظامه هم عملاء الاحتلال الذين أرادوا اللعب بورقة محاكمة صدام عساهم يفوزون بالقليل من التأييد الشعبي وعسى أن يفوز حاميهم بوش الصغير بعدة درجات على سلم سبر الآراء الانتخابي .
الصداميون العرب وبخاصة الصداميون الأردنيون والفلسطينيون هاجوا وماجوا هم أيضا ، وهرعوا لتشكيل هيئات الدفاع من المحامين المعروفين بارتباطاتهم وتوجهاتهم بل وراحوا يزايدون حتى على البعثيين العراقيين الذين يعرفون حجم الكارثة التي ألحقها صدام ومجموعته بالعراق وشعبه . لقد شاهدنا السحنات المنقلبة لهؤلاء الصداميين الأردنيين والفلسطينيين والذين لا يمثلون إلا هامشا مأزوما في الشارعين الأردني والفلسطيني وسمعنا أصواتهم الحانقة وهم يدافعون عن الطاغية دفاعا مستميتا، ويلصقون به صفات البطولة والصمود والإيمان غير عابئين أو مهتمين بأحزان العراقيين الذين يشاهدون اليوم قاتل أعزتهم ومخرب بلادهم ومغتصب حرائرهم ومبذر ثروتهم ومدمر جيشهم ومذل علماء دينهم ودنياهم وهو يتمتع بحقوق المتهم السجين في محاكمة علنية ذات ضمانات دولية وداخلية . هؤلاء الصداميون الأردنيون والفلسطينيون يذبحون بتصريحاتهم وتحزبهم للطاغية مستقبل العلاقات العراقية العربية عموما والعراقية الأردنية والفلسطينية خصوصا ولن يكون بإمكان أي عراقي عروبي بعد اليوم أن يسكت على هذه الوقاحة و الإهانات التي يمارسها البعض باسم العروبة وفلسطين .
نعم ، لسنا نعترض على أن يتولى محام أردني أو أكثر مهمة الدفاع عن المتهم صدام التكريتي ولكن يجب أن يحدث ذلك بروح حرفية ومهنية وباحترام تام لأحزان وآلام الضحايا وبحرص حقيقي على مستقبل العلاقات بين الشعب العراقي والشعوب العربية الشقيقة وليس على طريقة الفزعة العشائرية والمظاهرة الحزبية التي يقودها اليوم محمد الرشدان و الخصاونة ممن سيجعلون أرض العراق حُرما عليهم وعلى أمثالهم بهذه التصرفات الهوجاء . إن من يتحزب اليوم للطاغية صدام ويحاول تسيس عمله المهني كمحام أو كصحافي إنما يدمر مستقبل العلاقات العراقية العربية ويهين العراقيين عموما وذوي الضحايا والشهداء منهم خصوصا ، ويلحق أفدح الضرر بالعراقيين العروبيين والمناصرين للمقاومة العراقية المدافعين عن عروبة العراق في مرحلة تاريخية دقيقة استفحل فيها المد الانعزالي والطائفي وخَلَّف نظامُ صدام وراءه الكثير من الزبل الإجرامي الذي يغذي تلك الانعزالية والطائفية .
لهؤلاء الصداميين من عرب وعراقيين نقول إن العروبة ليست صدام بل إن صدام هو أعدى أعداء العروبة عمليا بسبب ما ألحقه بها من كوارث .
ولقد استمعنا إلى تعليقات عدد من الصحافيين العرب وكان بعضهم موضوعيا وأمينا لمهنته ولكن بعضهم بالغ في دفاعه عن الطاغية وحاول جعل الحادثة مناسبة للتصفيق والردح السياسي لصالح الطاغية . كما حاول بعضهم الآخر خلط الأوراق والمساواة بين نشال عاثر الحظ يقتل مواطنا بطعنة سكين وحاكم دموي قتل مئات الآلاف من الناس ودمر بلدا مهما كالعراق ثلاث مرات !
لقد ركز عدد من خبراء القانون الدولي من المصرين خصوصا ومنهم المستشار حسن أحمد عمر على موضوع عدم شرعية المحاكمة التي شكلها عملاء الاحتلال وهذا ليس رأيهم وحدهم كخبراء بل هو أمر يعتقد به غالبية الجمهور العراقي غير أن المستشار المصري وبعض زملائه شارك المحامين والصحافيين الأردنيين والفلسطينيين في فزعتهم السياسية وهتافاتهم الاستفزازية فأساء للفكرة الصحيحة التي بدأ كلامه بها ألا وهي فكرة عدم شرعية المحكمة الخاصة المشكلة من قبل حكومة معينة من قبل احتلال أجنبي ولحسن الحظ فقد كانت مداخلات خبراء آخرين أكثر اتزانا وموضوعية كالمستشار بسيوني .
لقد أعطت حكومة علاوي لموضوع محاكمة صدام ومجموعته الأولوية والأسبقية على مجموعة كبيرة من القضايا التي تهم العراقيين وأخطرها قضية الأمن والسلامة الشخصية فكيف تبرر هذه الحومة استعجالها في حسم ملف محاكمة صدام في بلد يتعذر فيه عمل المحاكم العادية وفي القضايا البسيطة المهمة ؟
لماذا لم تؤجل حكومة علاوي محاكمة الطاغية لستة أشهر وتسلمه لحكومة منتخبة تحاكمه وتخرس جميع الألسن الخبيثة والتي بدأت اليوم برمي القاذورات على القضاء العراقي عموما وعلى الحركة الوطنية العراقية التي قاومت نظام صدام وهي اليوم تقاوم وترفض الاحتلال خصوصا ؟ الأسئلة كثيرة والتبعات والانعكاسات التي من الممكن أن تحدث خطيرة وقد تحدث شرخا عميقا بين صفوف الشعب العراقي يزيد من عمقه فلول الصداميين الباحثين عن مناسبة كهذه ليستعيدوا بعض قواعدهم الحزبية التي تفسخت وكادت تتلاشى .
لقد نقلت الفضائيات مشاهد كثيرة وواضحة في دلالاتها من بعض مناطق العراق لمحازبي صدام ومجموعته وهم يرفعون صوره ويدافعون عنه ويهتفون له . صحيح أن تلك المناطق محصورة وضيقة ولا تكاد تتعدى حيا واحد في بغداد هو "الأعظمية" وبعض القرى المعزولة في الشمال الغربي ولكن الأرضية المجتمعية جاهزة لتطوير الشرارة وتحويلها إلى حريق بمرور الوقت وتكاثر الحماقات التي يرتكبها أصدقاء الاحتلال في حكومة علاوي الياور . ومع ذلك فإن على العراقيين المحازبين لصدام أو للبعث أن لا يسيئوا استعمال حرية التعبير وحراجة وضع الحكومة العميلة ليوجهوا إهاناتهم المتكررة إلى أخوتهم العراقيين الآخرين من ذوي الشهداء وضحايا الفاشية الصدامية . فليميز البعثيون الأبرياء من جرائم النظام أنفسهم عن الصداميين في الأعظمية أو في غيرها وليكفوا عن التفكير كقطيع من المأخوذين بكارزما الزعيم المنقذ ويفكروا كحملة قضية يحترمون شعبهم فالشعب أبقى من صدام والعراق أطول عمرا من جميع الأحزاب .
ملاحظة مهمة أخرى لا بد من سوقها حول هذا الموضوع وهي الخاصة بالتصريحات الرافضة لإصدار حكم الإعدام على صدام حسين أو أي من مساعديه ومن أمثلة ذلك تصريحات وبيانات وزارة الخارجية البريطانية كما صدرت تصريحات مماثلة نشرتها صحيفة إيطالية من قبل جلال الطالباني رئيس حزب الاتحاد الوطني حيث قال إنه كمحامي يرفض إصدار حكم الإعدام على صدام حسين فما علاقة المحاماة بحكم الإعدام ؟ يبدو والله أعلم أن الحركة الماسونية العالمية وهي عبارة عن حركة صهيونية لغير اليهود يحاول إنقاذ صديقها صدام حسين من حبل المشنقة وقد تحركت أذرع هذه الحركة فعلا منذ فترة ولا ندري إن كان جلال الطالباني يحاول أن يتملق الماسونيين الإيطاليين حيث محفلهم الأعظم أو إنه كمحامي نسي أنه محامي وكشف شيئا كان سريا قبل اليوم !!
نعم : حين تحاكم مجموعة من العملاء والجواسيس طاغية دموي قتل مئات الآلاف من أبناء الشعب فلا مندوحة من الدعاء :
اللهم اهلك الطرفين ومكِّن شعب العراق من تطهير البلاد منهم جميعا ومن أسيادهم المحتلين .. آمين !









* جريدة ذه غارديان في عددها ليوم 7/10/2003 نشرت تحقيقا مفصلا احتوى على الكثير من المعلومات الخطيرة عن سالم الجلبي ومنها أن عمه لص البنوك المحكوم بالسجن لعشرين عاما ساعده على إقامة شركة دولية للشؤون القانونية وخدمات المحاماة مع الإسرائيلي المعروف مارك زيل وأن مقر هذه الشركة في الكيان الصهيوني ذاته .ومن الأعمال التي قامت بها هذه الشركة واختلست من خلالها الملايين من الدولارات قضية تقديم الخدمات إلى مؤسسة " بيكر " سكرتير الدولة لشؤون الخارجية في عهد بوش الأب والمكلف بملف ديون العراق من قبل بوش الصغير .وقد تحدثت الغارديان وصحف عدة عن فضائح فساد مالي وتجسسي أحاطت بعمل الثنائي مارك زيل وسالم الجلبي . وفي عددها ليوم 22/4/2004 عادت جريدة "الحياة " واسعة الانتشار إلى هذا الموضوع وذكرت قراءها بما نشر في الصحافة حول علاقات سالم الجلبي بالأوساط الصهيونية وعن شراكته الفضائحية مع الصهيوني مارك زيل .



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المبسط في النحو والإملاء : الفرق بين الضاد والظاء
- الجريمة الطائفية في الفلوجة طعنة نجلاء في ظهر المقاومة !
- لجنة الحقيقة والمصالحة : ضمان حقوق الضحايا دستوريا واستثناء ...
- تجربة لجنة الحقيقة والمصالحة : نظام البعث استورد التعذيب الش ...
- تجربة لجنة الحقيقة والمصالحة : و معادلة العفو المشروط مقابل ...
- تجربة جنوب أفريقيا أكدت: تحقيق العدالة يؤدي إلى المصالحة ولي ...
- فضيحة الوزير الجلاد: التصفية العادلة لملفات القمع الشمولي وت ...
- المبسط في النحو والإملاء الدرس الثامن والأربعون / التمييز / ...
- توضيح ومناشدة : لتكف الأقلام العراقية الوطنية عن الاحتراب ال ...
- المبسط في النحو العربي والإملاء الدرس السابع و الأربعون : ال ...
- الزرقاوي أخطأ العنوان في كل مرة وليس هذه المرة فقط !:
- محاولة عقيمة أخرى لتكريس الجلبي زعيما طائفيا بعد تصفية الصدر ...
- قصة السيد العلوي والطبيب القواد .
- حين ينعت اليساري الكادحين في تيار الصدر بالرعاع !
- من رفض وثيقة السلام في النجف وكربلاء: السيد الصدر أم مهندس ا ...
- النفاق الطائفي بين قبة ضريح علي بن أبي طالب ومقر الجلبي !
- الفضائيات العربية تمارس تعتيما طائفيا على المقاومة في الجنوب ...
- الدرس السادس والأربعون : المستثنى وأسلوب الاستثناء
- المؤتمر التأسيسي ماله وما عليه
- بمقتل مقتدى سيسقط التشيع الفارسي وسيصعد التشيع العربي العراق ...


المزيد.....




- السعودية.. تداول فيديو -إعصار قمعي- يضرب مدينة أبها ومسؤول ي ...
- أبرز تصريحات وزير الخارجية الأمريكي حول غزة وهجمات إيران وال ...
- مصرع 42 شخصا بانهيار سد في كينيا (فيديو)
- رئيس الوزراء الإسباني يقرر البقاء في منصبه -رغم التشهير بزوج ...
- -القاهرة الإخبارية-: مباحثات موسعة لـ-حماس- مع وفد أمني مصري ...
- مستشار سابق في البنتاغون: بوتين يحظى بنفوذ أكبر بكثير في الش ...
- الآلاف يحتجون في جورجيا ضد -القانون الروسي- المثير للجدل
- كاميرون يستأجر طائرة بأكثر من 50 مليون دولار للقيام بجولة في ...
- الشجرة التي لم يستطع الإنسان -تدجينها-!
- ساندرز يعبر عن دعمه للاحتجاجات المؤيدة لفلسطين ويدين جميع أش ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - جواسيس يحاكمون طاغية والشعب مُغَيَّب !