حكم التاريخ/ اليوم كيمياوي وغدا ......من ؟؟؟

علي الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 2899 - 2010 / 1 / 26 - 22:17
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

واخيرا قال القضاء العراقي كلمته الفاصلة بحق طاغية من طواغيت العراق المجرمين العتاة,حيث تم يوم الاثنين 25 _1_2010 تنفيذ حكم الشعب(الاعدام شنقا) العادل بحق أحد رموز النظام السابق(علي كيمياوي)من الذين أذاقوا العراقيين كل صنوف الاذى والويلات,بعد محاكمات أستمرت لسنوات على جرائمه المختلفة بدأ من الابادة الجماعية في الانفال وقصف حلبجة بالكيمياوي وقمع الانتفاضة الشعبانية بكل وحشية ,هذه الاعمال الاجرامية وغيرها تركت أثارها واضحة على العراقيين من حيث عدد المقابر الجماعية التي خلفها النظام السابق والتي تجاوز عدد المكتشف منها لحد الان أكثر من 250 مقبرة جماعية.ضمت الى جانب رفاة العراقيين رفاة كثير من العرب ,كويتين ,سعوديين ,لبنانيين,مصريين,سودانيين,وسوريين .,حيث أمتازت فترة حكم البعث الصدامي بالتغييب والاخفاء القسري لكل مناوئ لحكمهم وفق مبدأ (أمة عربية واحدة)أي لا يفرق بين مختلف ضحاياه وان اختلفت جنسياتهم..
35 عاما كلها مليئة بالجرائم التي يندى لها جبين الانسانية,أعمال تدلل على خستهم ونذالتهم التي لا حدود لها ولا مثيل لها في التاريخ البشري الملئ بالجرائم .
الطغاة والمجرمين العتاة وكما هو معروف عنهم أغبياء بأمتياز كونهم يتجاهلون التاريخ وأحكامه التي تبقى نافذة لاخر لحظة في حياتهم,كانوا يقومون باعمالهم الوحشية تلك وكأنهم باقون على عروشهم الى ما لا نهاية,لا يحسبون لساعة الحساب التي قد تلم بهم في أي لحظة ,ويحاسبون على كل ما أقترفوه بحق محكوميهم من الشعوب,فالعدالة يجب أن تطال كل من أرتكب جرم بحق شعبه ,والعبرة لمن اعتبر.....
اليوم في عراقنا الجديد وبعد سقوط النظام المباد ,هناك من يريد الاستئثار بالسلطة,وتعزيز قبضته عليها بأستخدام كل انواع الارهاب (الفكري, الجسدي, الثراء من المال العام, الفقر والبؤس ,القتل بواسطة مليشياته,تردي الخدمات العامةوخصوصا الصحية منها )كلها عوامل تؤدي الى التعجيل بقتل البشر ,وتدخل ضمن الجرائم بحق الانسانيةومرتكبيها مسؤوليين امام التاريخ والشعب ولا بد أن يأتي اليوم الذي يحاسبون عليه مما أقترفوا من اعمال شنعاء بحق الشعب العراقي,فالذين من تلطخت أيديهم بدماء العراقيين كثر سواء بفرقهم الخاصة بالاغتيالات بكواتم الصوت او التفجيرات ,أو قادة المليشيات من الذين أجرموا بحق الشعب,فالقتال الطائفي جريمة لا تغتفر كونها أراقة لدماء أبناء الوطن الواحد وضحاياه من الابرياء, والتناحر القومي أبادة بشرية لفئة معينة,والصراع على الكراسي والمناصب ثمنه يدفع من دماء الفقراء والمغفلين ,فمصير الطغاة واحد وان اختلفت التسميات ,لان التاريخ يمهل ولا يهمل ,وأن العراق معروف عنه بانه اول من شرع القوانين ليسود العدل بين الجميع ومسلة حمورابي تدلل على ذلك..
أن حالة الفوضى وشريعة الغاب وعدم الاستقرار لابد وان تنتهي ,والدولة المدنية الحديثة المنشودة لابد وأن تسود في نهاية المطاف ,كون البقاء للاصلح هو من قوانين الطبيعة .....
فهل ياتي اليوم الذي يقول فيه القضاء العراقي كلمته بحق طواغيت العصر الجديد ويحاسبهم على جرائهم واعمالهم اللاأنسانية بحق محكوميهم؟؟؟؟
هل تحين ساعة الخلاص من سراق قوت الشعب وثرواته,فالحيتان الكبيرة في تزايد مخيف؟؟؟؟
جرائم الاضطهاد الجسدي والفكري والاغتصاب الجنسي بحيل شرعية أتجاه المرأة العراقية ,ألم تعتبر من الجرائم ؟؟
سوء المعاملة والتعذيب للمعتقلين في السجون العراقيةالتي تغص بأكثر من 18 ألف معتقل من يقف ورائها ولماذا السكوت عنها؟
الجرائم الطائفية التي أرتكبها الطائفيون هل تمر بدون حساب؟؟؟
من هم بموقع المسوؤلية الامنية وتفرجهم المستمر على أراقة الدم العراقي في كل مدن العراق ,متى يحين وقت محاسبتهم على اهمالهم وتقصيرهم تجاه أرواح الابرياء؟
العبث بامن المواطن وعدم استقراره ,من جراء سياسة المحاصصة, ألم تعد من جرائم العصرالجديد وديمقراطيته الملغومة بالابادة البشرية ؟؟
القتل على الهوية والتهجير القسري أليس من الجرائم العمد بحق البشرية؟؟
أهمال مصالح الشعب وهضم حقوقه من قبل مسؤولي الدولة ألم يعتبر خيانة للشعب ويحاسب عليها القانون ؟
التساهل في امن وسيادة الوطن والعمالة لدولة اخرى ,ماذا يعني في مفهوم القضاء العراقي؟؟؟؟
كلها أسئلة تبحث عن جواب ....لكن لا نعلم متى يبت فيها ,فلربما في القريب العاجل أو بعد حين من الدهر,او حسب توفر الظروف الموضوعية لها؟؟؟؟
فيوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم..........

#علي_الشمري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل