أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعد هجرس - لماذا هذا التلذذ بحبس الصحفيين؟!














المزيد.....

لماذا هذا التلذذ بحبس الصحفيين؟!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 880 - 2004 / 6 / 30 - 03:00
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


من حق الدكتور يوسف والي نائب رئيس الوزراء ووزير الزراعة واستصلاح الأراضي والأمين العام السابق للحزب الوطني أن يفرح لأنه تمكن من الحصول علي حكم قضائي بسجن الزميل أحمد عز الدين لمدة سنتين.
لكن من حقنا نحن الصحفيين - المتفقين منا مع أحمد عز الدين أو المختلفين مع مشاربه السياسية والفكرية أن نرفع الرايات السوداء حدادًا علي حرية الصحافة المستباحة، وعلي إصرار بعض المسئولين علي التنكيل بأي صحفي تسول له نفسه أن يسألهم: ثلث الثلاثة.. كم؟!
إننا لسنا مع تطاول الصحفيين علي أي كائن من كان، وزيرًا كان أم خفيرًا.
لكننا بالتأكيد ضد هذه النزعة العدوانية التي تستعذب التنكيل بالصحفيين ووضع أقفال من حديد علي أفواههم لا لشيء إلا لتجاسرهم علي الاختلاف مع أي مسئول يعتقد أن ذاته مصونة لا تمس.
وكما قلت في مقال سابق فإنني لست من اعضاء النادي الذي يرفع شعار »انصر اخاك الصحفي ظالما أو مظلوما«، فمن الوارد أن يخطيء أي صحفي زميل، وإذا ما حدث هذا فأنني لا أمانع في ضرورة محاسبته.
لكن ليس من ضمن هذا »الحساب« الزج به في غياهب السجون، وما من أمة متحضرة في العالم المعاصر تقنن حبس الصحفيين في قضايا النشر.
فالغرامة هي أقصي عقوبة في مثل هذه الأمور في أي بلد متحضر.
والعجيب أن يقوم رئيس الجمهورية بابلاغ نقيب الصحفيين باعتراضه علي استمرار وجود قوانين تجيز حبس الصحفيين، ووعده باتخاذ الاجراءات اللازمة لإلغاء هذه القوانين، ثم يتلكأ المشرعون في تنفيذ وعد الرئيس.
والأعجب أن يصر مسئول في الحكومة، بدرجة نائب رئيس وزراء، علي أن يضرب عرض الحائط بتوجه رئيس الجمهورية، ويصر علي المضي في الاجراءات القانونية ضد أحد الصحفيين محتميًا بالقانون الذي وعد رئيس الجمهورية جموع الصحفيين والشعب المصري بإلغائه.
فما معني هذا الاصرار.. وما معني تلكؤ البرلمان الذي عودنا علي إصدار بعض القوانين بسرعة البرق؟!
هذه التساؤلات المشروعة هي التي جعلت المنظمة العربية لحرية الصحافة تقول »إن الحكم بسجن الزميل الاستاذ أحمد عز الدين لمدة سنتين يمثل لطمة قوية علي الوجه بعد أشهر قليلة من الوعد الذي قطعه السيد رئيس الجمهورية علي نفسه بالغاء عقوبة الحبس في قضايا النشر. إن جموع الصحفيين في كل انحاء العالم العربي وليس في مصر فقط كانت قد استبشرت خيرًا بهذا الوعد واعتبرته علامة تحول بارزة علي طريق حرية الصحافة. ولقي هذا الوعد اصداء ايجابية قوية في المغرب واليمن والأردن حيث ترددت وعود مماثلة لتخفيف القيود المفروضة علي حرية الصحافة في العالم العربي«.
وأعرب ابراهيم نوار رئيس المنظمة العربية لحرية الصحافة عن خشيته من أن يترك هذا التراجع الخطير في مصر آثارا سلبية في بلدان عربية أخري، خصوصًا في ظل مؤشرات الحرب المعلنة علي الصحافة المستقلة من جانب بعض الحكومات العربية.
ولاحظت المنظمة التي يوجد مقرها في لندن ضيق صدر عدد من الحكام العرب تجاه الهامش المحدود من حرية الصحافة الذي تمكنت الصحافة من انتزاعه في بعض البلدان فالحرب القاسية المعلنة علي الصحافة المستقلة في تونس والجزائر والسودان وسوريا وليبيا وغيرها تقدم أسوأ الامثلة لصورة حالة حرية التعبير والرأي في البلاد العربية.
والمفارقة المذهلة التي ترصدها المنظمة أن يحدث هذا التضييق علي حرية الصحافة والصحفيين في انحاء متفرقة من العالم العربي بينما يتسع نطاق حرية الصحافة ويتخلص الاعلام من الرقابة ومن هيمنة الدولة في معظم انحاء الدول النامية التي كانت تعاني بالأمس القريب من قهر الديكتاتوريات العسكرية في بلدان مثل البرازيل وشيلي والفلبين واندونيسيا. كذلك تقدمت دول أفريقية كثيرة علي طريق حرية الصحافة مثلما هو الحالي في جنوب أفريقيا وفي مالي وحتي في أوغندا. ومن المؤسف أن يكون العالم العربي من المناطق القليلة في العالم التي لا تزال شديدة التخلف في حقل الحريات العامة وفي حقل حرية التعبير والرأي بشكل خاص.
وهذا المنظور الأوسع المقارن للموضوع والذى انتهجته المنظمة العربية لحرية الصحافة يضع قضية زميلنا أحمد عز الدين في مكانه الحقيقي، وهو في كل الاحوال مكان أكبر من مجرد الخلاف بين أحد حملة الأقلام واحد حمالي الحقائب الوزارية.
وبالتالي فإن المطالبة بابعاد شبح السجن عن أحمد عز الدين هي في حقيقة الأمر مجرد خطوة أولى لتحقيق وعد رئيس الجمهورية بالغاء عقوبة الحبس في قضايا النشر، للصحفيين والقراء علي حد سواء، وقطع الطريق علي محاولات الالتفاف علي هذا الوعد الرئاسي، حتي لو كان من يقومون بهذه المحاولات من أصحاب المعالي.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الـــوفــــد
- الصحفيون ليسوا قضاة.. لكن الوزراء ليسوا آلهة
- !استئصال الناصريين
- العرب مذلون مهانون فى قمة الثمانية الكبار
- مكسيم رودنسون .. مفكر وضع أصبعه فى عين - حكيم أوروبا -
- شاهد عيان فى عنبر المعتقل وبلاط صاحبة الجلالة - شهادة مقدمة ...
- لماذا أصبحت الطبقة السياسية سميكة الجلد؟!
- خصخصة حق تقرير المصير.. هى الحل
- مهرجان »كان« السينمائي أهم من قمة تونس العربية
- يحيا العدل.. الأمريكي !
- اكبــر ديمقـراطيـة .. فى بـــلاد تركب الأفيــال
- الغضب .. أفيون العرب!
- جــريمـــــة الـقــــرن الحــــادي والعشـــــــرين
- الــــــورطــــــــــة !
- - وعد بوش - .. لاقامة إسرائيل الكبرى
- حكاية سيدة محترمة اسمها - ميريام - اطلبوا الإصلاح .. ولو من ...
- بعد أن تحول العراق من »وطن« إلي »كعكة« سباق دولي وعربي محموم ...
- رسالة مفتوحة الى أصحاب الجلالة والفخامة والسموالبقية فى حيات ...
- بين -الدير- و-الشيخ- .. -ياسين- يدفع فاتورة الاستشهاد جرائم ...
- رئيس الحكومة صاحب المزاج العكر .. أول ضحايا لعنة العراق


المزيد.....




- ما الذي سيحدث بعد حظر الولايات المتحدة تطبيق -تيك توك-؟
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن للبحث في -عدوان الإم ...
- -عار عليكم-.. بايدن يحضر عشاء مراسلي البيت الأبيض وسط احتجاج ...
- حماس تبحث مع فصائل فلسطينية مستجدات الحرب على غزة
- بيع ساعة جيب أغنى رجل في سفينة تايتانيك بمبلغ قياسي (صورة)
- ظاهرة غير مألوفة بعد المنخفض الجوي المطير تصدم مواطنا عمانيا ...
- بالصور.. رغد صدام حسين تبدأ نشر مذكرات والدها الخاصة في -الم ...
- -إصابة بشكل مباشر-.. -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف مقر قي ...
- واشنطن تعرب عن قلقها من إقرار قانون مكافحة البغاء والشذوذ ال ...
- إسرائيل تؤكد استمرار بناء الميناء العائم بغزة وتنشر صورا له ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعد هجرس - لماذا هذا التلذذ بحبس الصحفيين؟!