أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - حكاية سيدة محترمة اسمها - ميريام - اطلبوا الإصلاح .. ولو من زامبيا !














المزيد.....

حكاية سيدة محترمة اسمها - ميريام - اطلبوا الإصلاح .. ولو من زامبيا !


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 794 - 2004 / 4 / 4 - 09:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لعل الصحيفة التى نشرت الخبر نظرت اليه من باب " الطرافة " ، بدليل انها لم تجد له مكاناً افضل من الصفحة الاخيرة .
وهو بالفعل خبر طريف لكنه ايضا بالغ الجدية وكبير الاهمية .
الخبر كما نشرته " الاهرام " ، يوم الاربعاء الماضى ، يقول بالحرف الواحد : " اصيبت ميريام موكولا – 77 عامامً – والدة الرئيس الزامبى ليفى موانا واسا بحروق خطيرة اثناء اندلاع حريق فى احد أوتوبيسات النقل العام التى كانت تستقلها . وكانت ميريام تستقل وسائل النقل العام لحرصها على عدم اتهام ابنها بإساءة استغلال منصبه فى حالة اذا ما وفر لها وسيلة نقل خاصة " .
انتهى الخبر .. لتبدأ التساؤلات
التساؤل الاول عن تلك المفارقة المدهشة .. كيف تجرى هذه الممارسة الراقية فى بلد دأب الكثيرون على وصفه بانه من " مجاهل " افريقيا ، بما يعنى ضمناً انه بلد متخلف وأبعد ما يكون عن " التحضر " .
وبصرف النظر عن العنصرية البغيضة الكامنة وراء مثل هذه المواقف الاستعلائية إزاء شعوب تتمتع بخصوصية ثقافية وحضارية متميزة ورائعة ، فان المفارقة نفسها تصبح أكبر عندما نتذكر أن زامبيا بالذات كانت تعانى حتى عهد قريب من ممارسات سلبية كثيرة جعلتها هدفاً لتقارير منظمات حقوق الانسان فى الشرق والغرب .
وعلى سبيل المثال فان التقرير السنوى لمنظمة العفو الدولية لعام 2001 قال انه عندما تحولت زامبيا من دولة لنظام الحزب الواحد الى نظام التعددية الحزبية فى عام 1991 ، وهى بالمناسبة اول دولة فى افريقيا الجنوبية تقدم على هذه الخطوة ، ازدادت التوقعات بان يفضى هذا الى تحسن ذى مغزى فى اوضاع حقوق الانسان . بيد ان الحكومة استخدمت فى الفترة السابقة على ثانى انتخابات نيابية على اساس التعددية الحزبية عام 1996 اساليب متنوعة لمنع السياسيين الذين ينتمون الى احزاب المعارضة من الترشيح للانتخابات ، بما فى ذلك وضع حقهم فى الجنسية موضع التساؤل . وكان من بين الذين جردوا من جنسيتهم الرئيس السابق كينيث كاوندا ( وهو احد الزعماء التاريخيين للبلاد ) ، وابعد العديد من اعضاء حزبه الى ملاوى . وتزايدت القيود الحكومية المفروضة عل الحق فى التعبير والحق فى عقد الاجتماعات مع اقتراب موعد انتخابات عام 2001 .
وكانت حكومة زامبيا قبيل اجتماع المجموعة الاستشارية للبنك الدولى عام 1998 فى باريس قد تعهدت بتنفيذ اصلاحات سياسية واسعة ، بينها التدريب عل حقوق الانسان وانشاء هيئة شكاوى للشرطة . لكن بحلول نهاية عام 2001 لم تظهر أدلة تذكر على إجراء هذه الاصلاحات . وخلال العام نفسه تركز الجدل العام على ما اذا كان يجب تغيير الدستور للسماح للرئيس فردريك تشيلوبا ترشيح نفسه لولاية ثالثة . وعمدت الشرطة الى قمع المظاهرات التى قام بها المعارضون . لكن الرئيس تشيلوبا أعلن فى مايو 2001 انه لن يسعى الى اعادة انتخابه .
وفى ديسمبر فى العام نفسه اجريت الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والمحلية وأدى ليفى موانا واسا اليمين الدستورى كرئيس للجمهورية وسط مزاعم من المجتمع المدنى المحلى ومراقبى الاتحاد الاوروبى بعدم نزاهة الانتخابات .
لكن هذا الرئيس الجديد الذى تولى منصبه بعد انتخابات مشكوك فى نزاهتها شن حملة ضارية على الفساد ، وصلت الى حد القاء القبض على الرئيس السابق شيلوبا يوم 24 فبراير 2003 ومحاكمته بتهم الفساد والافساد وسرقة المال العام وتسخير موارد الدولة وميزانيتها لصالح الحزب الحاكم وكبار قياداته .
وقد وصف المراقبون الحملة التى شنها الرئيس ليفى موانا واسا ضد الفساد بانها الاكبر من نوعها منذ استقلال زامبيا عن التاج البريطانى عام 1964 .
وما يهمنا من هذه التفاصيل المتعلقة بتلك الدولة الافريقية التى لا يعرف عنها الكثيرون منا شيئا ، والتى ينظر اليها بعض العنصريين نظرة استعلائية لا مبرر لها ، انها تعطينا نموذجا لتطورات مهمة جرت ، وتجرى ، فى أنحاء كثيرة من القارة السوداء ، بينما نحن نائمون فى العسل !
فهذه البلدان شهدت ، وتشهد ، خطوات ملموسة للاصلاح السياسى والتطور الديمقراطى . كما تشهد جهودا حثيثة لمحاربة الفساد وترسيخ ممارسات النزاهة والشفافية والمحاسبة ، بحيث رأينا والدة رئيس الجمهورية – شخصياً – تستقل اوتوبيسات النقل العام شأنها شأن باقى خلق الله .
هذه الممارسات تضعنا امام ملف الاصلاح المطروح على كل البلدان العربية ، وتجعلنا نشعر بغصة . حيث شرعت بلدان القارة السوداء فى تحويل برامج الاصلاح الى واقع ملموس بينما يتلكأ العرب ويراوغون ويتعللون بمبررات ما انزل الله بها من سلطان للتنصل من التطبيق الجدى لهذه البرامج ويستغنون بالكلام المعسول او المسموم عن الفعل والمبادرة .
بل ورأينا ما هو أسوأ .. حيث انفرط عقد المسئولين العرب وتأجلت قمتهم " الدورية " الى اجل غير مسمى فى ظل ملابسات تندرج تحت باب " اللامعقول " . وقيل ان احد أسباب هذه العجز الذى أصاب النظام العربى الرسمى هو الارتباك والتخبط امام ملف الاصلاح .
وحتى على الصعيد الادنى من ذلك بكثير .. اى صعيد السلوك الفردى المقبول او المرفوض اجتماعياً .. نجد مثال السيدة ميريام موكولا يصفعنا بشدة .
ويكفى – على سبيل المثال – ان تلقى نظرة على السيارات التى تحمل لوحات "الحكومة" وهى تسير فى شوارع العواصم العربية جهاراً نهاراً وعلى متنها ابناء وبنات صغار كبار الموظفين ، مديرين ومديرين عموم ووكلاء وزارات .. وربما من هم ادى من ذلك أو أعلى .. لا فرق ، يستخدمون الممتلكات العامة دون حسيب او رقيب .. والأخطر ان ذلك لم يعد يثير استياء احد سواء من كبار صغار الموظفين او حتى من المواطنين العاديين الذين لم تعد تدهشهم مثل هذه الممارسات التى يختلط فيها الحق العام بالصالح الخاص .
فهل نقلع عن " النفخة الكدابة " .. ونتعلم من أشقائنا الأفارقة فى زامبيا .. وبلاد لم تعد تركب الأفيال ؟!



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد أن تحول العراق من »وطن« إلي »كعكة« سباق دولي وعربي محموم ...
- رسالة مفتوحة الى أصحاب الجلالة والفخامة والسموالبقية فى حيات ...
- بين -الدير- و-الشيخ- .. -ياسين- يدفع فاتورة الاستشهاد جرائم ...
- رئيس الحكومة صاحب المزاج العكر .. أول ضحايا لعنة العراق
- من لا يقـــدر على - بــوش- وزعــانفــــه فليقــــذف نــادر ف ...
- من لا يقـــدر على - بــوش- وزعــانفــــه فليقــــذف نــادر ف ...
- العربى مريض .. فمن يكون - بوش - : الطبيب أم الحانوتى ؟
- صاحبـــة الجــلالة تنهـض من تحـت الأنقــاض
- بمناسبة انعقاد المؤتمر العام الرابع للصحفيين مـصــــر تستـحـ ...
- حــرب - الكــاتشــب - و - النفــط - للفــوز بالبيت الأبيــض
- انتبهوا أيها السادة : تهويد التاريخ بالاحتيال بعد تهويد الجغ ...
- أمريكا فى مواجهة العالم
- صـحفـــى مصــــرى .. بــدرجــة شيـــخ قبيــلة فى العــــراق!
- ســـــنـة ســــوداء للصـحـــافـــة
- مضــاعفــات انتقــال المبـــادرة مـن - المـركـز - إلى -الهام ...
- الحجاب- الفرنسى .. و-النقاب- الأمريكى!
- رحلة طــائــر جميــل.. في غـابــة لا تعـتــرف إلا بالغــربان
- ثقافة الاحتفاء بالصغائر والتفريط فى الكبائر
- تراجيديا ثلاثية المثقف والسلطة والمال كاتب كبير .. مات ثلاث ...
- لماذا تسلل رئيس الدولة الأعظم إلى عاصمة الخلافة العباسية مثل ...


المزيد.....




- السعودية.. تركي آل الشيخ يرد على حملة ضده بعد تدوينة -الاعتم ...
- مدى قدرة جيش إسرائيل على بسط سيطرة كاملة في غزة؟.. محلل إسرا ...
- إعلام رسمي إيراني: المعدوم بتهمة التخابر مع إسرائيل كان عالم ...
- إشادة فرنسية أمريكية.. حكومة لبنان تتجه لنزع سلاح حزب الله
- المجلس الأمني الإسرائيلي يقر خطة نتانياهو -للسيطرة على مدينة ...
- دبي .. روبوت في اجتماع رسمي
- حراك شعبي في هولندا دعما لغزة وتنديدا بالمجازر الإسرائيلية
- تحقيق يكشف فظاعات وجرائم ارتكبت بمخيم زمزم للنازحين في دارفو ...
- خمسة مبادئ وانقسام حاد.. تفاصيل قرار -الكابينت- لاحتلال غزة ...
- مصر.. صورة مبنى -ملهوش لازمة- تشعل سجالا واستشهادا بهدم كنيس ...


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - حكاية سيدة محترمة اسمها - ميريام - اطلبوا الإصلاح .. ولو من زامبيا !