أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - من لا يقـــدر على - بــوش- وزعــانفــــه فليقــــذف نــادر فــرجــانى بالحجـــارة !














المزيد.....

من لا يقـــدر على - بــوش- وزعــانفــــه فليقــــذف نــادر فــرجــانى بالحجـــارة !


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 773 - 2004 / 3 / 14 - 07:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لان مشروع " الشرق الأوسط الكبير "،الذى لوحت به الإدارة الأمريكية لإعادة رسم خريطة المنطقة وتغيير قواعد " اللعب " بها ، قد تعلل بتقرير التنمية الإنسانية واستند فى محاولته للتدخل المكشوف فى شئونها الداخلية على ما رصده هذا التقرير من سلبيات كثيرة فى مجالات السياسة والاقتصاد والثقافة تعرقل التنمية الإنسانية لهذه البقعة الاستراتيجية وتبقيها أسيرة للتخلف ومشتقاته وتوابعه .. فان البعض قد استعاضوا عن نقد المشروع الأمريكي بالهجوم عل تقرير التنمية الإنسانية .
وهذا التهجم العربى على " التقرير " كبديل عن نقد " المشروع " او كامتداد له ، ينطوى على خلط للأوراق ، إما بحسن نية او عن سوء قصد .
فتعلل " المشروع " بما ورد فى " التقرير " لا يعنى التطابق بينهما ، ولا يعنى بالضرورة ان " المشروع " يؤمن حقاً بمحتوى " التقرير "، كما لا يعنى بالضرورة ان أخطاء وخطايا " المشروع " وليدة أخطاء وخطايا تبناها " التقرير " من قبله وأعطى الفرصة للإدارة الأمريكية لاجترارها واستخدامها كذريعة لسياستها الإمبراطورية والإمبريالية .
وهناك اكثر من دليل على بطلان هذا الخلط بين المشروع والتقرير او التسوية بينهما.
المنــــاقصــــات
أول هذه الأدلة ان التقرير قد تضمن انتقادات واضحة ومحددة للسياسات الأمريكية عموماً وانحيازها المطلق للسياسات الإسرائيلية خصوصاً ، وحّمل هذه السياسات جانباً لا يستهان به من مسئولية تخلف العالم العربى وعيوبه الراهنة .
وجاء السلوك الأمريكي تجاه هذه الانتقادات مشيناً جدا ً . فقد تجاهل " المشروع " هذه الانتقادات تماماً وكأنها لم تكن ، رغم إشارته المتكررة للتقرير بالاسم .
ولم يكن هذا المنهج الانتقائي فى التعامل الأمريكي مع التقرير هو النقيصة الوحيـدة،بل شـاء عـدد من أعضـاء الكـونجـرس ان يزيـدوا الطـين بلة فطـالبـوا بـ "عقاب" من شاركوا فى إعداده عن طريق استقطاع مبلغ يصل الى 14 مليون دولار من الإسهام الأمريكي فى ميزانية الهيئة التابعة للأمم المتحدة الراعية لإصدار هذا التقرير . وقال هؤلاء النواب بصريح العبارة ان التقرير يتضمن انتقادات للسياسة الأمريكية وانه لا يجوز تمويل تقرير مناهض لأمريكا .
ثم ان المنهج العام للتقرير يؤكد ان عيوب العالم العربى لا يمكن اجتثاثها واقتلاعها من جذورها إلا بتغييرات هيكلية وبنيوية من داخل المنطقة وعلى أيدي أبنائها بالدرجة الأولى . وهو منهج يتناقض تناقضاً جذرياً مع منطلقات المشروع الأمريكي الموغل فى الركاكة والسطحية والغطرسة والقائم على الإملاء والوصاية الاستعمارية والفاقد للمشروعية أصلاً .
ويكفى – مثلا – ان المشروع الأمريكي تجاهل الصراع العربى الإسرائيلي تماماً ، رغم ان هذا الصراع يظل أحد " ثوابت " المعادلات الحاكمة للسياسات الداخلية والخارجية لبلدان المنطقة بلا استثناء .
ويكفى – أيضاً – ملاحظة التناقض الذاتى فى سيناريو " فرض " الديمقراطية عموماً ، ناهيك عن ان يكون نفس من يتحدثون عن هذه الديمقراطية المزعومة هم ذاتهم الذين يقومون بالاحتلال العسكري لأحد أهم بلدان المنطقة فى مخالفة صريحة للقانون الدولى والأمم المتحدة والرأي العام العالمى .
المـــــزايــــدات
ولذلك .. فان الدكتور نادر فرجانى الباحث الرئيسى وأحد المسئولين الأساسيين عن هذا التقرير المهم .. لم يتجاوز الحقيقة عندما قال ان الإدارة الأمريكية قد أساءت استخدام التقرير .
وبالمناسبة .. فان الدكتور فرجانى – الذى ينتمى الى نفس جيلى والذى كان منذ بدايات الصبا من نوابغ هذا الجيل المظلوم – تشهد له كل سنوات تاريخه بثبات الموقف الوطنى الذى تصعب المزايدة عليه ناهيك عن محاولة تلويثه او تشويهه ، لا لشئ إلا لتعلل الإدارة الأمريكية بالتقرير الذى أشرف على إصداره لتبرير مشروعها الاستفزازي .
وكما قال هو فى حواره مع " العالم اليوم " فان استناد الإدارة الأمريكية إلى التقرير أشبه ما يكون باستناد المخمور الى عمود النور بهدف منع نفسه من السقوط وليس بقصد الإستنارة .
ولا يعنى ما سبق ان تقرير التنمية الإنسانية فوق مستوى النقد ، او انه معصوم من الأخطاء .
هو بالأحرى تقرير يتضمن طوفاناً ممن المعلومات والبيانات وعدداً من التحليلات لهذه المعلومات والبيانات . والمعلومات والتحليلات – تستحق حواراً خلاقاً وجاداً لتعظيم الاستفادة من هذا الجهد الجبار ، بإبراز إيجابياته وكشف النقاب عن عيوبه وسلبياته .
أما التخلى عن هذه القراءة النقدية المنشودة ، والانسياق وراء الخلط السطحى ، او المتعمد ، بين التقرير والمشروع ، فانما يعنى الهروب من مواجهة الواقع ، والتهرب من المناقشة الجدية لاستحقاقات الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي والمعرفى الذى لم يعد يقبل التلكؤ او التأجيل .
وكما قلنا من قبل فان بوش ليس " الطبيب " بأي حال من الأحوال ، وانما هو "الحانوتى" وحفار القبور بكل تأكيد .. لكن ذلك لا يعنى ان العربى ليس "مريضاً" .. فلا تدعوه يحتضر بسبب التساند الوظيفى بين داء الاستبداد والفساد العربى والدواء الأمريكي المسموم المحمول على الدبابات وحاملات الطائرات والمدهون بقشرة ديمقراطية زائفة لخداع الهنود الحمر لعصر العولمة المعروفين سابقاً باسم " العرب " .



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العربى مريض .. فمن يكون - بوش - : الطبيب أم الحانوتى ؟
- صاحبـــة الجــلالة تنهـض من تحـت الأنقــاض
- بمناسبة انعقاد المؤتمر العام الرابع للصحفيين مـصــــر تستـحـ ...
- حــرب - الكــاتشــب - و - النفــط - للفــوز بالبيت الأبيــض
- انتبهوا أيها السادة : تهويد التاريخ بالاحتيال بعد تهويد الجغ ...
- أمريكا فى مواجهة العالم
- صـحفـــى مصــــرى .. بــدرجــة شيـــخ قبيــلة فى العــــراق!
- ســـــنـة ســــوداء للصـحـــافـــة
- مضــاعفــات انتقــال المبـــادرة مـن - المـركـز - إلى -الهام ...
- الحجاب- الفرنسى .. و-النقاب- الأمريكى!
- رحلة طــائــر جميــل.. في غـابــة لا تعـتــرف إلا بالغــربان
- ثقافة الاحتفاء بالصغائر والتفريط فى الكبائر
- تراجيديا ثلاثية المثقف والسلطة والمال كاتب كبير .. مات ثلاث ...
- لماذا تسلل رئيس الدولة الأعظم إلى عاصمة الخلافة العباسية مثل ...
- لا تفكـــروا فى الـذهــاب الى لنـــدن .. يــوم الأربـعــاء !
- الســحابـة الســــوداء .. والكتــاب الأبيــض
- مفارقة - الابراهيمين - .. صنع - الله - وسعد - الدين -
- العولمــــة المتوحشــــة والعولمــة البديلــــة حيرة العرب ب ...
- ضمير مصر .. لا ينام في الاسكندرية .. ولا يرقص علـى سـلالم ال ...
- دولة تحت الإنشاء - القناة - و - القاعدة - و - المؤسسة - .. ث ...


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - من لا يقـــدر على - بــوش- وزعــانفــــه فليقــــذف نــادر فــرجــانى بالحجـــارة !