أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - رسالة مفتوحة الى أصحاب الجلالة والفخامة والسموالبقية فى حياتكم














المزيد.....

رسالة مفتوحة الى أصحاب الجلالة والفخامة والسموالبقية فى حياتكم


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 788 - 2004 / 3 / 29 - 08:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نحن "رعاياكم" – يا أصحاب الجلالة والفخامة والسمو ملوك ورؤساء وأمراء الدول العربية – دأبنا على الاستماع إليكم وتسليم آذاننا لكم وحفظ أقوالكم وخطبكم عن ظهر قلب، منذ رأت عيوننا النور وتعرفنا على هذا العالم. ومن منا لم يفعل ذلك بمشيئته فعلها رغما عن أنفه.
فوجودكم فى حياتنا أكثر وأكثف من وجود آبائنا وأمهاتنا، وحضوركم الدائم فى "تاريخنا الشخصى والسياسى والاجتماعى أطول وأثقل من حضور ذوينا الزائلين والخاضعين لقوانين التغير والفناء.
وبعد أن تعاملنا مع كلامكم عقوداً متصلة على أنه الحكمة المصفاة، وصدقنا كل حرف جرى على ألسنتكم، صحونا على سلسلة متلاحقة من الهزائم والانكسارات والكوارث المروعة التى ألحقت المذلة والهوان بنا ووضعت الوجود العربى ذاته فى مهب الريح. وأصبحت كلمة "العربى" – فى الأدبيات العالمية – مرادفة للتخلف والفقر والجهل والتعصب ومناهضة الحضارة.
وبعد أن تفتت "الجغرافيا من جراء الاحتلال الصهيونى لفلسطين والاحتلال الأمريكى – البريطانى للعراق والتلويح الأمريكى بإعادة رسم خرائط المنطقة وتقسيم المقسم وتفتيت المفتت من المحيط الى الخليج فى إطار ما نسميه بمشروع الشرق الأوسط الكبير وغيره من السيناريوهات الإمبراطورية التى تعيد إلى الأذهان مخططات "سايكس بيكو" الاستعمارية .. أصبح العرب مهددين بالخروج من "التاريخ" أيضا شأنهم شأن الهنود الحمر.
وليس تجرؤ إسرائيل على تجاوز الخطوط الحمراء، أو التى كنا نتصورها حمراء، وقيامها أخيرا – وليس آخراً – باغتيال الزعيم الفلسطينى الشيخ أحمد ياسين جهاراً نهاراً بعد صلاة الفجر، وتفاخر شارون بأنه هو الذى أشرف على هذه العملية الإجرامية شخصيا، وإعلانه بصفاقة منقطعة النظير اعتزامه المضى قدما فى سياسة الاغتيالات لكل من تسول له نفسه مقاومة محاولات تهويد التاريخ والجغرافيا.. ليس هذا كله سوى دليل جديد على الهزال الشديد الذى أصبح عليه الحال العربى، بحيث لم يعد أعداء هذه الأمة يحسبون لنا أى حساب ويفعلون بنا ما يشاءون وهم واثقون من عجزنا المطلق عن الرد أو الانتقام.
هذا الوضع المزري والمشين جعل "رعاياكم" يضعون أيديهم على قلوبهم وهم يتابعون استعداداتكم المرتبكة للمشاركة فى قمة تونس التى كان مقرراً ان تنعقد اليوم وغداً، خوفا من ان تنتهى هذه القمة، مثل سابقاتها، ببيان ختامى وجوده كعدمه، مجرد كلام فى كلام لا يقدم وإنما قد يؤخر، ولكن ثبت أن هذه الهواجس السائدة كانت أقل من الحقيقة المرة بكثير، حيث فشلتم حتى فى الاجتماع فى الموعد والمكان المحددين .. لأسباب تستغلق على الفهم حتى الآن.
ونحن نعذركم بطبيعة الحال، ونعلم علم اليقين ان بعضكم دأب على حضور هذه القمم العربية على مضض وكأنه ذاهب الى المقصلة أو ساحة التعذيب. ولولا الخوف من الملامة لما وضع نفسه فى هذه "الزفة الكذابة" المؤلمة.
ونعلم علم اليقين أن بعضكم غير مؤمن أصلا بالعروبة أو التضامن العربى أو العمل العربى المشترك، وأنه مضطر لترديد هذه الشعارات من باب ذر الرماد فى العيون وليس أكثر.
ونعلم علم اليقين أن بعضكم يحضر هذه القمم العربية لهدف واحد هو إبلاغ الأمريكان بما يدور فيها، وكتابة "تقارير" بكل همسة فى الدهاليز والكواليس.
ونعلم علم اليقين أن بعضكم لا يملك أصلا حق الأمر والنهى على النحو الذى يوحى به حديثه عن "السيادة" الوطنية بمناسبة وبدون مناسبة، لأن صاحب القرار الفعلى هو ساكن البيت الأبيض، وربما أيضا من هو أدنى من ذلك بكثير.
ونعلم علم اليقين أن وزراء خارجيتكم ومستشاريكم لم يعد لديهم بضاعة يضعونها أمامكم، وأمامنا، سوى بيانات الشجب والإدانة، وحتى هذه أخفقوا فى الاتفاق عليها ولم يعودوا قادرين على إجراء "المساومات" حولها، رغم أنكم قبل غيركم تعرفون ان هذه البيانات لا تحل ولا تربط، والأهم أنها لم تعد تنطلى على أحد من الأعداء أو الأصدقاء على حد سواء.
"رعاياكم" الذين وصلوا الى حافة اليأس لم يعد بمقدورهم ابتلاع هذا الاستهتار بالمصير العربى الذي وصل الى حد إلغاء لقاء على مستوى القمة بقرار فردى، وفى وقت تتعلق فيه كل الأبصار بثلاثة ملفات خطيرة تنتظر الحسم.. ملف فلسطين الملطخ بدماء الشهداء والمدنيين الأبرياء على يد شارون والفيتو الأمريكي.. وملف العراق الذي يفتح فاه لإعادة رسم خرائط بلدان عربية أخرى وفق التصورات الإمبراطورية الأمريكية.. وملف الإصلاح السياسى والاقتصادي فى البلدان العربية المركون على الرف منذ عقود.
"رعاياكم" لم يعد بمقدورهم المزيد من الصبر على هذا الاستهتار، وعلى الخطاب الرسمى الذى أخذ حقه – وزيادة – فى التطبيق وأسفر عن مصائب بلا حصر.. كانت ذروتها تأجيل القمة العربية الى أجل غير مسمى، الأمر الذي يفتح الباب أمام تداعيات خطيرة على مجمل العمل العربى المشترك على حد تعبير عمرو موسى الأمين العام لما كان يسمى بجامعة الدول العربية.
وبدون لف أو دوران نقول ان هذا التأجيل، بالشكل الانفرادي الغامض الذي تم به وفى الوقت الحرج الذى جرى فيه، يعنى تحرير شهادة الوفاة لمؤسسة لفظت أنفاسها الأخيرة بالفعل منذ سنوات، وهى مؤسسة لا نزرف عليها الدموع ولا أحد يهتم بالسير فى جنازتها.
وتبقى مسألة العمل العربى المشترك قضية مطروحة على جدول أعمال دول المركز بعد ان اختطفته دول الهامش سنوات عجافاً ووصل الحال بنا الى هذا الذي شاهدناه.
والبقية فى حياتكم.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين -الدير- و-الشيخ- .. -ياسين- يدفع فاتورة الاستشهاد جرائم ...
- رئيس الحكومة صاحب المزاج العكر .. أول ضحايا لعنة العراق
- من لا يقـــدر على - بــوش- وزعــانفــــه فليقــــذف نــادر ف ...
- من لا يقـــدر على - بــوش- وزعــانفــــه فليقــــذف نــادر ف ...
- العربى مريض .. فمن يكون - بوش - : الطبيب أم الحانوتى ؟
- صاحبـــة الجــلالة تنهـض من تحـت الأنقــاض
- بمناسبة انعقاد المؤتمر العام الرابع للصحفيين مـصــــر تستـحـ ...
- حــرب - الكــاتشــب - و - النفــط - للفــوز بالبيت الأبيــض
- انتبهوا أيها السادة : تهويد التاريخ بالاحتيال بعد تهويد الجغ ...
- أمريكا فى مواجهة العالم
- صـحفـــى مصــــرى .. بــدرجــة شيـــخ قبيــلة فى العــــراق!
- ســـــنـة ســــوداء للصـحـــافـــة
- مضــاعفــات انتقــال المبـــادرة مـن - المـركـز - إلى -الهام ...
- الحجاب- الفرنسى .. و-النقاب- الأمريكى!
- رحلة طــائــر جميــل.. في غـابــة لا تعـتــرف إلا بالغــربان
- ثقافة الاحتفاء بالصغائر والتفريط فى الكبائر
- تراجيديا ثلاثية المثقف والسلطة والمال كاتب كبير .. مات ثلاث ...
- لماذا تسلل رئيس الدولة الأعظم إلى عاصمة الخلافة العباسية مثل ...
- لا تفكـــروا فى الـذهــاب الى لنـــدن .. يــوم الأربـعــاء !
- الســحابـة الســــوداء .. والكتــاب الأبيــض


المزيد.....




- -قناع بلون السماء- للروائي الفلسطيني السجين باسم خندقجي تفوز ...
- شاهد.. آلاف الطائرات المسيرة تضيء سماء سيول بعرض مذهل
- نائب وزير الدفاع البولندي سابقا يدعو إلى انشاء حقول ألغام عل ...
- قطر ترد على اتهامها بدعم المظاهرات المناهضة لإسرائيل في الجا ...
- الجيش الجزائري يعلن القضاء على -أبو ضحى- (صور)
- الولايات المتحدة.. مؤيدون لإسرائيل يحاولون الاشتباك مع الطلب ...
- زيلينسكي يكشف أسس اتفاقية أمنية ثنائية تتم صياغتها مع واشنطن ...
- فيديو جديد لاغتنام الجيش الروسي أسلحة غربية بينها كاسحة -أبر ...
- قلق غربي يتصاعد.. توسع رقعة الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين
- لقطات جوية لآثار أعاصير مدمرة سوت أحياء مدينة أمريكية بالأرض ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - رسالة مفتوحة الى أصحاب الجلالة والفخامة والسموالبقية فى حياتكم