أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبد الجبار منديل - فلاسفة عصر التنويرفي اوربا – سبينوزا ( القسم الثاني )














المزيد.....

فلاسفة عصر التنويرفي اوربا – سبينوزا ( القسم الثاني )


عبد الجبار منديل

الحوار المتمدن-العدد: 2896 - 2010 / 1 / 22 - 02:34
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    



لقد كتب الفيلسوف سبينوزا اربعة كتب فقط هي ( رسالة في الدين و الدولة ) و( تحسين العقل ) و ( الأخلاق ) و ( الرسالة السياسية) ، وقد مرت هذه الكتب في البداية من دون ان تثير انتباه احد ولكن بعد سنوات قليلة انتبه لها الكثير من الكتاب والفلاسفة واثارت ضجة هائلة وكان لها اثر كبير وبالغ في تطور الفكر الأوربي والأرتقاء به الى مصاف الفكر العلمي العميق الذي عمل على تطوير النهضة العلمية ودعم الفكر التنويري . يقول سبينوزا ... ان الناس يميلون الى الإ عتقاد بان الله يحطم نواميس الكون من اجلهم . فاليهود مثلا يعتقدون ان المعجزات التي تحققت سواء في العبور او اثناء التيه تحققت من اجلهم لذلك فانهم شعب الله المختار ، فما من شئ يحرك نفوس الناس ويدفعهم الى الإيمان والعبادة اكثر من المعجزات التي تحرك الخيال والعواطف ، واننا لو نظرنا لبعض الكتب الدينية اليهودية بعين العقل وبمنظار فلسفي لوجدناها طافحة بالأخطاء والتناقضات والأمور المستحيلة فالناس يطلبون نصوصا تساعد على اثارة الخيال وتملأ بالحوادث الخارقة .
ويتسائل سبينوزا... هل ان معرفتي هي المعرفة الحقة ؟ وهل من الممكن الوثوق بحواسي فيما تنقل الى ذهني من المحسوسات ؟ .. وهل من الممكن الإعتماد على عقلي بالنتائج التي يستمدها من الأحاسيس والتي تقدمها الحواس ؟ .. اليس من الواجب ان نميز بين انواع المعرقة ولا نضع ثقتنا الا بعد الفحص والتمحيص ؟

يقول سبينوزا ان المعرفة البديهية هي ادراك الأشياء في نواحيها وعلاقاتها الأبدية لذلك فإنه يفرق بين النظام الموقت وهو عالم الأشياء والحوادث وبين ( النظام الأبدي ) وهو عالم القوانين والبناء الذي يسير هذه الأشياء والحوادث . وانه لا حاجة بنا الى ان نعرف سلسلة الأشياء الفردية المتغيرة لأن ماهيتها من الممكن ان توجد فقط في الأشياء الثابتة الأبدية .
لقد اتسمت كتابات سبينوزا بالصعوبة والتعقيد لذلك فانه يطلب من القارئ التمعن والدقة لكشف الغموض الذي يغلف النصوص .
يقسم سبينوزا الكون الى جوهر وعرض فالجوهر هو الحقيقة الاساسية الثابتة والتي هي بناء الكون وقوانين العالم ومواصفاته . فالطبيعة ذات مظهرين فهي فعالة حيوية خالقة من جهة وهي منفعلة مخلوقة من جهة اخرى .
اما العرض فانه شئ حادث وفردي وصورة زائلة. فالإنسان وجسمه وافكاره وفصيلته كلها اعراض لذلك فهي زائلة ولكنها صورة عن حقيقة ابدية ثابتة لا تتغير .
يقول سبينوزا ان العقل ليس مادة والمادة ليس فكرا وعملية الدماغ ليست سببا كما انها ليست نتيجة وليست هاتان العمليتان مستقلتين ومتوازنين اذ ليس هنا عمليتان وليس هنا وجودان بل عملية واحدة نراها من الداخل فكرا ومن الخارج حركة . هنا وجود واحد نراه من الداخل عقلا ومن الخارج مادة ولكنه في الحقيقة ليس الا مزيجا مندمجا من الإثنين . والعقل والجسم لا يؤثر احدهما بالأخر لأنها ليسا شيئا واحدا . ان حكم العقل ورغبة الجسم وميوله شيئ واحد بعينه وكل العالم متحد بنفس هذه الطريقة المزدوجة . فأينما وجدت عملا ماديا فليس ذلك الا جانبا واحدا من العملية العقلية . فالعملية العقلية الداخلية ترتبط في كل مرحلة مع العملية الخارجية المادية ونظام الأفكار وارتباطاتها هو نفس نظام المواد وارتباطاتها وبهذا فإن عنصر الفكر وعنصر المادة هما شئ واحد .
اما عن الفلسفة السياسية فان سبينوزا يقول انها تنبع من التميز بين نظامين هما النظام الطبيعي والنظام الأخلاقي ، او بعبارة ادق بين حياة الإنسان البدائية قبل تنظيم المجتمعات وبين حياته بعد تنظيم المجتمعات . وهو يرى ان الناس كانوا يعيشون قبل نشأة المجتمع في فوضى بغير قانون او تنظيم اجتماعي ولم يكن لديهم مفهوم عن الصواب والخطأ او العدل والظلم . وكانت القوة لديهم هو الحق .
ولم يكن في هذه الحالة الطبيعية التي يعيش فيها الإنسان قبل تنظيم المجتمع شيئا يسمى خيرا او شرا لأن كل انسان في هذه الحالة الطبيعية لا ينظر الا الى مصلحته ، فمصلحته هي الحق . لذلك فإنه لايدرك معنى الفضيلة ، لأن معنى الفضيلة لا يمكن ادراكه الا في ظل الحياة المدنية حيث يتقرر بالموافقة العامة ما هو الخير وما هو الشر ويصبح الإنسان مسوؤلا امام القانون . ان الناس ليسوا مهيئين بطبعهم للنظام الإجتماعي ولكن الخطر هو الذي دفعهم الى التجمع فالغريزة الفردية اقور من الغريزةالجماعية لذلك يجب اعداد الناس وتدريبهم على ان يكونوا مواطنين اجتماعيين . والإنسان ليس خيرا وصالحا بطبعه بل يفضل التربية والقوانين ، كما ان الضمير ليس فطريا ولكنه مكتسب يختلف باختلاف المجتمع ومثله العليا .
توفي سبينوزا في عام 1677 عن اربعة واربعين عاما فقط بمرض السل الذي ورثه عن والديه ، وكذلك بسبب البؤس والعوز الذي عاش فيه .
بعد حوالي قرنين من وفاته اقيم له تمثال في مدينة لاهاي في جو من التمجيد والتبجيل للفيلسوف الذي ساهم مساهمة كبيرة في بزوغ عصر التنوير .



#عبد_الجبار_منديل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلاسفة عصر التنوير في اوربا سبينوزا ( القسم الاول)
- فلاسفة عصر التنوير في اوربا فرنسيس بيكون( القسم الثاني )
- فلاسفة عصر التنوير في اوربا فرنسيس بيكون (القسم الاول)
- في العراق حكومة ضعيفة وغير قادرة على اتخاذ القرارات الصعبة
- الدستور العراقي العاطل المعطل
- لا اخلاقية الصراع على المال والسلطة في العراق
- التفجيرات الأخيرة ودور المسؤولين اللامسؤولين!!
- النواب يحاسبون الوزراء والمسؤولين فمن يحاسب النواب ؟!
- محاولات قضم الاراضي العراقية من قبل الاحزاب الكردية ....
- مستلزمات عودة المالكي كرئيس وزراء في المرحلة القادمة
- لماذا لن تسلم سوريا المطلوبين العراقيين؟!
- من هو رئيس وزراء العراق القادم؟
- قراءة محايدة للخارطة السياسية العراقية الحالية وأثرها على ال ...
- عودة الفرع الى الأصل...الكويت وكركوك إنموذجا
- النظم السياسية العربية وتجديد الذات
- الأنهار تموت عطشا ... مأساة الرافدين
- الخروج من عنق الزجاجة
- الدور المطلوب للأكراد في عراق اليوم
- النزاهة وطهارة اليد من نوري السعيد وعبد الكريم قاسم الى وزرا ...
- حرب الحكومة العراقية ضد الأكاديميين


المزيد.....




- أحد قاطنيه خرج زحفًا بين الحطام.. شاهد ما حدث لمنزل انفجر بع ...
- فيديو يظهر لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريب ...
- بسبب محتوى منصة -إكس-.. رئيس وزراء أستراليا لإيلون ماسك: ملي ...
- شاهد: مواطنون ينجحون بمساعدة رجل حاصرته النيران داخل سيارته ...
- علماء: الحرارة تتفاقم في أوروبا لدرجة أن جسم الإنسان لا يستط ...
- -تيك توك- تلوح باللجوء إلى القانون ضد الحكومة الأمريكية
- -ملياردير متعجرف-.. حرب كلامية بين رئيس وزراء أستراليا وماسك ...
- روسيا تخطط لإطلاق مجموعة أقمار جديدة للأرصاد الجوية
- -نتائج مثيرة للقلق-.. دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف أهداف لحزب الله في جنوب لبنان ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبد الجبار منديل - فلاسفة عصر التنويرفي اوربا – سبينوزا ( القسم الثاني )